"شيعة السفارة".. ماذا تعني تهديدات "حسن نصر الله"؟
الأربعاء 27/مايو/2015 - 02:04 م
طباعة

شيعة السفارة".. مصطلح أطلقه أمين عام حزب الله حسن نصرالله ضد الشيعة المناهضين لسياسته، واصفًا إياهم بالقول: "شيعة السفارة الأمريكية خونة وعملاء وأغبياء"، وهو ما يعتبر تهديدًا لمكون من مكونات الشعب اللبناني و+خاصة مكون من مكونات أتباع المذهب الشيعي في لبنان، عقب تهديدات سابقة لشيعة المستقبل.
هجوم "حسن نصر الله"

وقال حسن نصر الله خلال خطابة بمناسبة عيد المقاومة 25 مايو: "شيعة السفارة الأمريكية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحدًا".
هكذا وصف زعيم "حزب الله" في لبنان كل من خالف مساره، سواء من المناهضين أو الحلفاء.
وهو ما اعتبره العديد من المراقبين في لبنان تهديد تصريح، بل وتصريح بالتصفية من قبل الأمين العام لحزب الله.
كلام حسن نصرالله نقلته وسائل إعلامية ممولة من الحزب نفسه. وقد نزل كوقع الصدمة على الحلفاء قبل الخصوم؛ مما دفع العلاقات الإعلامية للحزب إلى ترطيب القول.
من هم شيعة السفارة؟

شيعة السفارة هم من مجموعة من النشطاء والمفكرين والإعلاميين الشيعة اللبنانيين الرافضين لسياسة حزب الله وإيران في لبنان، وتأجيج الصراع المذهبي الطائفي ببلاد الأرز، ولديهم علاقة قوية بالسفارة الأمريكية.
ومن أبرز شيعة السفارة، الصحفي والكاتب حازم الأمين، وبادية هاني فحص ابنة العالم الشيعي هاني فحص، وزياد ماجد كاتب وأستاذ جامعي لبناني، وهادي الأمين كاتب صحفي، والصحفي علي الأمين، والإعلامي نديم قطيش، والكاتب والسياسي والمؤرخ أحمد عبد اللطيف بيضون، وكان عضو المكتب السياسي في منظمة العمل الشيوعي في لبنان، والصحفي يحيى جابر، وديانا مقلد صحفية لبنانية، وميساء ضاهر محامية وناشطة وغيرهم من النشطاء الصحفي والإعلاميين اللبنانيون.
وهؤلاء الشيعة المناهضين للحزب يؤكدون بأنهم شيعة السفارة اللبنانية في دويلة "حزب الله"، متوجهين لنصرالله بالقول: "لقد صرنا كثيرين".
شيعة السفارة

وجاء رد العديد من "شيعة السفارة" على الأمين العام لحزب الله اللبناني، فعلق الإعلامي نديم قطيش، من خلال برنامجه "دي إن إيه"، على خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الأخير، الذي تطرق فيه إلى "داعش"، ضمن مجموعة نقاط، أبرزها "شيعة السفارة" الأمريكية، الذين دعا نصر الله لتصفيتهم ضمنيًّا، حسب "نديم قطيش".
وفي موضوع داعش، قال قطيش محدثًا نصر الله الذي اتهم أمريكا برعاية داعش، إنه "يتعين على إيران التي ترعى حزب الله أن تتوقف عن مفاوضات النووي مع أمريكا التي ترعى داعش، إذا كان تيار الممانعة يعادي فعلا أمريكا ويحارب داعش".
وفي موضوع "التنسيق" الأمريكي الإيراني، أو بتعبير نديم قطيش مجموعة "العمامات"، ذكّر الإعلامي اللبناني، أمين عام حزب الله، بأن "إيران نسقت بشكل فاضح لإسقاط نظام صدام، وأن صفًّا كاملًا من العمامات كان حاضرًا في مؤتمر لندن وقتها مع الأمريكان لدراسة كيفية إسقاط صدام".
كما قال الإعلامي اللبناني محمد بركات: "إذا كان رفض معاداة العرب حرصًا على مصالح مئات آلاف اللبنانيين، ومن بينهم ما يقارب 100 ألف عائلة شيعية في الخليج العربي، يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن طبعاً «شيعة السفارة»".
واضاف: "إذا كان انتماؤنا العربي مقدّساً، لأنّنا في بحر عربي من المحيط إلى الخليج، يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن ولا شكّ «شيعة السفارة»".
وتابع: "إذا كانت استقلاليتنا وتضحياتنا بعدم القدرة على دخول وظائف الدولة لأنّ "حزب الله" يعاقب كلّ من ليس معه، وإذا كان استعدادنا لقبول محاربتنا في أرزاقنا بالجنوب والبقاع والضاحية، فقط لأنّ لنا رأي مختلف في السياسة وفي مستقبل هذه الطائفة، إذا كان هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن بالطبع من «شيعة السفارة»"، مضيفًا: "إذا كان الإصرار على مدّ الأيدي وبناء علاقات مع بقيّة أبناء الطوائف والمذاهب في لبنان، واعتبار السنّة أبناء الوطن والدروز شركاء والمسيحيين ضرورة وطنية والعلمانيين حاجة والمدنيين أساس بناء الوطن، إذا كان هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فسجّل عندك: نحن من «شيعة السفارة»".
مغردون يردون

ردًّا على اتهامات "حسن نصر الله" لشيعة السفارة بالعمالة والخيانة، رد مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وتويتر" بهاشتاج "كلنا شيعة السفارة"، ضاقت صفحاتها بالتغريدات الغاضبة والمستنكرة لاتهامات نصر الله.
الأمين العام لحزب الله اللبناني، لم يختر زاوية محددة لمناقشة المعارضين من الطائفة الشيعية لمشروعه ولسياساته، إنما أراد خلال خطابه الذهاب أبعد من ذلك، اتهامهم بالارتهان والعمالة للسفارة الأمريكية، هو آخر من يحق له توجيه مثل هذه الاتهامات، ومن تغريداتهم: «إذا كنت عميلاً لسفارة إيران فلا تتهم الجميع بما أنت عليه». محمود كتب: «العميل بيفتكر كل العالم متله #كلنا_شيعة_السفارة«. خليل دني قال بصدق: «لأنني أعشق اعتدال العلامة السيد محمد الأمين وانفتاح العلامة السيد هاني فحص وحكمة العلامة السيد محمد حسين فضل الله #كلنا_شيعة_السفارة«. أما حبيبة درويش التي استفزها خطاب نصرالله فكانت الأكثر نشاطاً معلقة بالعديد من التدوينات: «نعم نحن شيعة سفارة لبنان، وأبداً لن نكون شيعة كل إيران #كلنا_شيعة_السفارة«، «يتهموننا بالخيانة أننا فضلنا استقلال لبنان على امبراطورية إيران #كلنا_شيعة_السفارة«، طارق أبو صالح قال: «تهديدك للشيعة الأحرار هو تهديد لكل حر! #كلنا_شيعة_السفارة».
مستقبل شيعة السفارة
يبدو أن هناك مخاوف لدى "شيعة السفارة" من التصفية مع رسائل التهديد التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، وحاول المكتب الإعلامي للحزب التخفيف من حدتها، ولكن المراقبين للأوضاع في لبنان يشيرون إلى أن تصريحات حسن نصر الله تحمل الكثير تجاه "شيعة السفارة" والذي فيما يبدو اقلقوا راحته في بلاد الأرز، فهل سيحقق حسن نصرالله تهديداته أم سيكتفي بالتتصريح؟