اجتماع نيجيريا.. هل ينجح عسكريو إفريقيا في مواجهة "بوكو حرام"؟
الأربعاء 10/يونيو/2015 - 12:47 م
طباعة

في إطار المساعي لمواجهة تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي والذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يواصل قادة إفريقيا التشاور من أجل وضع استراتيجية موحدة لمواجهة التنظيم الإرهابي.
اجتماع عسكري

عقد قادة عسكريون من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبنين، اجتماعاً في العاصمة النيجيرية أبوجا (الثلاثاء 9 يونيو 2015) لتعزيز خطتهم ورؤيتهم في مواجهة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية.
وأجرى رؤساء هيئات أركان جيوش نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون إلى مسئول عسكري رفيع المستوى من بنين محادثات لتحديد استراتيجيات جديدة لقوة إقليمية يدعمها الاتحاد الإفريقي ضد "بوكو حرام".
وقال رئيس الأركان النيجيري أليكس بادي في بداية المحادثات: إن الاجتماع "يشير إلى تصميمنا المشترك على العمل معًا لوضع حد لتهديد صار إقليميا كما أنه مشكلة عالمية". ورأى أنه "إذا كان هناك وقت ما لنرفع صوتنا معًا على رغم اختلافاتنا، فقد حان الآن".
ويسبق الاجتماع قمة لرؤساء الدول الخمس، كما جاء في بيان صادر عن القوات المسلحة النيجيرية.
ويهدف التحالف ضد الحركة الإسلامية إلى تشكيل قوة جديدة تكون أكثر تجانساً بدعم من الاتحاد الإفريقي. وهذه القوة المتعددة الجنسية التي يرتقب أن تبدأ عملها في نوفمبر سيكون مقرها في العاصمة التشادية نجامينا على الأرجح بقيادة نيجيرية.
والتحالف ضد الجماعة هدفه تشكيل قوة جديدة أكثر تجانساً، بدعم من الاتحاد الإفريقي. والقوة المتعددة الجنسية التي يُرتقب أن تبدأ عملها في نوفمبر المقبل، ستتخذ العاصمة التشادية نجامينا مقراً، على الأرجح بقيادة نيجيرية.
وسبق أن تعاونت نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون عسكرياً في شمال شرقي نيجيريا قرب حدودها المشتركة، وسجّلت منذ أشهر نجاحاً في معركتها ضد «بوكو حرام»، علماً أن الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري تعهد «سحق» الجماعة التي أوقعت عملياتها آلاف من القتلة منذ 6 سنوات.
وأمر بخاري بنقل مركز القيادة العسكرية النيجيرية من العاصمة أبوجا إلى مايدوغوري، كبرى مدن شمال شرقي البلاد الذي يشهد تمرد «بوكو حرام».
تشكيل قوة مشتركة

وحول تشكل القوة المشتركة، قال رئيس بنين توماس بوني ياي: إن الدول التي تشن معركة إقليمية ضد جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة ستتخذ خطوات مهمة نحو تشكيل قوة عمل مشتركة عندما تلتقي يوم الخميس في العاصمة النيجيرية أبوجا.
ويدعو جيران نيجيريا إلى تنسيق مكثف ونشر قوة عمل مشتركة يكون مركزها نجامينا عاصمة تشاد. لكن دبلوماسيين يقولون: إن وتيرة العملية تباطأت بسبب تحفظ نيجيريا على عمل قوات أجنبية على أراضيها وبسبب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مارس.
وقال رئيس بنين: إن الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري "عاقد العزم".
وأضاف للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في باريس "المناقشات التي أجريناها معه طمأنتنا... سنضع حدًّا لهذه الظاهرة البغيضة... هذه القمة ستكون حاسمة."
ولم تنشر بنين أي قوات لمواجهة "بوكو حرام" بعد، لكنها وافقت من حيث المبدأ على الانضمام للقوة.
وأوضح رئيس بنين أن هذا قد يبدأ بمجرد أن يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار تجري مناقشته منذ عدة أشهر لتفويض القوة. وقال: "هذه قواعد دولية وبمجرد الموافقة عليها لن تكون هناك أي عراقيل".
قاعدة عسكرية

ومن أجل مواجهة أفضل لجماعة "بوكو حرام" الإرهابية، أنشأ الجيش النيجيري فرقة المشاة السابعة في 2013 بمدينة مايدوجوري النيجيرية التي تعتبر معقل الجماعة الإرهابية.
وتخوض هذه الفرقة، التي تضم 8500 مقاتل، الصراع الذي تحول من حرب في المناطق الحضرية بمدينة مايدوجوري إلى صراع إقليمي في جميع أنحاء المدن والقرى بتلك المنطقة الشاسعة النائية.
ويحاول الجيش النيجيري منذ عدة أشهر التغطية على الاتهامات الموجهة إليه بشأن انتهاك حقوق الإنسان بالحديث عن تمكنه من استعادة مناطق كانت تسيطر عليها بوكو حرام. لكن لم يكن تحقيق هذه النجاحات ممكناً إلا من خلال التعاون مع قوة متعددة الجنسيات مكونة من جنود من تشاد والنيجر والكاميرون. ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الذين ألقي القبض عليهم أو قتلتهم هذه القوة المشتركة؛ لهذا السبب يرجح أن الكثير من مقاتلي بوكو حرام انسحبوا عن هذه المناطق وتواروا عن الأنظار، وتقدر منظمة العفو الدولية عددهم بـ15 ألف، لا سيما أنه توجد الكثير من الأماكن المناسبة لاختبائهم في شمال نيجيريا وفي البلدان المجاورة لها.
تمويل القوة المشتركة

