"إعلان الرياض" يدعو لإسقاط انقلاب الحوثي وتشكيل قوة مشتركة.. واستمرار الغارات
الثلاثاء 19/مايو/2015 - 03:05 م
طباعة

طالب مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، بـ"إسقاط الانقلاب في اليمن"، في إشارة لسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد، ومحاسبة الضالعين فيه، وإخراج الميليشيات من كافة المدن، وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية، في وقت وضع فيه الحوثيون رؤيتهم لحل الأزمة، مطالبين بإشراك إيران في حوار "جنيف"، وسط استمرار غارات التحالف الذي تقوده السعودية.
الوضع الميداني

على صعيد الوضع الميداني، استهدفت طائرات "التحالف العربي"، اليوم الثلاثاء، منزل نجل الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، بغارة جوية من دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا، في وقت تحدثت فيه الأنباء عن سقوط نحو عشرة مقاتلين حوثيين في عتق بشبوة. كما شنت طائرة للتحالف صباح اليوم غارة واحدة على منزل أحمد، نجل الرئيس السابق، في حي عطان، جنوبي صنعاء.
كما استهدفت الغارات مواقع يعتقد أنها مخازن للأسلحة في سفح جبل نقم، في الوقت الذي يخشى السكان من تكرار ما حدث مطلع الأسبوع الماضي، جراء الانفجار الضخم الذي وقع في أحد المخازن. وتشير التقارير الإعلامية إلى سقوط نحو اثني عشر من المقاتلين الحوثيين، في عتق بشبوة، جنوب اليمن، وذلك خلال اشتباكات مع "المقاومة الشعبية".
فيما أكد المسئول الإعلامي في "الحراك الجنوبي" علي سالم الهيج لـ"سبوتنيك"، الثلاثاء، أن قوات "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية، قصفت بكثافة مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في عدة مناطق في جنوب اليمن، وأكد أن اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، "تلقت سلاحًا نوعيًّا من قبل قوات التحالف".
وقال الهيج: "المعارك مع المسلحين الحوثيين على أشدها.. عناصر المقاومة الشعبية تستخدم تكتيكات مختلفة عن السابق"، وأشار إلى أن قوات التحالف كثفت من غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين في الجنوب.
وفي أعقاب انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن، مساء الأحد الماضي، واصلت الطائرات الحربية التابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين في أنحاء اليمن.
مقتل 5 آلاف حوثي

قتل أكثر من 6 آلاف شخص بينهم 5 آلاف من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، و800 من مقاتلي المقاومة الشعبية وقوات الجيش المؤيد للشرعية في المعارك المستمرة منذ مارس الماضي التي شاركت فيها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال تقرير حديث صادر عن مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث الاثنين: إن "أكثر من 6 آلاف من اليمنيين سقطوا قتلى منذ بدء غزو الحوثيين لجنوب اليمن قبل أكثر من شهرين".
وتوقع تقرير مركز "أبعاد" تغييرًا كبيرًا تشهده خارطة التوازنات العسكرية في اليمن بعد عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي بدأت في 26 من مارس الماضي.
وقال التقرير: إن "عاصفة الحزم كانت نتيجة طبيعية لمنع تحول اليمن لخطر إقليميّ ودوليّ بعد سقوط الدولة في يد الميليشيات"، مؤكدا أن "العاصفة نجحت عسكريا في تدمير السلاح الاستراتيجي وخلقت معادلة جديدة داخل البلاد، ليس للحوثي وصالح تفوق نوعي فيها".
وأوضح تقرير مركز أبعاد أن "تحالف الحوثيين وعلي عبدالله صالح، لم يعد يحتفظ بقدرات صاروخية وأسلحة استراتيجية كبيرة، إلا ما يصل نسبته 20 في المائة من القدرات الكاملة التي كانت موجودة قبل عملية التحالف العربي".
وتوقع التقرير أن "ما يزيد عن 50 في المائة من مخازن الذخيرة والسلاح الثقيل لا تزال في أيديهم". وأشار التقرير إلى أن "ثلثي أفراد الجيش اليمني غادروا المعسكرات إلى منازلهم بعدما وصفه بـ"الانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية". منوهًا إلى أن "حوالي 40 في المائة فقط من قوات الحرس الجمهوري المنحلة، ما تزال تنفذ أوامر قيادات عسكرية تابعة لصالح والحوثي بشن حروبها على المحافظات".
حسب المعلومات التي أوردها التقرير فإن المقاومة المسلحة والجيش الموالي لها فقدت أكثر من 800 مقاتل في معاركها، منهم 320 في عدن (جنوبي البلاد)، بينما يصل عدد قتلى المدنيين إلى ما يقارب 500 قتيل نصفهم قتلوا في قصف الميليشيات لمناطق مأهولة بالسكان في محافظتي عدن وتعز (جنوبا).
المشهد السياسي

