تفجيرات بيروت تضع لبنان على حافة العبث الطائفي والمذهبي
الثلاثاء 24/يونيو/2014 - 10:02 م
طباعة


فجر مهاجم انتحاري سيارته الملغومة في الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاثنين قرب نقطة تفتيش للجيش، ما أدى إلى مقتل مفتش في الأمن العام، فضلًا عن منفذ العملية، وإصابة عددٍ من الأشخاص كانوا يشاهدون على شاشة التليفزيون مباراة في كأس العالم لكرة القدم في مقهى قريب.
وأعلنت القوى الأمنية اللبنانية حالة التأهب القصوى منذ أن قتل انتحاري شخصًا، وأصاب 37 آخرين يوم الجمعة قرب الحدود السورية، في هجوم نجا منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وهو أحد كبار المسئولين الأمنيين في البلاد.
وفق وقت سابق قال الدفاع المدني في لبنان ليل أمس الاثنين، إن الانفجار الذي وقع قبيل منتصف الليل (9 ليلًا بتوقيت غرينتش) أدى إلى مقتل الانتحاري وإصابة 19 آخرين.
وقال أحد العاملين بقسم الطوارئ في مستشفى الساحل المجاور، إن المستشفى قدم العلاج لـ(11) شخصًا أصيبوا بجروح طفيفة.

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام على تفجير استهدف حاجزًا للشرطة في منطقة البقاع بشرق البلاد، وأوقع قتيلًا من قوى الأمن الداخلي، وعشرات الجرحى.
وتعيش بيروت حالة استنفار أمني غير معلنة لكنها واضحة على الأرض، لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، بعد عودة موجة الانتحاريين والسيارات المفخخة وكان آخرها الانفجار الذي طال "دوار شاتيلا" أو ما يعرف بمدخل الشياح، ليل الاثنين الثلاثاء، وأدى إلى مقتل مفتش في الأمن العام اللبناني و19 جريحاً.
توالت ردود الفعل المستنكرة للتفجير الإرهابي الذي طاول حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر، مشدّدة على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لتحصين لبنان، وداعية جميع اللبنانيين إلى التكاتف تجنباً للانزلاق إلى صراعات وفتن، وكعادتها عند حصول تفجير إرهابي، حمّلت قوى 14 آذار حزب الله المسئولية، بالرغم من دعوتها إلى نبذ الخطاب الطائفي والمذهبي.
ورأى الرئيس نجيب ميقاتي "أن الانفجار دليل إضافي على المخاطر التي نعيشها، والتي تتطلب من كل الجهات الانفتاح والتعاضد والتوحد".
ودعا رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون عبر «تويتر» اللبنانيين إلى «التزام الهدوء والمزيد من التضامن، وإلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لضرب الإرهاب ومنعه من تحقيق أهدافه"
تيار المستقبل: الوحدة الوطنية صمام لبنان من الإرهاب

أعرب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، في تصريح عن "إدانته واستنكاره الشديد لجريمة التفجير الإرهابية التي استهدفت الآمنين والأبرياء في منطقة الطيونة"، معتبرًا أن "الإرهاب لا دين له، بل هو وباء وآفة يجب القيام بكل الإجراءات والاحتياطات والتدابير لمواجهتهما واستئصالهما وملاحقة المخططين والمرتكبين وسوقهم الى العدالة".
وقال "إن الطريق المؤدي إلى النجاح في مواجهة الإرهاب يبدأ من الحرص على عدم فتح الأبواب لهذه الشرور، للدخول إلى بلدنا، وهذا ما كان يجب التحسب له بعدم الانجرار إلى التورط في مشكلات المنطقة".
أضاف السنيورة "لا يمكن مواجهة الإرهاب إلا بالتمسك بالوحدة الوطنية. ولقد سبق للبنان أن نجح في هذا الامتحان، حيث جرى العمل على تهيئة المُناخات السياسية على دعم الأجهزة الأمنية، وتأمين كل ظروف النجاح من أجل مواجهة الإرهاب ووأد الفتنة في مخيم نهر البارد".
وتابع "المطلوب اليوم بداية العمل على تدارك الأخطاء والتي مازالت ترتكب، فإنقاذ لبنان قضية تسمو على كل السياسات والمصالح الضيقة".
المفتي يدين

