دم اليمنيين يُفشل الهدنة.. و"تعز" تناشد المجتمع الدولي التدخل

السبت 16/مايو/2015 - 09:42 م
طباعة دم اليمنيين يُفشل
 
هدنة على الورق، أما الواقع فمازال ينزف دمًا ساخنًا، هذا هو الحال في اليمن الذى كان سعيدا وأصبح خربًا، حيث دارت معارك عنيفة اليوم السبت  بين المتمردين الحوثيين وخصومهم في مدن بجنوب اليمن خاصة في تعز حيث قتل 12 مدنيًا على الأقل في اليوم الرابع من هدنة إنسانية هشة بحسب مصادر عسكرية ومحلية.
وقصف المتمردون بالسلاح الثقيل والقذائف احياء عدة في تعز ثالث مدن اليمن مما اوقع 12 قتيلا و51 جريحًا في صفوف المدنيين على ما صرح مسؤول في الإدارة المحلية.
كذلك أسفرت المعارك التي تكثفت خلال الليل عن سقوط 26 قتيلًا في صفوف المتمردين وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، و14 في صفوف المقاتلين المعادين لهم بحسب مصادر عسكرية.
وتسببت أعمال العنف هذه بحركة نزوح لقسم من السكان الذين هربوا من مدينة تعز باتجاه مناطق ريفية أكثر أمانًا، فيما لم تصل المساعدة الإنسانية الموعودة بعد الى المدينة بحسب بعض السكان.
وأكد المسئول أن المساعدة الإنسانية لم تصل إلى تعز، قائلًا:  "لم نتلق لا منتجات نفطية ولا مواد غذائية أو معدات طبية".
وفي ظل وقف إطلاق نار جار منذ خمسة أيام تسعى وكالات الأمم المتحدة إلى تسليم وتوزيع مساعدات إنسانية في اليمن، في عملية تتعرقل بسبب العنف في بعض المناطق، ودوى إطلاق النار من جديد في عدن كبرى مدن الجنوب بعد ليلة هادئة نسبيا كما أفاد مراسل لفرانس برس.
وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن حيث يسعى المتمردون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة خاصة محور طرق يتحكم بالمنفذ إلى وسط المدينة كما ذكرت مصادر عسكرية لفرانس برس.
وأضافت المصادر نفسها أن إطلاق القذائف استهدف أيضًا غرب عدن.
وفي الجنوب كان التوتر على أشده في منطقة الضالع بعد كمين نصب ليلا لقافلة للمتمردين أدى إلى مقتل خمسة منهم بحسب مسئول محلي.
وتكثفت أعمال العنف هذه بالرغم من إعلان الهدنة الانسانية المحددة بخمسة أيام.
وهذه الهدنة كانت بمبادرة السعودية التي تقود تحالفا من دول عربية شن في 26 مارس غارات جوية على المتمردين لوقف تقدمهم ومنعهم من السيطرة على كامل اليمن المجاور للسعودية.
وفي سياق متصل ناشد سكان مدينة تعز اليمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي سرعة إنقاذهم وحمايتهم من جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من قبل ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ودعا سكان تعز في بيان صحافي بثته اليوم (السبت) وكالة الأنباء اليمنية، رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح، وقوات دول التحالف والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية وكل المهتمين بحقوق الإنسان، إلى إيقاف الممارسات الإجرامية التي ترتكب بحق أبناء المحافظة.
وأوضح البيان أن ميليشيات الحوثي وصالح تقوم بقصف الأحياء السكنية بالدبابات والمدافع والأسلحة المختلفة، ما يتسبب في هدم المنازل على رؤوس سكانها وتستهدف المستشفيات والمؤسسات بشكلٍ عشوائي.
وفي سياق متصل دانت الحكومة اليمنية الأعمال اللامسئولة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح وما تفرضه من حصار مطبق على المواطنين في محافظات تعز وعدن والضالع وغيرها من المحافظات واستمرارها في قصفها للمدنيين بطريقة عشوائية.

واعتبرت الحكومة أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وانتهاكا للهدنة التي طالبت بها الحكومة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية لأبناء الشعب اليمني.
وقالت: «رغم الهدنة التي دخلت يومها الثالث فإن الميليشيات ما زالت تواصل همجيتها وتقوم بترويع المواطنين الأبرياء وتقصف المنازل بشكل عشوائي، مما تسبب في تهديم العشرات من المنازل على رؤوس ساكنيها مخلفة العشرات من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال".
وأكدت الحكومة أن ميليشيات الحوثي وصالح قامت يوم أمس بقصف مستشفى الثورة العام بتعز، وخلف القصف أضرارا مادية جسيمة وتسبب في إغلاق المستشفى وتوقفه عن تقديم خدماته أمام المرضى، مشيرة إلى أن ضرب المنشآت الصحية جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي وتنافي كل القيم الإنسانية.
كما قامت الميليشيات الحوثية بقصف 8 منازل في جبل صبر بمحافظة تعز وراح ضحيته 8 قتلى بينهم طفل وإصابة 5 مدنيين بينهم امرأة وطفلان.
وأشارت الحكومة اليمنية في بيان لها إلى أن الميليشيات الحوثية وأنصار صالح قاموا بنهب المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية، وقاموا بتوزيعها بشكل انتقائي على أعضاء وشخصيات مقربة منهم في المحافظة، كما قاموا ببيع الدقيق على بقية المواطنين بتصرف غير أخلاقي وبأسعار خيالية، رغم أن تلك المساعدات بذلت الحكومة جهدًا كبيرًا لإيصالها إلى المواطنين للتخفيف من معاناتهم.

وتدعو الحكومة تلك الميليشيات إلى وقف عدوانها وعدم المساس بالمواطن واحترام الهدنة من أجل الشعب اليمني.

شارك