الأزمة العراقية بين تقدم "داعش" واستنفار "الأردن" والكشف عن دعم "المعزول" للجهاديين

الإثنين 23/يونيو/2014 - 08:22 م
طباعة كيري وعمار الحكيم كيري وعمار الحكيم
 
أسلحة الجيش العراقي
أسلحة الجيش العراقي
تتسارع وتيرة الأزمة العراقية، برغم محاولات التدخل الغربية، وسط تقدم عناصر داعش على الأرض، وتحقيق مكاسب خاصة بهم، والاستيلاء على أسلحة الجيش العراقي، والتقدم بها نحو المعابر الحدودية مع دول الجوار، في الوقت الذى جدد فيه جون كيري موقف الولايات المتحدة من ضرورة اتفاق قادة العراق على تشكيلة الحكومة القادمة بشكل يوحد العراقيين، والعمل على انهاء الصراع والاشتباكات الدائرة حاليا.
ومع تقدم قوات داعش داخل المدن العراقية، كشف السفير قيس العزاوي، مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية النقاب عن تنسيق الرئيس المعزول محمد مرسي مع عناصر من تنظيم "داعش" وقام بفتح أرض سيناء للتدرب فيها.
يأتي ذلك في الوقت الذى حذر فيه المطران سعد سيروب، رئيس أساقفة بغداد للكلدان، قائلًا: "إن اندلاع الحرب الأهلية قد يعني وصول النهاية بخاصة بالنسبة إلى المسيحيين"، معلناً بأن الكثير من الناس يطلبون شهادات عمادهم لترك البلاد.
كيري مع نوري المالكى
كيري مع نوري المالكى
من جانبه قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، إن التقدم الذي حققه المسلحون الُسنة الى الشمال من العاصمة يشكل "تهديدًا وجوديا" لدولة العراق، وهذه هي لحظة مصيرية بالنسبة للقادة العراقيين، واذا اتخذ السياسيون العراقيون الخطوات اللازمة لتوحيد البلاد فإنه سيكون أيضًا دعمًا فعالا."
وتأتي زيارة كيري إلى بغداد في إطار محاولات للضغط من أجل توحيد العراقيين في مواجهة المسلحين، والتقى الوزير الأمريكي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كما اجتمع كيري أيضا مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم.

السفير قيس العزاوي
السفير قيس العزاوي
من ناحية أخرى أفصح السفير قيس العزاوي مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية عن علاقة مرسي مع تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أن نظام الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي نسقا مع الإرهابيين من داعش وغيرها، وفتح لهم أرض سيناء مشجعا لهم، وتدربوا في شمال سيناء، كذلك لم يقتصر دعم داعش على مرسي بل تجاوزه إلى منظمات وحركات إرهابية عملت تحت غطائه، ومنها حركة حازم أبو إسماعيل (حازمون).
أكد العزاوي أن العراق موقفه واضح، بأن من يدعم الإرهاب سيكتوي بناره، والعراق ينتظر مساندة إيجابية من الجانب العربي، وان الاتصالات جارية بين العراق وإخوانه العرب، وخاصة الجامعة العربية التي تبنت مساندة العراق في مواجهة الإرهاب، وذلك لترتيب المواقف بالتعاون مع المجتمع الدولي خلال المرحلة المقبلة".
وتماشيا مع تصاعد الأزمة العراقية، وتأثيرها السلبي على الشرق الأوسط، وأوضاع العراقيين والأقليات الدينية، نقلت وكالة "زينيت" الكاثوليكية عن المطران سعد سيروب قوله "هن الجميع متخوف من حرب أهلية، وإن لن تتفق الأطراف المتنازعة بوقت قصير يجب أن نتوقع الأسوأ"، داعياً إلى ضغط دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق بين قادة العراق، وبشكل خاص بين السنة والشيعة، وعلى جميع العراقيين أن يفهموا بأن لا شيء يحل بالعنف.

