اليمن.. استمرار الصراع وتوالي الغارات.. وتعثر الحل السياسي
الأربعاء 20/مايو/2015 - 06:54 م
طباعة

كثفت قوات التحالف بقيادة السعودية الغارات على مواقع جماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسط تأزم الحوار والوضع الانساني.
المشهد الميداني

شنت طائرات التحالف فجر اليوم غارتين جويتين على مديرية عبس بحجة شمال غرب اليمن. ودوى انفجار ضخم وقت اذان الفجر ايقظ ما تبقى من سكان المدينة بعد ان نزح معظم الاهالي اثر غارات التحالف المتواصلة عليها، وبعد دقائق وقع الانفجار الثاني حيث اهتزت الأبواب والنوافذ من شدته.
واستهدفت الغارة الأولى جبل دامغ المطل على مديرية عبس بينما وقع الصاروخ الثاني في قرية المقفي التابعة لمديرية عبس والتي تبعد عن المدينة حوالي 5 كم غربا ولم تخلف الغارتين اي اضرار مادية وبشرية لوقوعهما في منطقة خالية من السكان. وفي مديريتي حرض وميدي بحجة شمال غرب اليمن، شنت مقاتلات التحالف عدة غارات حوبة صباح اليوم استهدفت منطقة الفج التابعة لمديرية حرض وقرية الخضراء التابعة لمديرية ميدي ولم يتسنى لنا معرفة اضرار تلك الغارات. وشهدت المدن الحدودية ليلة امس تحليقا كثيفا ومتواصلا لطيران التحالف منذ ساعات المساء الاولى الى صباح اليوم.
كما قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية عدة مواقع ومقار تابعة لقيادات حوثية وللرئيس السابق علي صالح ونجله في صنعاء وضواحيها. وأكدت مصادر يمنية أن قصفا على مخازن أسلحة في صنعاء أدى إلى سلسلة انفجارات ضخمة استمرت ساعات طويلة.
من جهة أخرى أكدت مصادر موالية للحوثيين أن السعودية أطلقت 200 صاروخ على مناطق حدودية مع اليمن، وأن الحوثيين ردوا بقصف مدفعي وصاروخي على مواقع عسكرية في نجران وجيزان.
فيما أعلنت وزارة ا لداخلية السعودية، اليوم، مقتل احد منسوبي حرس الحدود في منطقة جازان الحدودية مع اليمن. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية إنه عند الساعة السابعة وأربعين دقيقة من صباح اليوم الأربعاء، وأثناء أداء الجندي أول حسن علي عبده صميلي، من منسوبي حرس الحدود لمهامه بمركز أبو الردف بقطاع الحرث بمنطقة جازان، تعرض للإصابة بشظايا مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، مما نتج عنه استشهاده، وفق ما اوردته وكالة الانباء السعودية (واس).
اندلعت اليوم الأربعاء، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في مدينة تعز، وسط اليمن، بين مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) ومسلحي "المقاومة الشعبية"، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بحسب سكان محليين. وقال شهود عيان، إن "اشتباكات شديدة اندلعت بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في حي البريد"، وبالقرب من تلة الأخوة وسط مدينة تعز عاصمة المحافظة الأكثر سكاناً في البلاد.
و استهدفت مليشيا الحوثي المتمركزة في منطقة الدمغة، اسفل جبل صبر، اليوم الاربعاء، منزل الشيخ حمود سعيد المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في مدينة تعز ،جنوب اليمن، بثلاث قذائف .
وذكرت وكالة الانباء الالمانية أن مقاتلي القبائل في محافظة الجوف (شمال شرق البلاد) سيطروا، اليوم، بشكل كامل على موقع اليتمة المحاذي للمملكة العربية السعودية. وأوضحت الوكالة نقلا عن مصادر لم تسمها أن اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة بين مسلحي القبائل ومسلحين حوثيين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. وأشارت إلى أن القبائل استطاعت السيطرة على منطقة الحريرة والقرون الواقعة في منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف في محافظة الجوف، والتي كانت تحت سيطرة المسلحين الحوثيين، ما يعني أن اليتمة باتت تحت سيطرة القبائل بشكل كامل. وأكدت المصادر أن الاشتباكات المسلحة لا تزال مستمرة بشكل عنيف بين الطرفين، مشيرين إلى أن مسلحي القبائل يحاولون التقدم نحو المنطقة الشرقية لمحافظة صعدة المعقل الرئيسي لجماعة أنصار الله الحوثية شمالي اليمن.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله اليوم الأربعاء إن الحكومة اليمنية في الخارج قد لا تشارك في محادثات السلام التي تعتزم الأمم المتحدة عقدها في جنيف في 28 مايو الجاري، لأنها لم تخطر بها رسميا وتريد مزيدا من الوقت للتحضير.
