استمرار الغارات في اليمن.. وحوار "مسقط" يعزز نجاح لقاء جنيف
الأحد 07/يونيو/2015 - 06:04 م
طباعة

تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، فيما يذهب الفرقاء في اليمن إلى جنيف في 14 يونيه الجاري، للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب مع موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، يأتي ذلك وسط استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد.
الوضع الميداني

شنت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية عدة غارات جوية على صنعاء ولحج استهدفت عددًا من المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة التابعة لصالح والحوثيين .
وحسب مصادر محلية فقد استهدف القصف منصة الصواريخ بجبل نقم بصنعاء كما استهدفت أيضاً مخازن الأسلحة بمعسكر صرف شرق صنعاء .
وأكد شهود عيان من السكان أن الضربات استهدفت مقر القيادة العامة في وسط المدينة ورئاسة هيئة الأركان، وأشارت مصادر إلى سماع دوي ثلاثة انفجارات عنيفة من داخل المقر بسبب القصف الذي خلف ضحايا بالعشرات، كما استهدفت قوات التحالف معسكر جبل نقم شرق صنعاء وذلك بعد تحليق مكثف لطائرات استطلاعية، واستهدفت موقع جبل النهدين المطل على دار الرئاسة.
وفي لحج شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات جوية على قاعدة العند الجوية بلحج جنوب اليمن وحسب سكان محليين فقد شوهدت أعمدة الأدخنة تتصاعد من القاعدة .
وشهدت مأرب قبل قليل قصفًا مدفعيًا عنيفًا بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقبائل والمنطقة العسكرية الثالثة من جهة أخرى . وأكد شهود عيان لـ " المشهد اليمني " أن الحوثيون قاموا بقصف المنطقة العسكرية الثالثة بصواريخ الكاتيوشا من منطقة الجفينة جنوب غرب صنعاء ما دفع المنطقة العسكرية الى الرد بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الدبابات.
إلى ذلك، قال مصدر محلي إن الاشتباكات تواصلت، اليوم، في محافظة عدن (جنوب البلاد) بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي ومسلحي جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله" والقوات الموالية لهم.
وأشار المصدر إلى أن المقاومة الشعبية دمرت منصة اطلاق صواريخ كاتيوشا في منطقة الممدارة بصاروخ موجه.
ولفت المصدر إلى أن مقاتلات التحالف قصفت الأطراف الشمالية والغربية لمحافظة عدن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لهم.
من جهته كشف مصدر في المقاومة الشعبية لـ"المشهد اليمني" أن طائرات امريكية بدون طيار او ما تعرف بـ"الدرونز"، شنت ست غارات على مواقع تابعة للمقاومة في محافظة عدن، خلال الشهر الماضي، متهما الطيران الامريكي بإسناد جماعة الحوثيين.
تعزيزات علي الحدود

