الحوثيون وصالح يرحبون بالهدنة.. وتواصل أعمال الإغاثة
الأحد 10/مايو/2015 - 07:59 م
طباعة

واصل التحالف بقيادة السعودية غارته مستهدفا جماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وسط وصول قوات ماليزية الي المملكة لدخول ضمن التحالف وترحيب الحوثيين بالهدنة واستعدادها للحوار برعاية الأمم المتحدة.
المشهد السياسي:

أعلنت جماعة الحوثي الأحد 10 موافقتها على هدنة إنسانية في اليمن لمدة 5 أيام كانت السعودية أعلنتها في وقت سابق وتسري من الثلاثاء 12 مايو.
وأكد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" في بيان نشره أن الجماعة ستتعاطى بإيجابية مع أي جهود أو دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها السماح لوصول المساعدات والإمدادات لرفع المعاناة عن السكان.
بيان الجماعة جاء بعد ساعات من إعلان الناطق الرسمي باسم القوات الحوثية شرف غالب لقمان موافقة القوات الحوثية على مقترح الهدنة الإنسانية.
وقال لقمان إنه "بناء على مساعي بعض الدول الشقيقة والصديقة في إيجاد هدنة إنسانية يتم خلالها فك الحصار الغاشم والسماح للسفن التجارية بالوصول إلى الموانئ اليمنية وفتح المجال للمساعدات الإنسانية فإننا نعلن موافقتنا على الهدنة الإنسانية التي تبدأ يوم الثلاثاء القادم".
وهدد لقمان بالرد على أي اختراق عسكري للهدنة من قبل عناصر "القاعدة" وحلفائها، معتبرا ذلك "حقا مشروع وواجبا مقدسا دفاعا عن الشعب اليمني في مواجهة العدوان الغاشم والظالم".
وتأتي موافقة القوات الموالية لصالح على الهدنة التي ستؤدي الى تعليق الضربات الجوية المستمرة منذ اكثر من ستة اسابيع، بعد ساعات على استهداف مقاتلات التحالف العسكري العربي، منزل الرئيس السابق في صنعاء.
كما تأتي غداة يوم شهد عمليات جوية مكثفة على معاقل الحوثيين خصوصا في صعدة، التي قال الحوثيون بأن طيران التحالف العربي شن أكثر من مئة غارة.
ومن جهته أظهر حزب المؤتمر الشعبي العام في بيان صادر عن لجنته العامة ترحيبه بالهدنة وقال إنها خطوة هامة للوصول إلى هدنة وسلام دائمين لكن مدتها غير كافية.
شككت الحكومة اليمنية، الأحد، بصدق نوايا الحوثيين بشأن الالتزام بالهدنة الإنسانية التي كانت السعودية قد أعلنت عنها، والمفترض أن تبدأ يوم الثلاثاء المقبل.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، عن أمله في أن تصدق ميليشيات الحوثي، ولاسيما أن الوضع الكارثي في المناطق الخاضعة لها باتت كارثية.
بيد أن بادي استطرد، في المداخلة الهاتفية مع "سكاي نيوز عربية"، قائلا إن المتمردين، الذين يمنعون وصول المساعدات الإنسانية، يريدون "حربا أهلية واسعة".
وأوضح أن بيان "الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح" يؤكد ذلك، فهو قد أعلن الأحد، وفق بادي، رسميا تحالفه مع الحوثيين قبل أن يدعو إلى حمل السلاح من أجل القتال.
وعن الأسلوب الذي صيغ فيه بيان الحوثيين بشأن القبول بالهدنة، قال بادي إن الحكومة اعتادت على "اللغة الملتوية والمتهربة للحوثيين" منذ أحداث دماج.
وأكد أن المتمردين الحوثيين لا يتحدثون بوضوح ولا يلتزمون بأي اتفاقات حتى تلك التي يوقعون عليها، مشيرا إلى أنهم يحاولون "دوما التلاعب في الألفاظ".
