تواصل المعارك في اليمن عشية الهدنة

الإثنين 11/مايو/2015 - 05:09 م
طباعة تواصل المعارك في
 
استمرت غارات التحالف الذي تقوده السعودية ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، عشية بدء الهدنة لوقف إطلاق النار في اليمن مدتها خمسة أيام وتبدأ الثلاثاء للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى اليمن، وسط سقوط مقاتلة مغربية في صعدة.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
فقد شنّ التحالف الذي تقوده السعودية، صباح اليوم الاثنين، غارةً جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت جبل عطان (جنوباً)، حيث مقر ألوية الصواريخ البالستية.
كذلك شنّ التحالف غارات في منطقة صرواح في محافظة مأرب، مستهدفاً تجمعات لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين). وأكّدت مصادر محلية أن القصف أسفر عن تدمير دبابات، وسُمعت انفجارات في المكان.
على خط موازٍ، قصف التحالف "قلعة القاهرة" التاريخية، التي تتحصن بها جماعة "الحوثيين" وقوات المخلوع علي عبدالله صالح.
واستهدفت الطائرات القلعة بخمسة صواريخ، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها، من دون معرفة ما إذا كان القصف قد أدى إلى سقوط قتلى أو جرحى.
من جهة أخرى ذكرت مصادر عسكرية، أن المقاومة الشعبية أحبطت هجوما للحوثيين وقوات صالح، التي حاولت اقتحام المدخل الغربي لعدن والسيطرة على مصفاة المدينة؛ ما أدى إلى مقتل 15 مسلحًا وإصابة آخرين.
وفي تعز، قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بالإضافة لامرأة وطفلتها من خارج العائلة، مساء أمس الأحد، وذلك جراء هجوم قذيفة هاون أطلقتها قوات الحرس الجمهوري، الموالي للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، الداعم لميليشيات "الحوثيين"، بحسب الناشط الميداني محمد رشاد، المجاور لمنزل العائلة الكائن في حي الكوثر بالقرب من ساحة الحرية وسط تعز.
فيما أعلنت حركة أنصار الله، أنها أسقطت مقاتلة مغربية من طراز إف-16 في وادي نشور في محافظة صعدة شمال اليمن الحدودية مع السعودية. وكانت القوات المسلحة الملكية المغربية أعلنت في بيان لها مساء الأحد، أنها فقدت طائرة مقاتلة تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المسلحين الحوثيين باليمن.
وفيما يتعلق بالأوضاع على الحدود بين السعودية واليمن، تبادلت القوات السعودية وأخرى تابعة لجماعة الحوثيين قصفًا مدفعيًّا وصاروخيًّا في مناطق متفرقة على الحدود اليمنية السعودية، وذلك عشية دخول الهدنة بين الجانبين حيز التنفيذ.
وقالت قناة الإخبارية السعودية: إن منطقة نجران تعرضت لقصف مدفعي من الأراضي اليمنية؛ ما استدعى ردًّا سعوديًّا.
ونقلت القناة عن شهود عيان تأكيدهم سقوط قذائف الهاون على أحياء متفرقة في منطقة نجران، جنوب السعودية، استهدفت مناطق سكنية ومحيط السجن المركزي.
وقصفت القوات السعودية مصادر نيران حوثية في منطقة القمع بمحافظة صعدة الحدودية مع المملكة، التي تعد معقل الحوثيين في اليمن، ردًّا على سقوط قذائف على مدينة نجران السعودية.
وقال سكان المنطقة: إن القوات السعودية وقوات تابعة لجماعة الحوثي تبادلتا قصفا عنيفا بالمدفعية والصواريخ في المنطقة الحدودية، وأفاد الحوثيون أنهم أطلقوا صواريخ "كاتيوشا" وقذائف "المورتر" على مدينتي جازان ونجران الاثنين، بعد أن قصف السعوديون محافظتي صعدة وحجة بأكثر من 150 صاروخًا.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
طالب وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني محمد الميتمي، دول الخليج، بالضم الكامل والفوري لبلاده إلى مجلس التعاون الخليجي.
وقال في تصريحات لوسائل إعلام عربية: إن "هذه الخطوة ستشكل ركيزة انتشال اليمن من وضعه الكارثي".
وأوضح الميتمي أنه لم يجد أي تردد من قبل قادة دول الخليج، التي زارها ضمن وفد يمني برئاسة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح؛ مشيراً إلى أنه إذا ما تمت خطوة ضم اليمن فإنها ستشكل موجة عارمة من الأمل.
وعن مشروع "مارشال العربي" الذي طالبت به اليمن، قال الميتمي إن بلاده بحاجة إلى 40 مليار دولار للسنوات الخمس المقبلة لإعادة بناء ما دمرته الحرب، والرقي بمستوى الخدمات.
وقد رسم الميتمي صورة قاتمة لوضع بلاده قائلاً: إن 21 مليون يمني أصبحوا تحت خط الفقر، ما يشكل نسبة 80% من السكان، مضيفاً أن "البلاد تمتلك قدرات هائلة، لكنها أفقرت بسبب سوء الإدارة على مدى الستين سنة الماضية".
وأكد أن الوضع أصبح كارثيًّا، لدرجة أن عددًا كبيرًا من اليمنيين سوف يكونون في خطر حقيقي قريباً، وأن كثيراً منهم لن يجد الغذاء إذا تركوا دون مساعدة. ودعا الوزير اليمني دول المجلس إلى التدخل العاجل لإنقاذ اليمنيين، قائلاً إنه وجد تفهماً كبيراً لدى القادة الكويتيين.
وجاءت تصريحات الوزير اليمني خلال زيارة الوفد الحكومي للكويت في إطار جولة خليجية يقوم بها نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، إذ عقد نائب الرئيس اليمني اجتماعات مع القادة الكويتيين، على رأسهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وولي العهد الكويتي بالإضافة إلى رئيس الوزراء. وأوضح الميتمي أنه لا خيار عن الحل السياسي في اليمن، مؤكداً أن هناك بوادر مشجعة في هذا الاتجاه.
وعلى صعيد آخر توقف بث قناة "المسيرة"، التابعة للحوثيين في اليمن، على القمرين الصناعيين "نايل سات" و"هوتبيرد"، في حين دعت القناة جمهورها لمتابعتها على القمر الروسي.
وتوقف بث التلفزيون اليمني بشكل مفاجئ، الأحد، على "نايل سات" و"الأوروبي"، كما حجب موقع "يوتيوب" قناته الخاصة وتسجيلات تابعة له، بحسب متابعين ونشطاء يمنيين.
وتعليقاً على منع بثها على القمرين نايل سات والأوروبي، قالت "المسيرة"، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن بثها توقف "بسبب ضغوط سعودية أمريكية على الشركة المالكة"، ولم تذكر القناة أية تفاصيل أخرى.
فيما قالت مصادر مطلعة ليمن برس أن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض تعيين وزير الداخلية السابق عبده الترب وقائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر.
وأكدت المصادر أن عبده الترب وعلي محسن وخالد بحاح كانوا مرشحين لمنصب نائب الرئيس لكن هادي رفض تعيين نائباً في البداية جملة وتفصيلاً وماطل لأكثر من أسبوعين في قرار التعيين بغية التهرب منه.
وبحسب المصادر فإن هادي رفض تعيين عبده الترب أو علي محسن لما يتمتعان به من شعبية ولخلفيتهم العسكرية بينما بحاح لا يوجد له أي خلفية عسكرية، وتم تكليفه بالعمل الإغاثي، بينما ما زال هادي هو من يمسك بالملف العسكري الذي يعد الملف الأهم في هذه المرحلة.

