بوادر خلاف بين الحوثيين وصالح .. وسط مساع لإحلال هدنة قبل رمضان
الأحد 31/مايو/2015 - 07:06 م
طباعة

تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية للتوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان المقبل، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد، ووسط بوادر خلافات بين الحوثيين وصالح.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شن طيران التحالف بقيادة السعودية سلسلة غارات على محافظات يمنية عدة، استهدفت الحوثيين وموالين لهم، في حين شهدت الحدود اليمنية السعودية اشتباكات متقطعة، وفق "سكاي نيوز عربية، الأحد.
فقد قصف الطيران تجمعات للحوثيين في ملعب الثورة الرياضي شمالي العاصمة، ومعسكر الصواريخ في فج عطان غربيها، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في النهدين، في محيط القصر الرئاسي، ومعسكر قوات الأمن الخاصة جنوبي صنعاء.
في غضون ذلك، يشهد الشريط الحدودي السعودي اليمني اشتباكات متقطعة بين القوات السعودية والمليشيات الحوثية من حين لآخر، وفق ما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية" في نجران، جنوب غربي السعودية.
وقصفت المدفعية السعودية في قطاعي نجران وجازان، مواقع للحوثيين في المحافظات اليمنية المحاذية للشريط الحدودي، بعد ساعات من مقتل جندي سعودي في قصف من الأراضي اليمنية على منطقة جازان.
وفي مدينة تعز جنوبي البلاد، أغار الطيران، الأحد، على تجمعات للحوثيين ومسلحي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في قلعة القاهرة الأثرية، التي حولها الحوثيون وقوات صالح إلى موقع عسكري لقصف الأحياء السكنية.
يأتي ذلك في وقت شهدت مناطق مختلفة من المدينة اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة، وقوات صالح والحوثيين من جهة أخرى، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وتركزت الاشتباكات في حوض الأشراف ومحيط معسكر قوات الأمن الخاصة حيث تقدمت المقاومة، وشهدت أحياء عدة من المدنية قصفا عشوائيا أسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، وأصابت بعض القذائف مستشفى الثورة العام.
وفي مأرب، قصف الطيران تجمعات للحوثيين بالمحافظة. كما شن الطيران غارات على معسكر الصدرين في منطقك مريس، ومعسكر قوات الأمن الخاصة في منطقة قعطبة بمحافظة الضالع، في حين نفذ الطيران أكثر من 20 غارة على تجمعات للحوثيين بالمناطق الحدودية الغربية في محافظتي صعدة وحجة. وفي محافظة أبين شرق عدن قتل وأصيب العشرات من مليشيات الحوثيين والمخلوع في منطقة شقرة الساحلية، شرق زنجبار عاصمة أبين، عقب تفجير عبوات ناسفة استهدفت تجمعات للمليشيات، فيما تستمر عمليات الكر والفر، ونصب الكمائن من قبل المقاومة في لودر وزنجبار ومفرق الوضيع وامعين استهدفت جميعها المليشيات".
فيما كشفت قناة "المسيرة" المملوكة لجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله"، عن منظومة صاروخية تحمل اسم "زلزال" من صنع الحوثيين، وبحسب القناة، فإن الصاروخ يحمل قوة تدميرية على مسافة واسعة وسريع الانفجار بمجرد ملامسته للهدف، وتطلق الصواريخ من منصة فرادية أو ثلاثية الفوهات وتتحكم به قاعدة إطلاق تعمل إلكترونياً، وأظهر الفيديو مسلحي الحوثيين وهم يطلقون صواريخ "زلزال" باتجاه مواقع عسكرية سعودية. وكان الحوثيون كشفوا في وقت سابق عن منظومة صواريخ من صناعتهم تحمل اسم "النجم الثاقب" تصل إلى مسافات تتجاوز 70 كيلومتر.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد اليمني، أصدرت جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" تعميما إلى كافة الموانئ والمنافذ اليمنية الحدودية بمنع الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، وأي من أفراد أسرته من السفر.
وبحسب التعميم الذي ورد تحت عنوان "هام وسري"، بعث رئيس غرفة العمليات المركزية إلى مندوبي الحوثي في كافة المنافذ البرية والبحرية، ونقاط التفتيش في جميع خطوط السير داخل الأراضي اليمنية، تعميماً يقضي بتفتيش السيارات والمركبات التي لا تحمل العائلات والتأكد من هوية الركاب.
وجاء في التعميم، أنه بالإشارة إلى الموضوع أعلاه وبناء على معلومات وصلتنا تتسم بالسرية، مفادها محاولة تهريب أسرة وأقارب صالح إلى خارج البلاد، وعليه يتم تفتيش جميع وسائل النقل، بما فيها التي تحمل عوائل والتأكد من هوية المسافرين بصورة دقيقة. وفق ما اورده موقع "يمن برس".
الحوار اليمني:

