"حزب الله" بين قتيل وجريح وأسير في الحرب السورية
الثلاثاء 26/مايو/2015 - 11:56 م
طباعة

شكَل دخول ميليشيات حزب الله في الصراع السوري حالةً من الجدل في الأوساط الدولية والعربية ووقع الجميع في حيرة من أمر الحزب الذى ساند النظام السوري في الوقت الذى كان يرفع فيه شعار المقاومة ومواجهة الاحتلال الذى كان يتواجد بجوار مقاتليه في الجولان ولكن مليشيات الحزب مرت من جانبه وقررت الاشتباك مع السوريين الذين يقاتلون النظام الذى حافظ على 40عام من استقرار اسرائيل في الجولان وظل الحزب يساند النظام السوري ويخفى أي خسائر مادية تقع في صفوفه ولكنه لم يستطيع إخفاء الجنائز التي كانت تسير في كافة نواحي لبنان محملة بجثث قتلاه فلم تكد تمضِ سوى أيام فقط على إعلان نصراً كبيراً له في القلمون السوري، حتى بدأ عناصرها يسقطون بين قتيل وجريح .
وشهدت الساعات الأخيرة ضربة مؤلمة للحزب ، حيث قتل تسعة من مقاتليها على أقل تقدير، بينهم قيادي بارز وهو غسان فقيه الطيري، الملقب بـ "ساجد الطيري" قائد هجوم حزب الله على تلة موسى وتلة الثلاجة في القلمون بالإضافة الى توفيق عباس، وأحمد يحيى، وعدنان سبليني، وعلي حميد حطاب، وأحمد حسين، وعلي صالح، وعلي يحيى، ومحمد ياسين، ومحمد سمحان وسقطوا جميعهم على يد جيش الفتح بعد وقوعهم في كمين نصبه الثوار قرب تلة الثلاجة في القلمون
وكان الامر الأكثر أهمية من عدد القتلى بالنسبة للثوار كان وقوع سبعة عناصر من ميليشيات حزب الله بيد الثوار أسرى إلى جانب ثلاثة جثث، ما يشير إلى أن معظم عناصر الحزب الذين وقعوا في الكمين لم يستطيعوا الفرار.

هذا الامر فتح المجال للحديث عن عدد قتلى حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا الحزب كان باستمرار حريص على نفى الامر ، ولكن معارك القصير كشفت الامر وأضطر الحزب الى نعي قتلاه وقال أنهم 272 قتيلاً ليرد عليه موقع كلنا شركاء الإلكتروني الذى يرصد ضحايا الحرب في سوريا بالتأكيد على انه وثق حوالي 1000 قتيل من حزب الله قُتلوا في مناطق مختلفة من سورية وبينهم عشرات من القادة الميدانيين الفاعلين في الحزب، وَوعَدَ الموقع بنشرهم على عشر حلقات تباعاً لكشف كذب إعلانات الحزب عن حجم قتلاه، وتغيير اتجاهه بذهابه إلى المدن السورية بدلاً عن إسرائيل التي يدّعي مقاومتها وهو ما كشف عن عدد مصابين بالآلاف باعتبار أن معدل الجرحى عادة مايكون أربعة أضعاف إلى خمسة لكل قتيل، يكون فيهم نسبة غير قليلة من الإصابات الخطيرة والإعاقات ممّا لم يعلنوا عنهم ومما أكد على ان العدد في طريقه للتزايد هو توسيع الحزب لنطاق العمليات العسكرية التى يخوضها والتى تمتد من حلب شمالاً إلى درعا جنوباً مروراً بالقصير والقلمون والنبك ودمشق والغوطة
وبدأ الحزب عمليا في الإعلان عن قتلاه حيث كشفت "مؤسسة الجرحى" التابعة له أن خسائر الحزب في سوريا منذ تدخله العسكري فيها بلغ 950 قتيلًا و280 جريحًا أما إجمالي عدد الجرحى الذين تعالجوا وتعافوا فقد بلغ 1840 جريحًا.
ومما يؤشر على تزايد قتلى حزب الله هو أن الحزب يتدخّل في البلديات والقرى الشيعية في الجنوب والبقاع لمنع أيّ جهة إعلامية من إجراء إحصاء ميداني حول الموضوع في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، ويقول أحد الناشطين الاجتماعيين في قضاء بنت جبيل الجنوبي، ممن هم على علاقة طيبة مع أوساط في حزب الله، إنّ "الرقم الحقيقي لن يعرف به أحد خارج إطار الحزب لأسباب تتعلق بالحفاظ على معنويات المقاتلين وأهاليهم وأنّه لا تخلو قرية جنوبية من قتيل أو اثنين على الأقل إذا كانت صغيرة وقليلة العدد وتعد دون 5000 نسمة، ويرتفع عدد عناصر الحزب الذين فقدوا حياتهم أثناء مشاركتهم في القتال في القرى والبلدات الكبيرة التي تضم أكثر من 10 آلاف نسمة إلى أربعة وخمسة مقاتلين وأكثر، كما في جبشيت وشقرا والشهابية وميس الجبل وبنت جبيل وغيرها من البلدات والمدن الكبيرة".
ويتابع "إذا علمنا أنّ في الجنوب أكثر من 300 بلدة ومدينة وقرية شيعية ولو افترضنا الحد الأدنى للقتلى هو اثنان فقط في كل منها، فإنّ الرقم الذي سيظهر أمامنا هو 600 قتيل، وهذا الرقم في الجنوب فقط، وهو كما قلنا حدّ أدنى، فما بالك في البقاع الشمالي حيث بعلبك – الهرمل ونصف من يسقطون للحزب من هاتين المنطقتين بسبب قربهما من ساحات المواجهة، إضافة إلى الضاحية الجنوبية والبقاع الغربي وجبيل وغيرها من المناطق التي قضى منها العشرات من مقاتلي الحزب في سورية أيضا".

