الفورين بوليسي: إدارة أوباما تندم لمساندة المالكي وتقول له: "ارحل حالاً"
الخميس 19/يونيو/2014 - 07:22 م
طباعة


ذكرت الفورين بوليسي أن: "إدارة أوباما التي مهدت الطريق لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي مرة واحدة للتمسك بالسلطة رغم خسارته الانتخابات، الآن مع اجتياح الحرب الأهلية للعراق، هل حان الوقت لرحيل المالكي؟!
منذ سنوات قليلة ساعدت إدارة أوباما نوري المالكي للتشبث بالسلطة، لكن من الواضح اليوم أن البيت الأبيض قرر دفع المالكي للتنحي .
طالما كانت علاقة الرئيس باراك أوباما معقدة مع المالكي وفي بعض الأحيان كانت علاقة عدائية، فالمالكي الذي أعطى حصانة قانونية للقوات الأمريكية للعمل في العراق كان بشكل ما رافضا لقرار أوباما بالانسحاب العسكري الأمريكي الكامل من البلاد في نهاية 2011 بحجة انزلاق العراق إلى حرب أهلية إذا خرجت أمريكا من العراق.
الآن مسئولو الإدارة الحاليون والسابقون أصبحوا محبطين من المالكي وتزيد شكوكهم بكونه الرجل المناسب لقيادة العراق، ويتضح هذا في تصريحات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لشبكة فوكس نيوز الثلاثاء الماضي بأن المالكي "فشل كزعيم".
وداخل الكونجرس الأمريكي أيد عدد كبير من النواب من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بأن المالكي كانت لديه الفرصة ليجنب بلاده الحرب عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية قادرة على توحيد الشيعة والسنة والأكراد في مكافحة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروفة بـ "داعش".

جون ماكين
لكن المالكي عادى السنة من خلال الامتيازات التي أعطاها للشيعة، ما أعطى السنة أملًا في العيش بشكل أفضل تحت حكم المتطرفين، وقال رئيس لجنة الاستخبارات داخل مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين بأن على المالكي أن يرحل إذا كان لا يريد حربًا بين السنة والشيعة في الوقت الحالي.
على الجانب الآخر كان تصريح جون ماكين عضو الحزب الجمهوري أشد فظاظة، حيث قال "على المالكي أن يتنحى حالا ويتم تشكيل حكومة ائتلافية".
في نفس الوقت لم يعرض أي من أعضاء الكونجرس أي أفكار محددة حول ما هي الخطوات التي يجب أن تأخذها الولايات المتحدة لإزاحة المالكي، مع الاحتفاظ طوال الوقت بالتصريحات التي تقول إنه على العراقيين تحديد مستقبلهم بأنفسهم.
بينما اختتم كبار مسئولي الإدارة الأمريكية أنه سيكون من المستحيل تشكيل حكومة ائتلافية تضم الشيعة والسنة والأكراد والمالكي لا يزال على رأس السلطة.

ياد علاوي
وقال مسئول رفيع المستوى يحافظ على علاقات وثيقة مع البيت الأبيض، "لم أسمع أحدا يتحدث عن كيفية إقناع المالكي بالتنحي ولكن سمعت الكثير من الناس يقولون إن الوضع على الأرض لن يتحسن حقًا إذا ظل هو على رأس الحكومة ."
وجذور العلاقة المتوترة بين أوباما والمالكي تمتد من الأشهر الأولى لتولي أوباما منصبه كرئيس، خاصة ًمع حملة أوباما وإصراره على إنهاء ما سماه "الحرب الغبية" في العراق، ويعتقد أن سلفه الرئيس جورج دبليو بوش، قد نمت بينه و بين المالكي علاقة قوية، حيث إنه كان يتم التواصل بينهما عبر الهاتف أو الفيديو بشكل دوري بعكس أوباما الذي لم يرد التحدث للمالكي حتى و لو من بعيد.
فأوباما كانت لديه مخاوف موضوعية تجاه المالكي حيثُ اعتقد أنه كان يريد التوسع للسيطرة على جيش البلاد وقوى الأمن الداخلي ومن ثم استخدامها لاعتقال زعماء السنة البارزين واعتقال الشباب السنة على نطاق واسع.
واعتقد البيت الأبيض أيضًا أن المالكي أصبح أكثر استبدادية ، فعلى سبيل المثال، حظر الاحتجاجات العامة، واعتقل الصحفيين، و جعل القضاء العراقي تحت سيطرته الشخصية.
ومع ذلك، في ربيع عام 2010 بدا المالكي ملتزمًا إلى حد ما لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، اشترك فيها عشرات الملايين من العراقيين إلى صناديق الاقتراع للاختيار بين الأغلبية الشيعية للدولة بقيادة المالكي، أو من الائتلاف بين الشيعة والسنة عن طريق انتخاب رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي.
و جاءت النتائج بفوز علاوي بـ 91 مقعدًا إلى 89 للمالكي، ولكن المالكي لم يعط أي مؤشر على أنه مستعد للتخلي عن السلطة.

اسامه النجيفي
واعتقد وقتها معظم المسئولين في إدارة أوباما أن اختيار علاوي رئيسا للوزراء أفضل بكثير، بسبب علاقاته الوثيقة مع القادة السنة، ومع ذلك اختار البيت الأبيض عدم التدخل في الأمر مما صب في مصلحة المالكي بسبب خوفهم من المشكلات التي قد تنجم عن عملية الانتقال السياسي من المالكي لعلاوي والتي من شأنها أن تزعزع استقرار البلاد.
و في قرار مثير للجدل للغاية قررت المحكمة العليا العراقية إعطاء الفعالية للمالكي لتشكيل حكومة جديدة، وقال إنه حصل على أغلبية المقاعد في البرلمان العراقي وأدى اليمين الدستورية لولاية ثانية في ديسمبر عام 2010.
الآن البيت الأبيض ما زال لديه فرصة للحصول على علاوي ليرأس السلطة، في محاولة لكبح النزاعات الطائفية، لمحاولة إقناع القيادات الكردية لإعطاء رئاسة العراق لعلاوي وإنشاء وظيفة مستشار الأمن القومي التي من شأنها أن تعطي رئيس الوزراء السابق بعض السيطرة على قوات الأمن في البلاد، ولكن هذا لن يتم إلا اذا تخلى المالكي عن نفوذه لعلاوي، و يتوقع الكثيرون أن المالكي اذا استمر في سياساته سوف يقود البلاد لأحداث كارثية.
لكن من الواضح أن المالكي لا يبدي أية اشارة للتخلي عن السلطة، ففي يوم الثلاثاء الماضي في محاولة منه لاحتواء الموقف، اجتمع المالكي مع قادة من الأكراد والسنة والشيعة، وهو ما لم يكن مرحبًا منهم ، ما دعا أسامة النجيفي القيادي السني البارز لترك الاجتماع".