فيما ذكرت قناة "العربية" أن قوة عسكرية جديدة تابعة للقوات البرية السعودية وصلت إلى المناطق السعودية الحدودية مع اليمن، وأوضحت "العربية" أن القوة تضم مئات من الدبابات والمدفعيات الحديثة، كما تحمل معها آلاف الجنود والضباط في تخصصات عدة لتشغيل هذه الآليات، وكانت قيادة القوات المشتركة أعلنت، أمس الأول، مقتل أربعة سعوديين عقب صدّ هجوم على محاور عدة بقطاعَيْ جيزان ونجران من الجانب اليمني، اتضح أنه منسّق ومخطط ومنفذ من قِبل تشكيل للحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبمساندة من مليشيات الحوثي"، بحسب القوات المشتركة.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أعلنت اللجنة الطبية الشعبية العليا بمحافظة عدن، اليوم، مقتل 546 شخصًا وإصابة 5 آلاف و463 شخصًا منذ بدء الصراع بالمحافظة في 26 مارس وحتى 31 مايو الماضيين.
وتضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية، حتى وصل بعضها إلى أرقام قياسية لم تصل إليها من قبل، ما أضاف أعباء جديدة على قطاعات كبيرة من اليمنيين، لا سيما محدودي الدخل والفقراء، ورغم فصل الصيف الذي تنخفض فيه أسعار الكثير من أصناف الفاكهة والخضار، فقد وصل سعر الكيلوجرام الواحد من الطماطم إلى 400 ريال يمني (أقل من دولارين)، كما تراوح سعر الكيلوجرام من البطاطا بين 250 و350 ريالا يمنيا، وهي زيادات يعتبرها غالبية المواطنين مرتفعة في ظل توقف الأعمال وازدياد مستويات البطالة.
وذكر تقرير للأمم المتحدة أن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 80 في المائة منذ بداية الحرب قبل أكثر من شهرين، كما ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 500 في المائة، وكان للزيادة في هاتين السلعتين أثر مدمر على قدرة المجتمعات اليمنية على التكيف مع تداعيات الحرب. وذكر التقرير أن الأسعار في المناطق التي تعيش حصاراً بسبب الاشتباكات المسلحة مثل مدينتي عدن وتعز، قد عملت على إحداث مآسٍ إنسانية غاية في الخطورة.
وبحسب تقرير صادر عن مركز بحوث التنمية الاقتصادية في اليمن، فإن نسبة الزيادة السعرية في الجبن بلغات 40 في المائة، والحليب 7 في المائة، والسجائر 67 في المائة، والذرة الصفراء 80 في المائة، والسكر 6 في المائة، والأرز (تايلاندي) 23 في المائة، والسمن 12 في المائة، وزيت الطعام 8 في المائة، كما ارتفعت أسعار المياه 400 في المائة.
وأشار تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، ضمن مشروع رصد الذي يهدف إلى مراقبة الوضع المعيشي في اليمن، إلى حدوث انخفاض بسيط في أسعار القمح عقب دخول المساعدات في منتصف الشهر الماضي، بعد أن بلغ متوسط الزيادة في المحافظات المستهدفة 59 في المائة مقابل 60 في المائة في بداية ذلك الشهر، وحصلت محافظة عدن على أعلى نسبة زيادة في أسعار الدقيق من بين المحافظات المستهدفة، تلتها محافظة تعز (وسط)، مقابل حضرموت (شرق) التي لم ترتفع فيها الأسعار كغيرها من المحافظات.
الحوار اليمني

وبالتوازي مع استمرار القتال، انتهت في العاصمة العمانية مسقط جولة المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة ووفد «أنصار الله» برعاية سلطات مسقط ووساطتها، بوضع رؤية ونقاط اتفاق لحوار جنيف بين الحوثيين والحكومة اليمنية.
و أكدت الأمم المتحدة، في بيان أن محادثات السلام التي تتولى رعايتها بين الحكومة اليمنية والمتمردين ستعقد في جنيف في 14 يونيه الجاري.
وشددت جماعة "أنصار الله" الحوثية على لسان الناطق باسمها محمد عبدالسلام ترحيبها بدعوة الأمم المتحدة للمشاركة في محادثات جنيف دون وضع أي شروط مسبقة، وقال عبدالسلام في تصريح صحفي "تم اللقاء يومنا هذا بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في العاصمة العمانية مسقط، وتم خلال اللقاء مناقشة مؤتمر جنيف والتحضير له".
واستبعد المتحدث باسم الحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها، راجح بادي أن تكون سلطة عمان تقدمت بأي مبادرة طلبت فيها حصانة لزعيم جماعة الحوثيين او من يسمون انفسهم "انصار الله"، عبدالملك الحوثي. وأكد بادي في حديث لصحيفة "الوطن" السعودية، أن لقاء جنيف ليس مؤتمرا للحوار، بل هو لقاء تشاوري يستمر ثلاثة أيام، مبينا أن موافقة الحكومة اليمنية على الحضور أتى حرصا منها على سلامة الوطن، ووقف عدوان ميليشيات الحوثي وصالح على المواطنين، مشيراً إلى أن هناك مشاورات مع أمين عام الأمم المتحدة، لضمان عدم تسويف الحوثيين وإضاعة الوقت، وقال بادي "نحن في مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، ومشاوراتنا تتم حول ثلاثة أشياء، هي مرجعية الحوار، التي هي المبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات الحوار الوطني، هذه الثلاثة التي يتم التفاوض حول أجندة ومرجعية الحوار"، وشدد بادي على ضرورة التمسك بالمرجعيات الثلاث في أي مفاوضات، وهي المبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات الحوار الوطني، مؤكدا أنه لا تراجع عنها. وفي رد.
المشهد الإقليمي

