" داعش" أداة تفخيخ الجماعات المسلحة من الداخل
السبت 21/يونيو/2014 - 09:35 م
طباعة


جيش رجال الطريقة النقشبندية
ادت اشتباكات بين تنظيمي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" الصوفي الجهادي، في منطقة طار البغل التابع لقضاء الحويجة غرب كركوك بالعراق الي مقتل 17 من الجانبين.
وأرجعت مصادر سبب الاشتباكات لرفض عناصر "النقشبندية" تسليم أسلحتهم إلى "داعش" الذي أصدر تعليمات بهذا الخصوص وفرض على الجماعات المسلحة الاخرى مبايعته. وأوضح المصدر أن "ثمانية من عناصر داعش وتسعة من عناصر النقشبندية قتلوا خلال الاشتباكات التي حصلت بين الطرفين.
والنقشبندية تنظيم متطرف يدين بالولاء إلى عزة الدوري، الرجل الثاني ابان عهد نظام صدام حسين المنحل، والملاحق قضائياً بسبب نورطه في جرائم إبادة.
السيطرة علي الموصل

السيطرة علي الموصل
بسرعة اذهلت الحكومة العراقية تحرك تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من الموصل إلى تكريت التي سيطر عليها بعد اشتباكات لم تدم إلا ساعات قليلة، ثم نقل المعركة إلى شمال سامراء، ما يشير إلى أنه حرك خلاياه النائمة في المناطق التي سيطر عليها، ويؤكد تعاون جماعات مسلحة ومسؤولين محليين معه في هذه المناطق.
وفيما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أنه سيشكل قوات رديفة لمحاربة الإرهاب، ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تجنيد «كتائب السلام» من كل المكونات، أعلنت المحافظات الجنوبية أنها فتحت باب التطوع أمام المواطنين للقتال في نينوى.
واصدرت المرجعيات الشيعية العديد من الفتاوي لقتال "داعش" ودعو الي الجهاد "الكفائي" ومواجهة "داعش" وهو ما اعتبره البعض حربا مذهبية بدأت تشتعل في العراق.
كما توالت ردود الفعل وتكثفت المشاورات الدولية لمواجهة «داعش»، واستنفرت إيران قواتها على الحدود مع العراق واكدت تقديم كل الدعم لجكومة المالطي لمواجهة ارهاب داعش، دعت تركيا الحلف الأطلسي إلى اجتماع طارىء، الذي انعقد على مستوى السفراء، وهددت بالتدخل إذا لحق أذى بمواطنيها الـ48 المحتجزين لدى «داعش» في الموصل، وبينهم القنصل.
واعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن عزمها ارسال 300 خبير عسكري الي العاصمة العراقية بغداد من أجل مواجهة مليشيات "داعش"، محمله المالكي تفاقهم الازمة.
تكرار سيناريو سوريا

تكرار سيناريو سوريا
تعتبر الاشتباكات بين "داعش" و" رجال النقشبندية" هي تكرار لحرب التي يخوضها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ضد الفصائل الاخري كما حدث في سوريا ودخوله في صراعات مع "جبهة النصرة" و"احرار الشام" و"الجيش الحر" و"جيش الاسلام".
فقد اندلعت مواجهات مفتوحة بين بعض كتائب "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" من جانب و"داعش" من جانب اخر، في أكثر من منطقة سورية، اتهم كل فريق الاخرب الكفر والخروج عن الاسلام والعمالة لللنظام او لامريكا.
وشهدت الاراضي السورية وخاصة منطقة الغوطة الشرقية للعاصمة السورية حرب الاغتيالات بين تنظيم «داعش» و«جيش الاسلام» فقد شن تنظيم "داعش" هجوماً على حاجز لـ«جيش الإسلام» في منطقة الأشعري وقتل وأسر عدداً من أفراده.
وأصدر «جيش الاسلام» أمس بياناً رأى فيه أن «داعش» أعلن الحرب على «أهل السنّة في الغوطة الشرقية»، إثر اغتياله القاضي الأول السابق لـ«داعش» المدعو أنس قويدر، أبو همام، الذي انشق عنه، وأعلن «توبته» التي «سُجّلت أصولاً» لدى «الهيئة الشرعية للجبهة الإسلامية».
واستطاعت "داعش" ان تسيطر على مناطق جديدة في دير الزور كانت سابقاً تحت سيطرة جبهة النصرة وفصائل المقاتلين في سوريا، مما ادي الي استنزاف قوي الفصائل المسلحة والتوجه الي قتال "داعش" بدلا من استمرار في حربها ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقامت " داعش" بخطف أبو سعد الحضرمي قائد النصرة في الرقة السورية، وهو ماادي الي اتهامها من قبل الجماعات المسلحة بانها تابعة للنظام السوري.
وفي المواجهات التي اندلعت في مدينة أعزاز السورية على الحدود مع تركيا، كشف تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" ضعف الرهان على فصائل "الجيش السوري الحر" من قبل الدول الغربية، حيث استطاع التنظيم أن يوجه ضربات قاسية إلى هذا الجيش خلال ساعات قليلة، في حين كان الجيش السوري هو الأكثر سعادة من الذي يحصل بين فصائل المعارضة المختلفة، على اعتبار أن كل ذلك يصب في مصلحته من الناحية العملية.
اتهامات لـ"داعش" بأنها آداة النظام السوري

