تقدم محادثات مسقط.. وسط استمرار الحرب في اليمن
الثلاثاء 02/يونيو/2015 - 05:04 م
طباعة

تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية للتوصل إلى حوار واتفاق وسط أنباء عن تشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد، يأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني

استهدفت قوات التحالف بقيادة السعودية، مقر القيادة والاستخبارات العسكرية، تزامنًا مع مشاورات بين الأطراف للخروج من الأزمة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن سكان محليين الثلاثاء 2 يونيو، بأن انفجارات عنيفة هزت وسط العاصمة صنعاء جراء القصف الذي نفذته قوات التحالف واستهدفت مقر القيادة والاستخبارات العسكرية.
وفي السياق ذاته، نفذ الطيران الحربي للتحالف غارات على مواقع تحت سيطرة المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في كل من محافظة إب، وسط اليمن، ومحافظة عمران شمال صنعاء.
كما شنت قوات التحالف الداعم للشرعية في اليمن، صباح الثلاثاء، سلسلة غارات استهدفت التجمعات الحوثية بمحافظة حجة، شمال اليمن.
وأوضحت مصادر محلية أن طيران التحالف شن 5 غارات جوية استهدفت تجمعات الحوثيين في مقر اللواء 25 ميكا بمنطقة عبس، مبينة أن أعمدة الدخان تصاعدت بشكل كثيف من مقر المعسكر.
أما في تعز، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية المدعومة بأفراد من الجيش المؤيد للرئيس هادي من جهة وقوات الرئيس السابق صالح والحوثيين من جهة أخرى، إثر محاولة مسلحي المقاومة التقدم باتجاه مبنى محافظة تعز.
وأكدت مصادر يمنية أن الاشتباكات استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة وقذائف الدبابات، كما أفاد سكان محليون سماع دوي انفجارات قوية باتجاه منطقة حوض الأشراف.
وكشف قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب وحضرموت اللواء عبدالرب الشدادي أن قوات الحوثي باتت أضعف من ذي قبل، مشيرًا إلى أن معنوياتهم منخفضة، رغم ما يجدونه من دعم عسكري كبير، وأن اللواء محمد المقدشي قام بدور كبير في تنظيم صفوف المقاومة، وأن هذا التنظيم ظهرت آثاره خلال الأيام الماضية. ونفى الشدادي في حوار أجرته معه صحيفة "الوطن" السعودية أن تكون هناك أي تعليمات يفرضها عليهم الحوثيون، مشيرًا إلى أنه لا سمع لهم ولا طاعة، وأشار إلى أن ما ينقصهم فقط لدحر التمرد بصورة نهائية هو الأسلحة والذخائر الكافية.
الوضع الإنساني

أما إنسانيا، فقد عادت سفينة محملة بمساعدات غذائية متجهة إلى ميناء عدن اليمني أدراجها إلى ميناء الحديدة بعد تلقيها تقارير عن استمرار القتال والتهديدات الأمنية، علمًا بأن السفينة مستأجرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وقال بيان صادر عن البرنامج: إن السفينة "إم في" أمستردام كانت في طريقها من جيبوتي إلى اليمن وعلى متنها أكثر من 5,700 طن من المواد الغذائية التي تشمل القمح والبقول وزيت الطعام ومسحوق المغذيات الدقيقة وهو مكمل غذائي يستخدم لحماية الأطفال الصغار من سوء التغذية وفقر الدم.
فيما جددت سلطنة عمان التأكيد على استمرار مساعداتها لليمن وفق البرامج الثابتة مع استحداث برامج أخرى نظراً للأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار الحصار الجوي والبحري والبري الذي يفرضه تحالف العدوان العسكري. ونقلت وكالة الأنباء العمانية أمس عن مصدر مسئول في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية قوله: إن مساعدات السلطنة لليمن تتم عبر برامج ثابته تتمثل في برنامج إعادة ترميم وبناء المنازل وبرنامج حفر آبار مياه الشرب وبرنامج كفالة الأيتام وافطار الصائم، والذي يوزع قبل شهر رمضان من كل عام، وأضاف المصدر في تصريحه عن نشاط السلطنة في تقديم المساعدات للمتضررين في اليمن، أن هناك عدة برامج أخرى للمساعدات تستحدث خلال الفترات الخاصة الطارئة مثل الظروف المتعددة والصعبة التي يعيشها اليمنيون خلال الفترة الحالية، وأوضح المصدر في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية أن السلطنة تنفذ أيضًا برنامج للمساعدات الإنسانية الطارئة في اليمن يسير وفق محورين أساسيين يتمثل الأول في تولي الهيئة العمانية بنفسها إدارة وتسيير وتنفيذ البرنامج الأول في المحافظات الثلاث المجاورة التي تشمل المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى، ويشمل مساعدة النازحين من مناطق الحرب إلى المحافظات الثلاث، وأيضاً مساعدة السكان المقيمين في تلك المحافظات، وبين أن المساعدات تشمل الغذاء والدواء ولوازم الإيواء.. مشيراً إلى أن هذه المساعدات بلغت حتى الآن قرابة الخمسة آلاف طن، وتم توصيلها بالكامل، فيما ستواصل السلطنة حكومة وشعباً تقديم المساعدات للأشقاء اليمنيين المحتاجين في المحافظات الثلاث إلى أن تستقر الأمور فيها.
الحوار اليمني

