داعش والنصرة .. تجدد معركة توسيع النفوذ في سوريا

الأحد 10/مايو/2015 - 11:31 م
طباعة داعش والنصرة ..
 
تشهد سوريا حاليا تنازعًا في النفوذ العسكري على الأراضي الجديدة التي  يفقدها النظام السوري بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش " وقاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة " ففي الوقت الذى تتقدم فيه "جبهة النصرة"  التي تتزعم "جيش الاسلام "في مناطق جسر الشغور مدخل الساحل السوري نرى تقدم ملحوظ لداعش في جبهة القلمون على الحدود اللبنانية.
داعش والنصرة ..
 حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلي "جبهة النصرة" والفصائل الإسلامية التي تقاتل إلى جانبها تمكنوا من اقتحام أحد أبنية المشفى الوطني في مدينة جسر الشغور - شمال غرب سوريا- حيث يحاصر 250 جنديًا ومدنيا منذ أسبوعين وأن ضباطا كبارا من النظام وعائلاتهم بين المحاصرين في حين تمركزت قوات النظام السوري على بعد نحو كيلومترين من المشفي  عاجزة عن صد الاقتحام 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "تمكن مقاتلو جبهة النصرة والفصائل الإسلامية من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المشفي الوطني" الواقع عند الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور  وأن  اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية من جهة وقوات النظام المتحصنة داخل المبنى من جهة أخرى وأن هجوم مقاتلي النصرة وحلفائها بدأ  بعد تفجير عربة مفخخة في محيط المبنى وبذلك يكون قد سيطر مقاتلو "جبهة النصرة" على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب بعد أقل من شهر على خسارة النظام لمدينة إدلب، مركز المحافظة في 28  مارس 2015م 
 وعلى جبهة في منطقة القلمون شمال العاصمة دمشق هاجم مسلحي "جبهة النصرة" مواقع للجيش السوري وحزب الله اللبناني ادى الى وقوع خسائر في الأرواح من الجانبين الذي وصف بأنه استباقي لهجوم واسع كان الجيش السوري يستعد لشنه على مواقع "جبهة النصرة" في المنطقة.

