مؤتمر "الرياض" يتبنى دستورًا يمنيًّا جديدًا.. والأمم المتحدة تطالب بتمديد الهدنة

الأحد 17/مايو/2015 - 03:41 م
طباعة مؤتمر الرياض يتبنى
 
افتتح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم في قصر المؤتمرات للضيافة بالعاصمة السعودية الأحد فعاليات مؤتمر الرياض بعنوان: "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة حوالي 400 مندوب من القوى السياسية والوطنية، وسط غياب الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، ويأتي ذلك فيما تستمر المواجهات على الأرض في اليمن بين المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفائهم الموالين لصالح من جهة، والمقاتلين الموالين لهادي من جهة أخرى.

تمديد الهدنة

تمديد الهدنة
أوشك الموعد المقرر للهدنة الإنسانية في اليمن على الانتهاء، قبل ساعات من دخول اليوم الخامس والأخير، وكان الالتزام خلال الأيام الماضية نسبيًّا، فيما استمرت المناطق المشتعلة بالمواجهات بشكل متفاوت، تبادلت فيها الأطراف الاتهامات بخرق الهدنة، ومنع التوتر وصول المساعدات إلى تلك المناطق. 
ومع اقتراب انتهاء الهدنة في اليمن، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي تنتهي مساء اليوم الأحد في اليمن إلى خمسة أيام إضافية.
وقال ولد الشيخ أحمد، في كلمته خلال مؤتمر الرياض للحوار اليمني، اليوم الأحد: إن اليمينيين يواجهون ظروفًا إنسانية غاية في الصعوبة. مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات للمواطنين. 
ودعا كافة الأطراف اليمنية والقوى المتحاربة إلى الدخول في مفاوضات؛ من أجل السلام بدون شروط مسبقة.
واعتبر ولد الشيخ أن "الهدنة تكتسي أهمية قصوى لمنح اليمنيين فسحة لجلب السلع والحاجات العاجلة"، وأضاف: "يجب أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار وتنتهي كل أعمال العنف.. أناشد جميع الأطراف أن تجدد التزامها بالهدنة لمدة 5 أيام".
فيما قال خالد بحاح نائب الرئيس اليمني يوم الأحد، إن حكومته تفضل تمديد الهدنة التي استمرت خمسة أيام وتنتهي مساء يوم الأحد إلا أن ذلك يعتمد على الوضع على الأرض. ونقلت وكالة رويترز عن بحاح قوله: إن هناك حاجة لأن تستمر الهدنة لفترة أطول وليس فقط لبضعة أيام، ولكن الأمر يعتمد على الوضع على الأرض. وأضاف أن جهودًا تُبذل من أجل التمديد، موضحًا أن رغبة الحكومة اليمنية هي تمديد الهدنة. 

دستور يمني جديد

دستور يمني جديد
بدوره قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: إن "مؤتمر إنقاذ اليمن هو لكل اليمنيين دون استثناء، والشعب اليمني تحمل أعباء الحرب وحصار الميليشيات الظالم"، مشيرًا إلى أن "مصير الهمجية هو مزبلة التاريخ".
وأضاف: "سننتصر قريبا على القوى الظلامية، وننحني إجلالا للشعب اليمني البطل، ونحن الآن نتألم لمشاهد النزوح للشعب اليمني جراء انتهاكات الميليشيات، لكن نعد الشعب اليمني بأن الفرج سيكون قريبا".
وتوجه هادي إلى اليمنيين في الجنوب متعهدًا بأنه لن يسمح "بالانتقاص من عدالة القضية الجنوبية في اليمن"، معتبرا أن "الميليشيات المسلحة مسنودة بالنظام السابق أجهضت الانتقال السلمي للسلطة".
من جانبه كشف رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر إنقاذ اليمن عبدالعزيز الجباري عن دستور جديد للبلاد سيطرح للتصويت بعد إقرار بنوده. وأشار الجباري إلى أن الدستور الجديد حدد صلاحيات المراكز، والأقاليم، والولايات، مضيفاً أن الأطراف كافة اتفقت على تسميته "إعلان الرياض"، وأن 90% من الشعب اليمني يؤيد مخرجات الحوار، إلا أن عددًا قليلاً من التابعين للميليشيات لا يريدون لليمن أن يستقر.