ماليزيا تنفي الانضمام للتحالف

ماليزيا تنفي الانضمام
فيما نفى قائد الجيش الماليزي انضمام بلاده للحلف السعودي ضد جماعة الحوثيين، مؤكدا أن المهمة الوحيدة لقوات بلاده في السعودية هي الإشراف على إجلاء من تبقى من الماليزيين في اليمن، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وأكد قائد الجيش الماليزي أن الهدف الوحيد للقوة التي وصلت إلى المملكة هو الإشراف على إجلاء رعايا كوالالمبور.
وقال بيان صادر الاثنين عن قائد الجيش الماليزي، الجنرال ذوالكفل محمد زين "بصفتي قائد القوات الماليزية، أود أن أؤكد بأن المهمة الوحيد لقواتنا في السعودية هي الإشراف على الإجلاء الآمن والسلس لمن تبقى من المواطنين الماليزيين في اليمن".
وتابع الجنرال الماليزي بالقول إن بلاده بعثت بطائرتين عسكريتين للنقل الجوي؛ من أجل التمركز في قاعدة الأمير سلطان بالرياض واستخدامها نقطة انطلاق لمهام الإجلاء، مبديا أمله في نجاح مبادرة وقف إطلاق النار باليمن التي يفترض أن تبدأ الثلاثاء.
وكانت السعودية قد أعلنت الأحد وصول طلائع القوة الماليزية المشاركة في العمليات العسكرية لدعم الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بمواجهة في اليمن، مشيرة إلى أن عدد الدول التي باتت مشاركة في التحالف الذي تقوده الرياض ارتفع إلى 12 دولة.

إيران حاضرة

إيران حاضرة
وعلى صعيد الدور الإيراني في الحرب اليمنية، أفاد مراسل وكالة أنباء "فارس" الموفد أن المساعدات الإنسانية الإيرانية بعنوان "قافلة الإنقاذ" تتضمن أدوية وأغذية لإغاثة الشعب اليمني في ظل العدوان السعودي الأمريكي الغادر الذي يتعرض له منذ 24 مارس الماضي.
وتبلغ شحنة سفينة المساعدات الإنسانية الإيرانية "إيران شاهد" 2500 طن، منها 1200 طن من الأرز و700 طن من الدقيق و400 طن من المعلبات و500 طن من الأدوية والمعدات الطبية و50 طنًّا من المياه المعدنية وعدد من الأغطية وألف خيمة جماعية وأدوات الطبخ المنزلية.

المشهد الإقليمي

المشهد الإقليمي
على صعيد المشهد الإقليمي، ردّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات على أحاديث ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي السابق، على "تويتر"، التي كان يشيد فيها بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقال الشيخ عبدالله بن زايد عبر حسابه في تويتر لـ"خلفان": "لتكن ثقتك في قيادتك التي تشارك القيادة السعودية حزمها وأملها، وترفض وضع يدها بيد صالح، الذي استرخص أرواح اليمنيين، وغدر بجيرانه".  
فيما يجتمع اليوم قادة دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، للتحاور معه عن هموم الشرق الأوسط (حرب في العراق، وأخرى في سورية، وثالثة في ليبيا، والرابعة في اليمن). تقول كل المصادر الإعلامية: إن سبب دعوة الرئيس الأمريكي قادة دول الخليج إلى الاجتماع معهم، هو أن يضعهم في صورة الاتفاق الأمريكي الإيراني حول المشروع النووي، وأن تخوفاتهم مشروعة من ذلك المشروع الإيراني، لكنه سيؤكد للقادة العرب المجتمعين معه أن أمنهم وسلامة أراضيهم وسيادتهم تعتبر مسئولية أمريكية؛ لما يربط هذه الدول بمصالح مشتركة مع الولايات المتحدة. 

شارك