داعش والنصرة ..
وقد استهدف الهجوم  تمركزات ومقار حزب الله" في منطقة القلمون الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا وفي  عدة محاور فی جرود الجبة وعسال الورد وتدور اشتباكات عنيفة بين حزب الله مدعوما بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في جرود القلمون". على الجانب الاخر تدور اشتباكات عنيفة بين  الجيش  السوري  وداعش في ريفي حمص الشمالي والشرقي في قرى الخريجة وعرشونة والسلطانية و محور قمة النبي يونس وشهدت مدينة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وعناصر من تنظيم "داعش"، قتل خلالها أكثر من ثلاثين شخصا بينهم ضابط كبير وقياديون من التنظيم. في حين حققت قوات النظام ومقاتلو حزب الله تقدما على جبهة القلمون. 
وأسفرت الاشتباكات العنيفة بين  الطرفين في مدينة دير الزور شرق سوريا عن مقتل 34 عنصرا على الأقل في صفوف الطرفين،  ففي جنوب شرق مطار دير الزور العسكري وفي محيط حاجز جميان"، الواقع عند أطراف حي الصناعة في جنوب شرق المدينة قتل 19 على الأقل  من قوات النظام والمسلحين الموالين له  فيما قتل ما لا يقل عن 15 عنصرا من التنظيم (داعش) بينهم قياديون.
ومن بين قتلى قوات النظام السوري وفق المرصد "ضابط برتبة لواء ركن وهو قائد لواء الدفاع الجوي في مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى أربعة عناصر فصلت رؤوسهم عن أجسادهم من قبل عناصر التنظيم".
داعش والنصرة ..
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "انتحاريا من تنظيم الدولة الإسلامية فجر نفسه بعربة مفخخة عند حاجز جميان الخاضع لسيطرة قوات النظام"، بعدها تمكن التنظيم من السيطرة على الحاجز ومكنت هذه السيطرة مقاتلي التنظيم من "التقدم باتجاه مطار دير الزور العسكري"، مع قصف متبادل طال مواقعهما في ضواحي المدينة.
وفي حال تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على كامل مدينة دير الزور، فستكون بذلك مركز المحافظة الثاني الذي يخضع لسيطرته بعد الرقة  التى تقع شمال سوريا  التي أعلنها التنظيم عاصمة "دولة الخلافة" في يونيو  2015م كما ستكون مركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة وادلب شمال غرب سوريا  التي تمكنت جبهة النصرة  وفصائل إسلامية أخرى من السيطرة عليها بالكامل في شهر مارس2015م 
 وبذلك تكون داعش قد  واصلت "كسب" أراض كبيرة في سوريا، على الرغم من  ضربات التحالف الدولي وهى تمثل ما لا يقل عن ثلث أراضي  سوريا  ونفس  الأمر بالنسبة لجبهة النصرة 
داعش والنصرة ..
وبذلك تكون الخريطة السورية قد تم تمزيقها وتقاسمها على ثلاثة أطراف متنازعة  هي
1- النظام السوري ومليشيات حزب الله، وتسيطر على معظم المدن الكبرى بالمحافظات.
2-جبهة النصرة  مع الجيش الحر تبسط سيطرتها على مناطق في حلب والرقة ودير الزور وأدلب والغوطة الشرقية ودرعا وحماه وفي الشمال، حققت تقدمًا واسعًا في الأرياف، وصولًا لسيطرتها على أكثر من نصف مدينة حلب، وتمكنت من طرد القوات النظامية من كافة أرياف حلب التي تمتد شمالًا حتى الحدود التركية،  واستولت على مساحات إضافية من المدينة التي تتركز معاركها على محور الشيخ نجار شمال شرقي المدينة  وجمعية الزهراء  شمال غربي المدينة ، والسجن العسكري وتخترق صفوف النظام بعمليات في مناطق واقعة تحت سيطرته، أهمها باب الفرج وحلب القديمة التي تسيطر المعارضة على نحو 70 % منها، بالإضافة إلى معارك في عمق المدينة مثل ثكنة هنانو وتتواصل الاشتباكات مع  قوات  الأسد في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية  ومنطقة عدرا العمالية في ريف دمشق، وسفح الجبل الغربي لمدينة الزبداني في الريف الدمشقي و بلدة الطيبة بالغوطة الغربية في ريف دمشق.
3-  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» والذي وسع نطاق سيطرته في مناطق عِدة في القامشلي والحسكة والرقة التي تعد أبرز معاقل التنظيم الذي تقدم من خلالها باتجاه أرياف الحسكة ودير الزور وكذلك دير الزور والمدن الواقعة شرق حلب، هي «الباب» و«منبج» وسد تشرين وجرابلس التي تربط مناطق نفوذها بالرقة وسيطرة التنظيم على عدد من مناطق المحافظة و حقول النفط الرئيسة في محافظة دير الزور السورية،  وحقل التنك النفطي الواقع في بادية الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور.
داعش والنصرة ..
وحذر  معاذ مصطفي المستشار السياسي في الائتلاف الوطني السوري  من هذا الوضع قائلا "إن الأهم من  توسيع نفوذ داعش هو أن عدد الأشخاص الذين يعيشون الآن تحت سيطرة داعش قد ارتفع أيضًا إلى حد كبير وبطبيعة الحال، وفي حرب غير نظامية مثل التي تشهدها سوريا، السيطرة على الناس هي أكثر أهمية بكثير من السيطرة على الأراضي. وفي هذا الصدد، أيضًا، تبدو الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ بالنسبة للتحالف الدولي وفي الشهرين الأولين بعد بدء الضربات الجوية الأمريكية، أصبح حوالي 1000000 من السوريين الذين كانوا يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها المعتدلون، يعيشون الآن في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة جبهة النصرة وداعش وتشمل مجالات توسع داعش قطاعات واسعة من صحراء حمص، والتي تبدأ من أقصى جنوب المدينة الشمالية المتنازع عليها، حلب.
 وتابع  "ولا يعني هذا أن الأرض ليست ذات قيمة لداعش لان  التضاريس المكتسبة حديثًا تسمح لقوات التنظيم باستهداف وتهديد مناطق أكثر قيمة. ومنذ بدء الحملة الأمريكية في شهر أغسطس 2015 ، كان  هناك براعم صغيرة من سيطرة داعش في كل من حمص الشرقية، والقلمون، وجنوب دمشق. ولكن هذه البراعم لا تنمو بسبب صعوبة الاتصال بين تلك الخلايا الغربية ومناطق داعش الرئيسة في الرقة ودير الزور في شمال وشرق سوريا".
 وبذلك تحولت الخريطة  السورية  إلى مجرد مناطق نفوذ للجماعة السورية وسط فقدان سيطرة واضح من النظام السوري 

شارك