تركيا تعلن "عاصفة الحزم" في سوريا.. وحزب الله يرد بالتعبئة العامة
الإثنين 25/مايو/2015 - 06:17 م
طباعة

تطور لافت في الملف السوري، مع عقد المخابرات الأمريكية اجتماعا مع الفصائل السورية المعارضة بأحد فنادق مدينة أنطاكية التركية الحدودية مع سوريا، كما أعلنت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن وجود اتفاق مع واشطن على تقديم دعم جوي للمعارضة السورية وهو ما اعتبره المراقبون تكرارًا لـعاصفة" الحزم" في سوريا، فيما أعلن الأمين العام للحزب الله حسن نصرالله التعبئة العامة للقتال في سوريا.
اجتماع سري

أجرت المخابرات الأمريكية، مؤخرًا، اجتماعًا مع فصائل من المعارضة السورية في أحد الفنادق "البعيدة عن أعين المراقبين" خارج مدينة أنطاكية التركية، وذلك بحضور العديد من ممثلي الفصائل "التي تتلقى شحنات أسلحة من الغرفة الدولية المسماة (الموك)".
وقالت صحيفة "القدس العربي"، نقلًا عن "مصدر خاص"، إن هناك "اجتماعا كبيرا" خلال اليومين المقبلين في مدينة إسطنبول، وذلك بحضور قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش.
وأضافت أنه "تم التأكيد لفصائل المعارضة (في انطاكية) أن الدعم الغربي سيستمر إلى حين وصول هذه الفصائل لدرجة من القوة التي تمكنها من التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، كما ركز الاجتماع أيضًا على "دور (جيش الفتح)".
وعقد اجتماع أنطاكية "بحضور وتنسيق من قبل الحكومة التركية"، وأكد المصدر النتائج الإيجابية المرجوة من اجتماع إسطنبول المرتقب، ولمس هذا من خلال الاجتماع الأخير"، لافتًا إلى أن "كبرى الفصائل" ستحضر اجتماع إسطنبول المقرر.
وقال ناشطون ومراقبون إن هذه الاجتماعات المكثفة تأتي بعد ظهور جيش الفتح الذي غير المعادلة ولم يكن للولايات المتحدة أو أي من حلفائها دور في ظهوره مما أثار قلقها منه ومن مكوناته.
وأكد مراقبون أن هذه الاجتماعات مع فصائل المعارضة تمت بحضور وتنسيق من قبل الحكومة التركية التي ساعدت المجتمعين على الحضور سيما أن حدودها مغلقة مع سوريا وعمدت في الفترة الأخيرة إلى منع أي عملية دخول غير شرعية إلى أراضيها، وعقدت هذه الاجتماعات خارج مدينة انطاكية بعيدا عن أعين العدسات والإعلام خشية كشف ما يجري من ترتيبات مستقبلية إلا أن المصدر أكد النتائج الإيجابية المرجوة من اجتماع إسطنبول المرتقب ولمس هذا من خلال الاجتماع الأخير، وأكد أن كبرى الفصائل ستحضر اجتماع إسطنبول.
عاصفة حزم تركية

عقب توجيه المملكة العربية السعودية، ضربات عسكرية لجماعة انصار الله "الحوثيين" في اليمن، والتي اطلق عليها "عاصفة الحزم" ، تداولت المواقع والصحف الإعلامية القريبة من تركيا وقطر وجماعة الإخوان، عن وجود اتفاق" سعودي- قطري- تركي" لمواجهة ضربات جوية علي غرار تحالف السعودية في اليمن باسم "عاصفة الحزم" في سوريا.
و قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ، إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة "من حيث المبدأ" على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسة، في ما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعا في المشاركة الأمريكية في الصراع.
ولم يرد بعد أي تأكيد من جانب المسؤولين الأمريكيين رغم أن واشنطن تحجم حتى الآن عن الالتزام بفرض "منطقة آمنة" للمقاتلين السوريين، خشية اعتباره إعلانا للحرب على الدولة السورية.
وقال وزير الخارجية التركي، إن الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبا في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية. ويهدف البرنامج الذي تأجل طويلا إلى إرسال 15 ألف مقاتل إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة.
ولم يقدم تشاووش أوغلو تفاصيل عما يعنيه "من حيث المبدأ" أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها.
وقال لصحيفة "ديلي صباح" التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سول: "يجب تقديم الدعم لهم من الجو. إذا لم توفر لهم الحماية أو تقدم الدعم الجوي فما هي الجدوى؟"، مضيفا: "هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدم فهده مسؤولية الجيش".
وشدد تشاووش أوغلو على أنه بينما يعد قتال التنظيم أولوية يجب أيضا "التصدي للنظام". ونفى الوزير تكهنات في وسائل الإعلام عن اتفاق بين تركيا والسعودية عن عملية مشتركة في سوريا.
لماذا دعم المعارضة؟