طالب مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، اليوم الثلاثاء، بـ"إسقاط الانقلاب في اليمن"، في إشارة لسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد، ومحاسبة الضالعين فيه، وإخراج الميليشيات من كافة المدن، وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية.
ودعا إعلان الرياض الصادر في ختام المؤتمر إلى استكمال العملية الانتقالية في اليمن واستكمال جهود بناء الدولة، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة. وأوصى بالشروع في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، واستكمال ما تبقى من بناء الدولة اليمنية.
وأكد الإعلان دعم المقاومة اليمنية الشرعية والشعبية، داعيًا إلى "الشروع في بناء قوات أمنية من جميع المحافظات اليمنية لحفظ الأمن والاستقرار". وطالب إعلان الرياض مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراره 2216، وسرعة إيجاد منطقة أمنية داخل الأراضي اليمنية تكون مقرًّا لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة.
وفي 14 أبريل الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2216 الذي يقضي بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي صالح من المناطق التي استولوا عليها، وبتسليم أسلحتهم والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي.
ودعا المؤتمر في ختام أعماله الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى "تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن اليمنية الرئيسة، والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن، وتسليم الأسلحة والمؤسسات".
واختتمت الثلاثاء أعمال مؤتمر الرياض الذي بدأ أعماله يوم الأحد الماضي، بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، وعدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.
واعتبر الرئيس عبد ربه منصور هادي "إعلان الرياض"، الذي دعا لإنهاء "التمرد الحوثي" بكافة الوسائل العسكرية والسياسية، بأنه إحدى المرجعيات السياسية "للمرحلة الانتقالية" في اليمن، الذي يشهد صراعًا على السلطة منذ شهور.
وقال هادي في ختام المؤتمر: "إن قرارات مؤتمر الرياض إلزامية وستشكل رافعة لإنقاذ الدولة.. وتعد هذه الوثيقة إحدى المرجعيات السياسية لعملية الانتقال السياسي في اليمن، وسوف يتم إيداع هذه الوثيقة في الأمم المتحدة، لتضاف للمرجعيات السابقة".
وشدد هادي، المدعوم من دول الخليج، مجددًا على أن المرجعيات السياسية للمرحلة الانتقالية في اليمن هي "المبادرة الخليجية"، ومخرجات الحوار اليمني، وقرارات مجلس الأمن، و"إعلان الرياض".
مطالب حوثية

بينما واصلت القوى اليمنية اجتماعها في الرياض لليوم الثاني، أمس، لبحث وثيقة تكون مرجعًا لحل الأزمة في البلاد، كشفت مصادر سياسية يمنية في صنعاء لصحيفة «الشرق الأوسط» عن أن المتمردين الحوثيين طلبوا من المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إشراك إيران في أي مباحثات سلام برعاية الأمم المتحدة.
ونقلت المصادر عن قيادي حوثي بارز قوله: إن «إيران ستشارك في مؤتمر جنيف (الذي دعا إليه المبعوث الدولي)، دون أن تكون قد خسرت قرشًا واحدًا فيما يجري باليمن حاليًا».
فيما أصدر المجلس السياسي التابع لجماعة أنصار الله، بيانًا مطولًا تضمن موقف الجماعة من تطورات الأحداث، وعلى وجه الخصوص الحوار وقرارات هادي والهدنة، وتجدد غارات التحالف.
وفي البيان أكدت جماعة الحوثي رفضها لما يُسمى بـ"عاصفة الحزم"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، مؤكدة على وجوب التصدي لتلك العمليات بكل الوسائل الممكنة. وجددت الجماعة رفضها للقرار الصادر عن مجلس الأمن تحت البند السابع (2216)، وخصوصًا الاتهامات الواردة فيه لزعيم الجماعة عبدالملك بدر الدين الحوثي وشخصين من أنصار الله، كما أعلن المجلس رفضه القاطع لإضافة عبد الملك الحوثي لقائمة العقوبات الأممية.
وأكد المجلس أن "هذا القرار كان قرارًا ظالمًا، وأتى منتصرًا للجلاد على الضحية ومنحازًا لتحالف العدوان على أبناء الشعب اليمني، غير آبه بتعقيد وتعميق الأزمة".
وشدد المجلس السياسي لجماعة الحوثي على ضرورة استمرار الجيش والأمن واللجان الشعبية في خوض الحرب في كل المحافظات، تحت ذريعة محاربة القاعدة. وأكد أنه لن يكون هناك حل إلا عبر تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وفق مسار العملية الانتقالية التي يمر بها البلد.
ودعا المجلس السياسي لأنصار الله كافة الدول الشقيقة والصديقة إلى احترام إرادة الشعب اليمني والوقوف مع خياراته التي تهدف إلى استكمال ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها استكمال صياغة الدستور والاستفتاء عليه، ومِن ثَم إصلاح النظام الانتخابي وإجراء الانتخابات.
وأَضاف بأن أي قرارت يصدرها هادي غير معتبرة؛ كونها صادرة عن جهة فاقدة للشرعية، وأن أي ترتيبات لا بد أن تكون ناتجة عن حوار بين القوى والمكونات السياسية في البلد.
وأكد أن اليمن لا يشكل أي تهديد على أي من دول الجوار، وأن المخاوف التي يسوقها البعض لتبرير العدوان كالحديث عن مزاعم استهداف المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومزاعم استهداف مصالح الآخرين، وتهديد الأمن القومي العربي لا تعدو عن كونها ادعاءات باطلة وهرطقات سخيفة تهدف إلى تضليل الرأي العام وحشده إلى صف العدوان وشرعنة أي مشاركة فيه.
المشهد الإقليمي

