مع مواصلة مساعيها لاحتواء الأزمات.. "مصر" تمد الجيش العراقي بالسلاح وتحتضن مؤتمرًا للمعارضة السورية

السبت 23/مايو/2015 - 12:16 م
طباعة مع مواصلة مساعيها
 
وسط الصراعات الجارية في بعض الدول العربية، وكذلك توسع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المنطقة العربية، تظل مصر هي حصن بعض البلاد في احتواء الأزمات، والتي كانت بدايتها القضية الفلسطينية، والتي حاولت القاهرة من خلالها تقارب وجهات النظر بين كل من إسرائيل وفلسطين.

احتضان مؤتمر للمعارضة

احتضان مؤتمر للمعارضة
لم تَسْعَ مصر إلى احتواء الأزمات من فراغ، ولكن حرصًا منها على "لم شمل" الدول العربية واستقرار المنطقة بالكامل.
ومع مساعي القاهرة في عودة الطمأنينة لدى الدول العربية، تقوم برعاية العديد من الاجتماعات لحل أزمات هذه الدول؛ حيث أعلنت وزارة الخارجية أن القاهرة ستستضيف المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية يومي الثامن والتاسع من شهر يونيو القادم، بحسب توصيات اجتماع القاهرة الأول يناير الماضي.
الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اتخذ من بعض المناطق السورية معقلًا له، على غرار ما حدث في العراق؛ حيث قيامه بالعمليات الإرهابية لسهولة السيطرة على المناطق الحيوية في سوريا، كان آخرها هو إعدام 17 شخصًا بينهم مدنيون في مدينة تدمر الأثرية بعد أن سيطر التنظيم عليها بالكامل.

انتشار "داعش" في سوريا

انتشار داعش في سوريا
قال نشطاء سوريون: إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعدم في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، نحو 17 شخصًا، بينهم عناصر من القوات السورية، وآخرون موالون للحكومة ومدنيون، وقام بفصل رءوس بعضهم عن أجسادهم.
وأضاف النشطاء أن المدنيين كانوا يعملون في مجلس محلي بمدينة تدمر، مشيرا إلى أن "داعش" أعدمهم بعد اتهامهم بـ"العمالة".
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي أن المؤتمر سوف يكون تحت رعاية المجلس المصري للشئون الخارجية، كما كان الاجتماع الأول، ويأتي انعقاده بعد أن تمكنت لجنة متابعة اجتماع القاهرة من الاتفاق على مجمل الموضوعات ذات الصلة بالترتيبات الخاصة بالمؤتمر.
وأشار إلى أن الاجتماع يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع طيف من المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة، للعمل على إنهاء الأزمة السورية، ووقف إراقة دماء الأشقاء السوريين، وفي الوقت ذاته تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة للتغيير، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة فيها.
وأكد أن مصر تحرص على تحقيق كافة تلك النقاط، وتسعى للمساهمة الإيجابية في تحقيقها؛ حفاظاً على سوريا، ومحاولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وتسعى الدول إلى حل الأزمة السورية بين المعارضة ونظام بشار الأسد منذ سنوات.

مد الجيش العراقي بالسلاح

مد الجيش العراقي
في سياق مواز، ومع مواصلة مساعيها لاحتواء أزمات الدول، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداد بلاده لتسليح وتدريب الجيش العراقي لدعمه في الحرب التي تخوضها بغداد ضد تنظيم "داعش".
جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي مع نائب الرئيس العراقي إياد علاوي في العاصمة الأردنية عمان، أمس الجمعة، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المقام في الأردن.
وبحث الاجتماع المخاطر التي تعصف بالمنطقة، لا سيما التحديات الإرهابية في العراق؛ حيث أكد الجانبان على ضرورة توحيد الصفوف لمقاومة الإرهاب و"داعش"، وإلحاق الهزيمة بهما.
من جهته، شكر علاوي الرئيس السيسي على مواقف مصر المشرفة، لا سيما بما يتعلق منها بالإرهاب، مؤكداً وحدة العرب والمسلمين للعمل باستراتيجية واحدة مع من يرفض التطرف لمقاتلة الإرهاب ومواجهة التشدد.