ندد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بـ"الانفجار الآثم الذي وقع في محلة الطيونة، واعتبره حلقة في مخطط إجرامي تكفيري يستهدف المنطقة وشعوبها، ويهدف إلى زعزعة أمنها وضرب استقرارها وإدخالها في متاهات الفتن الطائفية والمذهبية.
ودعا القيادات العربية والإسلامية إلى "مواجهة هذا المشروع الجهنمي والتدميري بكل السبل والوسائل وعلى الحكومة اللبنانية التشدد في اتخاذ كل التدابير والإجراءات العسكرية والأمنية التي تحصن لبنان وتحميه من الانزلاق الخطير".
وناشد الفرقاء السياسيين في لبنان "الإسراع في التوافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد ووضع حد لكل التجاذبات والخصومات السياسية، لا سيما في هذه الظروف التي لا تواجه إلا بالتضامن والتشارك والتوافق بين اللبنانيين جميعا".
14 آذار.. أحداث سوريا والعراق تهدد أمن لبنان

ربطت الأمانة العامة لقوى 14 آذار استجلاب الإرهاب بتدخل حزب الله في الأتون السوري، ويقول المنسق العام لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، لـ"إيلاف"، إن أحداث العراق وسوريا عابرة للحدود، والتدخّل في هذه الأحداث إن كان في سوريا أو العراق من الجانب اللبناني، يسهّل انتقال الحريق والإرهاب إلى داخل لبنان، وبالتالي المطلوب انسحاب حزب الله من سوريا، وضبط الحدود اللبنانية السورية بوساطة الجيش اللبناني، ومؤازرته من قبل القوى الدولية، وخارج هذا التدبير لا معالجة حقيقية لموضوع التفجيرات، ويلفت سعيد إلى أن لبنان لا يمكن أن يكيل بمكيالين، علينا أن نعتبر كل الحركات المتطرّفة إن كانت ذات طبيعة شيعيّة أو سنيّة، فهي وجهان لعملة واحدة، فداعش وحزب الله يهددان الأمن في سوريا ولبنان والعراق، وبالتالي على الحكومة اللبنانية والمسئولين في لبنان أن يتصرفوا من خلال عدم الكيل بمكيالين بين فريق وآخر.
حزب الله: التفجيرات تستهدف استقرار لبنان

أدان حزب الله اللبناني التفجيرات التي وقعت في لبنان، واعتبرها تستهدف استقرار لبنان، مشيرًا إلى أن "يد الإرهاب عادت لتمتد إلى لبنان ومؤسساته الأمنية وشعبه الآمن، وكان من استهدافاتها التفجير الخطير الذي طاول اليوم طريقًا حيوية تربط مناطق لبنان ببعضها البعض".
وقال الحزب في بيان له: "إن الانفجار الانتحاري الإرهابي الأخير، وبغض النظر عن استهدافاته والمخططات الكامنة وراءه، هو تفجير يستهدف لبنان وأمنه واستقراره، ويعرض أمن المواطنين لكل أنواع الأخطار والتهديدات".
ودعا حزب الله "اللبنانيين إلى التكاتف في مواجهة المؤامرة الإرهابية التي تستهدفهم، وإلى وعي المخاطر التي تحيق ببلدهم، كما يدعو القوى الأمنية إلى استكمال ما تقوم به من إنجازات أمنية على مختلف الصعد، وبذل كل الجهود للقبض على المجرمين الذين يقفون وراء هذا التفجير لينالوا القصاص المناسب ".
سلام: لبنان لن يكون ساحة للعبث الطائفي أو المذهبي

