الحوثيون يتقدمون في عدن.. وصالح يرفض حوار جنيف
الجمعة 05/يونيو/2015 - 02:23 م
طباعة

تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، فيما تُبذل جهود أممية وعربية لعقد اتفاق جنيف في 14 يونيو الجاري مع موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، ورفض حزب المؤتمر الشعبي العام المشاركة في الحوار، يأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني

شن التحالف بقيادة السعودية، غارات على مناطق مختلفة من اليمن، وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن الغارات قتلت نحو 58 شخصا في أنحاء البلاد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة.
لكن الأنباء عن عدد القتلى تبقى مبهمة لعدم تمكن مصادر مستقلة من التحقق هذه التقارير الواردة من الميدان.
وعلى الحدود مع السعودية، أصاب القصف نقطة عبور الحدود الرئيسية في مديرية حرض الشمالية ودمر مكاتب الجمارك اليمنية.
و أفادت "سكاي نيوز عربية" بوقوع اشتباكات في جبل تويلق الحدودي، بين الجيش السعودي ومليشيات الحوثيين، في الوقت الذي قصفت المدفعية السعودية منطقتي رازح وشدا غرب محافظة صعدة.
كما تشهد المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن تحليقا كثيفا لطيران التحالف، بشكل غير مسبوق.
وفي محافظة تعز، قتل 6 وجرح 8 من الحوثيين وقوات صالح في هجوم للمقاومة الشعبية في نقطة جوار جبل النار بخط الساحل.
وأضافت مصادر محلية أن قوات الحوثي وصالح تشن قصفا عنيفا بالدبابات والمدافع على أحياء سكنية في المدينة، حيث جرى قصف معسكر قوات الأمن الخاصة بقذائف الدبابات وكذلك أحياء الموشكي والروضه. كما جرى قصف الأحياء المحاذية لجبل جره الاستراتيجي.
وفي عدن، أصابت الغارات الجوية مواقع الحوثيين في الضواحي الشمالية، وفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" من صنعاء، الجمعة، أن مسلحي جماعة "أنصار الله"، مدعومين بقوات من الجيش اليمني، تمكنوا من السيطرة على مدينة "إنماء" بمحافظة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم "القاعدة" وميليشيا "حزب الإصلاح"، المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين".
ونقلت "سبأ" عن مصدر عسكري، أن "عملية تأمين مدينة إنماء أسفر عنها سقوط عدد كبير من عناصر "القاعدة" ومليشيات "الإصلاح" بين قتيل وجريح".
المشهد السياسي

وعلي صعيد ادارة الدولة اليمنية، فقد كشف مصدر يمني مسؤول أن إصدار الرئيس عبدربه منصور هادي، قرارا بإقالة عمار محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، من منصبه كملحق عسكري في سفارة اليمن بإثيوبيا، جاءت نتيجة تحركات له خارج إطار مسؤولياته، بما يخل بمسؤولياته ويضر باليمن" دون إبداء مزيد من التفاصيل، وفق "القدس العربي".
ويتهم عمار صالح، بتنفيذ مخططات ساهمت في الانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكذا قيادة خلايا ذات علاقة بتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن. وكانت مصادر مطلعة كشفت، الأحد الماضي، وصول عمار صالح الى إثيوبيا برفقة مساعدين له وأن مسؤولاً في السفارة اليمنية في إثيوبيا قام باستقباله.
وجاء خروج عمار الى إثيوبيا بعد سلسلة الضربات الجوية التي استهدفت في صنعاء منازل الرئيس السابق ونجلة احمد المقيم حاليا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ومنازل أخرى له ولمقربين منه في مسقط رأسه في سنحان .
فيما قال رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن علي بن حبريش،| إن "حضرموت خط أحمر على كل معتد وعابث بأمنها سواء كان من جماعة صالح أو الحوثي أو القاعدة"، موضحاً أن الحلف شكل عدة ألوية لحفظ الأمن الداخلي مما انعكس إيجاباً على حضرموت التي انعدمت فيها عمليات التهريب وحافظت على سلامة الحدود بين اليمن والسعودية. وأضاف بن حبريش إن "حلف قبائل حضرموت الذي باركته السلطة الشرعية اليمنية تمكن من بسط الأمن داخل حضرموت، محافظين بذلك على شركات النفط وسلامة المواطنين والنازحين من المحافظات المجاورة وكذلك سلامة الحدود السعودية، لافتاً إلى أن المنفذ الوحيد الذي بقي مفتوحاً بين البلدين هو المنفذ الحدودي بين حضرموت والوديعة".
الحوار اليمني

