تنديدات دولية وعربية عقب الهجوم الإرهابي على مسجد الشيعة في السعودية

السبت 23/مايو/2015 - 05:03 م
طباعة تنديدات دولية وعربية
 
تتوالى العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، يومًا يلو الآخر، في ظل انتشار الفكر المتطرف وتوغل الجماعات المسلحة داخل الدول العربية.

"داعش" يتبنى التفجير

داعش يتبنى التفجير
وقع انفجار ضخم في مسجد "الإمام علي" بمحافظة القطيف خلال صلاة الجمعة أمس 22 مايو، استهدف مسجدًا للشيعة، وأسفر عن مقتل 30 شخصًا على الأقل، ونحو 102 مصاب.
وكان شخصًا يرتدي حزامًا ناسفًا فجّر نفسه في مسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح في محافظة القطيف، حسبما ذكر مسئولون.
وفي ظل انتشار تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أنحاء البلاد المختلفة، أعلن التنظيم مسئوليته عن التفجير، وأنه استهدف مسجدًا يرتاده مواطنون شيعة.
وتعد هذه المرة هي الأولى من نوعها الذي فيها فرع تنظيم "داعش" في السعودية يعلن مسئوليته عن هجوم داخل المملكة.
وتبنى التنظيم الحادث عبر حساب له على تويتر، ونشر صورة لانتحاري يفترض أنه نفذه.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يعتبر الأكثر دموية داخل الأراضي السعودية منذ أكثر من قرن.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط من أوضاع مضطربة، فمن الحرب في سوريا والعراق إلى ليبيا، وأخيرًا اليمن.

السعودية تتوعد

السعودية تتوعد
لاقى هذا الهجوم إدانات واسعة من جانب الدول العربية، وكذلك الأوروبية، ووصف الأمين العام لهيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد ما حدث بـ"الجريمة البشعة" التي تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره.
وأضاف أن الحادثة "يقف وراءها بلا شك إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة، ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية".
وأدانت المنظّمة الأوروبية- السعودية لحقوق الإنسان التفجير الإرهابيّ، وأرجعت سبب هذا العمل الإرهابيّ إلى ممارسات التكفير والتحريض.
فيما قال المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ: إن هذا التفجير "جريمة خطيرة، الهدف منها محاولة إثارة الفتنة وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن".
وأضاف آل الشيخ في تصريح نقله تلفزيون "الإخبارية" السعودي أن منفذي الهجوم سعوا إلى "إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب، والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية، فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي".

حزب الله وإيران

حزب الله وإيران
من جانبه، حمل حزب الله اللبناني السلطات السعودية "المسئولية الكاملة" عن الهجوم الانتحاري، حيث قال في بيان له: "يحمل السلطات السعودية المسئولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، بسبب رعايتها واحتضانها ودعمها للمجرمين القتلة، وبسبب تقصيرها في تقديم الحماية لمواطنيها من أبناء المنطقة الشرقية، لا بل تحريضها عليهم من على المنابر وفي وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية".
فيما نددت إيران بالاعتداء الانتحاري الدامي، ونددت مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية "بشدة" بالاعتداء، وطالبت بأن "يتم تحديد الفعلة ومعاقبتهم"، مضيفة أن "مكافحة المجموعات الإرهابية والمتطرفة، يجب أن يكون أولوية" للدول كافة.

إدانة عربية

إدانة عربية
وصفت الجزائر الهجوم بالإرهابي والغادر، ودعت في بيان لوزارة الخارجية إلى جهد أكبر لمحاربة الإرهاب.
كما نددت الخارجية التونسية بتفجير القطيف ووصفته بالعملية الإرهابية الشنيعة، وقالت: إن هدفه زعزعة استقرار السعودية وأمنها.
كما وصفت الخارجية المصرية الهجوم بالإرهابي، وأعلنت تضامنها الكامل مع السعودية، في حين حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان من "الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية" في المملكة.
وأدان المفتي المصري، شوقي علام الهجوم، قائلا: "إن هؤلاء تجرأوا على حرمة بيت من بيوت الله، وسفكوا فيه دماء المصلين الذين اجتمعوا لأداء فريضة صلاة الجمعة، ولم يراعوا لدماء المسلمين ولا بيوت الله حرمة، فأصبحوا بذلك من أهل الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة".
وأدانت جامعة الدول العربية التفجير الإرهابي، وقال الأمين العام نبيل العربي: "إن استهداف المساجد والأماكن الدينية من قبل المنظمات الإرهابية يهدف إلى إشعال نار الفتنة، وتهديد وحدة النسيج الوطني للمملكة العربية السعودية ودول المنطقة".
كما أعربت الحكومة الأردنية عن استنكارها لما وصفته بالعمل الإرهابي، وعبر المتحدث باسمها محمد المومني عن "تضامن الأردن مع السعودية في مواجهة العنف والإرهابيين".
في الإطار نفسه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني: إن مدبري الهجوم ينفذون "توجهًا يعمل على تفكيك مكونات المنطقة، وتغليب روح الانقسام بين مواطنيها، وكسر توازنها المجتمعي التاريخي، وزجها في حالة من الفوضى المستدامة".
فيما أدانت مملكة البحرين الانفجار الإرهابي، معتبرة أن هذه الجريمة النكراء لا دين لها، وأن "مرتكبي هذه العمل الإرهابي الآثم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا تربطهم بديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة".
وأعربت البحرين عن صادق التعازي وعظيم المواساة لأسر الشهداء وذويهم، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين جراء هذا العمل الإرهابي الجبان.
كما استنكرت الجمعيات السياسة البحرينية.
فيما أرسل العاهل المغربي محمد السادس رسالة تعزية رسمية إلى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، على إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في قرية القديح.
كما أدانت تونس التفجير بشدة، واعتبرت الخارجية في بيان لها أن مقترفي هذا العمل الإرهابي يستهدفون من خلالها زعزعة استقرار المملكة وأمنها. 
وشدد البيان على تضامن تونس وتعاطفها مع الشعب السعودي وقيادته وأهالي الضحايا.
ودعت الخارجية التونسية كل الأطراف إلى ضرورة مزيد تفعيل جهود مقاومة ودحر الآفة الإرهابية، التي أضحت تمثل تهديدًا لمصالح واستقرار الدول وللأمن والسلم في العالم.
كما أدان كل من رئيس الحكومة اللبنانية الحالي تمام سلام، وسعد الحريري رئيس الحكومة السابق، الهجوم الإرهابي.
فيما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الإجرامي، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم، وقوف دولة قطر مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في تصديها للأعمال الإجرامية التي تهدف لزعزعة الأمن، وبث الفتنة بين أبناء الشعب السعودي.
فيما أدانت الكويت حادث التفجير الإرهابي وأعرب مصدر مسئول في وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين للحادث الإرهابي.

