الخروقات تهدد الهدنة في اليمن.. وإيران تستعرض القوى بسفينة إغاثة

الأربعاء 13/مايو/2015 - 03:55 م
طباعة        الخروقات تهدد
 
فيما يبدو أن الخروقات التي وقعت من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ستهدد الهدنة التي أعلنتها السعودية ووافق عليها الحوثيون والتي بدأ مساء الثلاثاء، فيما تسعى إيران إلى تصعيد الموقف واستعراض قوى عبر إعلانها رفضها تفتيش سفينة المواد الغذائية المتوجهة لإيران.
الوضع الميداني
وعقب دخول الهدنة الإنسانية التي قررها تحالف عملية إعادة الأمل في اليمن حيز التنفيذ مساء أمس، ومع بدء سريانها- قصف الحوثيون مناطق سكنية ومواقع للمقاومة في تعز والضالع جنوبي البلاد، وفي مأرب شرقيها.
فمع سريان الهدنة في الحادية عشرة من مساء أمس، وتوقف غارات التحالف الذي تقوده السعودية، قصفت القوات الموالية لجماعة الحوثي والرئيس صالح بالدبابات مباني سكنية في منطقة "صينة" بتعز.
وقبل الهدنة-التي تأتي بعد ستة أسابيع تقريبا من انطلاق عملية عاصفة الحزم- سيطرت المقاومة على وادي المعسل جنوبي غربي المدينة، وقطعت الإمداد عن الحوثيين.
وفي مأرب شرق العاصمة صنعاء استهدف الحوثيين وقوات صالح بالقذائف مواقع للمقاومة الشعبية، واندلعت اشتباكات إثر بدء الهدنة في منطقة صرواح غربي مأرب وفي منطقة أخرى شماليها. وفي الضالع أكد شهود العيان، أن الحوثيين قصفوا حيًّا سكنيًّا بعد نحو ساعة من سريان الهدنة.
وفي محافظة الجوف قال سكان محليون: إن اشتباكات اندلعت بين الحوثيين ورجال القبائل في منطقة اليتمة على الحدود بين الجوف وصعدة (شمال).
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عن مصدر مسئول في وزارة الدفاع قوله، إنه في تمام الساعة العاشرة صباحاً، اليوم الأربعاء، سقطت مقذوفات في منطقتي نجران وجازان، كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية ولم يكن هناك أية إصابات.  وقال المصدر: إن "موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاماً بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف عملية إعادة الأمل". 
وقال المتحدث باسم التحالف العميد ركن أحمد عسيري: إن الحوثيين قصفوا قبيل سريان الهدنة مواقع في منطقة جازان السعودية الحدودية، وحذر- في بيان- من أن التحالف سيرد على أي خرق للهدنة من قبل مسلحي الحوثي.
فيما جدد حزب «التجمع اليمني للإصلاح» مطالبته جماعة الحوثيين لسرعة إطلاق المختطفين من قياداته المعتقلة لدى الجماعة «دون قيد أو شرط وحملها» المسئولية الكاملة عن سلامتهم.
وقال الحزب في بلاغ صحفي: إن على الحوثيين أن يتحملوا «تبعات ما يقترفونه بحق الشعب عامة وكافة المعارضين لهم خاصة، وفي المقدمة منهم أعضاء وقيادات الإصلاح»، مؤكدًا موقفه «الوطني المبدئي المؤيد للشرعية والرافض للحرب».