وإذ قال المتحدث باسم الحكومة إن المتمردين يسعون دائما إلى "التصعيد لا التهدئة"، فإنه أكد أن التزام الحوثيين بالهدنة قد يسمح لهم بالمشاركة في حوار الرياض.
فيما التقى مير دولة الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» اليوم نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء «خالد محفوظ بحاح» الذي يزور الكويت حاليا.
وسيناقش بحاح سبل دعم جهود الإغاثة لمساعدة اليمنيين، وتبادل الآراء حول سبل استئناف العملية السياسية. وتأتي زيارته قبيل ساعات من مغادرة أمير الكويت إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي في القمة المرتقبة مع القادة الخليجيين.
حوار القاهرة
حول حوار القاهرة، رفضت قيادات يمنية جنوبية ، لقاء عدد من القيادات الشمالية، المحسوبة على الرئيس المخلوع على عبدالله صالح في القاهرة أمس الأول الجمعة، ما دفع قيادات الشمال للاجتماع بمفردهم، لبحث أوضاع المؤتمر الشعبي العام، وتصرفات صالح، وامتنعت القيادات الجنوبية عن الاجتماع بأي قيادات شمالية من المؤتمر الشعبي العام، لبحث أي إطار واتفاقات أخرى بخلاف مخرجات الحوار الوطني، ما لم يكن تحت مظلة الرياض.
وقال الدكتور عادل الأهدل، القيادي السياسي بالحراك الجنوبي في عدن، إن الاجتماع في القاهرة، انفرد بالأعضاء الـ8 للمؤتمر الشعبي العام في القاهرة، والذي يبحث تصرفات المخلوع صالح، في الآونة الأخيرة. وأوضح أن القيادات اليمنية الشمالية المقربة من صالح، التي عقدت اجتماعًا بمفردها، هي أبوبكر القربي، وزير الخارجية السابق، إلى جانب حمودة الصوفي، وياسر العواض، وحمود عباد، ومحمد الشايب، ورشاد العليمي، وآخرين.
وذكرت مصادر يمنية مطلعة في القاهرة، بأن قيادات الشمال في المؤتمر الشعبي العام، ناقشت خلال اجتماعاتها في القاهرة، إمكانية الوصول لحل جذري لخروج صالح وأمواله من اليمن، وتقديم اللجوء لأي دولة من الدول العربية، بالإضافة لمراجعة الموقف من المؤتمر، الذي سيعقد في الرياض، في17 و18 من الشهر الجاري، لتقديم المسودة التي سوف يتم الحوار حول ما سبق مناقشته وتقديمه في الحوار الوطني السابق. وأوضحت المصادر، أن هذه المجموعة تسعى لعملية غسيل أموال للرئيس السابق عبدالله صالح، وذلك بعد توارد معلومات لدى المصادر، بتحويلات بنكية من قبل صالح لهم، من بنوك أوروبا، لنقلها إلى أماكن مجهولة، حيث إنهم قيادات مقربة من علي عبدالله صالح.
الوضع الميداني:

وميدانيا أفادت مواقع يمنية بأن مدير مكتب عبد الملك الحوثي وسكريتره الشخصي، قتلا في غارة جوية شنها طيران التحالف العربي مساء السبت.
وأكدت مصادر منتمية لحزب الرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح وسكان محليين أن غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية استهدفت منزل صالح في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكرت قناة فضائية مملوكة لجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، أن طيران التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، يواصل شن غاراته على على محافظة صعدة - معقل الجماعة - وبشكل مكثف. وأوضحت قناة "المسيرة" أن طيران التحالف استهدف منزل أحد المواطنين في ضحيان، ولم ينتج عنه إصابات، كما نفذ ثلاث غارات على مدينة صعدة وضواحيها، ودمر منزل أحد المواطنين بقرية الجميمة في مران.