إدانة دولية

إدانة دولية
من جانبه أدان مجلس الأمن الدولي التفجير الانتحاري الذي استهدف المسجد أثناء صلاة الجمعة.
وقال المجلس في بيان رئاسي: إن أعضاء المجلس الـ 15 "يدينون بأشد عبارات الإدانة" التفجير الانتحاري، ويُعَبِّرون عن "تعاطفهم العميق، ويقدمون تعازيهم إلى عائلات ضحايا هذا العمل الشرير وإلى الحكومة السعودية.
وأضاف البيان أن "تنظيم داعش يجب أن يهزم"، وأن أفكار "التعصب والعنف والكراهية التي يعتنقها يجب أن يتم القضاء عليها".
وأكد أعضاء المجلس أن "الأعمال الهمجية التي يرتكبها تنظيم داعش لا ترهبهم، بل تزيدهم إصراراً على وجوب أن يكون هناك جهد مشترك بين الحكومات والمؤسسات، بما فيها تلك الموجودة في المنطقة الأكثر تضرراً، لمواجهة التنظيم والجماعات التي بايعته".
ودعا المجلس كل الدول إلى التعاون مع السلطات السعودية؛ من أجل اعتقال ومحاكمة الأشخاص المتورطين "في هذه الأعمال الإرهابية المستنكرة".
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجير واعتبره تغذية للصراع الطائفي، واصفًا الهجوم على دور العبادة بالعمل البغيض.
وأدان البيت الأبيض الحادث، وقال المتحدث باسمه جوش ايرنست: "نعرب عن حزننا لفقدان الأرواح وندين هذا العنف".
واستنكر البرلمان الدولي للأمن والسلام العملية الإرهابية الغادرة، وأكد الإعلامي محمد زكريا، إمام المدير الإقليمي للبرلمان على تضامنهم مع السعودية قيادة وشعبًا في مواجهة التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة، مُشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هو فتنه جديدة يتم زراعتها داخل السعودية، وعلى المسئولين اكتشافها مبكرًا.
 من جانبها أعربت باكستان عن إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي وأوضحت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان لها مساء أمس أن باكستان حكومة وشعباً تقف مع المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب، وأنها تعبر عن تعاطفها وتعازيها في القتلى وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وأدانت بريطانيا الحادث، حيث قال وزير شئون الشرق الأوسط البريطاني توباياس إلوود: إن "الأعمال البربرية هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا".
 وقال إلوود: "أدين أشد الإدانة الاعتداء الذي وقع صباح اليوم في مسجد الإمام علي في القديح.. وأتوجه بأحر التعازي للمملكة العربية السعودية، وخصوصاً لعائلات وأحباء ضحايا عملية العنف المروعة هذه. الأعمال البربرية هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا". مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تقف إلى جانب السعودية.
وأدانت الحكومة الألمانية اليوم بشدة، التفجير وأعربت نائبة الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستينه فيرتس في تصريح لها اليوم، عن أسف الحكومة الألمانية واستنكارها لهذا العمل الإرهابي، ووصفته بالعمل الجبان والخسيس يريد القائمون وراءه زعزعة الأمن في المملكة العربية السعودية.
وأكدت فيرتس وقوف بلادها إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل الظروف والأحوال ولا سيما في مواجهة الإرهاب، معربة عن تعازي الحكومة لأسر المتوفين الذين سقطوا جراء الاعتداء الأليم.
وأدانت وزارة الخارجية التركية في هذا الشأن التفجير الإرهابي، وقال: "نسأل الله تعالي الرحمة للضحايا، والصبر والسلوان لأقاربهم وذويهم، والشفاء العاجل للمصابين، كما نتقدم بتعازينا للسلطات السعودية، ولشعبها في هذا الحادث الإرهابي الأليم"، مؤكدًا تضامن تركيا مع السعودية في مواجهتها للإرهاب، وجدد الدعم التركي لأمن المملكة واستقرارها.
ويبدو أن العالم في انتظار حرب سنية شيعية في ظل ما تشهده المنطقة العربية من صراعات طائفية زادت في المرحلة الأخيرة.

شارك