وحول تمويل القوة المشتركة المزعم عقدها بين الدول الخمس الإفريقية لمواجهة "بوكو حرام"، أفادت مسودة قرار للأمم المتحدة أن دولا إفريقية تريد من المنظمة الدولية إقامة صندوق ائتمان لتمويل قوة لمحاربة جماعة بوكو حرام في نيجيريا وتطالب المجتمع الدولي بتقديم المعلومات المخابراتية والعتاد. وتؤيد مسودة القرار تشكيل قوة من نيجيريا وجيرانها-الكاميرون وتشاد والنيجر وبنين- للتعامل مع بوكو حرام. وكان الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 54 دولة، وافق بالفعل على نشر قوة يصل قوامها إلى عشرة آلاف جندي.
وأعدت تشاد ونيجيريا والكاميرون مسودة القرار التي حصلت رويترز على نسخة منها، ولكن لم يتم توزيعها بعد على الدول الأعضاء بمجلس الأمن وعددها 15. وقال سفير تشاد لدى الأمم المتحدة، محمد شريف، إنه يأمل في أن يصوت المجلس على قرار بحلول نهاية مارس.
وأعدت المسودة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام العقوبات الاقتصادية أو القوة لتطبيق القرارات. وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة،- طلب عدم نشر اسمه- إنه فور بدء المفاوضات بين أعضاء مجلس الأمن، فإن بعض القضايا الرئيسية ستتمثل على الأرجح في كيفية تمويل العملية وما إذا كان يتعين صدور قرار أم لا بموجب الفصل السابع.
وتدعو مسودة القرار الأمين العام للأمم المتحدة "لإنشاء صندوق ائتمان... تديره الدول الأعضاء بلجنة حوض بحيرة تشاد وبنين، تحت إشراف الاتحاد الإفريقي وتشجيع الدول الأعضاء على المساهمة في مثل هذا الصندوق".
دعم دولي

وشارك الرئيس بخاري في قمة «مجموعة السبع» بألمانيا، وكان من أول وعوده بعد توليه الرئاسة، جعل هزيمة «بوكو حرام» من أولوياته.
حيث ناقش قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، المخاطر التي يمثلها المقاتلون المتطرفون الأعضاء في تنظيمات مثل «داعش» و«بوكو حرام».
وسعى الرئيس النيجيري إلى الحصول على مساعدة قادة مجموعة السبع في قتال جماعة بوكو حرام المتطرفة التي تشن تمردا منذ 2009 أودى بحياة 15 ألف شخص.
وقال القادة في إشارة إلى التنظيم المتطرف في بيانهم الختامي: «نجدد التأكيد على التزامنا بهزيمة هذه الجماعة الإرهابية ومكافحة انتشار أيديولوجيتها الكريهة».
جرائم حرام

عن جرائم بوكو حرام، قالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء: إن متشددي جماعة بوكو حرام اختطفوا 2000 فتاة وامرأة على الأقل منذ بداية العام الماضي وحولوهن إلى طاهيات ورقيق للجنس ومقاتلات، وقتلوا بعضهن في حالة عدم امتثالهن لأوامرهم.
وكانت الأمم المتحدة، قد طالبت الرئيس النيجيري الجديد محمد بخاري بالتحقيق في جرائم «مزعومة» منها القتل والاغتصاب وانتهاكات بحق الأطفال ارتكبتها جماعة «بوكو حرام» المتشددة.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، بالتحقيق في تقارير عن انتهاكات ارتكبتها أيضا القوات المسلحة النيجيرية وتقديم مرتكبيها للعدالة.
وقال زيد بن رعد، نقلا عن شهود عيان: إن المدنيين في شمال شرقي نيجيريا يعيشون وسط عنف «بوكو حرام» وأعمالها الوحشية.
وأضاف: «تشمل هذه الأعمال القتل الوحشي والإعدام بعد محاكمات صورية والإجبار على المشاركة في العمليات العسكرية، ومن بينها استغلال الأطفال في تفجير القنابل والزواج القسري والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب».
بوكو حرام

مع توسع جماعة بوكو حرام، في وسط القارة السمراء، ارتفعت نواقيس الإنذار من هذا الخطر المحدق بالقارة الفقيرة والهشة على خلفية حالة "التضخم" التي وصلت إليها جماعة بوكو حرام النيجيرية التي تمثل الآن أخطر تهديد أمني لأكبر بلد منتج للنفط في إفريقيا.
لذلك جاءت اجتماعات قادة عسكريون من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبنين، لتعزيز خطتهم واستراتيجيتهم في مواجهة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، بعدما استفحل خطر التنظيم، ومع توحيد الجهود الإفريقية ظهرت نجاح الدول الإفريقية المعنية في مواجهة الجماعات الإرهابية بما يحقق الأمن والسلام، فتوصل قادة الدول الإفريقية الخمس إلى رؤية موحدة لمواجهة "بوكو حرام" سيكون له دور كبير في إنهاء وجود هذا التنظيم في إفريقيا.