لقاء النرويج.. هل تغيرت رؤية طالبان لدور المرأة في أفغانستان؟
الإثنين 08/يونيو/2015 - 12:31 م
طباعة

في إطار المفاوضات الجارية مع حركة طالبان في أفغانستان، وحول رؤية الحركة لعديد من الملفات وخاصة ملف حقوق المرأة ومدي تغير نظرة حركة طالبان لدور المرأة في الحياة الأفغانية بشكل عام والحياة السياسية بشكل خاصة، كان هناك لقاء استكشافي لعدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة الافغانية مع قادة طالبان بإحدى العواصم الأوربية.
لقاء النرويج

فقد أجرت مجموعة من النساء الأفغانيات مباحثات غير مسبوقة مع حركة طالبان في العاصمة النرويجية، أوسلو
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية النروجية فرود اندرسن :"يمكننا التأكيد أن النروج تستضيف محادثات غير رسمية بين عدد من الأفغان من توجهات سياسية مختلفة.
واوضح المشاركين عدد من المسؤولين السياسيين وشخصيات المجتمع المدني بينهم نساء، وأعضاء في "طالبان"، مضيفا أن "المشاركين، جميعهم هنا بصفة فردية، ويعبرون عن وجهات نظر شخصية. والمحادثات ليس لها صفة رسمية وليست مفاوضات".
وشاركت ست نساء في أول وفد نسائي خالص يجلس مع ممثلي طالبان بالعاصمة النرويجية أسلو، وهما «شكريه باركزاي»، «حبيبه سرابي»، «جلالي نورصافي»، «فوزيه كوفي حوى»، و«علم نورستاني»، بينما شارك فيه من جانب «طالبان»، «مولوي شهاب الدين دلاور»، و«شاهين» و«عباس ستانكزاي».
بنيما قالت النساء الأفغانيات إنهن ركَّزن على ضرورة حماية حقوق المرأة في أي اتفاق مستقبلي لتقاسم السلطة. ووصفت إحدى المندوبات هذه المباحثات بأنها “تاريخية”.
وهذه المباحثات هي أحدث مؤشر على الحراك بين كابول وطالبان من أجل استكشاف فرص إنهاء النزاع الحالي بطريقة سلمية.
وتأتي مباحثات النساء الأفغانيات مع طالبان في أعقاب مباحثات مماثلة أجراها وفد حكومي غير رسمي مع ممثلي طالبان في قطر.
خطوط الحوار

النائبة في البرلمان الافغاني، شكرية باراكزاي
وقالت النائبة في البرلمان الافغاني، شكرية باراكزاي، لبي بي سي خلال رحلة العودة إلى أفغانستان السبت إن الاجتماعات كانت مهمة جدا بالنسبة إلى نساء أفغانستان.
وأوضحت هذه النائبة البرلمانية قائلة “نساء أفغانستان دافعن عن حقوقهن بشجاعة”، مضيفة أن المطلب الرئيسي في هذه المباحثات الأولية كان هو “حماية القيم الديمقراطية التي تحققت خلال العقد الماضي”.
واتفق الطرفان على أن استمرار النزاع الحالي ليس في مصلحة أحد ولهذا فإن التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع يتطلب عقد مباحثات أخرى.
ومن المرجح أن تكون حماية الحقوق الأساسية للنساء في أي اتفاق مستقبلي لتقاسم السلطة قضية أساسية سواء بالنسبة إلى النساء الأفغانيات أو المجتمع الدولي.
وكانت حركة طالبان قد ابدت مرونة تجاه حقوق المرأة خلال مؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، وقالت البرلمانية السابقة، ملالاي شينواري، المشاركة في الوفد الأفغاني، إن أحد نواب طالبان عباس ستانزكاي: "ذكر أنهم (طالبان) ارتكبوا أخطاء خلال عهدهم". وأضافت أن النائب أكد أن الحركة تؤمن بحق المرأة في العمل.
وتابعت أن نواب طالبان أكدوا دعمهم للنساء وحق المرأة في اختيار زوجها.
حركة طالبان

من جانبها أكدت حركة «طالبان» ، أن ممثليها أجروا لقاء مع مجموعة من النساء الأفغانيات في مدينة أوسلو العاصمة النرويجية، وتمركز اللقاء على حقوق المرأة في أفغانستان، حسب بيان الحركة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقول فيه «طالبان» إن هذه الاجتماعات ليس لها صلة بالحكومة الأفغانية، وإنها لم تقرر بعد أي نوع من الحوار معها، بينما يعتقد مراقبون أن كل تلك الاجتماعات تعقد بالتنسيق بين الحكومة الأفغانية وبعض دول المنطقة.
وكانت النساء خلال حكم طالبان محرومات من العديد من حقوقهن الأساسية بما فيها الحق في العمل والحق في التعليم. وهناك مخاوف لدى بعض النساء من أن وضعهن سيسوء مرة أخرى لو استعادت حركة طالبان نفوذها.
وفي ظل نظام طالبان (1996-2001) لم يكن يسمح للمرأة بالخروج من دون أن تكون برفقة رجل ولا حتى بالعمل.
شكوك حول مصداقية طالبان

ولكن رغم المرونة التي يراها المتابعين من قبل حركة طالبان تجاه حقوق المرأة، يشك البعض في مصداقية الحركة والتي يعتبرونها جزء من عملية التجمل والخداع للعودة الي السلطة.
وأوضحت هيذر بار، الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان، أن المشاركين من طالبان في مؤتمر قطر في نهاية الأسبوع وعدوا بمزيد من دعم "تعليم النساء حتى الجامعة" و"عمل المرأة".
وقالت بار في بيان "تقول طالبان شيئا وتفعل شيئا آخر. وخلال النزاع الطويل مع الحكومة الأفغانية، غالبا ما شنت الحركة هجمات على مدارس البنات، وهددت بقتل ناشطات في حقوق المرأة. وهذه الهجمات مستمرة".
طالبان والمرأة الأفغانية

ما بين الشكوك والسعي لتأكيد علي حقوقها في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية في أفغانستان، تسعي المرأة الأفغانية الي الحصول علي حقها في التعليم والعمل والصحة والسفر وغيرها من حقوق المرأة، مع وجود متطرفين لا يرون سو ان دور المرأة يقتصر علي تربية الاولاد فقط، فكانت لقاءات مع اكثر العناصر تطرفا وهي جماعة طالبان والتي شهدت في عهد حكمهم تراجعا قويا لحقوق المرأة بل لم تتمتع بأي حقوق، فهل سيكون هناك مرونة واعتراف من قبل حركة طالبان بحقوق المرأة، أم اللقاءات بين الحكرة والمهتمين بحقوق المرأة تكتيك سياسي لطالبان؟