يرى العديد من المراقبين أن الإعلان عن دعم المعارضة السورية المسلحة في الوقت الجحالي، يأتي في طار الانتصارات التي تحققها المعارضة، فهذه الانتصارات ادت إلى زعزعة الثقة الغرب في قدرة نظام الرئيس السوري بشار الاسد على الصمود أكثر، ريثما يتم إيجاد بديل يحقق ما هو مطلوب منه على الأصعدة كافة، وأبرزها حماية الأقليات وخصوصاً الطائفة العلوية.
وتقف قوات المعارضة السورية في الشمال السوري على بعد خطوات قليلة من إعلان محافظة إدلب أول محافظة سورية تسيطر عليها بالكامل، لتكون إدلب وريفها المنطقة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري بالكامل، بعد الرقة وريفها التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في بداية خريف العام الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن المكاسب التي حققتها الجماعات المسلحة في المعارك الأخيرة جعلت النظام السوري أكثر ضعفاً من أي وقت مضى منذ عام 2011.
وخلال4 أعوام من الحرب مُزقت سوريا بين 3 أطراف وهي قوات النظام، والمعارضة، والجماعات المتطرفة، فيما تعرضت القوات الحكومية لسلسلة من انتكاسات استنفدت طاقاتها في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي رفع سقف احتمالات رحيل الأسد.
وقال مسؤول في المخابرات الأميركية إن خسائر المعارك الأخيرة واستنزاف القوات المسلحة السورية يعني أن البلاد تقترب من "نقطة تحول بالنسبة للأسد".
وأضاف: "إذا كان موقف الأسد يتدهور بشكل ملحوظ، فيتعين على موسكو وطهران - مؤيديه الرئيسيين - إعادة النظر في استمرار دعمه.
روسيا ومصر

ولكن التدخل التركي في سوريا يتوقف عند الموقف الروسي والمصري ، والذي سيكون له رد فعل قوي تجاه اي تدخل عسكري من حكومة رجب طيب أردوغان تجاه الدولة السورية، فروسيا حليق قوي لرئيس السوري بشار الاسد، واكد تكرارا علي عدم انه لا بديل عن الاسد في حكم سوريا.
وقال ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية، "إذا حصل معهم شيئا ما، فإن السلطة والأراضي السورية بالكامل سيأخذها المتطرفون والإرهابيون من «داعش»، وستكون صومال ثانية وليبيا ثانية"، واصفًا ذلك بـ«سيناريو خطير للغاية».
ويري المراقبون انه توجيه تركيا ضربه جوية للجيش السوري سيكون علي قدر من مغامرة عسكرية يرجح أن تتسع وتكبدها خسائر مادية وبشرية كبيرة، قد لا تخففها عضويتها في حلف الشمال الأطلسي.
كما أن موقف مصر يؤكد على الحل السياسي، رافضًا الحل العسكري، وفي ظل التوتر بين مصر وتركيا والتأكيد على أن أمن سوريا هو أمن قومي لمصر، فان موقف القاهرة سيكون رافضا لتوجيه اي ضربة عسكرية لدولة السورية.
حزب الله وإيران

في المقابل لوّح حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، الحليف القوي لنظام السوري، بإعلان التعبئة العامة في صفوف الحزب لمشاركة في الحرب السورية حتي النهاية، وهو اعلان يعتبر ردا علي التحركات التركية لتدخل العسكري في الشأن السوري.
وقال الأمين العام لحزب الله، إنه حان وقت التعبئة و"باستطاعة الكل المشاركة ولو بلسانه، وكل من له مصداقية عند الناس عليه أن يساهم في هذه التعبئة".
وأضاف أنّ على حزب الله أن يقاتل أكثر من السنوات الأربع الماضية، وقال إن الحزب سيقاتل شاء من شاء وأبى من أبى، مؤكدا أن وضع حزبه أفضل من السابق، واعتبر نصر الله أن "هذه الحرب حتى لو استشهد فيه نصف مقاتلي الحزب وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزة وشرف سيكون هذا الخيار هو الأفضل".
وأضاف الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، أن حلفاء الأسد، إيران وروسيا وحزب الله، سيدعمونه "مهما طال الزمن". وأكد أن "الرئيس الأسد هو رئيس سوريا الذي سيبقى بشكل طبيعي ومن أراد حلا سياسيا عليه أن يتعاطى مع الرئيس الأسد ولا يوجد أي حل سياسي من دونه. ونحن نرى أن هذا الصمود الكبير الذي حصل في سوريا لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر يؤثر فيه الرئيس الأسد بشخصه بشكل كبير. من هنا نحن لا نعتبر أننا في مرحلة النقاش في مصير الأسد".
وعبر القائد السابق للحرس الثوري الإيراني وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، الجنرال محسن رضائي، عن خشية طهران من احتمال قيام المملكة العربية السعودية بـ"عاصفة حزم" أخرى في سوريا على غرار ما حدث في اليمن.
وقال رضائي، في حوار مع وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري، إن "الخطوة التي قامت بها السعودية في اليمن ستتواصل".
وتكهّن رضائي بأن تقوم السعودية بخطوة مماثلة في المنطقة، إلا أنه اعترف بعجزه بمعرفة تفاصيلها قائلا: "طبعاً لا يمكننا الآن أن نكشف بدقة طبيعة التحرك السعودي، لكن يبدو أن السعودية ستخوض مغامرة أخرى في مكان آخر غير اليمن"، على حد تعبيره.
المشهد السوري
يبدو ان المشهد السوري دخل مرحلة المواجهة الصريحة والمباشرة بدلا من مرحلة الحرب بالوكالة ودخلت المنطقة الحرب المعلنة، مع تأكيد جميع الاطراف علي الاستمرار في الحرب حتي النهاية، انتصار أو هزمية، في ظل حرب بالوكالة استمرت لأكثر من 4 سنوات، لذلك سنري صيف مشتعل بالحرائق في المنطقة وقد يأتي الشتاء ويكون وضع حرائق الصيف نهاية لحرب مستمرة منذ 2011.