"جعجع" و"عون" في لقاء تاريخي لإخماد نار الطائفية في لبنان
الأربعاء 03/يونيو/2015 - 06:38 م
طباعة

للمرة الـ 24 فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية، لعدم اكتمال النصاب جلس، اليوم الأربعاء، وسط لقاء بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون.
تأجيل لـ24 يونيه:

قرر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، تأجيل جلسة كانت مقررة اليوم الأربعاء، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية إلى ظهر يوم الأربعاء 24 يونيه الحالي.
وأرجأ رئيس البرلمان اللبناني، الجلسة الـ 24 لانتخاب رئيس للجمهورية، لعدم اكتمال النصاب.
ويأتي تأجيل الجلسة الـ24 بعد مرور عام على الفراغ الرئاسي في لبنان، حيث لم يتمكن المجلس النيابي اللبناني من انتخاب رئيس للجمهورية منذ 25 مايو 2014 وحتى الآن.
لقاء "جعجع- عون":

في إطار المساعي للتوصل إلى حل لانتخاب رئيس للبنان، التقي قطبا المسيحية المتخاصمان في لبنان، سعيا للتوافق على أسس توحيد مسيحيي هذا البلد لاختيار رئيس للبلاد وتحصين وجود يعتبرونه مهددا.
خرج الزعيمان المسيحيان في لبنان سمير جعجع وميشال عون بـ"إعلان نوايا" في ختام لقاء تاريخي جمعهما، لأول مرة منذ 27 عاما، في منزل الأخير في الرابية شرق بيروت وأدرجت شخصية مواكبة للزيارة اللقاء بأنه "في إطار طي صفحة الماضي".
وتلا مستشار جعجع ملحم رياشي "إعلان نوايا" بعد اللقاء أكد "انتخاب رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة البيئات الأخرى".
الرجلان اللذان يجمعهما خصام عميق تخللته حرب مدمرة بين فريقيهما أوقعت آلاف القتلى وخلفت أحقادا وانقسامات لا تزال بارزة بشدة بين المسيحيين في لبنان
إذ وقعت معارك دامية بين القوات اللبنانية والجيش اللبناني بقيادة عون يوم كان الأخير رئيسا لحكومة انتقالية في 1989، وكانت مدخلا لإنهاء الحرب الأهلية على حساب تراجع دور المسيحيين على الساحة السياسية.
وهما عون وجعجع يتنافسان اليوم على كرسي الرئاسة الشاغر منذ أكثر من عام، منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان.
وخلف كل منهما يقف أحد قطبي السياسة في لبنان، فجعجع مدعوم من "قوى 14 آذار" ومن أبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري، بينما عون مدعوم من حزب الله وحلفائه، ولعل عمق الخلاف بين الفريقين هو ما وضع العصي في دولاب السعي لانتخاب رئيس للبلاد من الطائفة المسيحية، وفق الدستور اللبناني..
إذ تقاطع معظم مكونات قوى 8 أذار (حزب الله وحلفاؤه) جلسات الانتخاب، مطالبة بتوافق مسبق على اسم الرئيس. في المقابل، تدعو قوى 14 آذار إلى تأمين نصاب الجلسات وانتخاب المرشح الذي يحظى بالعدد الأكبر من الأصوات.
فيما ينص دستور البلاد على أن مرشح الرئاسة في البلاد ينبغي أن يحصل على دعم ثلثي نواب البرلمان، وهذا النصاب القانوني لا يستطيع تأمينه أي من الفريقين منفردا.
قلق التأجيل:

والقي تأجيل الجسلة الـ24 للبرلمان اللبناني، اثارها علي السياسيين في لبنان، عبر الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال سليمان، عن اسفه لتكرار سيناريو عدم اكتمال النصاب ما ادى الى تأجيل جلسة انتخاب رئيس جمهورية للمرة الرابعة والعشرين، داعياً النواب مرة أخرى الى ان يمارسوا واجبهم وفقا للأصول الدستورية والديمقراطية.
وحذر سليمان خلال استقباله رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، النائب ايلي ماروني والوزير السابق طارق متري من "مخاطر تعطيل عمل الحكومة او محاولة اسقاطها تحت أي ظرف"، لما تشكله من ضمانة في ظل الإمعان في إطالة عمر الفراغ.
ورحب الرئيس سليمان بوثيقة "إعلان النوايا" التي جمعت العماد ميشال عون بالدكتور سمير جعجع، معتبراً انها خطوة إيجابية لناحية التهدئة بين جمهور الحزبين، بالإضافة إلى الاتفاق على "العمل على تنفيذ القرارات السابقة التي تم التوافق عليها"، معتبراً انها تجنبت ذكر "اعلان بعبدا" بالرغم من اعتمادها الكثير من مفرداته، متمنياً لو كان البند الأول في هذه النوايا "النزول فوراً إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس" لكي لا تأتي أي خطوة وكأنها إشارة سلبية للإبقاء على الفراغ الرئاسي والتطبيع معه.
كما رحب رئيس مجلس النواب نبيه بري، بلقاء "عون- جعجع"، واصفا إياه بالخطوة الجيدة لاستقرار لبنان.
المشهد اللبناني:

يبدو أن مشهد غياب رئيس للجمهورية في لبنان، سوف يستمر طويلا، مع استمرار الصراع في منطقة الشرق الاوسط والخلاف الاقليمي بين السعودية وايران، وهو ما ينعكس علي الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، والذي بدوره ينعكس على انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يشير إلى أن منصب رئيس لبنان سيبقي فارغا حتي ظهور توافق" اقليمي- داخلي"، او تنفجر البلاد بصراع دموي.