عام على سقوط الموصل في قبضة "داعش" والأسباب مازالت مجهولة

الخميس 04/يونيو/2015 - 06:09 م
طباعة عام على سقوط الموصل
 
عام على سقوط الموصل
مر عام علي سقوط مدينة الموصل في قبضة  داعش سقوطا مدويا أدى الى خلو المدينة التاريخية لأول مرة من 2000 عاما من المسيحيين هذا السقوط المحير حتى الآن،  حيث لم تعرف بعد الأسباب الحقيقية لهذا السقوط لمحافظة من اكبر المحافظات العراقية، الأمر الذي سمح للتنظيم الإرهابي باجتياح مساحات شاسعة في العراق، وكاد ان يصل الى بغداد. لجنة تقصي الحقائق المكلفة بالتحقيق في هذا السقوط شارفت على الانتهاء من تقريرها لتعرضه على مجلس النواب في الفصل التشريعي الجديد المقبل في يوليو القادم ، إذ إنها ما زالت في انتظار تفسيرات من بعض المسئولين العراقيين ومن بينهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بصفته قائداً لقوات "الاسايش" التي كانت متمركزة في سنجار وانسحبت منها ولم تقاوم.
 
حيث أكد عضو لجنة التحقيق في سقوط الموصل النائب حنين قدو في تصريحات صحفية ان اللجنة اقتربت  على الانتهاء من التقرير الذي اعدته عن اسباب سقوط الموصل ومن يتحمل مسؤوليته، وستعرضه في الفصل التشريعي البرلماني الجديد في يوليو القادم  بعد الحصول على استفسارات وجهت للمالكي ولبارزاني بصفتهما المسئولين الأولين عن القوات الامنية التي كانت موجودة في الموصل لحظة السقوط".ورفض قدو ان يكشف عن اسماء المسؤولين المباشرين عن هذا السقوط، غير أنه أشار إلى أن المسؤولية تقع على بعض الاطراف السياسيين الذين سمحوا بسقوط المحافظة لأهداف سياسية معروفة من الجميع وهي احراج نوري المالكي". وشدد على ان السقوط كان له نتائج كارثية على الاقليات التي ارتكبت بحقهم ابشع المجازر وعلى الوطن ككل، لان السقوط ادى الى جريمة سبايكر وسقوط عدد من المناطق العراقية وصولاً الى سقوط الرمادي. فالأمر ليس مرتبطاً فقط بالموصل، ما حدث فتح الأبواب أمام الإرهاب في العراق".
وأضاف أن "بعض الاطراف السياسيين سهلت هذا السقوط بهدف انشاء اقليم سني والسيطرة على اراضٍ متنازع عليها في العراق، لذا العقاب يجب ان يكون قاسياً بحجم النتائج الكارثية التي نتجت منه".
وعن المسؤولية العسكرية للسقوط، قال: "هناك مسؤولية عسكرية ايضاً تقع على عاتق القيادات الامنية المسئولة بحماية هذه المحافظة، والتي تقاعست عن قتال الارهابين وخانت الدولة العراقية وانسحبت من دون تأمين المواطنين الابرياء الموجودين في المحافظة".واستبعد قدو بداية عملية تحرير الموصل قريباً، قائلاً:" لا يمكن التفكير بتحرير الموصل قبل تنظيف محافظة صلاح الدين وديالى من الارهابيين الموجودين في بيجي ومناطق اخرى للتمكن من الوصول الى منطقتي الشرقاط وكيارة، لانه بمجرد الوصول إلى كيارة اصبح بإمكاننا الحديث عن بدء عملية تحرير الموصل لأهمية هذه المنطقة في هذه الحرب". كما اعتبر ان "تحرير الانبار مهم جدا قبل بدء معركة تحرير الموصل، لأنه باستعادة الرمادي والانبار ستتمكن القوات العراقية من قطع الامدادات عن الإرهابيين التي تصلهم من الرقة السورية، وقبل تحقيق ذلك لا يمكن تحرير الموصل من قبضة الارهابيين". ولم ينكر قدو "وضع خطط عسكرية لتحرير الموصل، لكنه استبعد البدء بها في الوقت الحاضر".
وكان  وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في تصريحات فور سقوط الموصل قد قال إن ضعف أداء القوات العراقية وترهل قياداتها، إضافة إلى تفشي الفساد، من أبرز أسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في يونيو 2014
وأضاف العبيدي أن "ما حصل من نكسة في العاشر من يونيو الماضي كان بسبب ضعف الأداء وضعف القيادات وقلة الانضباط"، اضافة إلى انعدام الثقة بين الجيش وأبناء الشعب.
واعتبر أن الفساد "المستشري في البناء غير السليم في التسليح والتجهيز والإدارة والدعم"، كان عاملا إضافيا اسهم في انهيار وحدات الجيش التي كانت مرابطة في المدينة شمال البلاد.
وأعلن العبيدي اتخاذ سلسلة من الإجراءات لإصلاح وإعادة بناء الجيش بسائر صنوفه، ومحاسبة العناصر الفاسدة على مستوى الأشخاص والمؤسسات، موضحا أن الجيش سيقوم بترشيد الموارد المادية والبشرية في المرحلة القادمة.

شارك