كشف حساب لبابا الفاتيكان "فرنسيس": متهم بالشيوعية ومعتنق لاهوت التحرير
السبت 06/يونيو/2015 - 07:11 م
طباعة

يمر على اختياره عامان وهو قادم من قارة لاهوت التحرير ويزور اليوم سراييفو التي مازالت تعاني من اثر الحرب الاهلية انه البابا فرنسيس الذى تحدى تركيا ودعم فلسطين وفي المجمل اهتم بالسياسية بصورة كبيرة ونقدم عنه هذا التقرير.
ففي زيارته اليوم اليوم إلى سراييفو يجديد الدعوات من أجل السلام والمصالحة في البوسنة، وهي دولة لا تزال تعاني من أثار الحرب الاهلية التي أودت بحياة نحو مائة ألف شخص قبل عقدين من الزمن.
وقال الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، لوسائل الإعلام "إن البابا سيذهب إلى المدينة التي وصفها القديس يوحنا بولس الثاني بأنها قدس أوروبا كحاج للحوار والسلام".
ويحمل فرنسيس خلال رحلته شعار "لتنعموا بالسلام".
وتأتي زيارة البابا بعد تجدد التوترات في منطقة البلقان، حيث أسفرت اشتباكات بين الشرطة المقدونية ومسلحين من العرقية الألبانية عن مقتل 22 شخصاً الشهر الماضي.
وفي البوسنة، لا تزال الجماعات العرقية الرئيسية الثلاث: البوشناق المسلمين والصرب المسيحيين الأرثوذكس والكروات الكاثوليك، غير قادرة على العمل معاً لتنفيذ اصلاحات حاسمة لتحقيق التقدم في البلاد.
وستستغرق زيارة البابا إلى سراييفو 12 ساعة، حيث من المقرر أن يصل في التاسعة من صباح اليوم السبت ويعود إلى روما في الساعة الثامنة مساءً.
ويقيم البابا الأرجنتيني قداساً في الهواء الطلق في ملعب يستوعب 60 ألف مقعداً، وهو نفس الملعب الذي شهد قداساً للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارة تاريخية عام 1997. عامان فقط من بابوية فرنسيس الأول يلفتان النظر إلى الدور المهم الذي يقوم به هذا البابا، الآتي من بلاد لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية والرافض الزخم الرأسمالي المتوحش.
فلسطين

لعل أحدث الأدوار التي أسمعت العالم صوتاً من أصوات الحق في الأسابيع الأخيرة كان صوت البابوية في الفاتيكان عبر الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، وليس هذا فقط، ولكن كذلك عبر تشجيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليكون رسولاً أو أداة للسلام في المنطقة، بخاصة في ضوء العنت الإسرائيلي الظاهر للعيان في تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الرافض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وليس سراً القول أن هذا الاعتراف يعني دعماً أدبياً وأخلاقياً هائلاً للقضية الفلسطينية ولطرح إقامة الدولة في المحافل الدولية، وفي المقدمة منها الأمم المتحدة.
أمريكا وكوبا

وهناك الدور الحيوي الذي لعبه الفاتيكان والبابا فرنسيس في إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، وقد بلغ من تأثير البابا هناك أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قال في زيارته الأخيرة خلال (مايو)، للفاتيكان، أن البابا رويداً رويداً سيعود بي إلى اعتناق الكاثوليكية من جديد.
ويذهب الفيلسوف الكاثوليكي الأميركي مايكل نوفاك إلى أن: "الأمر بالفعل سيان فغورباتشوف كان يريد بحق أن يصلح الاتحاد السوفياتي، وكان الحوار معه يخدم على مساعدته لتحقيق هدفه. وفي بداية تولي كاسترو منصب المسئولية كنت أعلم أن النظام القائم على هذا النحو لن يستمر، ومن الضروري أن يصار إلى إصلاح تدريجي وسليم لما قام به راؤول وفيدل، وهنا كان مفيداً أن يحاول البابا التوسط من أجل إصلاح الأمور»...
داعش

