استمرار المعارك في اليمن.. وهادي يؤسس جيشًا جديدًا

الثلاثاء 26/مايو/2015 - 06:06 م
طباعة استمرار المعارك في
 
تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية لإنجاح الحوار اليمني في جنيف الذي يكتنفه الغموض، مع اتساع الأزمة الإنسانية في البلاد، وسعي الرئيس اليمني لبناء جيش جديد مع انتكاسة لمليشيات الحوثي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
قصف طيران "التحالف العربي"، اليوم الثلاثاء، موقعاً عسكرياً سيطر عليه "الحوثيون" في محافظة تعز، تزامناً مع مواجهات بين "المقاومة الشعبية"، وعناصر تابعة للجماعة في مأرب. 
وأفاد سكان محليون، بأنّ "قوات التحالف شنّت ثلاث غارات على موقع العروس العسكري الواقع في جبل صبر المطل على مدينة تعز، وأنّ أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع مع اشتعال النيران فيه"، ورجّح السكان وقوع قتلى وجرحى من "الحوثيين"، لتواجدهم المستمر في هذا الموقع العسكري، الذي سيطروا عليه الجمعة الماضي، بعد أن كان في قبضة عناصر "المقاومة الشعبية" الموالية للشرعية.
 في موازاة ذلك، سقط قتلى وجرحى، خلال مواجهات دموية، بين "المقاومة الشعبية" الموالية للشرعية، ومسلّحي جماعة "الحوثيين"، في مأرب شرقي اليمن، أسفرت عن السيطرة على موقع استراتيجي للجماعة، بحسب مصادر قبلية.
 وأفادت المصادر بأنّ عناصر "المقاومة الشعبية، سيطروا على جبل مرثد الاستراتيجي في منطقة المخدرة، غربي مأرب بعد مواجهات مع الحوثيين"، مشيرةً إلى أنّ "الجبل كان موقعاً هاماً يسيطر عليه الحوثيون، ويطل على مديرية صرواح من الجهة الغربية، وأن المواجهات سقط فيها قتلى وجرحى".
كما نجحت المقاومة الشعبية في إخراج مليشيا الحوثي من معظم مدينة الضالع أمس، وكان الحوثيون قد استولوا على أجزاء كبيرة منها بعد أن سيطروا على صنعاء في سبتمبر ثم توغلوا جنوب ووسط اليمن.
وقالت مصادر مطلعة، إنه بعد القتال على مدار شهرين الذي دمر معظم أجزاء المدينة تمكن رجال المقاومة من السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة ومديرية الأمن الرئيسة في المدينة.
وذكر شهود عيان أن المقاتلين المحليين في الضالع، التي يسكنها نحو 90 ألف نسمة، دعمتهم الضربات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين على مدى أسابيع، فضلا عن عمليات إسقاط الأسلحة من الجو التي تكثفت في الأيام الأخيرة.
وفي السياق نفسه، أعلن الدفاع المدني السعودي، عن مقتل رجل أمن وإصابة خمسة آخرين، جراء قذائف أطلقتها المليشيات الحوثية على مدينة نجران الحدودية مع اليمن، ظهر يوم الثلاثاء.
وردت القوات السعودية بقصفت المليشيات الحوثية داخل العمق اليمني قبالة محافظتي الحرث والطوال في جازان، برشاشات الدبابات والمدرعات.

جيش جديد:

جيش جديد:
وفي إطار التغيرات الميدانية في المشهد اليمني، شهدت محافظة مأرب شمال اليمن، أمس الاثنين، عرضا عسكريا للقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، هو الأول من نوعه منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في البلاد.
وأقيم العرض في المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب، بمناسبة اليوبيل الفضي لذكرى وحدة البلاد، في حضور اللواء عبد الرب الشدادي قائد المنطقة الثالثة، ومحافظ المحافظة مأرب سلطان العراده.
ودعا محافظ مأرب، شرقي اليمن، سلطان العرادة، الوحدات العسكرية إلى رفع الحس الأمني والجاهزية القتالية، لمواجهة ما وصفه بـ"التحديات الكبيرة".
من جهته أكد اللواء عبد الرب الشدادي على تماسك القوات التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة مشيراً إلى “أن ثمة مؤامرة تحاك ضد الألوية العسكرية التابعة للمنطقة"، مؤكداً في ذات الوقت أن “المنطقة العسكرية بألويتها ووحداتها العسكرية عصية على كل المؤامرات والدسائس وتعمل بروح الفريق الواحد لأداء واجبها الوطني".
كما وجه  اللواء محمد علي المقدشي، نداءً إلى «أبناء القوات المسلحة»، أعلن فيه أنه «بصدد تجهيز جيش وطني يشمل جميع أبناء الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه... جيش لن يستثني أحدا من أبناء الشعب اليمني، سيكون ولاؤه لله والوطن لا للأسرة ولا للفرد»، وأضاف المقدشي عبر موقع «فايسبوك»: «كونوا على أتم الاستعداد حتى حينه والتحقوا بالجيش، فيما يجري الإعلان عن ذلك عبر الوسائل الرسمية».