حضور عربي

أمين عام مجلس التعاون
أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني
فيما أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، خلال افتتاح المؤتمر أن الهدف منه إعادة الأمور إلى نصابها في اليمن.
وقال في كلمته: "نقف مع اليمن ونساند شعبه للخروج من المحنة، ونهدف من هذا المؤتمر إلى عودة الشرعية والاستقرار لليمن، ورفض الانقلاب وتسليم الأسلحة وبسط نفوذ الدولة".
واعتبر أن "التحالف حقق نجاحًا باهرًا بوقف زحف الميليشيات نحو المدن اليمنية ودمر الترسانة العسكرية والصواريخ الباليستية".
وأكد أن "عاصفة الحزم جاءت ردًّا على قوى الشر ومن يساندها من الخارج، وبناء على طلب الرئيس هادي بعد انقلاب القوى المناوئة للشرعية والتي عطلت العملية الديمقراطية". مشددًا على ضرورة استئناف العملية السياسية في اليمن وفق المبادرة الخليجية، وعلى استكمال تعزيز التعاون بين دول الخليج واليمن، متعهدًا باسم دول الخليج باستكمال ما بدأته تلك الدول على مسار إعادة الشرعية إلى هذا البلد.
بينما قال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: "إننا نتطلع إلى أن يحقق المؤتمر هدفة ويخرج اليمن من أزمته". مطالبا الحوثيين بـ"إيجاد المناخ المناسب لاستمرار الهدنة الإنسانية".
وعلى الرغم من اعتراض الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح على مقر إقامة المؤتمر في الرياض، إلا أن السعودية حشدت كافة الفرقاء اليمنيين، بمن فيهم قيادات من حزب صالح، بينما تغيب الحوثيون الذين يتمسكون بمؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة يعقد في جنيف أو اليمن.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
اشتدت المعارك السبت بين الحوثيين والموالين للرئيس عبدربه منصور هادي جنوب اليمن، عشية انتهاء الهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية التي تقود التحالف العربي، حيث وقع 12 قتيلا على الأقل من المدنيين.
وتصاعدت أعمال العنف عشية انتهاء الهدنة الإنسانية المحددة بخمسة أيام، بمبادرة من السعودية، التي تقود التحالف العربي الذي بدأ ضرباته الجوية ضد الحوثيين في 26 مارس لمنعهم من السيطرة الكاملة على اليمن.
وقصف الحوثيون في الصباح بالسلاح الثقيل والقذائف أحياء عدة في تعز ثالث مدن اليمن؛ ما أوقع 12 قتيلًا و51 جريحًا في صفوف المدنيين.
كذلك أسفرت المعارك التي تكثفت خلال الليل عن سقوط 26 قتيلًا في صفوف أنصار الله وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، و14 في صفوف المقاتلين المعادين لهم بحسب مصادر عسكرية ومحلية.
وفي عدن كبرى مدن الجنوب، دوى إطلاق النار من جديد السبت بعد ليلة هادئة نسبيًّا. وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن حيث يسعى الحوثيون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة، خاصة محور طرق يتحكم بالمنفذ إلى وسط المدينة، كما ذكرت مصادر عسكرية. وأضافت المصادر نفسها أن إطلاق القذائف استهدف أيضًا غرب عدن.
وفي الجنوب كان التوتر على أشده في الضالع بعد كمين نصب ليلًا لقافلة للحوثين أدى إلى مقتل خمسة منهم بحسب مسئول محلي.
والتحالف الذي علق غاراته الجوية منذ مساء الثلاثاء، حذر من أنه سيفقد صبره تجاه "الانتهاكات" التي يقوم بها جماعة الحوثي خلال الهدنة التي تم إعلانها الجمعة لخمسة أيام قابلة للتجديد.
وفي محافظة شبوة قالت مصادر عسكرية وقبلية: إن مسلحين قبليين استعادوا السيطرة على منطقة عسيلان النفطية بعد يومين من المعارك مع جماعة الحوثي وحلفائهم الذين كانوا يسيطرون عليها. وأضافت المصادر أن ما لا يقل عن 18 متمردًا وأربعة من رجال القبائل قتلوا خلال الاشتباكات.

الحضور الإيراني

الحضور الإيراني
وفيما يتعلق بالحضور الإيراني في اليمن شدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي على أن "الرد الإيراني سيكون جادًّا وحازمًا على أية عراقيل تضعها الدول المعتدية أمام حركة سفينة المساعدات الإيرانية المتوجهة إلى اليمن".
وكانت مصادر متطابقة رجحت، السبت لوكالة خبر، دخول سفينة المساعدات الإيرانية مياه خليج عدن ظهر الأحد 17 مايو 2015.
وأكد بروجردي في تصريح لوكالة "فارس" أن لا جدوى من تهديدات السعودية، ولن تستطيع إعاقة رسو سفينة المساعدات الإنسانية على ساحل اليمن والتي ستصل في غضون الأيام المقبلة. ووصف قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب اليمني المظلوم بالخطوة الشُّجاعة والصائبة للغاية. 
وقال إنه رغم التهديدات الجوفاء التي أطلقها اشخاص يعانون من الأوهام إلا أن مساعدات إيران الإنسانية ستصل إلى يد أصحابها، وأن سفينة الإنقاذ الإيرانية سترسو على شاطئ اليمن بالتنسيق مع الأمم المتحدة. 
وردًّا على سؤال حول رد فعل إيران في حال عرقلت السعودية وصول سفينة المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، قال: إن الأمم المتحدة أعلنت أنه ليس للسعودية ولا أي من دول الائتلاف التابعة لها الحق في إعاقة وتفتيش هذه السفينة.
فيما هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، ضمنيًّا بالاجتماع الخليجي مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قائلا إنه كان على قادة دول الخليج التوجه إلى "معسكر محمد" عوضًا عن السفر إلى "كامب ديفيد"، في حين وجه المرشد الإيراني، علي خامنئي، انتقادات إلى السعودية ودول الحلف الدولي المناهض للحوثيين، واصفًا إياها بأنها "مسلمة بالظاهر".
وقال روحاني، خلال لقاء جمعه بخامنئي السبت: إن إيران الإسلامية "لم ولن تعتدي على أي بلد، لكن إذا تعرضت للعدوان.. فإن ردها سيكون كما في الثماني سنوات من الدفاع المقدس ردًّا موجعًا وقاسيًا؛ ما يجعل المعتدي يندم"، على حد قوله، مضيفًا أن الشريعة الإسلامية "لا علاقة لها بالعنف"، واصفًا من يرون خلاف ذلك بأنه "لا يفقهون شيئا عن الشريعة".

المشهد اليمني

المشهد اليمني
يبقى المشهد اليمني مرهونًا بتمديد الهدنة واستمرار عمليات التواصل والتفاوض بين جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والتحالف بقيادة السعودية، مع سعي مؤتمر الرياض الخاصة بالقضية اليمنية، إلى الوصول إلى خارطة طريق تجنب اليمن ويلات الحرب المشتعلة وتصل إلى نقطة تفاهم يبني عليها المستقبل المقبل.. فهل ستنجح جهود المفاوضات في التوصل لنقطة تفاهم، أم أن الحرب سوف تستمر في اليمن؟

شارك