أحد المشاهد التي أثارت جدلاً واسعاً حول الدور السياسي للفاتيكان في الأشهر الماضية، دار حول رؤية الحاضرة الكاثوليكية للإرهاب الأعمى الذي يقوده «داعش» في الشرق الأوسط ذلك أن المؤسسة الكاثوليكية التي تدعو إلى السلام وتعتبره أحد أركانها الرئيسية، بدا كأنها تميل إلى فكرة استخدام القوة من أجل مواجهة الظلم الناشئ عن تلك الميليشيات المسلحة والدموية، لا سيما إرهابها الواقع على الأقليات الضعيفة والمستضعفة في الشرق الأوسط.
جرى ذلك عندما دعم مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة المونسنيور توماس الأمم المتحدة في استخدام القوة العسكرية لملاقاة «داعش»... هل تغيرت عقيدة الفاتيكان إذاً؟
المؤكد أن المشهد في 2015 يختلف عن ذلك الذي حدث في 2003، أي الرفض الفاتيكاني في عهد يوحنا بولس الثاني الغزو الأميركي للعراق، ففي ذلك الوقت رأى البابا الراحل أن الأمر بمثابة اعتداء على الأرواح والممتلكات لبلد مستقل، لهذا أرسل مندوباً خاصاً إلى واشنطن، الكاردينال روجيه إتشيغاري الذي أفشل بوش مهمته.
أما الآن فإن التدخل هو من أجل حماية الأرواح التي تذبح على حد السكين بطريقة غاية في الوحشية والبربرية معاً.
ولأن الفاتيكان يرفض تغليب منطق القوة العمياء، رأينا البابا عينه يكرس أحد أيام (سبتمبر) 2013 من أجل الصلاة لرفع يد الحرب التي كانت تهدد سورية بالأسلحة الكيماوية، وكانت الخسائر البشرية أيضاً هي داعية البابا إلى التدخل عبر الصلاة، فهو لا يملك فرقاً عسكرية كما تندر عليه ستالين غداة معاهدة يالطا بعد الحرب العالمية الثانية، وفاتَه أن ما لدى البابوية ربما أقوى بالفعل.
العام الماضي، وعلى هامش أحد أحاديثه البابوية ذكرنا فرنسيس الأول بأن الرأسمالية لم ولن تستطيع البقاء وإدامة نفسها إلا بوسيلة واحدة هي إدارة الحروب، وهذا ما كانت تفعله سابقاً، وهي لا تحتاج الآن إلى إعلان الحرب العالمية الثالثة، لأن البديل لها هو استمرار إشعال الحروب الإقليمية.
هل نحن إزاء بابا يساري كما تتهمه بعض الأوساط الأمريكية اليمينية على نحو خاص؟
في (أكتوبر) الماضي، كان البابا فرنسيس يتحدث إلى نحو مئتي شخص من ممثلي الحركات الشعبية المجتمعين في روما لمدة ثلاثة أيام في لقائهم العالمي، بالقول «إن تحدثت عن مسائل كالأرض والعمل والسكن لفترة من الوقت، سيقال عني إن البابا شيوعي؟ أليس غريباً هذا بالفعل؟ نعم، إنه كذلك لأن «محبة الفقراء تكمن في صلب الإنجيل، والعقيدة الاجتماعية للكنيسة» واختتم قائلاً: «إن هذا التلاقي لا يأتي استجابة لأيديولوجية معينة» على حد تعبيره.
هل من قضية بعينها تلمس شرق أوسطنا الحزين على نحو خاص، وتمثل ألماً قائماً بعينه لخليفة مار بطرس البابا العربي الأول للكنيسة الكاثوليكية؟
حكماً نحن نتحدث عن أوضاع وآلام المسيحيين في الشرق الأوسط، بعد الذي جرى لهم على هامش ما أطلق عليه الربيع العربي، بخاصة مع ظهور الميليشيات «الداعشية» و «القاعدية» المسلحة بأبشع صورها في سورية والعراق.
كان المسيحيون العرب طوال التاريخ فصيلاً ساهم في إثراء الحضارة العربية والإسلامية، ولم تمر بالمنطقة فترة حالكة السواد كمثل التي نعيشها، لهذا تحدث البابا عن ما سمّاه «ظاهرة الإرهاب بأبعاد لم يكن تصورها ممكناً في الماضي".
في مقابل ذلك، كان فرنسيس الأول حازماً بقوله: «إن هذا الوضع المجحف يتطلب فضلاً عن صلواتنا رداً ملائماً من جانب الجماعة الدولية»، لكن يبدو أن آمال البابا خابت في الجماعة الدولية، ويظهر أن مسألة «داعش»، أوسع وأكبر من طرد أو ذبح الأقليات الدينية، وإن كانت هذه أولى الضحايا، بل تمتد إلى تدمير دول بعينها، وإعادة رسم خرائط .
في أواخر (أبريل) المنصرم، زار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حاضرة الفاتيكان، ووجه دعوة إلى البابا لإلقاء كلمة على منصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 25 (يوليو) المقبل... ما قصة هذا الخطاب؟ المعروف أن البابا سيزور في هذا التوقيت الولايات المتحدة الأميركية، غير أن دعوة بان كي مون هي من أجل جلب المدد الكاثوليكي حول العالم لحماية الأرض والبيئة، وإتاحة الفرصة لأن تلعب حاضرة الفاتيكان دوراً في إنقاذ البشرية التي تكاد أن تدمر نفسها بنفسها نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري وتبعاتها في الحال والاستقبال.
الثابت أن هناك الكثير من الملفات التي شارك الفاتيكان ولا يزال بنقاشات جادة، كل منها يحتاج إلى قراءة معمقة قائمة ومستقلة، وليس آخرها التعاطي مع النظريات العلمية، مثل الاعتراف بنظرية «الانفجار الكوني العظيم» وكيف أنها لا تجافي ولا تنافي أبجديات الإيمان، ومنها أيضاً الحوار والتقارب الإنساني والروحي مع أتباع الأديان حول العالم، لا سيما الإسلام والمسلمين.
تركيا والأرمن
تبقى قوة شخصية البابا في وصفه الصارة لما حدث للأرمن على يد الأتراك في قداس الذكري المئوية بانه ابادة بدون مجاملة فالأمر لا يحتمل أي وصف آخر.