وسط توقعات بعقد هدنة.. الفرقاء في اليمن الي "جنيف"

الخميس 04/يونيو/2015 - 10:08 م
طباعة وسط توقعات بعقد هدنة..
 
تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية  لعلي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية لعقد اتفاق جنيف في 14 يونيو الجاري مع موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، يأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد، وظهور لافت لتنظيم القاعدة  الارهابي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية منذ فجر اليوم الخميس، غارات مكثفة على مدينتي ذمار وعدن في اليمن.
ونقلت وكالة "سبأ" عن مصادر طبية بمدينة ذمار عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، أن الغارات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين، إذ استهدف طيران التحالف معسكري القشلة وسامة بعدة غارات.
وأوضحت المصادر أن مستشفى الذمار القريب من معسكر القشلة وبعض المنازل المجاورة تضرر أيضا بسبب القصف.
وذكرت وسائل إعلام أن مقاتلات التحالف شنت أكثر من 10 غارات على مناطق متفرقة في مدينة ذمار ومحيطها منذ فجر الخميس. وبالإضافة إلى المعسكرات، استهدفت الضربات مخازن للسلاح ومواقع أخرى يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثي.
وفي العاصمة الاقتصادية والتجارية، عدن، شنت مقاتلات التحالف عدة غارات جوية على مناطق في خورمكسر والعريش، كما استهدفت شبكة الاتصالات في جبل حديد، وفق سكان محليين.
وفي العاصمة صنعاء، سمعت طائرات التحالف تحلق في سماء المدينة. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن شهود عيان أن 12 غارة جوية أصابت خلال الليل مستودعات للسلاح حول القصر الرئاسي في صنعاء مما تسبب بانفجارات أضاءت السماء.
هذا وتحدثت وكالة "سبأ" عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة العشرات جراء قصف الطيران السعودي لعدد من المحافظات الأربعاء 3 يونيو.
وجاء ارتفاع حصيلة الضحايا بعد انتشال مزيد من الجثث من تحت الأنقاض في منطقة صبر بمديرية سحار بمحافظة صعدة، حيث بلغ عدد القتلى 30 شخصا، إذ أدى القصف السعودي إلى تدمير عدد من المنازل.
وذكرت الوكالة أن الغارات على عدد من مناطق صنعاء أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 12 آخرين.
وفي محافظة حجة استهدفت مقاتلات التحالف اللواء 25 ميكا في مديرية عبس، كما تم استهداف مبنى جمرك حرض في أقصى شمال البلاد بقصف صاروخي ومدفعي سعودي، حسبما ذكره سكان محليون.
كما ذكرت مصادر محلية أن الغارات الجوية أصابت قاعدة بحرية ومقر القيادة البحرية اليمنية في مدينة الحديدة الغربية المطلة على البحر الأحمر.
واندلعت اشتباكات الخميس بين مسلحين حوثيين وآخرين من "المقاومة الشعبية" الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة تعز جنوب غرب اليمن أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بحسب شهود عيان.
وأوضح الشهود أن الاشتباكات اندلعت بين مقاتلي جماعة الحوثي بمساندة قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، ومسلحي "المقاومة الشعبية" من جهة أخرى في عدة أحياء بمدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

ظهور القاعدة:

ظهور القاعدة:
ومع استمرار الصراع في اليمن،أعلن تنظيم "أنصار الشريعة" لموالي لـ"القاعدة في جزيرة العرب" تبنيه لعملية ضد جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، في بمديرية الزاهر محافظة البيضاء (وسط البلاد).
وقال التنظيم في بيان نشر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "مجموعات المجاهداين بدأت هجومها في الساعة الواحدة من صباح الاربعاء (امس) حيث هاجمت المجموعة الاولى مواقع الحوثيين في تبة "سوداء غراب" وتبة مجاورة لها".
وأضاف "فيما كمّنت المجموعة الثانية لرتل حوثي مكون من 12 طقما عسكريا".
وأوضح ان الهجوم اسفر عن تدمير 9 أطقم حوثية وسقوط من فيها قتلى وجرحى.
ولفت تنظيم "أنصار الشريعة" إلى أن اثنين من عناصره قتلا، فيما انسحب البقية إلى مواقعهم "بسلام".

الوضع اليمني :

الوضع اليمني :
وعلي صعيد اوضع المؤسسي داخل اليمن، وجهت ما تسمى دائرة العمليات الحربية في "اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، بتسريع دمج مسلحي الجماعة في مؤسستي الجيش والامن. وبحسب وثيقة - حصل عليها المشهد اليمني - فقد ورد في المذكرة المرفوعة إلى وزير الداخلية ورئيس هيئة الاركان ونائبه، سرعة استكمال عملية الدمج  وصرف البدلات العسكرية لعدد 20 ألفا من مسلحي الجماعة في الوية قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) والشرطة العسكرية وقوات الامن والنجدة، وتحسين اوضاعهم من حيث الرتب العسكرية وتشكيل الكتائب. ووجهت اللجنة باسقاط اسماء الضباط والجنود الذين رفضوا ا لمشاركة في الحرب في الجنوب من قوات الحرس وسرعة ا جراء التغييرات في الوية الصواريخ واجراء الدور والتسليم فورا، بعد ثبوت خيانة القيادات السابقة ورفضها للتوجيهات"، حسب ما جاء في الوثيقة.