وقال ياسين عبر الهاتف إن الحكومة لم تتلق دعوة رسمية واذا تلقت دعوة فإن المحادثات لا يجب أن تكون في 28 مايو، مضيفا أن أي محادثات يشارك فيها الحوثيون ستتوقف على التزامهم بقرار الأمم المتحدة الذي يطلب منهم ترك السلاح.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، أن المنظمة الدولية سترعى محادثات سياسية للأطراف اليمنية في جنيف في 28 مايو الجاري، وذلك رغم رفض حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إجراء محادثات مع حركة "أنصار الله"، قبل انسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان اليوم الأربعاء إن المنظمة الدولية سترعى محادثات سياسية يمنية في جنيف في 28 مايو. وأضاف البيان "يعلن الأمين العام انطلاق مشاورات شاملة بداية من 28 مايو في جنيف لإعادة الزخم تجاه عملية انتقال سياسي بقيادة يمنية".
لكن كثيراً من المستجدات، ربما تلقي بظلالها على إمكانية إجراء أي محادثات سلام بين المكونات اليمنية، خصوصاً بعد رفض الحوثيين، وهم طرف رئيسي في الصراع الدائر حالياً في اليمن، فكرة الانسحاب من المحافظات اليمنية، كشرط مسبق للحوار.
وقال مسئول المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" حسن الصعدي، لـ"سبوتنيك"، في وقت سابق، إن جماعته "لا تقبل أي شروط مسبقة للحوار"، وتساءل، " كيف ننسحب… الجيش اليمني هو من يسيطر وليس أنصار الله… كيف ينسحب الجيش من أرضه؟".
وإضافة إلى رفض "أنصار الله" فرض الشروط المسبقة للحوار، التي شدد عليها الصعدي مراراً، جاء "إعلان الرياض" الصادر، أمس، عن مؤتمر "إنقاذ اليمن"، الذي عقد في العاصمة السعودية، في ظل غياب ممثلين عن الحوثيين، ليضفي مزيداً من التعقيد على المشهد السياسي في البلاد.
ورفض الحوثيون المشاركة في "مؤتمر الرياض"، وأعلنوا أنهم "غير معنيين" بنتائجه، فيما لم توجه لهم الدعوة للمشاركة في المؤتمر.
كما أعلن حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أن "مؤتمر الرياض" سيفرض "إملاءات خارجية فقط من الدول التي تقود العدوان على اليمن".
وفي ظل عدم اعتراف الحوثيين بمؤتمر "إنقاذ اليمن" ومقرراته الناتجة عنه، ورفض حكومة هادي الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع الحوثيين ما لم ينسحبوا من المحافظات ويسلموا أسلحتهم، فإنه لا يبدو في الأفق أي حل للأزمة، ما يطيل أمد الحرب ومعاناة اليمنيين.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الانساني، اعلنت الامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال العنف في اليمن تسببت بسقوط 1850 قتيلا وبنزوح اكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية مارس. وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ (أوشا) ان اعمال العنف هذه اسفرت كذلك عن 7394 جريحا حتى منتصف مايو، استنادا الى الاجهزة الصحية اليمنية.
ومن جهته، قال ادريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ان عدد النازحين منذ مارس الماضي يقدر بأكثر من 545 الفا.
كما لا يزال الوضع الإنساني في عدن جنوب اليمن في مستوى "حرج للغاية" بحسب وصف ائتلافات إغاثية، مع تزايد أعداد القتلى والجرحى، لا سيما في صفوف المدنيين، مع اقتراب نهاية الشهر الثاني منذ بدء المعارك العنيفة والحصار على المدينة.
المدير العام لمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عدن، الدكتور الخضر لصور، كشف أن إجمالي الضحايا من المدنيين ورجال "المقاومة الشعبية"، الذين سقطوا خلال 50 يوماً من المعارك الدائرة في محافظة عدن بلغ 517 شخصاً، بينهم نحو 76 امرأة وطفلاً، إضافة إلى 3461 جريحاً، لافتاً إلى أن "الحوثيين" لديهم آلية لإخلاء قتلاهم وجرحاهم، ما يحول دون إحصاء عددهم خلال هذه الفترة.
ويستمر الوضع الحرج للمدنيين في عدن، رغم الهدنة المنتهية يوم الأحد الماضي، وإدخال بعض المعونات، بحسب بيان صادر عن ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية أمس الثلاثاء.
وفي نفس السياق وصل إلى مطار صنعاء الدولي، اليوم، 352 من اليمنيين العالقين في مصر والهند، عبر الناقل الوطني الخطوط الجوية اليمنية. وأوضح القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية محمد عبد الحميد المخلافي أن 200 من اليمنيين العالقين في مصر وصلوا، اليوم، فضلا عن 152 آخرين في الهند. وأشار إلى أن هناك رحلات أخرى لطيران الخطوط الجوية اليمنية ستصل توالياً وعلى دفعات إلى صنعاء لإعادة العالقين اليمنيين في القاهرة والهند فيما ستصل بعض الرحلات إلى مدينة سيئون. وقال رئيس الدائرة القنصلية بوزارة الخارجية السفير أحمد حميد عمر إن عدد العالقين اليمنيين في الخارج بلغ حتى اليوم 11 ألفا كإحصائية أولية، موزعين على 5 آلاف و200 في مصر، و3 آلاف و500 في الهند، و300 في الامارات، و200 في اثيوبيا و200 في ماليزيا و100 في جيبوتي".. مؤكدا أن العدد في تزايد مستمر.
المشهد الاقليمي