فيما يبذل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد العديد من الجهود لإعلان وقف إطلاق نار واحلال هدنة في اليمن، على ان تعقد مباحثات يمنية- يمنية خلال الشهر المقبل.
وقالت مصادر سياسية يمنية مطلعة لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يسعى من خلال مباحثاته مع الأطراف اليمنية إلى إعلان هدنة جديدة لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات لحل الأزمة سلميا في البلاد.
وأوضحت المصادر أن «ولد الشيخ الذي يزور صنعاء منذ يوم الجمعة الماضي يحمل مقترحًا جديدًا بشأن موضوعين رئيسيين، الأول، التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية جديدة في أقرب وقت. والثاني، مشروع محاولة جديدة لإجراء مباحثات يمنية – يمنية»، وتوقعت المصادر أن تعقد هذه «المباحثات قبل شهر رمضان» المرتقب أواسط الشهر المقبل. وأشارت إلى أن «هناك نوعًا من التوافق على إجراء مثل هذه المباحثات».
ومن جانبه، اكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أن بلاده ترفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية.
وقال ياسين، إن إيران تلعب دورا تخريبيا في بلاده وإن حكومته تمتلك أدلة على إرسال إيران لمقاتلين محترفين للحرب مع الحوثيين، طبقا لما ذكرته شبكة سكاي نيوز، مضيفا أن هؤلاء المقاتلين يقومون “بتشغيل شبكات الصواريخ وأنظمة الاتصال لصالح الحوثيين”، مطالباً إيران بوقف مساعدة الحوثيين عسكريا، وكذلك التوقف عن التصريحات المعادية وإرسال طائرات وسفن إلى اليمن دون إذن من حكومتها.
فيما توعد قيادي في جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، باستمرار القتال مع السعودية "ما لم توقف عدوانها على اليمن"، حسب قوله. وقال القيادي الحوثي حسن الراشد، "يجب أن تعلم السعودية أن المجاهدين وصلوا في أرض المعركة وهم متأهبون لإطلاق النار"، مشيرًا إلى أن "حركة أنصار الله بمساندة اللجان الثورية يخوضان المعركة ويكمل أحدهما الآخر". وأوضح أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، لم يتخذ حتى الساعة، قرارا بشأن تمديد أو وقف إطلاق النار. وقال إن "المسار السياسي في اليمن لايزال عالقا من قبل الرياض، لافتا إلى أن المفاوضات السياسية تأتي من بعد نهاية العدوان"، وفق ما اوردته وكالة انباء "فارس" الايرانية.
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن جهودا تبذل لتحديد موعد للقاء جنيف لحل الأزمة اليمنية، مؤكدا أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء سيكون تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بشأن الأزمة اليمنية.
وأضاف الجبير في مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري عقب جلسة مباحثات مشتركة "إننا ندعم أي جهود لإيجاد حل سلمي في اليمن كما ندعم أي جهود لتكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمني وقد تم تأسيس مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية وللإغاثة الدولية ومن أولويات عمله مساعدة الشعب اليمني وإيصال المساعدات الإنسانية له".
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري تطابق وجهات نظر مصر مع السعودية فيما يتعلق بأزمتي سورية واليمن.
وقال شكري: "مصر جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن".
وأوضح شكري أنه تم أيضا تناول العديد من القضايا الإقليمية سواء المرتبطة باليمن وتحالف استعادة الشرعية في اليمن ووجوده على الساحة حاليا والسعي نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن والتفاعل الإيجابي مع المبعوث الأممي وأيضا استمرار العمليات العسكرية في إطار التهديدات التي تمثلها الأسلحة الموجودة في أيادي عناصر غير منتمية للشرعية في اليمن.
وأكد شكري تطابق الرؤى بالنسبة لاستعادة الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن بالجهود والوسائل المبذولة لتحقيق الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه بقدر الإمكان .
وردا على سؤال حول ما يتردد عن وجود اختلافات في الرؤى بين البلدين بشان حل الأزمة في اليمن أكد شكري أن المواقف متطابقة وأن العمل يقوم على تنسيق وثيق "ولدينا رؤية مشتركة واضحة في كيفية التعامل مع الوضع في اليمن ونحن شركاء في الائتلاف الذى يعمل على استعادة الشرعية في اليمن".
اختطاف أمريكيين:

وفيما يتعلق بالوضع الدولي في اليمن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، أن "العديد" من الأمريكيين محتجزون في اليمن، دون أن تحدد واشنطن الجهة التي تحتجزهم أو عددهم.
وكانت صحيفة "التلغراف" البريطانية نقلت عن صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية، قيام الحوثيين باحتجاز أربعة أميركيين، أحدهم يمني الأصل، في مكان ما بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقال التقرير نقلا عن مصادر لم يحددها، إن محاولات الإفراج عن الأميركيين فشلت، ويعتقد الأميركيون أن الرهائن محتجزون بسجن في العاصمة صنعاء.
وقالت الصحيفة إن ثلاثة من الرهائن المحتجزين كانوا يعملون في وظائف بالقطاع الخاص اليمني، والرابع يحمل الجنسيتين الأميركية واليمنية، وهم ليسوا من موظفي الحكومة الأميركية.
وأكد التقرير الصحفي أن المسئولين الأميركيين وأقارب الرهائن رفضوا الإفصاح عن تفاصيل تتعلق بهم، خوفا على سلامتهم، خاصة في ظل الاتصالات الأميركية المحدودة مع الحوثيين، كما ذكرت الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن الرهائن لم يتمكنوا من المغادرة، أو اختاروا البقاء بعد أن أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في اليمن.
الحضور الإيراني:

وعلي صعيد الحضور الايراني في الازمة الايرانية، أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي ، ان الشعب اليمني لن يستسلم في الحرب، مضيفا: أن إيران تستنكر الظلم الذي يرتكبه السعوديون بحق الشعب اليمني عبر القصف الجوي.
وقال ولايتي: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكما صرح قائد الثورة الإسلامية المعظم، تدافع عن العالم الإسلامي والشعوب المظلومة، وتقدر الجهود من أجل تخفيف الظلم على المظلومين وتدعمها.
وأضاف: إن الشعب اليمني شعب ذو ماض حضاري عريق، ولعل ماضيه الحضاري أكثر بكثير من الدول الأخرى التي تحكمها أنظمة قبلية، لذلك فهو يستحق أن يستعيد موقعه الحضاري الممتاز ودوره في الحضارة الإسلامية.
وتابع: إن الشعب اليمني شعب مقاوم، إلا أننا نستنكر هذا الظلم الذي يرتكب بالقصف الجوي من قبل السعوديين والآخرين ضد هذا الشعب، ونعلم ان الشعب اليمني لن يستسلم ، وسيكون هو المنتصر النهائي، ولدينا أمل كبير بأن يتمكن هذا الشعب من صيانة استقلاله ويحدد مصيره بنفسه.
المشهد اليمني:

يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، مساعي لإقرار هدنة في رمضان مع تأكيد الحوثيين علي استمرار الحرب اذا لم تتوقف الغارات، في ظل انطلاق مشاورات سرية غير معلنة في العاصمة العُمانية مسقط وهو ما يضع الأمل في إنهاء الأزمة عبر الوساطة العمانية المدعومة خليجيا وعربيا ودوليا.