السلطات الصينية تطارد كنائس المسيحيين السرية
الخميس 21/مايو/2015 - 06:39 م
طباعة
طالب أمس البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان برفع الصلوات لأجل المسيحيين في الصين، وأكد أن "الحرية الدينية حق لا يقبل المساومة"، من حقوق الإنسان.
وأضاف البابا أن "الكاثوليك في الصين سيرفعون الصلاة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بتفان للسيدة العذراء لمساعدة المسيحيين في شنغهاي"، واختتم بالقول "نسأل العذراء مريم أن تساعد الكاثوليك في الصين ليكونوا شهوداً أكثر مصداقية لهذه المحبة الرحيمة وسط الشعب" المعروف أنّ هناك معاناة كبرى للمسيحيين في الصين حيث أفاد تقرير من مجموعة حقوق الإنسان لمنظمة China Aid- منظمة حقوقية امريكية غير حكومية.
بأن نسبة الاضطهاد في الصين ارتفعت إلى 42% خلال العام الماضي مقارنة مع عام 2011 ووفق التقرير السنوي لمنظمة China Aid وُجِدَت على الأقل 132 حالة اضطهاد أثّرت على 4919 مسيحي، 422 منهم رجال دين وقد كان الاضطهاد على صورة اعتداءات لفظية ونفسية وجسدية كالضرب والتعذيب والحجز هذا وقد سُجّلت في بيجين أعلى حالات الاضطهاد (62 حالة) التي أثرت على 934 مسيحيًا، و قد تم بعد ذلك، تسجيل 11 حالة في منطقة اكسنجان أوغور في شمال غرب الصين وقد استهدفت 382 مسيحي أشار التقرير أيضاً والذي نشره موقع كريستيان بوست أن الاضطهاد خلال العام الماضي كان بنسبة 61% أسوأ مما كان عليه في 2010، و85% أسوأ مما كان عليه في 2009، و120% أسوأ مما كان عليه في 2008، و308% أسوأ مما كان عليه في 2007 و372% أسوأ مما كان عليه في 2006 حيث أكد عضو كنيسة شووانج في بيجين (إحدى الكنائس التي تم الاعتداء عليها لفترة استمرت أكثر من سنتين) أنّ تعيين اكسي جنبنج كقائد جديد للحزب الصيني الاشتراكي لم يُحدث أي فرق فيما يختص بمعاملة المسيحيين هذا ويشكل ازدياد حالات الاضطهاد خطراً جدّياً إذ قامت السلطات باستهداف البيوت الكنسية غير المسجلة بطريقة تم التخطيط لها مُسبقاً عام 2008 و2009،
حيث قام الرؤساء باستهداف قادة الكنائس البيتية (كنائس تقام داخل البيوت بلا تصريح وتسمى ايضا الكنائس السرية) وكانت السلطات الصينية قد تبنت في عام (2012) خطة اسمها المرحلة الثلاثية تهدف للقضاء على الكنائس البيتية غير المسجلة في المرحلة الأولى، والتي استمرت من يناير ولغاية يوليو 2012، تم التحري بشكل سري عن الكنائس البيتية المنتشرة في جميع أرجاء الدولة وقد تبع هذا الأمر موجة حملات اعتداء على الكنائس البيتية والتي استمرت لغاية العام 2013، كجزء من المرحلة الثانية لهذا المنهج وإثر ذلك قامت بعض الكنائس بالتسجيل بشكل رسمي مع السلطات لتجنب الاعتقالات والاعتداءات عليها، إلاّ أنّ بعض الكنائس الأخرى رفضت القيام بذلك لعدم موافقتها على سياسة السلطات ومبادئها ولا سيّما منهج المرحلة الثلاثية ويقدر عدد أعضاء الكنائس البيتية البروتستانتية بين 45 مليون إلى 60 مليون فرد، أما المرحلة الثالثة فهي السارية الآن عام 2015 لتستمر لغاية 2025، حيث ستغلق الحكومة الكنائس البيتية التي لا تستجيب لمطالبها وقال قادة كنيسة شوونج في سبتمبر الماضي، أن السلطات قامت بعمليات حجز للأعضاء زادت عن 1600مرّة وتم طرد 60 عضوًا من منازلهم، وفي فبراير2012، تم إرسال مسيحيين إلى معسكرات العمل بتهمة الهرطقة! وفي شهر ابريل تم اعتقال 7 قادة ومحاكمتهم بناء على هذه التهمة كما تم اقتحام مخيمات صيفية تواجد فيها طلاب مسيحيين ويؤكد بوب فو رئيس منظمة China Aid "أنّ منهج الحكومة الصينية في منتهى الجهالة، إذ لن يتم القضاء على الكنائس البيتية بل سوف تنتشر أكثر.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية "إن مسيحيي الصين يخشون من تجدد الاضطهاد، بعد موجة جديدة من عمليات هدم الكنائس في البلاد"، مضيفة إنه "في مدينة "ونشو"، التي كانت مركزا للمسيحية ويقطنها حاليا 9 مليون مسيحي يمثلون 15% من سكانها، بات يخشى مؤمنوها من أكبر تهديد يواجهونه منذ الثورة الثقافية.
