العالم يبكي سقوط تدمر..اليونسكو تحذر ..والبيت الابيض انتكاسة لقوات التحالف

الجمعة 22/مايو/2015 - 01:33 م
طباعة العالم يبكي سقوط
 
حالة من القلق تسود العالم بعد الاعلان عن سقوط مدينة تدمر السورية الاثرية في قبضة التنظيم الارهابى داعش  زادها اضطربا سيطرة  التنظيم على آخر معبر للنظام السوري مع العراق وذلك اثر انسحاب قوات النظام من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية -العراقية في البادية السورية والمعروف باسم "معبر التنف"، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد "تمكن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف، الواقع على الحدود السورية - العراقية في البادية السورية، وذلك عقب انسحاب قوات النظام من المعبر، وبذلك فإن قوات النظام تفقد السيطرة على آخر معابرها مع العراق".حيث لم يفق العالم بعد من صدمة سقوط مدينة تدمر التى قال عنها
المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن هجوم "داعش" على تدمر "انتكاسة" للقوات التي تقودها الولايات المتحدة، وذلك حسبما أفادت وكالة رويترز للأنباء.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح في وقت سابق اليوم، بأن واشنطن لم تهزم أمام داعش رغم سقوط مدينة الرمادي في العراق.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن العالم يجب أن يتحرك بعد سيطرة داعش على تدمر، وسط مخاوف من تدمير المعالم السياحية في المدينة السورية التاريخية.
وأعرب هولاند عن قلقه من وجود "تهديد لهذه الآثار التي هي جزء من تراث الانسانية وتواصل المجازر التي ترتكب في حق السوريين".

اليونسكو

اليونسكو
وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا، الخميس، من أن تدمير مدينة تدمر الأثرية، "لن يكون جريمة حرب فحسب، وإنما أيضا خسارة هائلة للبشرية".
وقالت بوكوفا في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة الإلكتروني، إن تدمر موقع تراث عالمي فريد في الصحراء ومهد الحضارة البشرية وملك للبشرية جمعاء.
وحثت المسؤولة الدولية المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والزعماء الدينيين على توجيه نداء لوقف العنف، مجددة دعوتها إلى وقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات من المدينة الأثرية.

الأزهر يدعو للتحرك

وطالب الأزهر من جانبه، المجتمع الدولي بسرعة التحرك والوقوف في وجه داعش الذي يسعى لطمس المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة، مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق وسورية وليبيا، حسبما جاء في بيان للأزهر.
وأكد البيان أن الدفاع عن المناطق الأثرية من النهب والسلب والدمار، معركة الإنسانية بأكملها، وطالب بتكاتف الجهود لحماية المدينة التي تعد أحد أهم وأقدم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط من "المصير المظلم الذي ينتظرها على يد" داعش.
وشدد الأزهر على أن تدمير التراث الإنساني والحضاري والتعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة، هو أمر محرم شرعا.

قلق أوروبي

قلق أوروبي
أعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن القلق إزاء خطر ارتكاب تنظيم مسلحي داعش "جرائم حرب" جديدة بعد سيطرته على مدينة تدمر الأثرية في سورية.
وصرحت موغريني في بيان في بروكسل "مجددا قتل مئات الأشخاص، والآلاف مهددون بأعمال عنف تعسفية، فيما يحوم خطر تدمير مواقع ثقافية مرة أخرى".
واعتبرت الدبلوماسية أن أعمال القتل الجماعي وتدمير الإرث الثقافي الأثري في سوريا والعراق بيد داعش تشكل "جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي" للمحكمة الجنائية الدولية.

نصف سورية لداعش

وبهذا التقدم، أصبحت نصف سورية، من حيث المساحة الجغرافية، بيد داعش. إذ يسيطر التنظيم على 95 ألف كلم مربع في تسع محافظات سورية، حسب المرصد السوري.
وباتت مساحة متصلة من جنوب جبل عبد العزيز وبلدة الهول في جنوب وجنوب شرق الحسكة، مرورا بمعظم دير الزور والغالبية الساحقة من محافظة الرقة، وصولا إلى ريف مدينة مارع بريف حلب الشمالي، وتدمر بريف حمص الشرقي والبادية السورية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، بيد داعش، إضافة إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود في جنوب العاصمة دمشق.
ويسيطر داعش أيضا على معظم حقول النفط في البلاد، باستثناء حقل الشاعر في ريف حمص وحقول رميلان في ريف الحسكة

