التقدم الميداني للقوات الفرنسية يدفع "القاعدة في مالي" إلى التزود بمضادات طائرات
الإثنين 08/يونيو/2015 - 11:34 م
طباعة

سادت حالة من المخاوف، بعد ورود معلومات عن حصول مُقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على بعض المناطق في شمال مالي، على صواريخ مُضادة للطائرات، خاصة أن تنظيم "القاعدة" في مالي يتعرض لهجوم شرس من قبل الجيش الفرنسي، ركزت على شل حركة عناصر التنظيم ومصادرة عتادهم، وتقول رئاسة الأركان الفرنسية إنها شلت حركة تنظيم القاعدة.
وتعتمد فرنسا في حربها ضد الإرهاب في مالي على أسلوبين للتحرك، إما من خلال شن عمليات واسعة أو التحرك على أساس معلومات استخبارية معينة، كما تستخدم فرنسا سلاح الجو في استهداف وضرب بعض البؤر الإرهابية التي تضم تنظيم القاعدة، واكدت فرنسا مراراً إن العملية العسكرية لم تنته، على الرغم من أن مستوى العنف تراجع بشكل كبير، والتقدم في الملف الامني كثيراً، وتشارك فرنسا في العملية بـ 3 آلاف عسكري فرنسي في مالي، وترمي باريس إلى خفض عدد قواتها إلى ألف عنصر.

وذكرت تقارير أمنية، أن هناك جهودا مكثفة للقاعدة في الشمال المالي للحصول على أسلحة متطورة، تتزامن مع رصد اتصالات هاتفية لبعض الإرهابيين وحصول أجهزة الأمن في المنطقة على وثائق هامة تؤكد أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حصل على صواريخ نوعية طلبها من أنصار الشريعة في ليبيا.
ويقول خبراء أمنيون إن السبب وراء سعي القاعدة، المحموم للحصول على أسلحة متطورة بعد تأكيد القوات الفرنسية في مالي أنها شلّت حركة القاعدة بعد تطويقها ورصد كامل تحركاتها في المنطقة، حيث قال رئيس أركان جيش البر الفرنسي، الجنرال جان بيار بوسي، في تصريحات سابقة، "في شريط الساحل والصحراء، أحرزنا نقاطا كثيرة ومع جميع المعلومات الاستخبارية التي بحوزتنا، بتنا قادرين على تتبع نشاط التنظيم ومحاصرته".
ويرى الجنرال الفرنسي أن قواته خاضت عمليات عسكرية متميزة تهدف إلى تزويد القوات الخاصة الفرنسية بالمعلومات الاستخباراتية التي تمدها طائرات دون طيار وطائرات هيلكوبتر لتحديد أهداف تنظيم القاعدة للكشف عن مخابئ أسلحته، أو رصد تحركات عناصره.
مقتل عمر ولد حماها:

وكشفت التطورات الميدانية في مالي مدى التقدم الذي أحرزته القوات الفرنسية، حيث يعتبر مقتل عمر ولد حماها، مارس 2014 أحد أكثر المطلوبين في تنظيم القاعدة في مالي، أكبر دليل على التقدم الميداني، بعد عملية تعقبه انتهت بمصرعه في غارة شنتها طائرة، يعتقد أنها من دون طيار.
وكانت الحكومة الأمريكية عرضت مكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لإلقاء القبض على الرجل الذي اشتهر بـ"صاحب اللحية الحمراء"، وأكد مصدر من الجيش المالي، وقتذاك مقتل ولد حماها، الذي ينتمي إلى عرب مالي ويتزعم كتيبة "أنصار الشريعة"، كما قتل خلال الأشهر الماضية عدد من قيادات التنظيمات الإسلامية في مالي، عبر غارات نفذتها طائرات فرنسية، بينهم الجزائري المعروف بـ"أبو الوليد الصحراوي"، وهو مقاتل سابق في ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
ولد حماها، هو قيادي في التحالف الإسلامي الذي سيطر على شمال مالي في أبريل 2012، بعد أن تنقل بين الجماعات الإسلامية المسلحة في منطقة الصحراء على مدى السنوات العشر الماضية، وكان القيادي القتيل من المساعدين المقربين من الجزائري مختار بلمختار، الذي نفذت كتيبته هجوما مشتركا مع حركة "التوحيد والجهاد" استهدف منجما لليورانيوم لشركة إريفا الفرنسية شمال النيجر في مايو العام الماضي.
وشارك ولد حماها في خطف عدد من الأجانب من النيجر مقابل فدى، بينهم الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر عام 2008، وعرف عنه بتعاطيه مع وسائل الإعلام، وهو يتحدث العربية والفرنسية، وكانت آخر ظهور له في يناير من العام الماضي، عبر موقع "صحراء ميديا"، معلنا تأسيس كتيبة "أنصار الشريعة".
تقول تقارير إنه لم يسبق له أن تولى منصبا كبيرا في "كتيبة الملثمين"، وأنه يستند إلى العلاقة العائلية التي تربطه بقائدها خالد أبو العباس (مختار بلمختار)، وأنه لم يتجاوز رتبة أمير طاقم سيارة، أو دليل يقوم بمهمات اتصال وتنسيق.
مقتل القيادي أبو زيد:

كما كان مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في "بلاد المغرب الإسلامي" الجزائري عبد الحميد أبو زيد في معارك في شمال مالي، دليل على تصدع تنظيم القاعدة، نتيجة العمليات التي ينفذها الجيش الفرنسي.
تنظيم "القاعدة" لم يشير إلى تاريخ مقتل القياديين، مكتفيا بالإشارة إلى أنهما قتلا "قبل أشهر في معارك طاحنة مع قوات تشادية"، وبحسب تشاد وفرنسا اللتين طاردت قواتهما مسلحين إسلاميين في شمال مالي، فإن أبوزيد قتل نهاية فبراير 2013، في أدرار بجبال ايفوقاس بأقصى شمال شرقي مالي.
وكان أبوزيد يعتبر من أشد قادة القاعدة في المغرب الإسلامي تطرفا في حين كان محمد الأمين ولد الحسن متحدثا باسمها حتى تعيينه في نوفمبر 2012 قائدا لسرية "الفرقان" ويعتبر "المنظر الفقهي" للجماعة، وحذر التنظيم فرنسا من "التمادي بالفرح في مقتل قياداتها، متوعدة بالرد على تلك العمليات قريباً.
حركة "أزواد":

من جهة أخرى، أعلن بلال أغ الشريف زعيم تنسيقية حركة “أزواد” التي تضم المجموعات المتمردة الرئيسية في شمال مالي أن التنسيقية ستوقع في يونيو الحالي اتفاق السلام في مالي وذلك بهدف إنهاء الأزمة وتحجيم المجموعات والتنظيمات المتشددة.
وفي هذا الصدد أفادت تقارير إخبارية بأن حركة أنصار الدين المقربة من تنظيم القاعدة تمارس عمليات تحريض واسعة النطاق في مدن إقليم أزواد ضدّ اتفاق السلام الذي من المقرّر أن ينهي الأزمة السياسية بين دعاة الانفصال من الطوارق والسلطة الرسمية الممثلة في حكومة باماكو.
وتستغل حركة أنصار الدين التي لا يشملها اتفاق السلام، نفوذها القبلي خاصة على قبيلة إيفوغاس (كبرى قبائل طوارق إقليم أزواد) لمنعهم من التوقيع على الاتفاق وإنهاء الأزمة المالية المتشعبة، وهو ما يجعل مسألة إقناع القاعدة الشعبية للفصائل الأزوادية ببنود الاتفاق أمرا شديد الصعوبة.