اليمن: المقاومة الشعبية تسترد مواقع استراتيجية من الحوثيين وجهود عربية لإنجاح "حوار جنيف"
الإثنين 25/مايو/2015 - 09:36 م
طباعة

تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما تبذل جهود أممية وعربية لإنجاح الحوار اليمني في جنيف الذي يكتنفه الغموض، مع اتساع الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني:

شنت مقاتلات التحالف بقيادية السعودية قبل قليل عدة غارات على أهداف متفرقة بصنعاء ما أدى الى حدوث انفجارات هائلة وتصاعد لأعمدة الدخان .
وحسب مصادر محلية فإن القصف استهدف جبل النهدين بمنطقة السبعين جنوب صنعاء كما استهدف منزل نجل صالح بمنطقة حدة وسط صنعاء .
كما استهدف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قبل قليل، منزل قائد الحرس الجمهوري سابقا ونجل الرئيس السابق، أحمد علي عبد الله صالح في منطقة السبعين بالعاصمة صنعاء.
تمكّن مقاتلو "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الاثنين، من أسر أحد عشر مسلحاً حوثياً في تعز، في وقت تواصل فيه مليشيات "الحوثي"، المدعومة بوحدات عسكرية من الجيش المتمرد على الشرعية، قصفها العشوائي على الأحياء السكنية بالمدينة.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن مسلحيها تمكنوا الاثنين من أسر 11 مسلحاً حوثياً في مدينة تعز وسط البلاد.
كما انتزعت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني هادي الاثنين السيطرة على مواقع استراتيجية كانت بيد الحوثيين في محافظة الضالع جنوبي اليمن.
وقالت مصادر محلية إن رجال المقاومة الشعبية سيطروا على عدد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين وأهمها الخزان والخريبة والمظلوم والأمن المركزي ومبنى أمن الضالع والجرباء.
وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين الحدودي مع السعودية، أفادت الأنباء بأن القوات البرية السعودية شنت قصفاً مدفعياً على مواقع الحوثيين قرب الحدود، وفي المقابل، ذكر الحوثيون، أنهم هاجموا موقعاً سعودياً حدودياً مع جازان.
وكانت المناطق الحدودية (الشمالية الغربية مع جازان ونجران السعودية)، خلال الأيام الماضية، ساحة لقصف متبادل، واستفزازات من قبل الحوثيين بإطلاق قذائف باتجاه الجانب السعودي.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد اليمني، فقد استعرض الرئيس عبدربه منصور هادي، مع حلف قبائل حضرموت، المستجدات الراهنة على الصعيد الوطني وما شهدته وتشهده اليمن من نكوص وخروج عن التوافق ومخرجات الحوار الوطني والتي أجمعت عليها كافة القوى السياسية المخلصة للوطن.
و طالب الرئيس عبد ربه منصور هادي حلف قبائل حضرموت، بضرورة العمل على جمع الناس في حضرموت حول مؤسسات الدولة وحمايتها والحفاظ على المحافظة من اعمال العبث وعدم السماح لأيا كان بضرب النسيج الاجتماعي القائم على الوسطية والتسامح، وهو ما عرف به أبناء حضرموت في الداخل وفي بلاد المهجر .
كما استقبل الرئيس اليمني، قيادات الحزب الناصري حيث جرى استعراض مجمل القضايا والاحداث وتطوات الشأن الداخلي وما خلفته المليشيات الحوثية والقوات العسكرية الموالية لصالح من أعمال عنف وقتل الأبرياء والاستيلاء على المؤسسات الحكومية ونهب الأسلحة.
وأكد هادي أنه لا يمكن التنازل عن مكتسبات الشعب ومنجزاته وشرعيته ووحدته والعمل في إطار مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي توج نجاح المرحلة الانتقالية بمقتضيات المبادرة الخليجية وقراري مجلس الامن الدولي 2014 و 2051م، وأطلع هادي قيادات حزب الناصري على رسالته التي قدمها للأمين العام للأمم المتحدة والتي اكد فيها ان الحكومة معنية بأن يكون لها دور رئيسي وفاعل في رعاية ومتابعة المشاورات التي تجريها المكونات السياسية والتنسيق فيما بينها لكون الحكومة مسؤولة عن عملية الانتقال السياسي السلمي.
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التزامها بأمن واستقرار اليمن ودعمها للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. كما أكدت دول مجلس التعاون في بيان، أن "أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون وأن استقرار اليمن ووحدته يشكل أولوية قصوى لدول المجلس".
ودعت الحوثيين "إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والانخراط في العملية السياسية"
وأهابت بكافة الأطراف والقوى السياسية "تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وتجنيب اليمن الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف بما يزيد من معاناة الشعب اليمني".
كما جددت بريطانيا التأكيد على دعمها للشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وامن واستقرار ووحدة اليمن. جاء ذلك في اتصال هاتفي، تلقاه الرئيس عبدربه منصور هادي، اليوم، من وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط توباياس إلوود، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات في المنطقة وتطورات الأحداث في اليمن، وأكد توباياس إلوود، وقوف بريطانيا الى جانب الشعب اليمني في مختلف المراحل والظروف. من جانبه، ثمن الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الاتصال الدور الايجابي الذي تقوه به بريطانيا تجاه اليمن خصوصاً في هذه المرحلة الاستثانية التي تمر بها اليمن.
غموض الحوار:

