غموض حول الموقف التركي من التدخل العسكري في سوريا
السبت 09/مايو/2015 - 06:27 م
طباعة

بالتزامن مع الاتهامات الموجهة إلى تركيا بشان دعم الميليشيات في سوريا، وتدريب عناصر المعارضة، وفتح ثغرات على الحدود التركية السورية لتسهيل تمرير العناصر المسلحة وكذلك تزويدهم بالسلاح، نفي رئيس الحكومة التركي، أحمد داود أوغلو، ادعاءات بأن أنقرة تحضر للتدخل العسكري في سوريا، موضحا بقوله " لا ليس هناك ما يتطلب اليوم تدخلا تركيا".
يأتي ذلك في الوقت الذى قال فيه معارضون من الحزب الجمهوري إن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد يلجأ إلى العمليات العسكرية في سوريا لتحسين شعبيته قبل الانتخابات التشريعية في السابع من يونيو القادم، وأعلن الأمين العام للحزب الجمهوري، جورسيل تكين أن "تركيا ستطلق عملية عسكرية في سوريا قريبا، مشيرا إلى أنه حصل على تلك المعلومات من "مصدر جدير بالثقة".
وبعكس ما حصل في الانتخابات السابقة التي فاز بها حزب العدالة والتنمية، فمن المتوقع أن يحصل هذه المرة على 38 إلى 45 في المئة من الأصوات، وفق آخر استطلاعات للرأي.

وقال داود أوغلو إن الوضع في سوريا متقلب، مشيرا إلى أن "ميزان القوى يتغير بسرعة في سوريا"، ولفت النظر إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد خسر أجزاء كبيرة من البلاد رغم الدعم الذي يتلقاه من روسيا وإيران.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نجحت فيه قوات الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة اللبنانية حزب الله فى السيطرة على منطقة واسعة من التلال والوديان في جرود القلمون الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية، وانه من خلال سلسلة من الضربات النوعية والناجحة للجيش والمقاومة اللبنانية أسفرت عن إحكام السيطرة على سير عز الدين ووادى الدين وشميس عين الورد وقرنة جوز العنب ومعبر الكنيس وحرف المحمضات وقرنة وادي الدار وحرف جوار الخراف في جرود القلمون الشمالية" بريف دمشق، مع فرار أعداد من المسلحين إلى جرود بلدة فليطة وبلدة عرسال اللبنانية.
وقال شهود عيان أن قوات الجيش السوري قضت على العديد من مسلحي "جبهة النصرة" والتنظيمات الموالية لها خلال عمليات مركزة نفذها ضد تجمعاتهم وخطوط إمدادهم في ريفي درعا والقنيطرة ، وأن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة إرهابية قادمة من بلدة داعل شنت هجوما مسلحا على أهالي قرية خربة غزالة بريف درعا الشمالي الشرقي ما أسفر عن مقتل كامل أفراد المجموعة التكفيرية، كما أحبطت وحدة من الجيش محاولة مجموعة إرهابية الاعتداء على نقطة عسكرية في بلدة الحراك شمال شرق درعا وقضت على معظم أفرادها ودمرت آلياتهم.

من ناحية آخري كشف النقاب مؤخرا عن عثور المفتشين الدوليين على آثار لغاز السارين وغاز الأعصاب في.إكس في موقع للأبحاث العسكرية في سوريا لم يتم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بها من قبل، والاشارة إلى أن نتائج فحص عينات أخذها خبراء من المنظمة في ديسمبر كانون الأول ويناير كانون الثاني جاءت إيجابية فيما يخص مواد أولية كيماوية لازمة لصنع العناصر السامة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية فى تقرير مطول لها أن هذا دليل قوي جدا على أنهم كانوا يكذبون بشأن ما فعلوه بغاز السارين.
كانت الولايات المتحدة قد هددت في العام 2013 بالتدخل العسكري ضد الحكومة السورية بعدما قتلت هجمات بغاز السارين في أغسطس اب من ذلك العام مئات السكان في منطقة غوطة دمشق التي تسيطر عليها المعارضة، لكن الحكومة السورية تفادت التدخل الأجنبي بقبولها باتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا انضمت بموجبه دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأقرت بامتلاك برنامج للأسلحة الكيماوية وتعهدت بتفكيكه.

وسلمت حكومة الرئيس بشار الأسد العام الماضي 1300 طن من الأسلحة الكيماوية إلى مهمة مشتركة بين الأمم المتحدة والمنظمة لتدميرها، لكن دمشق نفت استخدام غاز السارين أو أي أسلحة كيماوية أخرى في الصراع، وقالت المصادر الدبلوماسية إن عينات السارين وغاز الأعصاب في.إكس أخذت من مركز الدراسات والبحوث العلمية وهو هيئة حكومية تقول أجهزة مخابرات غربية إن سوريا طورت بها أسلحة بيولوجية وكيماوية.
من جانبه قال بيتر ساوكزاك المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نعمل على توضيح الإعلان السوري، لا يمكنني مناقشة أي تفاصيل لهذه العملية، لكن فريق التقييم سيصدر تقريرا في الوقت المناسب.

وقالت المصادر الدبلوماسية إن بعثة لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقق في مزاعم بوقوع عشرات الهجمات بغاز الكلور في الآونة الأخيرة في قرى سورية لكن حكومة الأسد ترفض دخول البعثة إلى المواقع، مع الاشارة إلى أن اكتشاف غازي في.إكس والسارين يدعم تأكيدات لحكومات غربية بأن الأسد احتفظ ببعض مخزوناته أو لم يكشف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن كامل نطاق القدرات أو الترسانة الكيماوية السورية.
وقال الدبلوماسيون إن مفتشي المنظمة ذهبوا إلى سوريا ثماني مرات للتحقق من صحة تفاصيل برنامج الأسلحة الكيماوية التي وردت في تقرير أولي لكنهم كانوا يعودون دوما بتساؤلات أكثر من الإجابات، وبموجب الاتفاق مع واشنطن وموسكو قبلت سوريا بتدمير دائم وكامل لبرنامجها للأسلحة الكيماوية وعدم استخدام الغاز السام في المعارك، لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية - غير المخولة بتوجيه الاتهام إلى طرف - قالت إن غاز الكلور استخدم "بشكل منهجي ومتكرر" كسلاح في سوريا بعدما سلمت دمشق مخزونها المعلن من الأسلحة السامة.