في أول ظهور له بعد استهداف منزله من قبل طيران العدوان السعودي، فجر الأحد ، دعا الرئيس اليمني السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، الشعب اليمني إلى المصابرة، والصمود أمام العدوان الذي يستهدف مقدرات اليمن.
ودعا في كلمة ألقاها من أمام منزله بصنعاء، اليمنيين إلى الصبر في مواجهة العدوان، والانتباه للخلايا النائمة، مؤكداً أن كافة القوى اليمنية الخيرة ستتحالف لردع المعتدين، وأعلن تحالفه مع أي قوى وطنية تواجه العدوان، كما أعلن - باسم مؤسسة الصالح - التبرع بمبلغ مليون دولار لليمنيين العالقين في القاهرة والهند .
وكان المتحدث باسم قوات التحالف، أحمد عسيري، أعلن، أمس السبت، في مؤتمر صحافي، عن تنفيذ 130 غارة لطائرات التحالف، ضد 100 هدف، مؤكداً أن الغارات في صعدة ركزت على مقار القيادات الحوثية، واستهدفت 17 مقراً قيادياً خلال الـ24 ساعة الماضية. على صعيد متصل، تجددت الاشتباكات بين قوات الحوثيين و"المقاومة الشعبية"، الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الأحد، في مدينة تعز وسط البلاد، ونقلت "الأناضول" عن مصادر محلية، قولها إن "اشتباكات عنيفة ما زالت متواصلة حتى الآن تدور بين قوات الحوثي ومسلحي المقاومة الشعبية، في حي حوض الأشراف وقرب تلة الإخوة في مدينة تعز"، عاصمة المحافظة الأكثر سكاناً في اليمن. وأضافت المصادر، أن دوي الانفجارات الناجمة عن الاشتباكات ما يزال متواصلا ويسمع صداه إلى مسافات بعيدة من المدينة.
المشهد الدولي:

وعلي صعيد التحركات الاقليمية والدولية، وصلت إلى القواعد الجوية السعودية اليوم الأحد طلائع القوة الماليزية المشاركة في تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية ضمن مرحلة "إعادة الأمل".
وبذلك تصبح ماليزيا الدولة الـ 12 في التحالف بعد السنغال التي أعلنت مشاركتها الأسبوع الماضي في التحالف عبر إعلان وزير خارجيتها مانكير ندياي للبرلمان السنغالي.
وقالت "وكالة الأنباء السعودية" (واس) نقلاً عن وزارة الدفاع السعودية إن مركز عمليات التحالف يجري تحضيراته لانضمام القوة الماليزية والسنغالية وطبيعة المهام التي ستوكل إليهما بمشاركة دول التحالف.
فيما حذر رئيس جيبوتي اسماعيل عمر غله من مخاطر تعزيز "ارهاب القاعدة" نتيجة النزاع في اليمن متعهدا في الوقت نفسه الاستمرار في دعم السكان الفارين من النزاع. وقال عمر غله في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان النزاع في اليمن يغذي المنافسة الخطيرة بين المسلمين الشيعة والسنة، ما من شأنه تعزيز انتشار تنظيم القاعدة في البلاد كما يشكل خطرا على المنطقة باكملها، وحذر غله ايضا من ان العنف في اليمن قد يسمح لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ان يعزز قوته وسيطرته على مناطق في البلاد. وقال غله خلال المقابلة في القصر الرئاسي في جيبوتي ان تنظيم القاعدة “يستغل تجدد التوتر بين السنة والشيعة… ومن شأن ذلك ان يحدث فجوة كبيرة لدى الشعب اليمني الذي لم يشعر يوما بالاختلاف بين الاثنين (السنة والشيعة).
كما حذر نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان تميم، التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، من جر الأمور في اليمن إلى أوسع مما هو حاصل. وقال خلفان في تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "الحروب لها آثار سيئة. ...التحالف أنجز إنجازات رائعة، ثم أعلن وقف الحرب وقلنا صح. بقى الحذر من أن يجر الأمر إلى أوسع من ذلك". وأضاف "الرأي أن التحالف أنجز أهم أهدافه". وقال "لو كنت أنا الذي ادير الحرب الحرب اكسب صالح وأقلم أظافر الحوثي واتركه في مهب الريح وانهي الحرب في عشرة ايام".
