في دراسة حديثة: 40 % من ضحايا الإرهابية قُتلوا بالعبوات الناسفة
السبت 23/مايو/2015 - 10:09 م
طباعة

نشر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتجية دراسة حول العبوات الناسفة، أعدها الباحث سعيد عكاشة، انطلقت من كون العبوات الناسفة بدائية الصنع هي السلاح الرئيسي لجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية والتي تستخدمها بكثرة منذ ثورة 30 يونيه

وأضاف الباحث سعيد عكاشة أن "الخبرات من الدول التي خاضت مثل هذه الحروب، وخصوصًا امريكا في حربها في العراق وأفغانستان منذ عام ٢٠٠١، تُشير إلى أن الجماعات التي كانت تُقاتل القوات الأمريكية في البلدين، ركزت على استخدام أسلوب زرع العبوات الناسفة على الطرق، التي كانت تمرُّ بها الدوريات وقوافل الإمداد الأمريكية، وقُدِّر إسهام هذه العمليات في الخسائر البشرية الأمريكية في العراق حتى منتصف عام ٢٠٠٧ بـ80% من جملة خسائر القوات هناك.
وحول أسباب لجوء الجماعات الإرهابية لاستخدام العبوات الناسفة قال الباحث: إن السبب الأول في ذلك يرجع لكون هذه الجماعات لا تمتلك أسلحة حديثة، كما يتعرض مخزونها من طلقات الرشاشات وقذائف الهاون للتناقص، مع احتمالات عدم القدرة على تعويض هذا النقص، إما لعدم القدرة على الوصول إلى أسواق بيع هذه الذخائر، أو عدم كفاية التمويل اللازم لشرائها، أو بسبب الإجراءات المتزايدة من قبل الدول والحكومات، للسيطرة على طرق تهريب السلاح – كما يحدث حاليا من تدمير الانفاق برفح سيناء وحماية الحدود الغربية مع ليبيا - التي تمر منها هذه الأسلحة والذخائر.
وبالتالي، تكون الصناعة المحلية للأسلحة والذخائر، هي الوسيلة الوحيدة أمام هذه التنظيمات، للتغلب على الصعاب التي تواجهها في هذا الجانب، لكن ذلك يتطلب أيضًا خبرات ومواد خامًا يصعب توفيرها، بعكس تصنيع العبوات المتفجرة، التي لا تحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة، كما أن تصنيعها لا يستلزم خبرات واسعة".كذلك يضيف الباحث : "ليست الفاعلية ورخص الثمن هي وحدها التي تجعل من العبوات الناسفة سلاحًا مفضلا للجماعات الإرهابية، فالأهم أن عملية زرعها تبدو سهلة وقليلة المخاطر بالنسبة لمن يزرعونها، حيث يتم استخدام سكان القرى والمدن القريبة من الطرق، التي تمر من فوقها القوات المستهدفة لزرع هذه العبوات، في وقت يصعب فيه حراسة هذه الطرق بشكل مستمر وكامل".
وفي هذا السياق، تنقل الدراسة عن مؤشر القاهرة لقياس الاستقرار في الشرق الأوسط، الحالة المصرية (2013- 2014)، الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أنه خلال الفترة من 30 يونيو 2013 وحتى 31 ديسمبر 2014، بلغ عدد شهداء الجيش في كل المحافظات 203 شهداء، بالإضافة إلى 319 شهيدًا من الشرطة.
وبلغت نسبة الضحايا من الفئتين المذكورتين في سيناء وحدها 51% من جملة الشهداء في أنحاء البلاد، وقدرت نسبة إسهام حوادث زرع العبوات الناسفة، مقارنة ببقية الوسائل الأخرى (هجمات انتحارية، أو اشتباكات مباشرة، عمليات قنص، هجمات بمقذوفات من مسافات بعيدة)، بما نسبته 40% من جملة العمليات الإرهابية، وتضيف الدراسة: "رغم أن المؤشر لم يوضح نسبة إسهام العبوات الناسفة في إسقاط ضحايا الجيش والشرطة في سيناء وحدها، فمن المتوقع أن تكون هذه النسبة مرتفعة مقارنة بالوسائل الأخرى التي استخدمتها هذه الجماعات".وتُختتم الدراسة بأن حرب العبوات الناسفة ستظل هي الأكثر تسببًا في إسقاط الضحايا من المدنيين والعسكريين في مصر، خصوصًا في سيناء، بسبب رخص تكلفة هذه العبوات وسهولة تصنيعها والعثور على من يزرعها ويفجرها من بعد دون خسائر لأفراد الجماعات الإرهابية، التي تستخدم هذا النوع من الوسائل في حربها ضد الدولة المصرية.وتتابع: "فيما تبدو عملية منع زرع هذه العبوات أو تفجيرها قبل أن يفجرها الإرهابيون في قوات الجيش والشرطة شبه مستحيلة، بسبب تضافر عناصر محلية وإقليمية ودولية معًا، من أجل استمرار هذه الحرب، يبدو التركيز على تفكيك المكون المحلى في الأزمة أهم عناصر مواجهة هذه الحرب، عبر تقوية الأجهزة الاستخبارية، وجذب عناصر من السكان المحليين للتعاون مع الجيش والشرطة، جنبًا إلى جنب مع تطوير الوسائل التقليدية، التي تتعامل مع مثل هذا النوع من الأسلحة أو الذخائر".