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي،  طالب سياسي يمني دول الخليج وإيران بعدم التدخل في شئون اليمن الداخلية، وضرورة عودة الأطراف اليمنيين للحوار تحت مظلة الأمم المتحدة، وذلك للبحث عن حل للأزمة السياسية في البلاد، التي تشهد صراعاً دموياً بين الفرقاء، منذ شهور.
وقال رئيس الدائرة السياسية في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبد الله المقطري، لـ"سبوتنيك"، إن "الحوار يجب أن يتم تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن يكون امتداداً لما سبق من إشرافها على كل الحوارات في اليمن"، مضيفا "لو فرضت إيران أو دول الخليج على اليمنيين شروطاً محددة، فهذا لن يساعد في إيجاد الحلول".
وأكد أنه "من واجب الأمم المتحدة أن تشرف على تنفيذ قراراتها، وعلى اليمنيين أن يلتزموا بتنفيذ تلك القرارات، للخروج من الأزمة الطاحنة التي تعيشها البلاد".
يأتي ذلك مع اصدار الرئيس عبدربه منصور هادي قرار بتعيين العميد الركن عبده الحذيفي وزيرا للداخلية وترقيته برتبة للواء .

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الانساني، حذرت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في رسالة إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، من الوضع المأساوي الكارثي ومعاناة المدنيين جراء الانتهاكات المستمرة من قبل مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح باستهداف المدنيين دون مراعاة لأدنى المبادئ الإنسانية ونداءات المنظمات الحقوقية الدولية.
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي في رسالته إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد الحسين أمس، أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح تستعمل وسائل وأساليب عسكرية محظورة وتجند الأطفال.
و أفادت وزارة الصحة والسكان اليمنية أن مرافق القطاع الصحي تضررت كثيراً، جراء الاشتباكات وقصف مقاتلات التحالف العربي، والتي أدت إلى تدمير 52 مرفقاً صحياً بشكل كامل، منها 23 مستشفى و12 مركزاً صحياً ومركزان للطوارئ.
وأضافت الوزارة، في تقرير صادر عنها أمس الاثنين، أن العنف تسبب في تدمير "عشرة مراكز طبية حيوية أخرى، ما بين مختبرات مركزية ومراكز نقل دم ومراكز لغسيل الكلى ومخازن تموين دوائي وخمسة مكاتب صحية". 
ولفت البيان إلى أن الحرب سببت توقف العمل وإغلاقا كاملا لـ44 مرفقاً صحياً، منها ثمانية مستشفيات وستة مراكز صحية و34 وحدة صحية، بسبب مغادرة الكادر الطبي منها هرباً من نيران القصف. كما بين التقرير أن الاعتداءات دمرت 24 سيارة إسعاف، ما أدى إلى استشهاد عدد من المسعفين والكادر الطبي.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
وعلي صعيد المشهد الاقليمي ، وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ببذل كل الجهود من أجل حل إشكاليات دخول اليمنيين إلى الأراضي المصرية دون تأشيرة مسبقة.
و قالت مصادر حكومية يمنية، إن السفير عبد الله الصايدي المبعوث الشخصي للرئيس اليمني بحث خلال  لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، إشكاليات دخول اليمنيين الى الاراضي المصرية دون تأشيرة مسبقة.
 وأوضحت المصادر، لـ"المشهد اليمني" أن الصايدي حمل رسالة من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي أعرب فيها عن أمله في تراجع القاهرة عن قرارها بدخول اليمنيين بتأشيرة مسبقة. 
التقى نائب الرئيس المين ورئيس الحكومة المهندس خالد بحاح، اليوم الثلاثاء، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر الدكتور علي بن صميخ المري، وقدم وزير حقوق الإنسان المكلف بالإعلام عزالدين الاصبحي، خلال اللقاء، عدد من الملفات والصور لعدد من الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح بحق الشعب اليمني بشكل عام. وأكد بحاح خلال اللقاء، ضرورة إبراز التجاوزات والانتهاكات التي تقوم بها المليشيات الحوثية وصالح وإيصالها إلى المنظمات الدولية والحقوقية حول العالم. وقال بحاح إن الحكومة تسعى الى المشاركة في عدد من المؤتمرات العالمية التي تهتم بجانب حقوق الإنسان لإعطاء صورة واضحة عن ما يجري في الداخل.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الايراني، أجرى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الثلاثاء، مباحثات مع كبار المسئولين في عمان، لا سيما التطورات في اليمن، وإرسال المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار يمني.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران ومسقط تسعيان إلى تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة، معربا كذلك عن قلقه من استمرار طيران التحالف العربي بقيادة السعودية قصفه للمدن اليمنية وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وغادر وفد يمثل جماعة الحوثيين إلى سلطنة عمان على متن طائرة عُمانية كانت وصلت إلى مطار العاصمة صنعاء، السبت الماضي، وسط ترجيحات بدخول مسقط على خط الوساطة لإنهاء الأزمة المتفاقمة في البلاد.
وكانت إيران أعلنت سابقا سعيها إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، كما قدمت في وقت سابق مبادرة تتضمن أربعة بنود لحل الأزمة، الأمر الذي رفضه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال السعودي لدی طهران، للمرة الثالثة، لإبلاغه احتجاجها الشديد علی إصابة صاروخين قرب السفارة الإيرانية في صنعاء من جانب التحالف تحت قیادة السعودية، بحسب وكالة أنباء الطلابية الإيرانية شبه الرسمية "إسنا".
وحذرت الخارجة الإيرانية القائم بالأعمال السعودي من تداعيات عدم اهتمام السعودية والدول الأخری بمسؤولياتها الدولية تجاه الحفاظ علی أمن الدبلوماسیین والمباني الدبلوماسية لإیران.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
يظل المشهد اليمني في حالة سباق بين غارات مقاتلات بقيادة السعودية، وصراع القبائل والقوات الموالية للرئيس اليمني منصور هادي من جهة، وجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح من جهة أخرى، مع جهود إقليميه ودولية لاحتواء الحرب وإنهاء الصراع في البلد الذي تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية، فهل سينتصر الحوار للإنسان اليمني أم ستقضي الحرب على ما تبقى من إنسانية في اليمن الحزين؟

شارك