وعلى صعيد المواقف الإقليمية والدولية بالأزمة اليمنية، بحث وزير الخارجية سامح شكري مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الثلاثاء، الأوضاع في اليمن في ظل التطورات الأخيرة، وانعقاد مؤتمر الرياض للبحث عن حل للأزمة في هذا البلد.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، أن المبعوث الأممي عرض على الوزير شكري الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في اليمن، وذلك في ضوء زيارته له، ومشاركته في مؤتمر الرياض، مؤكداً على أنه كان يأمل في تمديد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام أخرى.
وأضاف عبد العاطي، أن المبعوث الأممي تناول الوضع الإنساني في اليمن، والجهود المبذولة للعمل على توفير المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية والطبية والغذائية للمواطنين هناك، مؤكدًا على أهمية احترام "الشرعية" في اليمن لدعم الحل السياسي، مشدداً على أهمية دور مصر الإقليمي المحوري في تحقيق الاستقرار في المنطقة بشكل عام، وفي اليمن بشكل خاص.
وأوضح عبد العاطي أن الوزير شكري أكد، خلال اللقاء، على الثوابت التي تتعامل بها مصر تجاه اليمن، خاصة فيما يتعلق بتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق "في إقامة نظام ديمقراطي حقيقي يحفظ للبلاد ويضمن احترام الحكومة الشرعية المنتخبة، وعودتها لممارسة صلاحياتها، وصيانة وحدة اليمن الإقليمية".
قال الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: إن مؤتمر الرياض يأتي في منعطف تاريخي للمنطقة بأكملها.
وأضاف في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر إنقاذ اليمن المنعقد في الرياض، أنه لا يريد لليمن أن يكون مرتعًا للمجموعات الإرهابية، وأنه من هنا أتت عملية الأمل.
كما أكد على استمرار المملكة السعودية بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني لاستعادة وضعه الطبيعي في المنطقة، وكذلك الاستمرار في تقديم المساعدات الإغاثية للشعب اليمني.
كما أكد وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، اليوم الثلاثاء، أن دول التحالف، الذي تقوده المملكة لا تزال ملتزمة بتوفير الدعم الإنساني لليمن، مشيراً إلى أن الحوثيين انتهكوا الهدنة بصورة مستمرة. غير أن الجبير شدد على أن الرياض لن تلتزم الصمت حيال هجمات الحوثيين على جنوب المملكة. وقال الجبير، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر الإلكتروني، "استمرار الحوثيين في عملياتهم العسكرية، واعتدائهم على المحافظات والمدن السعودية، لن يقابل بصمت". وكان المتحدث باسم قوات "التحالف العربي"، أحمد عسيري، قال: إن ميليشيات الحوثي وصالح نقلت صواريخ لاستهداف السعودية، خاصة في الجنوب، وأردف قائلا: "سنعمل على تحييد صواريخ تكتيكية نقلها الحوثي شمال صنعاء".
المشهد اليمني
اليمن اليوم بلد منكوب بامتياز، وكل شيء يصبح أكثر جنوناً وحزناً، من الحرب إلى فكرة الحوار، فمؤتمر الرياض اتفق فيه الأقرباء، ولم يتفق الفرقاء، حيث لم يحضر جماعة الحوثيين إلى السعودية للتباحث، وتبقى نتائج مؤتمر الرياض معلقة حتى إشعار آخر، في المقابل ما زال الحوثيون يواصلون معاركهم على الأرض، مع فشل التوصل لحل سياسي نهائي يرأب الصدع، وعقب انتهاء الهدنة الإنسانية