توقعات بانطلاقة صعبة لحوار جنيف.. وشواهد على التدخل البري في اليمن
الأربعاء 10/يونيو/2015 - 05:35 م
طباعة

توقع ديبلوماسيون في مجلس الأمن "انطلاقة صعبة" لمؤتمر جنيف في 14 يونيه الجاري في ضوء استمرار الخلاف بين طرفي الأزمة اليمنية على "مرجعية المشاورات" التي ترعاها الأمم المتحدة، فيما تُواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، مع عودة الحديث عن التدخل البري في اليمن.
الوضع الميداني

تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية شن غاراتها الجوية مستهدفة تجمعات ومخازن أسلحة لميليشيات الحوثيين، وبالتزامن مع الغارات الجوية تتواصل جهود المقاومة الشعبية في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح؛ ما أسفر عن مقتل عدد من الحوثيين بينهم قيادي حوثي.
وكثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع تجمع ميليشيات الحوثي في منطقة بئر أحمد بمحافظة عدن؛ ما أوقع أكثر من عشرة قتلى في صفوف الميليشيات.
ذكرت تقارير إخبارية أن المقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على اللواء 31 في منطقة بئر أحمد قرب عدن (جنوب البلاد)، في حين تمكنت المقاومة في محافظة لحج (جنوب) من استعادة السيطرة على منطقة المسيمير.
واندلعت معارك عنيفة في "العقبة" بمحافظة الجوف شمال اليمن، بين قوات الجيش واللجان، ومجاميع من الإصلاح والموالين لهادي، وسط معلومات تشير إلى وقوع ضحايا.
أما في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، فشنّ التحالف سلسلة غارات استهدفت مواقع في مديرية شدا، وأخرى في منطقة مران معقل الحوثيين. كما استهدف شاحنات نقل وقود، في منطقة المهاذر.
في موازاة المواجهات الحدودية أوضحت مصادر محلية في محافظة تعز، أن عدداً من مسلحي الحوثي قتلوا في كمين من قبل مسلحي "المقاومة الشعبية"، في أحد الأحياء. جنوباً، شنّت مقاتلات التحالف غارات هي الأكثر عدداً منذ انطلاق عملياتها، مستهدفة مواقع ومعسكرات وأرتالًا عسكرية وعربات وآليات لميليشيات الحوثيين والمخلوع في مختلف الجبهات في لحج وأبين وشبوة.
كما نفذت طائرات التحالف في الضالع، أكثر من عشر غارات، ولا يزال الغموض يلف غارة استهدفت مدرسة تتبع لـ "المقاومة الشعبية".
حديث عن تدخل بري

عادت وسائل الإعلام العربية والخليجية للتحدث عن تدخل بري في اليمن، وبعد أنباء المواجهات داخل جيزان السعودية، تحدثت أنباء للمرة الأولى، منذ مساء أول من أمس، عن تصدي القوات اليمنية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين لمحاولة تقدم من قبل القوات السعودية من جهة جيزان باتجاه مدينة حرض اليمنية التابعة إداريًّا لمحافظة حجة الحدودية.
قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بأن مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي سيعقد في جدة، بالتزامن مع مشاورات جنيف، سيبحث مقترحا يمنيا لتشكيل قوة مراقبة إسلامية.
وأضاف في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية نشرته اليوم الأربعاء أنه سيتم الاستفادة من هذه القوة في تثبيت أي هدنة محتملة ربما يصار إليها قبل شهر رمضان المبارك في اليمن.
وأكد ياسين مشاركة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الاجتماعات التي تسعى خلالها الحكومة إلى إيجاد اصطفاف إسلامي مع الشرعية اليمنية.
وقالت الصحيفة: إن الحوثيين بعثوا رسالة من أربع صفحات أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبوا فيها بتوسيع التمثيل في جنيف لـ 41 شخصًا "في مسعى لإجهاض المشاورات قبل بدئها".
فيما رأى القيادي السابق بجماعة الحوثيين، علي البخيتي، أن هناك العديد من الشواهد على وجود نية للتدخل البري قائلا: "هناك معلومات مؤكدة وصلتني أن هناك حشدًا هائلًا للدبابات والمجنزرات السعودية بمختلف أنواعها، إضافة إلى الكثير من التشكيلات المدفعية وحاملات الجنود وغيرها من أدوات المعارك البرية الضخمة، عدد تلك الأليات التي وصلت إلى الحدود في الثلاثة الأسابيع الأخيرة ما بين 1300 إلى 1500 قطعة، هذا بخلاف القطع الموجودة على الحدود بشكل دائم بالإضافة إلى ما تم حشدة قبل بداية العدوان الجوي على اليمن".
وأضاف البخيتي: " كذلك الحشد الهائل لسلاح الدروع لا يهدف إلى مواجهة الاشتباكات والاختراقات المحدودة التي ينفذها الحوثيين على الحدود مع السعودية، إذا ما أضفنا دعوات التجنيد التي أطلقتها المؤسسة العسكرية السعودية، والتحريض على ذلك تحت شعار الدفاع عن مكة والمدينة لحشد الكثير من الشباب المتحمسين، وبالأخص من العقائديين ليتم تدريبهم سريعاً ليشكلوا نسق ثاني أو ثالث في بداية الاجتياح، ثم يتم الدفع بهم إلى مقدمة الصفوف أثناء معركة الاستنزاف المتوقعة، حتى لا يفقد الجيش السعودي نخبته في ذلك الاجتياح، ومما سبق فإننا نكون أمام أدلة واضحة على قرب المعركة البرية".
الحوار اليمني

