"داعش" يسيطر في المغرب العربي.. و"القاعدة" تتراجع
الأربعاء 13/مايو/2015 - 01:35 م
طباعة

مع تنامي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي في معظم الدول العربية، بدأ يتوسع بنفوذه في المنطقة المغاربية وبدأها بالجزائر، وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها أن كتيبة تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تنشط بمحافظة سكيكدة، شرقي الجزائر، أعلنت انشقاقها عن التنظيم ومبايعتها لأمير "داعش" أبو بكر البغدادي، بحسب بيان نشرته مواقع جهادية.

لم يكن انشقاق "جند الخلافة" عن القاعدة وانضمامها لداعش نهاية المطاف، بل أعلنت العديد من الكتائب الجهادية في دول المغرب انشقاقها عن تنظيم القاعدة والالتحاق بصفوف داعش، فإلى جانب "جند الخلافة" أولى الكتائب التي بايعت خلافة أبي بكر البغدادي، تمرّدت مجموعات كثيرة على أمير القاعدة في الجزائر عبدالمالك درودكال، لتنشق عنه وتعلن انضمامها إلى داعش.
كانت من بين الكتائب "التوحيد" بزعامة لملوم عمار، المدعو زكريا الجيجلي، و"الاعتصام" و"عقبة بن نافع" وغيرها.
يرى مراقبون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي صار يتقدم الحركة الجهادية العالمية، حل مكان تنظيم القاعدة في العديد من الدول ومن بينها دول المغرب العربي. وأسهم ظهور داعش وتمكّنه من فرض سيطرته على العديد من المدن وخلق هالة إعلامية حوله جعلته التنظيم الأشد خطورة والأكثر استقطابًا للشباب من كافة أنحاء العالم، في إرباك تنظيم القاعدة الذي تصدّع من الداخل.
وقال مراقبون: إن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يشهد حالة تمرد يقودها عدد من أمراء التنظيم، ضد عبدالمالك درودكال من أجل إزاحته، كما يشهد انشقاقات واسعة قد تؤدي إلى اقتتال داخلي؛ لأن مجموعة كبيرة من المنشقين بايعت أمير الدولة الإسلامية.

من المعروف أن تنظيم القاعدة أعلن رفضه الصريح لخلافة أبو بكر البغدادي وللدولة الإسلامية لاعتبارات عدة، كان أبرزها- كما يراها خبراء ومراقبون- أن الظواهري لم يتوقع أن يتمّ مبايعة خليفة للمسلمين غيره باعتباره شيخ المجاهدين وأميرهم والحامل للمشروع الإسلامي بعد أسامة بن لادن، أما السبب الآخر يعود إلى العزلة السياسية والجهادية للقاعدة، خاصة بعد ظهور العديد من التنظيمات الإسلامية الموازية لها والتي تتبنى أطروحات مخالفة، ممّا أدّى إلى تـصدع وحدة الموحدين وظهور سياسة التحالفات بين التنظيمات الجهادية.
وكانت رصدت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها تحت عنوان "بعد مبايعة "جند الخلافة" لـ"داعش".. هل يتنامى نفوذ التنظيم في الجزائر؟" بأن المنطقة المغاربية تشهد أحداثًا متسارعة جعلتها تفرض كافة وسائل التأمين، من أجل حماية وسلامة أراضيها، وكان على رأسهم الجزائر، بعد تهديد حدودها، في ظل ما تشهده ليبيا الآن، كذلك كثفت الجزائر من التنسيق الأمني والاستخباراتي مع تونس؛ نظرًا إلى الارتباط الوثيق بين كتيبة عقبة بن نافع التونسية وعدد من الكتائب الجزائرية، مثل الفتح المبين وغيرها من الكتائب والجماعات الإرهابية الموالية للقاعدة وداعش على حد سواء.
على الرغم من أن المنطقة المغاربية تشهد إجراءات أمنية مكثفة، إلا أن خطر تمدد تنظيم داعش أصبح واقعًا ملموسًا، كما أن إعلان العديد من الكتائب الجهادية في تونس وليبيا والجزائر ولاءها للبغدادي ولدولته الإسلامية أكد كل التوقعات بخصوص تنامي نفوذ داعش في شمال إفريقيا.
وذكرت البوابة في تقريرها أن الشرطة الدولية "انتربول" سلمت الجزائر قائمة بأسماء 1500 مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وحذرت من محاولات دخولهم إلى الجزائر بجوازات سفر مزورة.
كانت اعتبرت الجزائر، أن استقرارها يعتمد على محورين أساسيين: أولهما أمني قوامه نشر وحدات عسكرية وقوات أمنية مدعومة بكل الوسائل لتأمين الحدود، وثانيهما دبلوماسي يقوم على اعتماد الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في ليبيا التي أصبح الوضع فيها مربِكا بالنسبة إلى الجزائر.

وأكد مراقبون أن تنظيم "داعش" يتوسع حاليًا خارج قاعدته في العراق وسوريا لإقامة ميليشيات تابعة له في أفغانستان والجزائر ومصر وليبيا.
وأطلق الجيش الجزائري، عملية عسكرية بمشاركة أكثر من أربعة آلاف جندي ومروحيات في مناطق جبلية، تشترك فيها 3 محافظات شرق الجزائر العاصمة ضد جماعة مسلحة أعلنت قبل يومين مبايعة تنظيم "داعش".
وقال مصدر أمني جزائري: إن عملية عسكرية انطلقت ضد مجموعة مسلحة كانت تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تسمى كتيبة "الاعتصام"، بايع أغلب عناصرها تنظيم داعش، وانشقوا بذلك عن القاعدة.
وأضاف المصدر "أن المجموعة الإرهابية التي يلاحقها الجيش الجزائري بعمليته العسكرية تنشط تحت قيادة مطلوب للأمن الجزائري بتهم الإرهاب يدعى لملوم عمار والمكنى بأبي زكريا الجيجلي، الذي كان حتى انشقاقه يقود فرع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في محافظات جيجل وسكيكدة وسطيف".
من جانبهم يرى خبراء أن الصعود السريع للمجموعة المتطرفة لتحتل مكان القاعدة أصبح مصدرًا للإلهام بالنسبة للجماعات العنيفة، كان له صدى كبير في جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا؛ حيث تنشط المجموعات الإرهابية.
وهذا يؤكد على أن النفوذ الفعلي لتنظيم داعش، يكمن في إنه مصدر إلهام.. فكره هو سلاحه الأقوى، وبالفعل بدأ ينمو ويتوغل في المنطقة المغاربية؛ مما أدى إلى تآكل تنظيم القاعدة هناك.