هجرة المسيحيين من
هجرة المسيحيين من العراق تتزايد
على صعيد الإغاثة الإنسانية، فقد قررت "مؤسسة عون الكنيسة المتألمة" Church in  Need، تقديم مساعدات لأكثر من ثلاثة آلاف من المسيحيين الفارين من مدينة الموصل، وقال المطران إميل شمعون نونا، رئيس أساقفة الموصل للكلدان، والمسئول عن إدارة حملة المساعدات، "بأن المدارس الفارغة والكنائس فتحت أبوابها لاستقبال المشردين وبعضهم عادوا إلى بيوتهم على الرغم من تخوف الآخرين من العودة"، مبدياً خشيته من جهة أخرى من عدم عودة جميع الأهالي إلى الموصل.
وتعليقا على هذه الأزمة، دعا شارلي كوبر، الباحث في شئون الشرق الأوسط بمعهد كويليام المعني بمكافحة التطرف، الغرب لتجاهل مناشدات التدخل في العراق، مؤكدًا  أنه  يجب وضع جميع الذرائع جانبًا، وعلى الغرب عدم التدخل في العراق، بصرف النظر عما يقوله السياسيون، عراقيون أم سواهم، التدخل الغربي لمساندة بغداد بالتصدي لمليشيات "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – داعش – لا يعتبر بمثابة حل للأزمة الراهنة ولن يقود إلى حلها، بل على النقيض: التدخل العسكري المباشر من قبل الغرب، حتى لو بطلب من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، سيفاقم الوضع بشكل كبير، وستخرج منه "داعش"، وعلى عكس ما يدعي المؤيدون للتدخل – على رأس القائمة .
الجيش الاردني يستنفر
الجيش الاردني يستنفر
شدد كوبر على أنه بعيدًا عن الخطابات السياسية، التدخل الغربي سيعزز بروبوجاندا "داعش"، في أي هجوم يسقط ضحايا بين المدنيين، مهما كان التخطيط جيدًا ودقة المعلومات الاستخباراتية، وهذه ستوفر فرصًا للجماعة، التي في الواقع تعتمد على قدراتها في تحميل مسئولية مقتل ضحايا إلى الأعداء، ومن هذا المنطق ستعزز طروحاتها الجهادية المنحرفة بالمبالغة في ادعاءاتها بالتهديد الصليبي، غير القائم في الأصل، والدفاع عن شرعية التنظيم الزائفة، ومع تنامي حصيلة القتلى المدنيين في العراق، سيجري تدويل الأحداث، ما سيزيد من قاعدة شعبية "داعش"، هو تأثير سيجري تضخيمه إذا سقط الضحايا على أيدي الأمريكيين أو البريطانيين.
أكد كوبر على ضرورة تجاهل الغرب لمناشدات بغداد للمساعدة العسكرية، والتركيز على المساعدات الإنسانية للنازحين والضغط دبلوماسيًا على نوري المالكي لإجباره على القيام بإصلاحات جذرية، وإدماج سُنة العراق المهمشين سياسيًا واقتصاديًا بعملية اتخاذ القرار، وكذلك على الغرب التركيز على أيدولوجية "داعش" وتقويض أعظم أدواته الخطابية، بأن الغرب "الصليبي" يهاجم المسلمين حول العالم، وهذا لا يمكن تحقيقه سوى عن طريق سياسة ضبط النفس.
على الجانب الآخر رفعت القوات المسلحة في الأردن درجة الاستعداد بما يلزمها من الآليات و المعدات وكل الاحتياطات اللازمة، حيث يراقب الأردن الذي التزم رسمياً بعدم التعليق على ما يجري داخل العراق بحذر ويحسب الآثار المترتبة على تلك الأحداث عليه، لاسيما بعد سيطرة "داعش" على المعبر الوحيد الذي يربط بينه وبين والعراق معبر الكرامة - طريبيل الذي يبعد عن عمّان نحو 320 كيلومتراً، وأعلن الجيش الأردني حالة الاستنفار القصوى على الحدود مع العراق، بعد فقدان قوات المالكي سيطرتها على المعبر الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق.

شارك