مليشيات "داعش" تنهب ملايين الدولارات يوميًا من بترول العراق وسوريا!!
الأربعاء 18/يونيو/2014 - 10:12 م
طباعة
خريطة بترول العراق
تنظيم داعش
وسعت مليشيات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) سيطرتها في الأراضي العراقية لتكسب مزيدًا من آبار البترول، في ظل توقعات بطول أمد الصراع واتساع دائرته، يأتي ذلك في إطار الحصول على القوة التي تبقي داعش على السطح السياسي لمرحلة طويلة عبر آبار البترول.
وكانت "داعش" قد سيطرت على أغلب الآبار في سوريا، ومن أهمها منطقة الشدادي بريف الحسكة، المصدر الرئيس لإنتاج البترول في محافظة الحسكة، عقب قتال استمر طويلا مع جبهة النصرة.
فقد أطبق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أكبر مصفاة للنفط في العراق، اليوم الأربعاء، بعد الاستيلاء علي مدينة بيجي، مساء أمس الثلاثاء.
وعرض المقاتلون السماح لحراس المصفاة البالغ عددهم 250 فردًا بالخروج الآمن بشرط مغادرة المصفاة، التي تقع على مشارف المدينة، على بعد 200 كيلو متر إلى الجنوب من الموص، وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظات العراقية بالمنتجات النفطية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 ألف برميل يوميًا.
كما تقع غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها، وباتت في معظمها تحت سيطرة المسلحين، وهي محل نزاع بين الجيش الحر السوري، و"داعش".
وكانت سوريا تصدّر ما يقارب 100 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية بعد تكريرها في مصفاتي "بانياس" و"حمص"، اللتين توقفتا عن العمل أيضاً، بعد أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
خرطية توضح سيطرة داعش
وقد قدم التليفزيون الفرنسي على موقعه الإخباري "فرانس تي في انفو" خريطة موضحة للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في سوريا والعراق، وبحسب الموقع فإن داعش تستفيد من الأزمة السورية وضعف النظام العراقي، من أجل توسيع مناطق نفوذها التي يسميها المختص في شئون الشرق الأوسط جان بيير فيليو باسم "جهادستان".
ولفت التقرير إلى أن تنظيم " داعش" خلال ساعات من المواجهات مع الجيش العراقي، استطاع الاستيلاء على العديد من المدن المحاطة بموقع البترول، بل ووضع يديه على الأنابيب التي تغذي المنطقة كلها بالبترول.
ونقلًا عن صحيفة " لو موند" فإن أبو بكر البغدادي أمير تنظيم داعش لديه نحو 10 آلاف مقاتل في العراق وأكثر من 7 آلاف مقاتل في سوريا، والبغدادي يعتبر بن لادن الجديد، إضافة إلى جيش من المتطوعين الذي استطاع من قبل الاستيلاء على إقليم الأنبار المحيط في مدينة الفلوجة غرب بغداد، وكذلك المناطق الغنية بالبترول في دير الزور والرقة في سوريا.
ويتعرض النفط السوري في الشرق والشمال إلى عملية نهب منظمة تبدأ من حقول إنتاج هذا النفط وصولًا إلى تركيا التي تشتريه بأسعار بخسة من جماعات مسلحة وعصابات نهب تديرها، ومن ثم تقوم مافيات تركية منظمة داخل الأجهزة التركية والحزب الحاكم بعملية تكرير النفط السوري المنهوب وبيعه في السوق التركية بالسعر الرسمي، ما يدر ربحًا على هذه المافيا، بنسبة تصل إلى الف بالمائة بعد احتساب حصة الجماعات التي تسيطر على حقول النفط والجماعات التي تسيطر على طرق نقله حتى معبر أعزاز حتى الحدود التركية في شمال سوريا.
ابار البترول
مجلة "تايم" الأمريكية، رأت أنه ليس من الغريب أن تصل أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، نظرًا للاضطرابات المخيفة في العراق، وعدم الاستقرار الجغرافي السياسي، خاصة في حالة نشوب حرب أهلية وشيكة في دولةٍ من أكبر منتجي النفط الخام في العالم.
وأشارت "تايم" إلى أن المتمردين اجتاحوا مدينة تكريت بشمال العراق، والتي تنتج 300 ألف برميل يوميًا، في حين فرضت القوات الكردية سيطرتها على مدينة "كركوك" الغنية بالنفط، بعد انسحاب القوات العراقية من مواقعها.
ونوهت إلى أن أعمال الإصلاحات في مصفاة البترول التي تنتج 250 ألف برميل يوميًا، والتي تضخ البترول عبر خط أنابيب من كركوك إلى مدينة جيهان التركية، توقفت منذ مارس الماضي، بسبب أعمال التخريب.