وعلى صعيد المشهد الاقليمي المتعلق بالأزمة اليمنية، التقى نائب أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، اليوم، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد. وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في اليمن، فضلا عن بحث سبل تنسيق الجهود بين الجامعة العربية والأمم المتحدة لإنقاذ اليمن، وتقديم العون الإنساني للشعب اليمني.
و قال المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل إنه واثق من إمكانية تجديد الهدنة الانسانية في اليمن، مضيفا أن الأمم المتحدة تعمل على عقد مؤتمر سلام شامل في جنيف لحل الأزمة اليمنية.
فتوى الجهاد

وعلى صعيد الحضور الديني، جدد المفتي العام وإمام الجامع الكبير في جمهورية موريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي تأييده لجميع القرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- لاستعادة الشرعية في اليمن، وصد الخطر الحوثي عن دول المنطقة عامة واليمن خاصة، مشيداً بتلك القرارات المتواصلة والتي حققت أهدافها المرجوة منها.
جاء ذلك في خطاب رفعه مفتي موريتانيا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تلقاه منه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
وأشار إلى فتواه في هذا الصدد، التي بيّن أنها جاءت متطابقة ومتوافقة مع فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، مجددًا شجبه لكل الأعمال الإجرامية التي قام ويقوم بها الحوثيون الذين يشملهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}؛ حيث إن مبدأ نحلتهم الباطلة إثارة الفتن والفوضى، وقتل الأبرياء، واستباحة الدماء المعصومة.
وأوضح في فتواه، أن المواجهة القائمة بين الحوثيين وبين دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تعتبر مواجهة لجميع الدول السنية، فعليهم الوقوف صفًا واحدًا ضدهم.
الحضور الإيراني

أعلن رئيس الدائرة العربية والإفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، مساء أمس الثلاثاء، أن المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيصل إلى طهران، خلال أربع وعشرين ساعة، للقاء المسئولين الإيرانيين، وسيبحث معهم تطورات الملف اليمني. وفي لقاء مع التلفزيون المحلي الإيراني، اعتبر عبد اللهيان أن "مؤتمر الرياض حول اليمن لا يصب لصالح حل أزمة هذا البلد، ولا ينهي معاناة اليمنيين، ولاسيما أن أطرافاً وصفها بالمؤثرة غابت عن هذا المؤتمر"، داعياً المجتمع الدولي للضغط على السعودية لإيقاف الحرب هناك، وفتح الطرق البحرية والجوية لاستقبال المساعدات، فضلاً عن تقديمه اقتراحاً لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، بهدف فتح حوار جدي، وبناء بشأن اليمن.
وفي ذات السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن بلادها تدعو لحوار يمني يمني، ولا ترضى بقرارات تزيد الأزمة تعقيداً، في إشارة منها إلى بيان مؤتمر الرياض الصادر أمس الثلاثاء، مؤكّدةً أنّه يجب دعم الحلول السياسية في اليمن.
كذلك، أوضحت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، أن بلادها أجرت التنسيقات اللازمة مع كل من الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الغذاء، لإدخال سفينة المساعدات الإيرانية، التي اقتربت من السواحل اليمنية. وأضافت "إن أي تصرف موجه ضد السفينة لن يواجه برد فعل إيراني وحسب، بل بردود أفعال دولية"، معلنةً أن بلادها تجري الاتصالات اللازمة لضمان دخول السفينة إلى ميناء الحديدة، منذ تحركها من إيران قبل تسعة أيام.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن مساعد وزير الخارجية الإيراني، حميد بعيدي نجاد، إن إيران حصلت على إذن الأمم المتحدة لترسو السفينة بالقرب من السواحل اليمنية، لا أن تتجه إلى جيبوتي، موضحاً أن سفينة المساعدات التي ستعبر مضيق باب المندب اليوم، ستصل اليمن في موعد أقصاه غداً الخميس.
وفي تطور لافت أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية نقلا عن مراسلها المرافق للسفينة "شاهد" بأن السفينة تتجه لترسو أولا في جيبوتي لتخضع إلى تفتيش من قبل الأمم المتحدة ومن ثم تتجه لتفرغ حمولتها في ميناء الحديدة اليمني.
قال قبطان سفينة المساعدات الإيرانية "شاهد" الأربعاء إنه يتوقع دخولها مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر قادمة من خليج عدن صباح الخميس. وأضاف القبطان في تصريح نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" أن ذلك يعتمد على الأحوال الجوية الجيدة واستمرارها على ذلك، بالإضافة إلى الأوضاع الفنية للسفينة.
المشهد اليمني
حالة من الغموض تسيطر علي المشهد اليمني، في ظل استمرار الغارات لقوات التحالف بقيادة السعودية، ومع اشتراط حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، انسحاب الحوثيين من أجل الحوار والتفاوض، وهو ما يشير إلى استمرار الازمة لأسابيع قادمة.