أبو أسامة المصري.. زعيم تنظيم "ولاية سيناء"
الثلاثاء 19/مايو/2015 - 08:53 م
طباعة
يبدو أن عُمْر زعيم تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، أبو أسامة المصري، ما زال فيه بقية، بعد حديث عن مقتله* خلال عملية أمنية للجيش المصري في منطقة الشيخ زويد، شمال شبه جزيرة سيناء الحدودية مع قطاع غزة وإسرائيل، حيث عاود المصري الظهور مرة أخرى، متوسطًا عدد من العناصر المسلحة وهم يبايعون زعيم تنظيم (الدولة الإسلامية) أبو بكر البغدادي، وقال إنها تأتي ضمن بيعة جديدة لعناصر التنظيم للبغدادي.
ورغم نقص المعلومات عن أبو أسامة المصري، الأمر الذي يجعل من الصعب التعرف على هويته، يبدو أن أبرز ما يميزه أنه مفوه شرعي، وهو ما بدا في التسجيلات الخاصة به، مثل الفيديو التوثيقي الخاص بواقعة "كرم القواديس"، وكذا الفيديو الخاص ببيعة عناصر التنظيم لأبو بكر البغدادي في وجود أبو أسامة المصري، وهذه الفصاحة عكس بقية أعضاء التنظيم، الذين إذا ما تحدثوا لا يتعدى حديثهم التكبير أو التهليل لنجاح عملية إرهابية نفذوها.
إطلالة أبو أسامة المصري دائماً تتشابه مع الظهور الإعلامي للمتحدث الرسمي باسم "داعش" أبو محمد العدناني، كما تشير بعض التقارير إلى أن (العدناني والمصري) يقتربان في السن 37 عامًا، الأمر الذي دفع مراقبين إلى القول بأن المصري يحاكي ظهور العدناني إعلامياً، حيث يتضمن دائماً حديث المصري الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهو ما يقوم به العدناني، كما يتشابه المصري كذلك في طريقة الظهور مع العدناني، الذي دائماً ما يتحدث وهو جالس وجواره سلاحه الشخصي، وهو ما يظهر به المصري.
الفيديو الجديد الذي بثه تنظيم "ولاية سيناء" ويظهر بيعة عدد من المسلحين للبغدادي، ويتوسطهم أبو أسامة المصري، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن المصري هو أمير التنظيم في سيناء، بعد الحديث عن أن أمير التنظيم هو كمال علام، حيث اتضح أن أبو أسامة هو مفتي الجماعة وقائدها، بعد أن سماه البغدادي أميراً على "ولاية سيناء" بحسب حديثهم، وأن كمال علام هو قائد الجناح العسكري للتنظيم.
أنباء مقتل أبو أسامة:
كانت الفترة الأخيرة تحدثت كثيراً عن مقتل أبو أسامة المصري، والقبض عليه، إلى الدرجة التي وصلت فيها إلى ثماني مرات، وهو الأمر الذي كذبه الظهور الأخير للمصري.
حيث كشفت مصادر مطلعة بشمال سيناء إن قوات الجيش وجهت ضربة وصفت وقتذاك بـ"القاتله" لمجموعات تنظيم أنصار بيت المقدس، بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، مطلع يناير 2015، تمثلت في عملية استهداف مركزة لمجموعات مسلحة بواسطة قوات خاصة، مدعومة بعناصر قتالية ذات كفاءة عالية، وغطاء جوى، وقتل عدد من التكفيريين في هذه العملية، وتابعت المصادر: "تم ضبط أبو أسامة المصري زعيم التنظيم، إضافة إلى 4 آخرين يرجح أنهم من حراسة".
وفي واقعة أخرى، قالت تقارير إعلامية إن تنظيم "أنصار بيت المقدس" تلقى ضربة موجعة في أكتوبر 2014، عندما قتل أبو أسامة المصري، زعيم التنظيم، و4 من الحراس الشخصيين له.
وأضاف المصدر، الذي امتنع عن ذكر اسمه، أن فرقة خاصة من قوات الجيش الثاني الميداني قامت بإنزال جوي على منطقة الجميعي جنوب الشيخ زويد، بعد جمع المعلومات عن مكان اختفاء أبو أسامة المصري، وتمكنت من محاصرة مجموعة إرهابية ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات المداهمة والمجموعة إرهابية، وأثناء ذلك فر زعيم التنظيم في سيارة (كروز) بطلاء مموه محمل عليها مدفع مضاد للطائرات باتجاه الجنوب.
وأوضح: "أثناء وقوع الاشتباكات وصلت فرقة أمنية تستقل سيارات هامفي إلى المكان، تحت مظلة من طائرة عسكرية بدون طيار، وقامت القوات بقتل أربعة من العناصر الإرهابية المسلحة، ثم لاحقت الطائرة زعيم التنظيم وقامت بقصف سيارته".
من هو أبو أسامة المصري؟
زعيم تنظيم "بيت المقدس" أبو أسامة المصري، كل ما ذكر عنه، ليس مؤكداً، كون الجهات الأمنية لم تعلن بشكل رسمي عن هويته، إلى جانب أن المصري لا يزال يخرج إلى الآن وقد تم طمس وجهة حتى لا يعرفه أحد، في وقت أشارت تقارير صحافية إلى أن أبو أسامة المصري، هو (محمد أحمد علي أبو أسامة المصري)، من أبناء محافظة (شمال سيناء)، يتراوح عمره ما بين (35 و37) عامًا، وهو من مواليد أواخر السبعينيات، وينتمى إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش.
وأفادت كذلك بعض التقارير، أن أبو أسامة المصري تلقى تدريبات عالية في قطاع غزة، مستغلاً الانفاق الحدودية مع القطاع الفلسطيني، إلى جانب مشاركته في القتال الدائر في سوريا من نحو أربع سنوات.
ظهر في العديد من مقاطع الفيديو، وهو يتحدث عن التنظيم وشرعية ما يقوم به من عمليات إرهابية، وظهر في تلك الأشرطة وبدت على يديه علامات ''مرض البوهاق''، كان موجودًا في الفيديوهات الخاصة بتفجير كمين كرم القواديس، وفى فيديو آخر وهو يؤم أعضاء التنظيم في صلاة العيد.
كما قالت تقارير أخرى أن أبو اسامة المصري مُقيم في محافظة الشرقية، واعتنق الفكر الجهادي منذ عدة سنوات، ويعد من أخطر العناصر الجهادية وله شخصية مؤثرة في كل من حولة من العناصر الجهادية داخل وخارج سيناء.
أضافت التقارير أن أبو أسامة يقود تنظيم (أنصار بيت المقدس)، ويتردد بين مصر وقطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية، ويتنقل بالمناطق الصحراوية بين مدينتي رفح والشيخ زويد وسط حراسة أمنية من عناصر التنظيم والذين يحملون الجنسية المصرية وجنسية إحدى الدول العربية.
في السياق، قالت تقارير إعلامية أخرى، إن أبو أسامة المصري، هو يسري عبدالمنعم نوفل، القيادي السابق بتنظيم "الناجون من النار" وهو تنظيم ظهر أواخر الثمانينيات مزج بين الدعوة والجهاد المسلح قام به عدد من الشباب الذي لا يتجاوز عمره الـ20 والمنتمي لتنظيم الجهاد.
وهرب أعضاء التنظيم من السجن خلال اندلاع ثورة 25 يناير أثناء الفوضى التي اجتاحت البلاد، ونتج عنها هروب عدد كبير من المساجين من السجون، على رأسهم أعضاء تنظيم "الناجون من النار" ومعهم زعيم التنظيم يسري عبد المنعم.