سلاح صالح والحوثي

سلاح صالح والحوثي
فيما كشفت تقارير إعلامية عربية، عن وجود مخزون سلاح استراتيجي للجيش اليمني والقوات الموالية للرئيس صالح وجماعة الحوثي، كشف تقرير خاص أن الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، ما زال يمتلك مخزونا ضخما من الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، وأنه يخفي هذا المخزون في مستودعات خاصة، سبق أن أنشأها في مسقط رأسه في منطقة سنحان، مشيرا إلى أن هذه المخازن تقع في محيط صنعاء وفي الجبال المطلة عليها، وأن صالح خصص منزله الذي تبلغ مساحته آلافًا عدة من الأمتار المربعة كمخازن للسلاح تم بناؤه بشكل خاص، من أدوار عدة.
 وقال موقع "مأرب برس" اليمني، الذي أورد التقرير، أن الأسلحة المخزنة تم الحصول عليها بوسائل مختلفة، وأن معظمها تم نهبها من مخازن وزارة الدفاع والألوية التابعة للحرس الجمهوري والقوات الخاصة، إذ تم نهب مخزون اللواءين الأول والثاني في دار الرئاسة بالكامل، إضافة إلى كمية كبيرة من مخزون معسكر "السواد" الذي كان مقر قيادة الحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجله أحمد، وذلك قبل تسليم السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي.
ونقل التقرير عن المصادر اليمنية قولها: إن صالح كان يسمح لتجار السلاح بإدخال السلاح عبر المطارات والموانئ، ثم يقوم بالضغط عليهم، ليتمكن من الحصول على جزء منها. وقالت مصادر خاصة في وزارة الدفاع اليمنية: إن أحمد علي رفض الحضور خلال دور الاستلام والتسليم لمعسكر "السواد"، وإن اللجنة المشرفة على الاستلام والتسليم فوجئت أثناء مطابقة الكشوفات بأن أكثر من 80% من السلاح غير موجود، خصوصًا الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
كما أكد الموقع أن المخلوع يمتلك كميات من الأسلحة المتطورة والفتاكة، تستخدم في الحروب الدولية، تم نهبها من مخازن الحرس الجمهوري، مشيرة إلى أن هناك مخازن سلاح يملكها صالح ولا تعرفها إلا الدوائر الضيقة المقربة منه.
كما كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله عن أن الحوثيين حصلوا على سلاح "كاسر للتوازن"، وهو الأمر الذي لم تتوقعه السعودية أن يكون بمقدور الحوثيون الحصول عليه.
وأشارت الصحيفة في عددها اليوم الأربعاء إلى أن هذا السلاح يمثل في الأول: تهديدا لـ "طائرات آل سعود وحلفائهم، وكانت الباكورة في إسقاط الطائرة المغربية. والثاني صواريخ أرض- أرض من مديات مختلفة قادرة على تحقيق إصابات مدمرة في البنى التحتية العسكرية والمدنية والنفطية لآل سعود".
فيما أدانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أمس الثلاثاء تكثيف الحوثيين مساعيهم لتجنيد الأطفال خلال الأشهر الماضية.
وجاء في بيان لفريد ابرهامز، المستشار الخاص لـ»هيومان رايتس ووتش»، أن هذا التصرف قد يكون بمثابة «جرائم حرب». ووفق المنظمة، فإن الأطفال يشكلون حوالي ثلث مقاتلي الحوثيين في اليمن. وبحسب التقرير، فإن أعمار الأطفال الذين يشاركون في القتال قد لا تتجاوز الـ13 سنة.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، تستعد الأطراف اليمنية لمؤتمر الحوار اليمني بالرياض يوم 17 مايو المقبل، الذي سيشارك فيه جميع المكونات السياسية ما عدا أنصار الحوثي والرئيس السابق، وسيكون هناك دعم كبير للجيش الموالي لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وكذلك المقاومة الشعبية المساندة له في جميع المحافظات. 
فيما قال الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف: إن زيارة المبعوث الأممي الجديد لليمن، تأتي للاطلاع على مدى استجابة الميليشيات الحوثية في مسألة وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بزيارته، وأنه سيرافق الصليب الأحمر الدولي إلى صنعاء.
وأوضح رياض ياسين لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة ولد الشيخ المبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء أقفلت الأبواب أمام بعض الدول في مجلس الأمن الدولي، التي تزايد حول المساعدات الإغاثية والإنسانية، والتي تدعي أن طائرات قوات التحالف هي التي أخرت وصول تلك المساعدات إلى الشعب اليمني.
وقال وزير الخارجية اليمني المكلف: إن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه بالرياض، بأنه سيزور صنعاء، ومعه بعض أعضاء الفريق الأممي الجديد لليمن، مشيرًا إلى أن زيارته ستهدف إلى الاطلاع عن مدى استجابة الميليشيات الحوثية، لوقف إطلاق النار، بعد الهدنة التي أعلنت عنها السعودية، مقابل إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى الشعب اليمني.
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف أن الخوف يبقى قائمًا على عدم توزيع المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المستفيدين منها، وأن تستولي الميليشيات الحوثية عليها، ونتمنى أن تبدي الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الحد الأدنى من المسئولية تجاه الشعب اليمني، وعليها أن تتجاوب مع هذه الهدنة.
 وأضاف: «السعودية والإمارات وقطر، قدمت مساعدات إغاثية عبر طائرات وصلت إلى جيبوتي، وجرى إدخال تلك المساعدات عبر الميناء إلى عدن، ولكن يصعب توزيعها في المدن اليمنية؛ بسبب أن الميليشيات الحوثية تستولي على الطرق، وفرضت نقاط تفتيش، وأصبحت تصادر تلك المواد، وفي صنعاء يصعب توزيع المواد الغذائية والطبية، التي خزنها الشعب اليمني، وتكفي لمدة ثلاثة أشهر، بسبب منع الميليشيات وحلفائهم من توزيعها».