وارتفعت أسعار برنت الخام بنسبة 3% لتصل إلى 113,27 دولار للبرميل، واكتسب الخام الأمريكي أكثر من 2% ليصل إلى 106,71 دولار للبرميل، في أعلى مستوى لهما منذ شهر سبتمبر العام الماضي.
وأنتج العراق في شهر فبراير الماضي، ما متوسطه 3.6 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى له منذ تولى صدام حسين السلطة عام 1979.
أبو بكر البغدادي أمير تنظيم داعش
ورأى محللون أن سيطرة "داعش" على آبار البترول في العراق وسوريا يعد الركيزة الأساسية لتكون دولتهم عبر الاتجار بالنفط مع المافيا، أو عبر تهريبه إلى بعض الدول لضمان استمرار الموارد المالية والاقتصادية التي تساعد علي استمرار المقاتلين بالتنظيم، بالإضافة إلى جذب مزيد من المقاتلين بإغرائهم بالأموال.
وأضاف المحللون أن سعي "داعش" للسيطرة على البترول يأتي في إطار تغيير خطط التمويل، بعد أن فرضت سيطرتها على هذه الآبار في العراق وسوريا.
ويعتقد المراقبون أن قدرات تنظيم داعش، في ظل المعطيات الجديدة، سترتفع، وتزداد معها طموحات التنظيم بفرض المزيد من السيطرة على مناطق ومحافظات داخل العراق وسوريا، وسوف يستميت التنظيم من أجل السيطرة على مناطق آبار البترول، بالإضافة إلى الآبار التي سيطر عليها في وقت سابق، ويبلغ معدل سعر البرميل الخام نحو 100دولار، "تنظيم داعش، في حال تمكن من بيع نصف كمية الإنتاج (50 ألف برميل) وبنصف السعر المعلن، فأنه سيحصل على أكثر من 20 مليون دولار يومياً.
داعش
وعن تهريب النفط السوري والعراقي ، لفت تقرير لقناة المنار- إلى أن عملية نهب البترول الذي تسيطر عليه "داعش"، يتجه إلى تركيا التي تشتري هذا النفط بأسعار بخسة من جماعات مسلحة وعصابات نهب تديرها، ومن ثم تقوم مافيات تركية منظمة داخل الأجهزة التركية والحزب الحاكم بعملية تكرير النفط السوري المنهوب وبيعه في السوق التركية بالسعر الرسمي، ما يدر ربحًا على هذه المافيا، بنسبة تصل إلى ألف بالمائة بعد احتساب حصة الجماعات التي تسيطر على حقول النفط والجماعات التي تسيطر على طرق نقله، حتى معبر أعزازو حتى الحدود التركية في شمال سوريا.
وهناك تقارير لكل من مؤسسة كارنيجى الأمريكية، والصندوق الوطنى الأمريكى، تقول إن المناطق التي يوجد بها البترول في سوريا، ربما تنتج بترولا بقيمة 50 مليون دولار شهريا على الأقل، ويضيف إلى ذلك تحقيق «الفاينانشيال تايمز» أن المقاتلين في سوريا قد وجدوا لأنفسهم مصادر أخرى لتمويل نشاطهم بجانب ما يحصلون عليه من عائدات البترول، ومن بينها اختطاف أشخاص للحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم، والتهريب عبر الحدود، والهجوم على المصانع الموجودة في هذه المناطق وتفكيك محتوياتها ثم بيع أجزائها منفصلة، لكن يظل البترول هو المصدر الأهم للتمويل، وهو الذى دفع المنظمات التي تسمى نفسها بالجهادية إلى أن يقتلوا بعضهم البعض، أو حتى يقتلون أنفسهم في عمليات انتحارية في سبيل مليون دولار يوميًا.
وقال المحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد في الجيش المصري والمتخصص بالجماعات الإرهابية، يحيى محمد علي، "إن جوهر الخلاف بين داعش والنصرة هو المال، فمن يسيطر على الموارد الاقتصادية وخصوصا آبار النفط سيمتلك المال وبالتالي النفوذ والاستمرارية"، وقال إنه يتوقع استمرار الحربين العسكرية والإعلامية بين "داعش" وباقي الفصائل الإسلامية لضمان موارد التمويل، مع التخوف من وقف بعض الإمدادات المالية "إثر انكشاف طبيعة هذه التنظيمات وتبعيتها لتنظيم القاعدة"، مؤكدًا على أن هذه التنظيمات "باتت في صراع نفوذ ووجود".