الدكتور احمد الجربا
واتهم رئيس ائتلاف المعارضة السورية الدكتور احمد الجربا، تنظيم" داعش" انه تابع للنظام السوري ويخدم اهدافه، قائلا:" هناك عناصر تكفيرية مثل (داعش) تابعة للنظام، ويوجد أيضا من توحدوا تحت مسمى (الجبهة الاسلامية)، ولا يوجد لدينا أي مشكلات معهم سابقا، ولكن وقعت الان بعض المشكلات بيننا، ونحن لا نهدف الى محاربتهم بل محاربة النظام".
وأحد القراءات التي يتم تداولها،أن تنظيم دولة العراق والشام "داعش" التابع للقاعدة تم اخترقه من النظام السوري منذ كان النظام يسلح جهاديين عربا ويرسلهم لقتال الأمريكيين في العراق.
وهنا تحضر قصة عميل المخابرات "أبو القعقاع محمود قول اغاسي" الذي اغتيل في أيلول 2007 أمام مسجده الذي يخطب فيه الجمعة، حيث يقال إن المخابرات السورية قررت تصفيته بعد أن انكشف أمره. وكان "أبو القعقاع" أحد ضباط المخابرات الذين ألبسهم "آصف شوكت" عمائم المشايخ ليجندوا مقاتلين عربا ويرسلونهم إلى العراق لقتال الأمريكيين. ويوم تم التقارب بين بشار أسد وعراق المالكي استدرج هؤلاء العرب إلى سورية وتم اعتقالهم.
فيما نفى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أبو بكر البغدادي، "اتهامات" بأن داعش عميلة للنظام السوري، مؤكداً أن "ليلة الغدر بالمقاتلين كان هناك نية لتنفيذ مخطط كبير في سوريا".
وقال البغدادي في التسجيل المنسوب إليه والذي نشر على الانترنت, أن "الدولة بذلت ما بوسعها لوقف هذه الحرب التي شنت عليها من قبل بعض الكتائب المقاتلة، وأن الله يعلم ومن ثم انتم تعلمون أننا ما اردنا هذه الحرب وما سعينا لها لأنه ما يظهر لنا أنها في صالح النظام".وأضاف البغدادي "لقد اكرهنا على هذه الحرب في الشام وبقينا على مدى أيام ندفع بها ونسعى لإيقافها، رغم الغدر الواضح بنا، حتى أنه ظهر للبعض منهم أنم الدولة لقمة سائغة وأنهم قادرون عليها، مجرورين خلف اباطيل وزيف الإعلام، فما كان لنا إلا ان نخوض هذه الحرب مكرهين".
"داعش" ذراع "تركيا"

داعش ذراع تركيا
ولكن هناك اتهامات اخري ان "داعش" هي اداة تركيا ، وتسخدمها لتحقيق مصالحها في سوريا والعراق، وتحقيق مصالح جماعة الاخوان في البلدين .
وراي محللون سورين ان هدف "داعش" هو خلق حاجز بشري وجغرافي يقف كالسد بين سوريا والعراق ويقطع التواصل الجغرافي بينهما بعد أن بدا أن التواصل الجغرافي والنشاط البشري الكثيف بينهما سينتهي الى مزج الحدود يوما .
واضاف المحللون، أن الحاجز الداعشي سيفصل بين ايران والعراق من جهة وبين سورية ولبنان (حزب الله) من جهة أخرى، والذي ستشتعل منه الحروب الدينية بين السنة والشيعة، وينهي محورا عملاقا ترعاه روسيا بقصم ظهره من وسطه.
ولفت المحللون، الي ان من ينظر الى الخارطة أيضا سيعرف أن قيام داعش سيجعل تركيا قادرة على الاستغناء عن سورية وعن العراق في عملية نقل بضائعها وتجارتها نحو الخليج وآسيا .. ولاداعي لأن تمر من حلب .. بل تمر من الموصل الى الأنبار والبوكمال السورية ثم الى السعودية والخليج, ومن ثم الى العالم, وتخرج تركيا من الحصار الخانق المتوقع في العقدين القادمين من انسداد البر السوري العراقي نحو الخليجن وكذلك قطع اي احتمال لخطوط النفط والغاز من ايران والعراق وآسيا الى البحر المتوسط في المستقبل.
الخلاصة

نوري المالكي
اذن اصبحت " داعش" اذا لم تكن اداة تابعة لنظام السوري والعراقي للقضاء علي الجمات المسلحة بطريق مشروعة، فانها اصبحت تميمة الحظ في التخلص من ازماتهم الامنية والسياسية
فقد نجحت" داعش" في اظهار الأخرى انها جماعات ارهابية، لتكون ذريعة لقضاء علي أي مطالب عادلة لمواطنين السنة في العراق، او الشعب السوري في المناطق المختلفة.
"داعش" نجحت في هز صورة الحراك السورية وتحولها الي فصائل ارهابية تهدد ليس سوريا والنظام السوري ولكن تهدد شعوب وانظم حكم المنطقة، مما ادي الي خسارة الحراك السورية للتعاطف الشعبي في العالم العربي عقب أكثر من 3 سنوات ونصف من الحرب الاهلية، بتحول الحراك الشعبي من ثورة الي صراع أهلي.
والأن يستخدم رئيس الحكومة العراقية " داعش" بنفس الطريقة في ضرب الفصائل المسلحة بالعراق وفي مقدمتها " جيش رجال النقشبندية" وهو ما يزيد علامات الاستفهام حول دور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وتحوله الي تميمه حظ للمالكي المهدد بعدم تولي حكومة العراق لدورة ثالثة.