الحضور الإيراني:

وفيما يتعلق بالحضور الإيراني في الملف اليمني، أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أن مجموعة السفن الإيرانية (34) وجهت تحذيرا لسفن وطائرات أمريكية وفرنسية في مياه خليج عدن.
وأوضحت الوكالة أن تلك التحذيرات، جاءت بعد اقتراب سفن حربية فرنسية وأمريكية، من المجموعة البحرية الإيرانية المؤلفة من المدمرة "البرز" و"الفرقاطة اللوجستية "بوشهر"، مشيرة إلى أن تلك السفن تجاوزت الخمسة أميال المحيطة بالمجموعة الإيرانية.
وعلي صعيد التصريحات الايرانية، قال نائب رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، محمود هاشمي شاهرودي، إن حرب التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على الحوثيين والموالين للرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، قد تغير أوضاع المنطقة.
وتهجم شاهرودي على السعودية، وقال إنها تقوم بـ"تسليح الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتدريبها وتمويلها، وإثارة الفتنة الطائفية الكبرى".
واتهم الدول العربية المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وقوات صالح في اليمن، بإنفاق الموارد والثروات الطبيعية "لتحقيق أهداف الشيطان الأكبر وقتل المسلمين"، ونعتها بـ"الأنظمة العميلة".
ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن شاهرودي، وصفه للدول المشاركة في التحالف العربي بـ"الفاسدة" و"السفاحة"، وزاد أن "الشيطان الأكبر احتضنها"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف أن دول المنطقة "أصبحت دُمى يحركها الكيان الإسرائيلي".
وقال إن دول التحالف التي وصفها بـ" التحالفات الإرهابية المتطرفة"، "تعمل لصالح أميركا وإسرائيل من أجل تحريض الشعوب ضد بعضها بعضا"، مضيفا أن التحالف "تم تشكيله من أجل دعم عميل هارب؛ دعم لشخص لا شرعية له".
الوضع الإنساني:

ومن جهة أخرى قال يوهانيس فان دير كلاوف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن "القصف العشوائي للمناطق السكنية سواء بتحذير مسبق أو بدونه يتنافى مع القانون الإنساني الدولي".
واعتبر دير كلاوف في بيان الأحد أن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية على مدينة صعدة في اليمن، حيث يوجد الكثير من المدنيين المحاصرين هناك تنتهك القانون الدولي.
فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأحد، أن سفينة تابعة للأمم المتحدة محملة بالوقود وصلت في نهاية الأسبوع إلى اليمن بعد توقف توزيع الأغذية في بعض مناطق البلاد التي تشهد حربا، بسبب نفاد الوقود. ورست السفينة المحملة بـ300 الف لتر من الوقود والمعدات السبت في ميناء الحديدة غرب اليمن، على أن تصل سفينة ثانية مساء الأحد، كما قال البرنامج في بيان. وكان البرنامج أعلن في 30 إبريل أن النقص في الوقود سيرغمه على وقف تدريجي لعمليات توزيع الأغذية في حين أن الوضع الإنساني يتفاقم.
كما يعيش أهالي محافظة صعدة اليمنية، أوضاعًا معيشية بالغة الصعوبة مع تصعيد التحالف العربي غاراته الجوية على مراكز وتجمعات مليشيا الحوثي المسلحة هناك، وفيما نزح الآلاف من سكان المحافظة، البالغ تعدادها نصف مليون نسمة، إلى المحافظات الأخرى، ما زال باقي السكان تحت جحيم الحرب ونقص السلع والخدمات الضروري، ووفقاً للمصادر، فإن عدد النازحين يقترب من 30 ألف نازح، فيما آلاف السكان يواصلون نزوحهم حتى ظهر أمس.