دعا رئيس الحكومة تمام سلام اللبنانيين إلى عدم الاستسلام للمخاوف والتحلي باليقظة والوعي لقطع الطريق على العابثين بأمن البلاد ومحاولات زرع بذور الشقاق بينهم.
ورأى سلام أن انفجار الطيونة محاولة مكشوفة لزعزعة استقرار لبنان وضرب وحدته الوطنية، عبر استيراد الفتنة المذهبية التي تدور رحاها في الجوار، طالباً من المعنيين عدم التهاون في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين وجلبهم إلى العدالة.
وشدد سلام على أن لبنان ليس صندوق بريد لأحد، معتبرًا أنه لن يكون ساحة للعبث الطائفي أو المذهبي، مطمئناً أن هذه المخططات ستبوء حتما بالفشل بفضل حكمة اللبنانيين وقواهم الفاعلة.
وأكد سلام أنه إذا كانت الأجهزة الأمنية غير قادرة على إقفال كل المسارب التي يمكن أن يتسلل عبرها الإرهاب الأسود، فإنها قادرة بالتأكيد على إحباط خطط هذا الارهاب وإفشال استهدافاته.
تزايد أعداد اللاجئين السوريين ومخاوف من سقوط لبنان في الهاوية؟

تؤكد المفوضية العليا للاجئين في لبنان أنها تسجل "بشكل يومي 2500 لاجئ جديد، أي أكثر من شخص واحد كل دقيقة".
وعن انعكاس وجود هذا العدد من اللاجئين السوريين في لبنان، قال العميد الركن الطيار المتقاعد والخبير الاستراتيجي أندريه بومعشر، إن له تأثيرات اجتماعية اقتصادية ديموغرافية، عدا عن التهديدات الأمنية، لافتًا إلى أن ارتفاع معدل الجريمة وزيادة البطالة وزيادة مشاعر الاستياء من اللاجئين، خاصةً في المجتمعات الحاضنة يصب في خانة هذه التأثيرات.
في ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة، أكد بو معشر أن المشكلة الاجتماعية الاقتصادية في لبنان كانت قائمة قبل وجود اللاجئين، وقد تزايدت مع مجيئهم، مشيرًا إلى أن تواجدهم في مناطق لا وجود فاعل للدولة فيها، وهي مناطق فقيرة ومحرومة وبحاجة للمساعدة والدعم، وتتداخل فيها الصراعات مع الحدود السورية، ما يزيد من المعضلة.
وقال إن اللافت في الأمر هو أن اللاجئ السوري يحظى بالدعم من النظام والمعارضة والمؤسسات الدولية، بينما المجتمع اللبناني المضيف يستنزف موارده .
مخاوف من وجود خلايا نائمة لفصائل إرهابية

عادت الهواجس نفسها لتؤرق أيام اللبنانيين، ليس في الضاحية فحسب، بل على امتداد لبنان، وقد نجحت «القاعدة» وأخواتها من «دولة» و«نصرة» و«كتائب»، في إحداث إرباك كبير في أوساط الأجهزة الأمنية والمواطنين على حد سواء، بدأ ذلك مع الإجراءات الأمنية المشدّدة التي استُعيدت في محيط مستشفيات الضاحية الجنوبية.
عادت السواتر الإسمنتية لتُغلق الشوارع الملاصقة لكل من مستشفيات الرسول الأعظم وبهمن والساحل، مترافقة مع انتشار كبير لرجال حزب الله، وبموازاة ذلك، ضجّ المواطنون ووسائل الإعلام بأخبار مغلوطة عن توقيف خلايا إرهابية واكتشاف نفق والاشتباه بسيارة ترصد وأخرى تتهيأ للهجوم الانتحاري، لكن في الحقيقة، لم يكن هناك متورّطون، حتى المشتبه فيهم الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية ثبت أن لا علاقة لهم بـ«الإعداد للعملية الأمنية ضد مستشفيات الضاحية".

والآن يترقّب اللبنانيون انفجاراً في كل لحظة، وعلى وقع الشائعات، تمر ساعاتهم بقلق، حتى ما قبل تفجير أمس الانتحاري، كان كُثُر يطردون صور التفجيرات الانتحارية الماضية ومشاهد الأشلاء المتناثرة، كان هؤلاء يقنعون أنفسهم بأنّ التفجيرات الانتحارية والانتحاريين ذهبوا إلى غير رجعة.
ولكن في ظل حرب الميليشيات في العراق وسوريا، والتي يمتد تأثيرها على لبنان بشكل قوي، ومع فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس للجمهورية، تؤكد المؤشرات أن لبنان أصبح على حافة الخطر.