"الإرهابية" و"الجزيرة" يقودان حملة مشبوهة ضد زيارة السيسي لألمانيا
الثلاثاء 19/مايو/2015 - 06:52 م
طباعة

في الوقت الذى تعتبر العديد من الدوائر السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الألمانية برلين في الثالث من يونيه المقبل، ستشهد توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين الشركات الألمانية والحكومة المصرية، بالإضافة الى انها تمثل تحول واضح في السياسية الالمانية تجاه مصر بعد انتخاب الرئيس وإقرار الدستور الجديد.

هانس يورج هابر
تذهب جماعة الإخوان الارهابية وذراعها الاعلامى المشبوه" قناة الجزيرة" فى الاتجاه المعاكس من خلال تنظيم حملة دعائية ضد الزيارة فى الوقت الذى اكد في هانس يورج هابر السفير الألماني في القاهرة علي أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أوائل شهر يونيه المقبل إلى برلين تؤكد على أن العلاقات المصرية الألمانية قوية، حيث إنها تأتي بعد فترة من التوقف في الزيارات بين قياديي البلدين، أن العلاقات المصرية الألمانية قوية ومستقرة إلى حد كبير وأن ثورة يناير وجدت لها صدى طيبًا وإعجابًا كبيرًا في ألمانيا، ولكن الحكومة الألمانية شعرت بالدهشة من انتخاب رئيس وبرلمان من صفوف الإخوان المسلمين بعد هذه الثورة، وكانت لديها صعوبة في استيعاب هذا التطور، ولكنه كان قرار المصريين.
وتابع كانت لدينا شكوك وتحفظات ثبتت صحتها بعد ذلك بشأن حكم جماعة الإخوان لمصر ولكننا كنا نقول رغم التحفظات: يجب أن نحترم خيارات الشعب المصري، ثم اتبعنا ما حدث بعد ذلك في ثورة 30 يونيه وشعرنا بالدهشة من كثافة هذه الاحتجاجات ضد حكم الإخوان، وكانت وجهة نظرنا تتمثل في أن مرسي كان بإمكانه أن يتفادى ذلك بالإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة ولكنه لم يفعل ويمكن أن نعزي ما حدث لعدم استجابته.
وأوضح السفير الألماني أنه كانت ستتم دعوة الرئيس السيسي لزيارة ألمانيا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية ولكن نظرًا لتأخيرها الناجم عن حكم المحكمة الدستورية العليا حول قوانين الانتخابات، رأينا أن نقدم الدعوة للرئيس في هذا التوقيت، خاصة وقد تأكدنا من حرصه على إجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت، حتى يمكن للبرلمان أن يراقب أداء الحكومة ويصدر تشريعات جيدة لصالح المصريين.

وأعرب السفير الألماني عن اعتقاده بأن الرئيس السيسي مهموم بقضايا وطنه خاصة فيما يتعلق بإعادة الاستقرار في مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن من بين القضايا التي ستطرح خلال الزيارة موضوع استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها في ظل سلسلة التهديدات والأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة، وصولا إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تعد منطقة جوار للاتحاد الأوربي مؤكدا أن طرق حل هذه الأزمات يجب أن يأتي من الداخل وليس من الخارج.
السفير المصري لدى ألمانيا الدكتور محمد حجازى، أكد على أن الزيارة ستشهد مشاورات رفيعة المستوى مع القيادات الألمانية، وسيتضمن البرنامج أيضا عقد منتدى اقتصادي مصري ألماني مشترك، يختتم أعماله بكلمة يلقيها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجتمع الأعمال الألماني بحضور نائب المستشارة ووزير الاقتصاد والطاقة زيجمار جابريل و سوف يسبق أعمال المنتدى اجتماعات الدورة الثانية للجنة الاقتصادية الألمانية المصرية المشتركة برئاسة الوزير منير فخرى عبد النور ووزير الدولة للاقتصاد الألماني أوفى شولز، كما ستشهد الزيارة اجتماعات لمجلس الأعمال المصري- الألمانى المشترك تسبق اجتماع الجهات الاقتصادية المصرية المشكلة لأعمال اللجنة ومجلس الأعمال المشترك، وأعضاء المنتدى من المستثمرين ورجال الأعمال في الجلسة الختامية، للاستماع لكلمة الرئيس التي يختتم بها أعمال المنتدى ، ويستعرض فيها أهمية الاستثمارات الألمانية، وآفاق التعاون المصرى-الألمانى الاقتصادي وفرصه الواعدة، ويشارك في المنتدى ما يربو على مائتي رجل أعمال مصري وألماني لبحث أوجه التعاون الألماني- المصري المشترك.
وعلى النقيض تماما من وجهة النظر الالمانية الرسمية والتحضير الجيد للزيارة خرجت علينا قناة الجزيرة القطرية الداعمة لجماعة الاخوان المسلمين الارهابية بتصريحات لما يسمى المجلس الثوري المصري التابع ايضا للجماعة الارهابية تطالب فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإعادة النظر في الدعوة التي قدمتها للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة بلادها لأن ألمانيا لديها التزام بمقتضى المادة الأولى من قانونها الأساسي إزاء احترام الكرامة الإنسانية وحماية الحريات الأساسية ليس في ألمانيا وحدها بل في جميع أرجاء العالم.
وفى محاولة لإضفاء شرعية وهمية على حزب ديني تم حله قال المجلس أن حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه مرسي انتخب هو الآخر باعتباره "حزب الأغلبية في انتخابات حرة ونزيهة".