مساعٍ لحل الأزمة السورية

مساعٍ لحل الأزمة
في ذات السياق، دعا الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مرة أخرى إلى "الإعداد" لجولة جديدة من المحادثات في جنيف؛ من أجل التوصل إلى "حل سياسي" للأزمة في سوريا.
وصرح هولاند على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في ريغا عاصمة لاتفيا قائلًا: "مرة أخرى ندعو إلى الإعداد لقمة جديدة في جنيف"، مشيرًا إلى أن فرنسا ستواصل "دعم المعارضة الديمقراطية المعتدلة" خلال سعيها إلى "حل سياسي".
وأضاف هولاند: "عقد لقاءان في جنيف حتى الآن، وعلينا العمل، بينما النظام أصبح أكثر ضعفًا بشكل واضح، وبشار الأسد لا يمكن أن يكون مستقبل سوريا، نحو بناء سوريا جديدة".
وانتهى مؤتمر جنيف1 في ربيع العام 2012 بالتوصل إلى اتفاق حول مرحلة انتقالية لم ينفذ منه أي شيء وانتهت بالفشل.
وكان الرئيس الفرنسي دعا، أول أمس الخميس، إلى "التحرك ضد الخطر الإرهابي" بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تدمر التاريخية والاستراتيجية في سوريا.
 وأضاف أنه يتعين أيضا "التوصل إلى حل سياسي في سوريا.
وردا على سؤال يوم الجمعة حول رأيه في تعزيز التدخل العسكري، أجاب هولاند بأن التدخل لم يسفر عن نتائج ملموسة، وإن كان أظهر بعض الفعالية.
ووفق الرئيس الفرنسي "فإن كافة الأسباب للتسريع في التوصل إلى حل سياسي موجودة؛ شرط أن يكون لدى روسيا من جهة والقوى الأخرى من بينها فرنسا والولايات المتحدة من جهة أخرى- النية لتسريع العملية".

استمرار معارك المعارضة السورية

استمرار معارك المعارضة
من جانبها تقوم فصائل المعارضة السورية بمعارك جديدة في الغوطة الشرقية؛ بهدف السيطرة على "اللواء 39" التابع لقوات الأسد. 
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات الأسد وفصائل المعارضة في محيط معسكر المسطومة بريف إدلب.
مصادر المعارضة قالت: إن المعركة تمتد من بلدة ميدعا إلى منطقة تل كردي في محيط مدينة دوما في ريف العاصمة؛ بهدف السيطرة على "اللواء 39" الذي يشكل نقطة ضغط كبيرة يستخدمها النظام في استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
المصادر ذاتها قالت: إن المعركة بدأت بتسلل قوات المهام الخاصة إلى أبنية ومتاريس قوات الأسد والسيطرة عليها، كما تمكن المقاتلون من السيطرة على جامع العضم الذي يعتبر نقطة استراتيجية في المنطقة، حيث يطل على كامل بلدة حوش الفارة، كما تم السيطرة على نقطة السفير ونقطة البوايك والحاجز الثالث.
وشهدت المعارك التي أطلقها الثوار مقتل عدد من قوات الأسد، وأسر آخرين، فضلاً عن اغتنام أسلحة وذخائر.
في نفس السياق شنت طائرات النظام عدة غارات جوية على مناطق عربين والزبداني وبلدة مغر المير ومضايا والمرج.
فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة من جانب آخر بين ميليشيات "حزب الله" اللبناني من جهة وجيش "الفتح" من جهة أخرى في جرود القلمون.
أما في ريف إدلب فقد تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محيط بلدة المقبلة ومعسكر المسطومة، التي انتقلت إليه معظم قوات النظام عقب سيطرة الثوار على مدينة إدلب.
التقدم العسكري لفصائل المعارضة في ريف إدلب دفع قوات النظام إلى شن عدة غارات على مواقع الثوار في منطقة المقبلة، كما شنت حملة قصف على مناطق في أطراف بلدة سراقب، وليس بعيداً عن الريف الجنوبي، فإن الاشتباكات مستمرة بين الثوار وقوات الأسد في محيط المشفى الوطني بمدينة جسر الشغور، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

"داعش" يسيطر على مناطق سورية

داعش يسيطر على مناطق
يذكر أن "داعش" سيطر على آخر معبر حدودي سوري مع العراق، معبر التنف، بعد انسحاب القوات السورية منه، ويقع معبر التنف، المعروف باسم "معبر الوليد" في العراق، في محافظة حمص السورية حيث توجد مدينة تدمر التاريخية التي سيطر عليها "داعش" بالكامل.
بالرغم من أن الأمر أصبح في غاية الصعوبة، فإن مصر تسعى لعودة الأمور إلى طبيعتها في كافة الدول العربية، حيث تستضيف القاهرة خلال الأسبوع الجاري اجتماعًا لقبائل ليبية لاحتواء الأزمة الجارية في البلاد.

شارك