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ، فاليري آموس، من "تسييس المساعدات الإنسانية إلى اليمن".
وقالت: "نظراً للدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في تنسيق أنشطة الإغاثة في حالات الطوارئ بطريقة نزيهة ومحايدة، فإنني أرجو أن يتم توجيه المساعدة الإنسانية إلى اليمن، من خلال الأمم المتحدة، وقنوات المنظمة الإنسانية الدولية القائمة، ومن الضروري عدم تسييس تقديم المساعدات".
وفي بيانٍ أصدرته، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، رحبت فاليري آموس بـ"بدء سريان الهدنة الإنسانية في اليمن"، مشددةً على أن "تقديم مواد الإغاثة والمعونات الإنسانية، لا بد أن تتم من خلال الأمم المتحدة، وقنوات المنظمة الإنسانية الدولية القائمة".
كما شددت على "ضرورة أن تمكن تلك الهدنة الوكالات الإنسانية، من تكثيف إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، إلى من هم بحاجةٍ ماسة إليها".
من جانبها، أعربت وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية، فاليري آموس، عن الأمل في أن تكون التقارير الصادرة عن قبول الحوثيين بشأن الهدنة الإنسانية دقيقة. 
وذكرت آموس أن الوضع الإنساني على الأرض في اليمن متدهور حيث يحاصر مئات الآلاف من المدنيين المستضعفين في وسط القتال، غير قادرين على الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة. 
فيما دشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، اليوم الأربعاء، مركزاً إغاثيًّا دوليًّا يحمل اسمه، مشيراً إلى أنه "سيُولي أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً".
يأتي تدشين المركز غداة بدء هدنة إنسانية في اليمن بعد 48 يوماً من القتال والقصف الجوي الذي يشنه التحالف الذي تقوده السعودية على أهداف حوثية منذ 26 مارس الماضي.
وأقيم حفل بمناسبة تأسيس المركز الذي سيحمل اسم "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية"، أعلن خلاله العاهل السعودي "تخصيص مليار ريال (267 مليون دولار) للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق".
وقام الملك السعودي خلال الحفل الذي حضره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحّاح، بتدشين ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وقال العاهل السعودي في كلمة له بهذه المناسبة: "نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دوليًّا رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة".
وتابع: "نعلن بهذه المناسبة عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق".

إيران تهدد

إيران تهدد
وفي السياق، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قائد بحري قوله أمس الثلاثاء: إن سفنًا حربية سترافق سفينة مساعدات متوجهة إلى ميناء الحديدة اليمني الواقع تحت سيطرة مقاتلي الحوثيين المتحالفين مع طهران.
وقال الأميرال حسين أزاد «الأسطول الرابع والثلاثون الموجود حاليا في خليج عدن عليه مسئولية خاصة بحماية سفينة المساعدات الإنسانية الإيرانية» في إشارة إلى مدمرة وسفينة إمداد في المياه الدولية قبالة اليمن.
كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، قولها: إن طهران نسقت مع مكتب المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، لتسهيل وضمان إيصال المساعدات المحملة على متن السفينة للمدنيين في اليمن، مشددةً على أنّ إيران لن تسمح لأي جهة، وخاصة تلك التي تشن الحرب على اليمن، بتفتيش سفينة المساعدات. 
فيما انتقدت الولايات المتحدة ما أوردته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية من أن سفنًا حربية إيرانية سترافق سفينة شحن متجهة إلى ميناء الحديدة اليمني، والذي يسيطر عليه المسلحون الحوثيون.
ودعت الولايات المتحدة، طهران إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى مركز لتوزيع المساعدات تابع للأمم المتحدة في جيبوتي، فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تتابع السفينة "إيران شاهد" التي تقول طهران إنها تحمل مساعدات إنسانية لليمن.
وأفاد البيت الأبيض بأن مركز توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة أنشئ لضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا وذكر بفرض حظر السلاح على اليمن، كما أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إلى أن "إيران تفهم أنها لا تستطيع التلاعب بالمساعدات الإنسانية لمن هم في احتياج شديد إليها".

شارك