التقى يوسف بن علوي بن الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية العماني أمس السبت، إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن الذي يزور سلطنة عمان ضمن الجولة التي يقوم بها لحشد الدعم والتأييد لعقد مؤتمر جنيف حول اليمن.
وأطلع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، خلال اللقاء، الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية العماني على الجهود والتحضيرات التي تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر جنيف للأطراف اليمنية والمزمع عقده في منتصف شهر يونيه الجاري.
وأكد الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية دعم سلطنة عمان لموقف الأمم المتحدة وتأييدها لعقد مؤتمر جنيف بمشاركة الأطياف السياسية في اليمن.
كما أكد على الأولوية في أن يتضمن جدول أعمال مؤتمر جنيف آلية لتسهيل جهود الإغاثة الإنسانية من مختلف جوانبها بما يساهم بصورة حقيقية في إعادة الخدمات المعيشية الأساسية للشعب اليمني، وذلك في مختلف مناطق اليمن من مياه وكهرباء وخدمات أساسية أخرى.
فيما قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي إن الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين التابعة للرابطة العالم ستنظم يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في تركيا مؤتمراً بعنوان "القانون الدولي وتطبيقاته لتعزيز الشرعية واسترداد الحقوق في اليمن".
جاء ذلك خلال استقباله اليوم، في الرياض وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور محمد موسى العامري، حيث جرى استعراض المستجدات على الساحة اليمنية في ظل الأحداث المتتالية التي تمر بها اليمن والمنطقة.
وأكد الدكتور التركي أهمية إعادة الشرعية واسترداد الحقوق لأهلها في اليمن , مطالباً بوقف كل أنواع الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي ، وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار , مشيرا إلى أن الرابطة أدانت كل تلك الجرائم وأيدت ما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية من إجراءات تمثلت في تنفيذ عملية عاصفة الحزم.
الحضور الإيراني

وعلي صعيد الحضور الايراني، انتقد مساعد وزیر الخارجیة الإیراني حسین أمیر عبد اللهیان بشدة مواصلة السعودیین "اعتداءاتهم علی الشعب الیمني الأعزل"، مؤکدا ضرورة وقفها الفوري.
وشدد عبد اللهیان في اتصال هاتفي مع ولد الشیخ الجمعة على ضرورة رفع الحصار الإنساني المفروض علی الیمن مطالبا الأمم المتحدة ببذل جهود فاعلة لإنهاء هذه الممارسات المعادیة للإنسانیة.
وأعلن عبد اللهیان دعمه لجهود المنظمة الدولیة مشیرا الی الخطة السیاسیة الإیرانیة المکونة من أربعة بنود، ومنوها في نفس الوقت بأهمية إجراء حوار یمني- یمني بعیدا عن التدخل الأجنبي.
وجدد دعم إیران لوحدة الأراضی الیمنیة ومساندة الشعب الیمني في مكافحة الإرهاب، معتبرا "العدوان السعودي علی الیمن خطأ استراتیجیا یتعارض مع الأمن الإقلیمي"، حسب قوله.
وحول إعلان هدنة جديدة، استبعدت مصادر دبلوماسية إجراء هدنة جديدة في شهر رمضان قبل بلوغ اتفاق مع كافة الأطراف.
المشهد اليمني
يبقى الصراع في اليمن سيد الموقف، مع تواصل الغارات لقوات التحالف، مساعي لإقرار هدنة في رمضان، عقب نجاح الحوار بين جماعة الحوثيين ومسؤولين أمريكيين ويمنيين في العاصمة العُمانية مسقط، يعقد عليها الأمل في نجاح مفاوضات "جنيف" في 14 يونيه الجاري لتوصل الي اتفاق سلام في الحرب المشتعلة منذ 26 مارس الماضي.