وعلي صعيد الحوار اليمني المتوقع عقده في جنيف 14 يونيو الجاري، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عدم مشاركته في اجتماعات جنيف. وذلك في حال شاركت بعض قيادات حزب المؤتمر التي أعلنت تأييدها لشرعية منصور هادي. وقالت مصادر يمنية إن الحزب أبلغ المبعوث الدولي برفضه ما سماه التمثيل المزدوج.
فيما شدد السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، في تصريحات صحفية، على أن "الحوثيين بهذه الطريقة لا يريدون التعاون، ولا يريدون إنهاء أزمة الشعب اليمني. وقال: "أمام الحوثيين خياران لا ثالث لهما، وهو إما أن ينصاعوا للقرارات الدولية ويقوموا بتسليم المؤسسات والمناطق التي احتلوها وتسليم أسلحتهم، ويعملوا على تحقيق انتقال سياسي يليه خطوات لإقرار الدستور وإجراء الانتخابات، وهذا المسار لا يزال مفتوحا أمام الحوثيين ولا يزال الحوار اليمني - اليمني مفتوحا". وأضاف: "والخيار الثاني إذا لم يلتزم الحوثيون بالقرارات الدولية هو أننا سنتجه إلى تعزيز المقاومة لدحر مشروع الحوثيين لإقامة دولة الفقيه في اليمن، حيث لن يستطيع أحد فرض الأجندة الإيرانية على اليمنيين، وسنكون أوفياء للمملكة العربية السعودية لأننا جزء من الكيان العربي".
وأعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين" موافقتها على المشاركة في محادثات جنيف، و من المقرر ان يعقد الرئيس عبدربه منصور هادي، اجتماعا مع الاحزاب اليمنية لمناقشة التمثيل في مؤتمر جنيف واسماء من سيحضرون الاجتماع الذي سيعقد في 14 يونيو الجاري. وأعلنت الحكومة اليمنية أنها ستشارك في مؤتمر جنيف، كما اعلن الحوثيون قبولهم بالحضور بدون شروط مسبقة.
المشهد الإقليمي

وعلي صعيد المشهد الاقليمي، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، "إن دول الخليج تدرك أن الحل في اليمن سياسي، وعلى أساس مرجعية واضحة تتمثل في مظلة الشرعية والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن وإعلان الرياض".
وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد، في تصريحات نقلتها وكالة الإنباء الإماراتية، أن "دول الخليج تقوم بجهد إنساني مواز للعمل السياسي، وما يعرقل ذلك هي محاولات الحوثيين استغلال المهل الإنسانية على الأرض".
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإماراتي خلال مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد أن دولة الإمارات تتابع بـ"قلق شديد" تطورات الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتداعياتها على النازحين والمتأثرين. وشدد على أن دولة الإمارات "لن تدخر جهدا في مساندة الأشقاء في جميع المحافظات اليمنية وتلبية واجبها الإنساني تجاههم".
وبحث الجانبان جهود الأمم المتحدة في اليمن، والتي تحظى بدعم كامل من قبل القيادة الشرعية اليمنية لعقد مؤتمر جنيف بشأن اليمن خلال الشهر الجاري.
من جانبه ثمن ولد الشيخ أحمد جهود الإمارات في حل الأزمة، ودورها في نقل الجرحى والمصابين اليمنيين لتلقي العلاج في الدولة، وتقديمها مساعدات إغاثية لمواجهة الأوضاع الإنسانية في إطار عملية إعادة الأمل.
وأعرب عن تصميم المنظمة الدولية على عقد مؤتمر جنيف في أسرع وقت لضمان التوصل إلى حل سياسي تشارك فيه كل القوى والمكونات السياسية.
فيما قال وزير الخارجية القطري خالد العطية ابرز ما في الشأن اليمني، ان التدخل المسلح للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، منع استيلاء الحوثيين على البلاد. وأضاف الوزير القطري، لرويترز في باريس، الذي تشارك بلاده في التحالف إنه "لولا عملية عاصفة الحزم لكانوا شاهدوا الحوثيين ورجال علي عبد الله صالح في أنحاء اليمن وانه يعتقد ان عاصفة الحزم استعادت الشرعية في اليمن".
الحضور الإيراني

وعلي صعيد الحضور الايراني في المشهد اليمني، وصف مسؤول إيراني قرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن، بـ"الانقلاب" والـ"مخالف" لـ"الحق" ونهج المجلس. وقال مستشار رئیس البرلمان الایراني للشؤون الدولیة حسین شیخ الاسلام إن "المباحثات حول الیمن تتعارض مع قرار مجلس الامن"، بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا". وأشار إلى أن جميع الاهداف التي كان يتطلع إليها التحالف العربي، "اعطت نتائج عكسیة". وفيما يعتبر توجيهات إلى جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله"، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، قال المسؤول الإيراني "انه عند عودة هادي الی الیمن فان الشعب الیمني سیحاكمه علی خیانته لبلاده". وحث قرار مجلس الامن رقم 2216، الحوثيين الى الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها ويفرض عليهم عقوبات بينها حظر على الاسلحة. ودعا القرار "جميع اطراف النزاع" الى التفاوض في اسرع وقت ممكن للتوصل الى "وقف سريع" لاطلاق النار. وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية طهران، بدعم مسلحي الحوثيين بالسلاح والمال بغية السيطرة على اليمن، في حين تحدث مسؤولون إيرانيون في وقت سابق أن العاصمة العربية الرابعة سقطت في يد إيران.
المشهد اليمني
يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، مساعي لإقرار هدنة في رمضان، في ظل مشاورات بين جماعة الحوثيين ومسؤولين أمريكيين ويمنيين في العاصمة العُمانية مسقط، يعقد عليها الأمل في نجاح مفاوضات "جنيف" في 14 يونيو الجاري لتوصل الي اتفاق سلام في الحرب المشتعلة منذ 26 مارس الماضي.