"داعش درنة" خطر يتزايد.. و"قطر و"تركيا" كلمة السر

الإثنين 08/يونيو/2015 - 08:18 م
طباعة داعش درنة خطر يتزايد..
 
حذرت تقارير أمنية، من خطورة أن يمثل تنظيم "داعش درنة" أكبر خطر يواجه أوربا، فضلاً عن التهديد الذي يمثله على الحكومة والبرلمان والجيش في ليبيا، إذ جعل التنظيم في المدينة، الواقعة شمال شرقي البلاد والمطلة على البحر المتوسط، أخطر نقطة ارتكاز لـ"الدواعش" بالقرب من أوروبا، لتتحول المدينة التي وصفتها العديد من التقارير أنها واحة للأدب والفنون، إلى بؤرة ارتكاز للجماعات الإرهابية.
التنظيم الإرهابي استغل، موقعه الجغرافي، فأخذ يستولى على الدعم المُقدّم من الدولة والموجه لأهالي المدينة، إلى جانب وصوله مَددًا من البحر، وإنشائه تحصينات في الجبال تحسبا للحرب مع الجيش الوطني الليبي الذي ما زال يعاني فقرًا في الإمكانات.
داعش درنة خطر يتزايد..
تقارير إعلامية قالت إنه على الرغم من محاصرة الجيش الوطني الليبي، قوات التنظيم المتطرف داخل المدينة، إلا أنه تمكن من التمدّد داخل الأحياء السكنية، من جانب والتحصن في الكهوف الصخرية من جانب آخر.
كانت مواقع إخبارية ليبية قالت إن الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، رصدت مساعدات تقدّمها دول في المنطقة للتنظيم الإرهابي وهو ما أوضحته الحكومة للأوروبيين في الأيام الأخيرة، اللافت للنظر أن تلك المواقع لم تسمّ تلك الدول ولكنها اكتفت بالإشارة إلى أنها دول جوار، ودول على الضفة الأخرى من البحر.
فرج أبو هاشم، المتحدث باسم مجلس النواب (البرلمان) الليبي، قال في تصريحات صحفية، إن الجيش يحاصر مدينة درنة، ويجب مواصلته ذلك العمل"، مطالباً المجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليح الجيش. 
كانت الانتخابات مجلس النواب الليبي قد تم تأجيلها، بسبب الوضع الأمني والمتطرفين، علمًا بأنهم كانوا قد أجروا انتخابات لبلدية درنة، ليتمكنوا من الحصول على الميزانية، هدفهم من إجراء الانتخابات البلدية الأخيرة الحصول على ميزانية المجلس البلدي، لأنهم هم مَن أشرفوا على إقامة تلك الانتخابات.
وحول ما إذا كان لديه ما يثبت أن زوارق تحمل مقاتلين أجانب نزلت من سفينة تركية وتوجّهت إلى درنة، يقول: "للأسف الشديد هذا حدث بالفعل، واستقينا المعلومات من مصادر موثوقة وشهود عيان.. ومع ذلك، أدان المجتمع الدولي قصف سلاح الجو الليبي للسفينة المشار إليها، مع العلم أن الشواطئ الليبية والمياه الإقليمية الليبية تعتبر محظورة، ولا تدخل السفن إليها إلا بإذن مسبق من السلطات الشرعية".
ومن المؤكد أن الطبيعة الجغرافية المعقدة لمدينة "درنة" ستصعب عملية تحرير المدينة، من "الدواعش"، ويقول خبراء إن الطائرات الحربية الليبية، بإمكانها القضاء على قوة "داعش" في درنة، بحيث تكون ضربات مباشرة، بما أن تحصينات التنظيم الإرهابي ترابية، وليست دُشمًا أسمنتية، ولو كان هناك استطلاع مُسبق وتحديد للهدف ومعرفة بأبعاده وطبيعة تحصيناته ونوعها، فهنا يمكن تزويد الطائرات الحربية بالتسليح المناسب.
داعش درنة خطر يتزايد..
الخطر الحقيقي للتنظيم يكمن فيما قاله شهود عيان إن غالبة تحصينات (داعش) في المدينة تعتمد على كهوف موجودة في الجبال المحيطة بها، وأن القذافي دكّ هذه الجبال في منتصف تسعينات القرن الماضي حين كان متطرفو المدينة مصدر تهديد للقوات الأمنية الليبية، وقال خبراء إن الكهوف في الجبل تمثل صعوبة على الطيران بالفعل، وهذا النوع من الكهوف هو من الكهوف الصخرية لا الرملية، تتلاشي الطلقات فيها بعد عمق معين في الجبال وأحيانًا كثيرة لا تحقق الهدف، كما أن المشكلة الأخرى كما يقول كثير من المسئولين الليبيين تكمن في أن الجيش الليبي لا يملك إلا عددًا محدودًا من الطائرات الحربية.
ورجح خبراء أن يكون تأثير القوات الخاصة والكوماندوز، على البر أفضل من تأثير الطيران، الذي من المتوقع أن يكون مردوده ضعيفًا، خصوصًا أن (الدواعش) يتلقون تمويلاً خارجياً، فيما يرى وزير الإعلام والثقافة الليبي، عمر القويري أن مشكلة درنة كمشكلة سرت وعدة مدن ليبية أخرى سقطت بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، والحل الوحيد للتعامل معها عبر دعم الجيش الوطني الليبي بكل ما يطلبه من إمكانات وتزويده بالمعلومات وصور الأقمار الصناعية، ومنع تدفق السلاح الذي ترسله له دول مثل تركيا وقطر.
من جانبها، جددت القاهرة دعمها للحكومة الليبية الشرعية، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية الحد من قدرة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية والمتطرفة العاملة على الأراضي الليبية وتجفيف منابع التمويل والإمداد بالسلاح والمقاتلين الأجانب، ومن ثم يتعين على البلدين تعزيز التعاون والتنسيق المشترك فيما بينهما من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والحفاظ على وحدة أراضيها. 
داعش درنة خطر يتزايد..
وشدد الرئيس السيسي خلال لقائه أمس الأحد مع كل من على حده وزيري الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني والجزائري عبدالقادر مساهل على أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حل شامل للأزمة الليبية، موضحاً أنه يتعين دعم مؤسسات الدولة المتمثلة في الحكومة والبرلمان المنتخب، الذي يتعين استمراره لحين إجراء انتخابات حرة جديدة، فضلاً عن دعم الجيش الوطني الليبي، الذي ينبغي تعزيز قدراته العسكرية.
داعش درنة خطر يتزايد..
وفي السياق وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مع نظيريه الإيطالي والجزائرى انتقادات للمجتمع الدولي إزاء ما يجري بليبيا ، وقال "المجتمع الدولي مطالب بالتفاعل بجديه مع مواجهة الجماعات الارهابيةـ في ليبيا"، مشددًا على أن عدم التفاعل سهم في اتساع رقعة الأطراف الإرهابية .
وأعلن شكري أن المشاورات الثلاثية التي استضافتها القاهرة بين مصر والجزائر وإيطاليا بشأن ليبيا، أظهرت إرادة قوية للمسألة الليبية، وتوافقًا على أسلوب التعامل معها والمصلحة التي تعود على دولنا من جراء استقرار الأوضاع، لافتا إلى توافق ثلاثي لتوصل جهود مواجهة ظاهرة الإرهاب.

شارك