وأشارت الصحيفة، إلى القبض على العديد من القساوسة وأعضاء الكنائس واعتقالهم في الآونة الأخيرة، بما في ذلك أعضاء من كنيسة سانجيانج، إحدى الكنائس الوطنية التي تسيطر عليها الحكومة
وقالت "في أوائل 2014 تم تسجيل حالات هدم كنائس في العديد من بلدات مقاطعة تشجيانج، المنطقة الغنية البعيدة في شانغهاي وفي أبريل، تم هدم كنيسة كاثوليكية في مقاطعة ريفية من ونتشو، وتحطيم صليب معلق على كنيسة بروتستانتية"، لافتة إلى أن "عشرات الكنائس الأخرى تلقت إنذارات بهدم مبانٍ وإزالة الصلبان من أعلى الكنائس.
وأوضحت أنه "تم إطاعة الأوامر في بعض الأماكن، لكن مسيحيي سانجانج قاوموا"، ونقلت عن أحد المسيحيين الذين فروا خلال عمليات الاعتقال في مايو الماضي قوله "كنا نعلم إنه حتى لو قمنا بإزالة الصلبان فإن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، لذلك كان علينا أن نصمد"
وأضافت "على الرغم من أن المساحة السطحية للكنيسة تجاوزت الحجم المسموح، فإن إدارة كنيسة سانجيانج كانت مطمئنة لأن مبنى الكنيسة حصل على موافقة رسمية من الحكومة المحلية، ورغم التوصل إلى حل وسط وافقت السلطات بموجبة على إسقاط الطابقين العلويين من المبنى الملحق، فإنها لم تلتزم بكلمتها وتم هدم الكنيسة.
وأشارت إلى أنه في يوم 26 أبريل الماضي تحدى ألف عضو من مسيحيي المدينة قرار السلطات وتجمعوا للصلاة أمام الكنيسة، أملا في التراجع عن قرار الهدم، إلا أنه في صباح اليوم التالي تم القبض على 40 من قادة الكنيسة باعتبارهم الأكثر تأثيرا على المصلين، بما فيهم الكوادر الرسمية وأعضاء حركة الكنيسة المنزلية، وفي فجر يوم 28 أبريل بدأت السلطات في عملية الهدم، وبحلول المساء تحولت الكنيسة الضخمة إلى أنقاض
ونقلت الصحيفة البريطانية عن قس في بكين، من جماعة تراقب اضطهاد المسيحيين، قوله "من خلال تطهير سانيانج من الكنائس، فإن الحكومة تريد وضع مثال وأن تظهر أن لا شيء سوف يوقفها"، لافتة إلى أنه تم تحديد ستة كنائس أخرى ومبانٍ لاحقة في "ونتشو" للهدم في مايو الماضي، فيما جرى تحويل كنيسة بروتستانتية إلى قاعة ثقافية، وفي الأسابيع الماضية قامت السلطات بتحطيم صلبان على 15 كنيسة في منطقة "ونتشو"
ومنذ بداية العام الجاري تم إرسال تحذيرات لـ 60 كنسية في مقاطعة تشجيانج بإزالة الصلبان أو هدم مبانيهم وتقول صحيفة الجارديان إن "المسيحيين في ونتشو لم يروا مثل هذا الاضطهاد المتواصل منذ الثورة الثقافية
كما نقلت الصحيفة عن القس جوي، من بكين، قوله "إن أعداد المسيحيين في الصين ارتفع إلى الحد الذي أصبح فيه عدد المسيحيين يفوق عدد أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم، وهو ما يخيف السلطات"، وأضاف إن "المسيحيين لا يزال لديهم صورة سلبية في الصين، حيث يوجد تاريخ من الاضطهاد، وكل هذا يلعب دورًا"
وأشار القس جوي إلى أن "هذه الحملة ضد المسيحيين هي جزء من الهدف المٌعلن من قبل القيادة الجديدة بتعزيز التقاليد الثقافية الصينية مثل الكونفوشيوسية والبوذية".