ولم تكتفى قناة الجزيرة بذلك بل عرضت دراسة قالت انها لأهم مؤسسة بحثية ألمانية تسمى المؤسسة الألمانية لدراسات السياسة الدولية والأمن تحذر من الاستثمار في مصر مع استمرار أوضاعها الراهنة، باعتبارها مغامرة محفوفة بالمخاطر، وأنها تتوقع تزايد زعزعة الاستقرار في أكبر دولة عربية من حيث السكان وأن نجاح مؤتمر شرم الشيخ للاستثمار يعود إلى جذبه استثمارات خليجية تهدف إلى تحقيق أرباح سريعة من بناء مراكز تسوق ومساكن فاخرة واستثمارات مباشرة بقطاع الغاز المصري، وفشله في استقطاب استثمارات استراتيجية في مجال التصنيع ونقل التقنية والمعرفة.
وأوضحت الدراسة أن نظام السيسي المتطلع إلى ضخ المستثمرين الأجانب خلال مؤتمر شرم الشيخ لأموال هائلة، ظل طيلة الشهور الماضية يتحدث عن مؤشرات وردية متعلقة بارتفاع معدلات النمو، وانخفاض مستويات البطالة، وتزايد الاستثمارات الخارجية المباشرة، باعتبار كل ذلك دليلا على فعالية سياسته الاقتصادية.
ولم تكتفى الجزيرة بذلك بل عرضت أراء تروج لأهداف ضد الزيارة على الرغم من أن الموقف الألمانى تجاوز هذه المرحلة ومن هذه الآراء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستغل الحملة الدولية الراهنة ضد ما يسمى "الإرهاب" لكسب ود الغرب والحصول على دعم لنظامه.

وقال أودو شتاينباخ مدير معهد فيدرينا هومبولدت الألماني لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن خسارة السيسي للحرب التي يقودها ضد "الإرهاب" بمصر ستعرض الشرق الأوسط للاضطراب لخمسين سنة مقبلة، وتهدد أوروبا بهجمات المتطرفين وإنه بدأ الحرب على الإرهاب بمصر قبل 18 شهرا من نشأة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وعبر عن قناعته بأن "جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الدولة يتبعان أيديولوجيا واحدة، وأن الإخوان هم المصدر الرئيسي لكل الجماعات المتطرفة".
وقالت سونيا حجازي نائبة مدير مركز دراسات الشرق الحديث ببرلين إن السيسي لعب على وتر حساس لدى الغرب، بإبرازه توجهه العلماني وتكراره دعوة علماء الأزهر لتقديم تفسير جديد للإسلام وأنه أخطأ التقدير بظنه أن المستثمرين الألمان يمكن أن يعودوا لمصر دون ضمانات قانونية، أو أن السياحة الألمانية ستتدفق مجددا بدون إطلاق سراح نشطاء ثورة يناير 2011 المعتقلين.

هذا الحديث الفضفاض الذي تتصيده قناة الجزيرة وجماعة الإخوان الإرهابية رد عليه أحد أكثر المتابعين للشأن المصري فولكهارد فيندفور، كبير المراسلين الأجانب في مصر، الذي أكد على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا تأتي في أعقاب المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ الذي لاقى اهتماما كبيرا من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأضاف العلاقات المصرية الألمانية مهمة ومستمرة على عدة أصعدة، لذا فالوقت مناسب حاليا لتوجه الرئيس السيسي إلى ألمانيا لتوضيح الأمور بشكل أكبر، وأن التردد الألماني في الاعتراف بثورة 30 يونيو هو عجز في استيعاب مغزى خروج عشرات الملايين من المواطنين إلى الشوارع بدون فرق بين ديانة أو سن أو توجهات لدعم هدف واحد وهو إبعاد جماعة الإخوان عن الحكم، لكون هذا الأمر لم يحدث في أوربا من قبل.
مما سبق نستنتج أن ما تقوم به قناة الجزيرة ومواقعها الداعمة لجماعة الإخوان الارهابية ما هي إلا مجرد زوبعة في فنجان، فالحكومة الألمانية قررت أن يعيد العلاقات مع مصر، ويبدو أنها ستعود إلى أفضل مما كانت عليه رغم أنف الجماعة الإرهابية ومن خلفها قناة الجزيرة الداعمة للإرهاب.