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف أحمد فوزي إنه لا يستطيع تأكيد الأنباء عن تأجيل محادثات "جنيف" بشأن اليمن"، مضيفا إن "خطط تدشين المفاوضات يوم الخميس لا تزال سارية".
وكان وسائل الاعلام ذكرت أن مفاوضات السلام حول اليمن، التي كانت مقررة في جنيف في 28 مايو برعاية الأمم المتحدة، تم تأجيلها من دون تحديد موعد جديد لها.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس، اليوم الأحد: "أستطيع التأكيد أنه تم إرجاء الاجتماع"، من دون مزيد من التفاصيل.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعلن هذا الاجتماع الأربعاء أملاً في أن يساعد "في إحياء العملية السياسية في اليمن، والحد من أعمال العنف وتخفيف العبء الإنساني، الذي بات لا يُحتمل".
من جانبه، قال مستشار الرئيس سلطان العتواني، لرويترز إن "اجتماع جنيف تأجل إلى أجل غير مسمى لأن الحوثيين لم يبدوا التزاما بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي"، وأشار أن ما يحدث على الأرض والهجمات على عدن وتعز والضالع وشبوة تجعل من الصعب الذهاب إلى جنيف.
وطالبت الحكومة الموجودة حاليا في السعودية، الحوثيين بالاعتراف بسلطتها والانسحاب من المدن الرئيسية باليمن وهما نقطتان تضمنهما قرار صدر عن مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، وربما تسبب هذان المطلبان في تأجيل مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة كان مقررا أن تنعقد في جنيف يوم 28 مايو الجاري
الحضور الإيراني:

وعلى صعيد الحضور الايراني، يتوجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء الى العاصمة العمانية مسقط.
ومن المقرر ان يجري ظريف في مسقط الثلاثاء مباحثات مع المسؤولين العمانيين حول القضايا الثنائية واوضاع المنطقة لاسيما التطورات في اليمن.
وكان ظريف قد قام بزيارة خاطفة لمسقط في الثامن من ابريل المنصرم التقى خلالها نظيره العماني يوسف بن علوي وبحث معه الأوضاع في المنطقة لاسيما اليمن قبل أن يغادر عمان إلى باكستان.
وتسعى إيران عقب الأزمة اليمنية إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة وقدمت مبادرة من أربعة بنود.
وغادر السبت الماضي، وفد يمثل جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن إلى سلطنة عمان على متن طائرة عُمانية كانت وصلت إلى مطار العاصمة صنعاء، وسط ترجيحات بدخول مسقط على خط الوساطة لإنهاء الأزمة المتفاقمة في البلاد، وذلك قبيل حلول موعد حوار جنيف الذي دعا إلى عقده المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الخميس المقبل.
المشهد اليمني:

بقى المشهد اليمني في حالة سباق بين غارات مقاتلات بقيادة السعودية، وصراع القبائل والقوات الموالية للرئيس اليمني منصور هادي من جهة، وجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح من جهة أخرى، مع جهود إقليميه ودولية لاحتواء الحرب وإنهاء الصراع في البلد الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية، فهل سينتصر الحوار للإنسان اليمني أم ستقضي الحرب على ما تبقى من إنسانية في اليمن الحزين؟