"الموند": العجز الأمريكي

الموند: العجز الأمريكي
كتب جيل باري: "سنة أخرى ضاعت سدى، هذا هو الانطباع السائد بعد سيطرة الدولة الإسلامية على مدينة تدمر الرمزية في سوريا بعد ثلاثة أيام من سقوط مدنية الرمادي في العراق. وبعد أقل من سنة من سقوط الموصل تحكم الدولة الإسلامية اليوم قبضتها على مناطق واسعة تمتد على طرفي الحدود العراقية - السورية. يعكس سقوط ما يعرف بالواحة السورية تدهور وضع القوات التي لا تزال موالية لبشار الأسد وعجزها عن الدفاع عن هذه المدينة الاستراتيجية المعروفة بآثارها القديمة وبسجنها المشهور الذي شهد اعتقالاً وتعذيباً وتصفية لمئات الإسلاميين. ويأتي هذا ضمن قرار الولايات المتحدة عدم التدخل عسكرياً في ما يجري لئلا تظهر أنها تدعم نظام الأسد. من جهة أخرى، أظهرت خسارة الرمادي نقاط ضعف الاستراتيجية الأميركية في مواجهة الجهاديين والتي اعتمدت على الجمع بين تحرك الجيش العراقي على الارض والغارات الجوية الأميركية".

"النيويورك تايمز": ضربة لمعسكر الأسد

النيويورك تايمز:
وقوع تدمر في قبضة داعش من شأنه زيادة الضغط على معسكر الأسد الذي شهدت قواته نكسات عدة في الأشهر الأخيرة في محافظة إدلب، وتحاول ان ترص صفوفها بعد أربع سنوات من المواجهة ضد حركة احتجاج بدأت سلمية ثم تحولت حرباً متعددة الجبهة. وعلى رغم ان الكثير من مؤيدي النظام لا يزالون يعتبرون بشار الأسد أفضل من التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل داعش، فإن الشعور بالاستياء يتزايد جراء فشل الدولة في الدفاع عن أمنهم. لقد بات تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الآن على نصف الأراضي السورية وباتت الصحراء كلها في قبضته".

"الإكسبرس": أهمية تدمر الاستراتيجية

تشكل تدمر رأس جسر يفتح الطريق أمام تقدم الدولة الإسلامية على طريق دمشق غرباً، ونحو الرمادي والعراق شرقاً. وبذلك أحكم التنظيم قبضته على حقول الغاز والنفط في سوريا، الى جانب وجود مطار قريب منها. كما يحمل سقوط سجن تدمر الذي استخدمه النظام أكثر من 80 سنة دلالة رمزية. وفي الأيام الأخيرة، نقل النظام عدداً من الموقوفين في هذا السجن غالبيتهم من الثوار والمنشقين الى سجون أخرى".
تُعرف مدينة تدمر الأثرية التي باتت تحت سيطرة تنظيم داعش بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
العالم يبكي سقوط
وتعد المواقع الأثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم "لؤلؤة الصحراء"، واحدة من 6 مواقع سورية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية.
وتتوسط آثار تدمر التي تبعد مسافة 210 كيلومترات شمال شرق دمشق، بادية الشام.
وظهر اسم تدمر للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن 19 قبل الميلاد عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير.
لكن تدمر عرفت أوج ازدهارها إبان الغزو الروماني بدءا من القرن الأول قبل الميلاد وخلال 4 قرون متلاحقة. وباتت تعرف في اللغات الإغريقية واللاتينية باسم "بالميرا" المشتق من معنى النخيل باللغات الأجنبية.
وذاع صيت تدمر بوصفها واحة خصبة وفاخرة في وسط الصحراء، بفضل ازدهار تجارة التوابل والعطورات والحرير والعاج من الشرق، والتماثيل والزجاجيات من فينيقيا.
وفي العام 129، منح الإمبراطور الروماني ادريان تدمر وضع "المدينة الحرة" وعرفت آنذاك باسمه "ادريانا بالميرا". وفي هذه المرحلة بالتحديد، تم بناء أبرز معابد تدمر مثل معبد بعل (بل) وساحة اغورا.
وكان سكان المدينة، قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر).
واستغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان قيام مملكة تمكنت من هزم الفرس، وباتت زنوبيا ملكتها.
واحتلت زنوبيا عام 270 بلاد الشام كلها وجزءا من مصر ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان تمكن من استعادة السيطرة على تدمر واقتيدت الملكة زنوبيا إلى روما، فيما انحسر نفوذ المدينة.
وقبل اندلاع النزاع السوري في منتصف مارس 2011، شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة إذا كان يقصدها أكثر من 150 ألف سائح سنويا لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عمود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، تعرض بعضها للنهب أخيرا، إضافة إلى قوس نصر وحمامات ومسرح وساحة كبرى.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت بين قوات النظام وفصائل المعارضة في الفترة الممتدة بين فبراير وسبتمبر 2013 في تدمر الى انهيار بعض الاعمدة ذات التيجان الكورنثية.
وكان عدد سكان تدمر قبل سقوطها في قبضة داعش، وفق محافظ حمص طلال البرازي، أكثر من 35 ألف نسمة، بينهم نحو 9 آلاف نزحوا إليها منذ بدء النزاع العسكري قبل 4 أعوام، لكن العدد يرتفع إلى 70 ألفا مع الضواحي.
وآثار سقوط تدمر في يد داعش قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي عام، لاسيما أن للتنظيم سوابق في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى سيطر عليها لاسيما في العراق.

شارك