وعلى صعيد الحوار اليمني، كشفت مصادر مطلعة على سير المحادثات السياسية في اليمن عن اتفاق بين الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة، على موعد مبدئي لعقد لقاء في جنيف وذلك في غضون الأسبوعين المقبلين، يجمع الحكومة مع المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على طاولة واحدة تحت مظلة أممية للتوصل إلى حل للأزمة التي تضرب البلاد.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية يمنية، أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتفق مع المبعوث ولد الشيخ على عقد المؤتمر في العاشر من الشهر الجاري، كما أنه وافق على قوائم المشاركين فيه.
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة، اتفقتا على موعد مبدئي لعقد لقاء جنيف خلال الأسبوعين المقبلين، يجمع الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي مع الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على طاولة واحدة برعاية أممية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن التمثيل بين الطرفين سيكون قليلًا من أجل سرعة اتخاذ القرار، وستتم خلال المؤتمر مناقشة عدة بنود أساسية تتضمن انسحاب الحوثيين من المدن، ووقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار الأممي 2216.
وذكرت المصادر أن ولد شيخ طلب من الحكومة اليمنية أمس العودة إلى العاصمة صنعاء، وتم الرد عليه بأنه هل سيكون رجوع الحكومة في ظل هذه الأوضاع، تحت ضمانة الأمم المتحدة، خصوصًا أن الحكومة كانت خلال الفترة الماضية في صنعاء وفي ظرف ما، تم الهجوم عليها، ولا يزال هناك أسرى نتيجة الهجوم.
وأكد ولد شيخ أن الأمم المتحدة لم تعلم عن اجتماع مسئولين أمريكيين مع أطراف حوثية بمساعدة إيرانية في مسقط.
وكشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، عن تفاصيل مبادرة يجري بحثها، وستذهب الحكومة اليمنية على ضوئها إلى جنيف، مضيفة أن المبادرة تتضمن مرحلتين الأولى وقف إطلاق نار دائم. وذكر ياسين أن المبادرة تتضمن أن يبدأ الحوثيون وصالح بالالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن والمحافظات والسماح للإغاثة أن تشمل جميع المدن اليمنية.
وتضمن المرحلة الثانية وقف شامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، بما فيها التحالف وإرسال مراقبين دوليين وعرب.
الحضور الإيراني

وعلى صعيد الحضور الإيراني قال قائد الحرس الثوري في طهران، العميد محسن كاظميني: إن حشد من اليمنيين وجرحى العدوان السعودي سيحلون ضيوفا مهمين في إيران خلال مراسم ذكرى رحيل الخميني ، بحسب وكالة أنباء فارس.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن الإرهاب التكفيري خطر على الجميع، ودعا المملكة العربية السعودية إلى التخلي عما أسماه "أوهام إقصاء الدور الإيراني"، آملًا بدورٍ مصري أساسي في المنطقة.
وانتقد ظريف في مقابلة مع "الميادين" اللبنانية، الغارات الجوية السعودية ضد اليمن، وأكد "أن عهد إحلال الأمن بالقصف والمال قد ولى"، داعيًا دول الجوار إلى التعاون؛ من أجل إحلال الأمن ومحاربة التطرف.
وكشف الوزير الإيراني أنه ومنذ الأسبوع الأول للحرب، اتفقت كل من إيران وتركيا وعمان وباكستان على مقترح يتضمن وقفًا فوريًّا ودائمًا لإطلاق النار وتوفير المساعدة الإنسانية، وإطلاق حوار يمني- يمني داخلي، وإرساء حكومة يمنية واسعة التمثيل.
وأشار إلى أن كلًّا من إيران والسعودية يواجه تحديات وتهديدات مشتركة متمثلة في تنظيم "داعش" الذي لا يعترف بالحدود، ولا يفرق بين السنة والشيعة، ودعاها إلى التخلي عن وهم إقصاء الدور الإيراني.
المشهد اليمني
يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، مساعي لإقرار هدنة في رمضان مع تأكيد الحوثيين على استمرار الحرب إذا لم تتوقف الغارات، في ظل انطلاق مشاورات سرية غير معلنة في العاصمة العُمانية مسقط وهو ما يضع الأمل في إنهاء الأزمة عبر الوساطة العمانية المدعومة خليجيًّا وعربيًّا ودوليًّا.