الحوار اليمني:

الحوار اليمني:
تتكثف المشاورات السياسية الممهدة لانطلاق مؤتمر جنيف اليمني تقوده الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والهادف إلى تأمين حضور جميع الأطراف المعنية وتحديداً الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، وفريق الشرعية المتواجدة قيادته في الرياض ، بالإضافة الي عقد مؤتمر تمهيدي لمؤتمر جنيف، تتولاه الولايات المتحدة في سلطنة عُمان. 
وفي سياق ذي صلة قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحسب ما نقل عنه دبلوماسيون، إنه حدد موعداً مبدئياً لهذه المفاوضات في 14 يونيو الجاري، معرباً عن أمله في أن يشارك فيها طرفا النزاع في اليمن. 
وقد أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين" موافقتها على المشاركة في المحادثات المقرر عقدها في الـ14 من الشهر الجاري في جنيف، في حين واصل "التحالف الدولي" قصف مواقعهم في تعز وزمار وإب وصعدة.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن المسؤول الحوثي ضيف الله الشامي قوله إن "الجماعة ستشارك في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف بلا شروط".
وحسب مصادر لموقع "يمن برس"، فإن «الحوثيين» طالبوا بحصانة لزعيمهم «عبدالملك الحوثي» خلال محادثات مسقط، قبل الشروع في تنفيذ الاتفاق.
ولم يصدر أي تعليق من «الحوثيين» أو الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشأن هذه المبادرة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام.

المشهد الاقليمي :

المشهد الاقليمي :
قال الرئيس الباكستاني ممنون حسين، اليوم، ان بلاده تؤدي "دورا بارزا" في حل الأزمة اليمنية معربا عن أمله في ان يتحسن الوضع "تدريجيا". واضاف حسين في كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بمناسبة بدء السنة البرلمانية الثالثة ان باكستان لديها علاقات "ودية واخوية" مع جميع الدول الاسلامية ولاسيما المملكة العربية السعودية وتركيا وايران مشيرا الى ان هذه العلاقات تشهد نموا. وكان البرلمان الباكستاني تبنى في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في العاشر من ابريل الماضي قرارا يدعو حكومة إسلام آباد إلى الالتزام بوضع الحياد "لتكون قادرة على تأدية دور دبلوماسي استباقي لإنهاء الأزمة" في اليمن. وتضمن القرار التعبير عن الدعم المطلق للمملكة العربية السعودية والتشديد على وقوف باكستان إلى جانب السعودية في حال وجود أي تهديد لسلامة أراضيها.
وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد قادماً من مسقط في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام في إطار جولة من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن قبل شهر رمضان المقبل، وبدء مشاورات لحل الأزمة.
وذكرت مصادر مطلعة شاركت في استقبال «محمد» أنه «من المقرر أن يلتقي على ناصر محمد خلال زيارته مع عدد من المسؤولين والشخصيات سواء المصرية أو العربية أو اليمنية المقيمة في مصر لبحث وقف الحرب الدائرة في اليمن والتوصل إلى حل للأزمة اليمنية والتوصل إلى هدنة خاصة قبل شهر رمضان».
وأفادت المصادر أنه «من المقرر أيضا أن يتم استعراض المبادرة التي طرحها الرئيس اليمنى الأسبق الشهر الماضي بالتعاون مع القيادي الجنوبي محمد على أحمد، والتي تضمنت عشر نقاط منها الوقف الفوري للحرب من قبل جميع الأطراف، والانسحاب الفوري غير المشروط لوحدات الجيش والميليشيات المسلحة المتحالفة معها من محافظة عدن ومن جميع المحافظات، على أن يتزامن الانسحاب مع تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها تقوم بحفظ الأمن فيها، والشروع في إنشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين والإسراع في تقديم الإغاثة في كافة المحافظات المتضررة مع الإفراج عن جميع المعتقلين، وإيقاف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف».

الحضور الايراني:

الحضور الايراني:
وعلي صعيد الحضور الايراني، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، اليوم الخميس، أنّ على كل الأطراف في المنطقة التمييز بين ما وصفه بـ"الإسلام المحمدي الحقيقي، والإسلام الأميركي".
و ، جدّد التأكيد أنّ بلاده تقف ضد "داعش" في سورية والعراق، كما تقف ضد تصرفات الشرطة الأميركية ضد مواطني هذا البلد، لافتاً إلى أن بلاده لا تقبل ما وصفه بالعدوان الظالم على اليمن، كما لا تقبل قمع المحتجين في البحرين أو قصف طائرات من دون طيار أميركية لباكستان وأفغانستان.
أى الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة ألقاها هو الآخر، اليوم الخميس، أن "المنطقة تمر بظروف حساسة وتتعرض لمؤامرات عديدة"، واصفاً إياها بأنها "مؤامرات ضد المسلمين جميعاً"، مؤكّداً أنّ "بلاده ستبقى مع الشعوب التي تواجه ظاهرة الإرهاب". وأشار روحاني إلى أن إيران تأسف لتبديل بعض الدول مال نفطها بأسلحة لقصف شعوب المنطقة، وخص بالذكر اليمن، في إشارة منه إلى انتقاد المملكة العربية السعودية، داعياً كل الأطراف إلى "التنبه للمؤامرات، في وقت تسعى فيه بعض الأطراف إلى تقليص الدور الإيراني، عبر تعمّد خفض أسعار النفط".

المشهد اليمني:

يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، مساعي لإقرار هدنة في رمضان، في ظل مشاورات بين جماعة الحوثيين ومسؤولين أمريكيين ويمنيين في العاصمة العُمانية مسقط، يعقد عليها الأمل في نجاح مفاوضات "جنيف" في 14 يونيو الجاري لتوصل الي اتفاق سلام في الحرب المشتعلة منذ 26 مارس الماضي.

شارك