ويؤكد على أنّ تسريب تلك الأرقام حول ضحايا الحزب في سوريا المقصود منه التقليل من ثمن الخسائر، وهي باهظة، وأكثر من المعلن بكثير، مشيرا إلى 8 من عناصر حزب الله نعاهم الحزب دفعة واحدة غداة الهجوم على جرود بريتال الأسبوع الماضي كلهم من منطقتي بعلبك – الهرمل في البقاع.
وحسب العديد من المصادر تأكد أن عددهم كالتالي
1- 1000 قتيل منذ بداية الثورة والعدد في تزايد مستمر
2- 110 قتيل من حزب الله سقطوا منذ بداية الثورة في مارس 2011م وحتى اخر عام 2012م خلال المعارك
3- 100قتيل في شهر نوفمبر 2014م في منطقة القلمون.
4- 127 مقاتلاً وقيادياً في الحزب سقطوا خلال شهري مارس وأبريل 2015م في القلمون فقط .
ومن أبرز قتلى الحزب

1- القيادي محمد حسين الحاج ناصيف (شمص) الملقب بـ “أبو عباس”، وقتل في هجوم للجيش الحر على أحد معاقل قوات النظام في قرية الغسانية ذات الأغلبية المرشدية، وشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في الداخل السوري ويعمل على تنسيق العلاقة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لنظام بشار الأسد فيما خص أنشطة حزب الله في الداخل السوري.
2- القيادي حسين حبيب في قوات النخبة والبالغ من العمر 30 عاماً، حيث صور الناشطون خلال ذاك التسجيل رقمه العسكري على اللوحة المعدنية التي يزود بها المقاتلون عادة و سعى الحزب جاهد أن يحصل على جثة حبيب بدفعه مبالغ مالية طائلة لإيقاف موجة الإحراج التي وقع فيها حينها إلا أنه لم يستطع.
3- القيادي حسام علي نسر البالغ من العمر 33 عاماً والقيادي في الحزب وقتل خلال كمين أعده الجيش الحر؛ لينقل بعدها ويدفن في مدينة كفر صير جنوبي لبنان.
4- القيادي فادي الجزار قتل خلال معارك القصير وفُقد عدد من رفاقه؛
5- القيادي باسل حمادة وقتل خلال اشتباك في حي الصفصافة في حمص.

وتساءل بدر جاموس عضو الهيئة السياسية والأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري "لماذا يزج نصر الله بالمزيد من أبناء طائفته إلى حرب خاسرة في سورية؟ فلم يحدثنا التاريخ قط أن معتد على بلاد الآخرين قد انتصر ومن يتلقى منهم الأوامر في طهران، يعلمون أن إرسال الشباب اللبناني لسورية وخداعه بحجة أنه يقاتل الكفار ويدافع عن القبور المقدسة هو إرسال إلى المحرقة في سبيل كرسي حاكم قاتل مثل بشار، فليس لمحتل ومعتدٍ على أرض سورية إلا مصير واحد تشي به التوابيت المتوجهة يومياً الى الضاحية الجنوبية".
وتابع "يعيب نصر الله على أنصاره وحاضنته الشعبية المتململة من سياسته تعدادهم لذويهم ممن قتلوا بسورية، في معركة باتوا أكثر اقتناعاً أنها في المكان الخطأ، وأنهم لم يربوا أبناءهم ليزجوا بهم في الجبهات الخطأ، ومع الخصم الخطأ، لكن هناك شعوراً حقيقياً بين أبناء الشيعة في لبنان والذين لا مشكلة للشعب السوري معهم أصلا أن نصر الله خان أمانة القيادة حين ورطهم وأبناءهم في هذه الحرب الخاسرة واللا أخلاقية".
النتائج المترتبة على هذه الخسائر تتمثل فيما يلى

1- أن قاعدة حزب الله الشعبية لم تعد تحتمل المزيد من هذه الخسائر البشرية مما قد يفقده وضعه السياسي داخل العملية السياسية في لبنان
2- أصبح الحزب متهم بتوريط طائفته وأبناءها في حرب خاسرة ليس له فيها ناقة ولا جمل
3- أفقد الحزب نفسه القاعدة الشعبية التى كان يتفاخر بها دائما عندما شارك الحزب في بداية أحداث الثورة السورية