وعلى صعيد الحوار اليمني، قال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني: إن مشاورات جنيف المزمع عقدها في 14 يونيو الحالي قد تستمر 3 أيام، وإن الأطراف اليمنية المعنية تعد لتسمية ممثليها في المشاورات.
وأوضح اليماني بحسب الصحيفة أن عدد المشاركين في المؤتمر 14 شخصية، حيث تشارك الحكومة اليمنية والأحزاب المساندة للشرعية بـ7 ممثلين، بينما يشارك اثنان من حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح واثنان من الحوثيين و3 ممثلين من الأحزاب الصغيرة.
في السياق نفسه، دعا "الحراك الجنوبي" إلى إشراكه كطرف ثالث مستقل، في مشاورات جنيف. وأكد فؤاد راشد، أمين سر المجلس الأعلى للحراك، استعداده "للمشاركة في المشاورات كطرف ثالث أصيل فيما يجري من أحداث في اليمن".
فيما كشف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، أن الجانب الروسي أجرى مع وفد تابع لميليشيات الحوثيين محادثات بناءة ومثمرة في موسكو. وقال: إن روسيا نصحت أعضاء الوفد بضرورة التحلي بالمرونة وخوض حوار جنيف للسلام في اليمن من دون أي شروط مسبقة.
محاربة القاعدة

على صعيد مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن، قُتل 3 عناصر يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة في غارة جوية شنتها طائرة من دون طيار في مدينة المكلا التي يسيطر عليها التنظيم في جنوب شرق اليمن، بحسب مسئول محلي اليوم الأربعاء.
وقال المسئول: إن الطائرة التي يعتقد أنها أمريكية "قصفت 4 صواريخ على 3 من عناصر القاعدة كانوا يجلسون على شاطئ كورنيش المحاضر بالقرب من ميناء المكلا" عاصمة محافظة حضرموت، مؤكداً "مقتلهم على الفور". وأكد أن بين القتلى "قيادي" من دون أن يذكر اسمه.
وفي أبريل استولى مقاتلون من القاعدة على مدينة المكلا، مستغلين الفوضى التي تعم اليمن، فيما أكدت الولايات المتحدة عزمها على مواصلة محاربة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي تعتبره الفرع الأكثر خطورة للتنظيم المتطرف.
المشهد الإقليمي

على صعيد المشهد الإقليمي أكد المشاركون في ختام مؤتمر القانون الدولي وتطبيقاته لتعزيز الشرعية واسترداد الحقوق في اليمن، والذي عقد في مدينة إسطنبول التركية يومي 9 و10 يونيو الجاري، مشروعية "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وفقاً للقوانين والمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية، والتي تعتبر مبادرة أمل للأمة العربية والإسلام.
وشدد البيان الختامي على دعم نتائج ومخرجات الحوار الوطني الشامل الذي وافقت عليه كافة القوى السياسية اليمنية، وذلك استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
ودعوا إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار رقم 2216، والعمل على تنفيذه من قبل الدول وأجهزة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية.
كما رحب البيان الختامي بكافة الجهود الدولية الحكومية وغير الحكومية لدعم الشرعية في اليمن، وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
وأوصى المؤتمر بتكوين فريق من القانونيين الدوليين واليمنيين، خلال فترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً من تاريخه، على أن تقوم الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين ووزارة حقوق الإنسان بالجمهورية اليمنية، بتسمية أعضاء الفريق، وفقاً لضوابط وشروط تقتضيها طبيعة عملهم والإشراف عليهم.
ويتولى الفريق متابعة عملية الرصد والتوثيق للجرائم والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان من طرف ميليشيات الحوثيين وصالح، والاستعانة بالمنظمات والهيئات الحقوقية اليمنية والدولية، والتحضير لرفع الدعاوى وملفات الملاحقات القانونية أمام المحافل والهيئات والمحاكم الدولية والإقليمية والوطنية.
ووضع المؤتمر خطة لتعزيز الحشد الدولي لدعم الشرعية في اليمن، ودحض كافة أكاذيب وادعاءات وسائل إعلام ميليشيات الحوثيين وصالح، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل كافة مسئولياته تجاه ما يحدث من انتهاكات خطيرة وجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان من قبل ميليشيات الحوثيين، والعمل على ردعها بكافة الوسائل المشروعة.
وطالب المؤتمر مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بفتح تحقيق حول الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة من قبل مليشيات الحوثيين. ودعا دول التحالف ومختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى الإسراع في تطبيق قرارات الشرعية الدولية تجاه المشمولين بتلك القرارات، وفي مقدمتهم عبدالملك الحوثي وصالح وأفراد عائلته وبقية القائمة المطلوبة، وفقاً للقرار 2216 بتاريخ 14 أبريل 2015 وما يتم إدراجه من أسماء بموجب إجراءات لاحقة.
الحضور الإيراني

وعلى صعيد الحضور الإيراني، شف المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضيم أفخم، عن فحوى الزيارة السريعة التي قام بها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الاثنين الماضي، إلى العاصمة العُمانية مسقط ولقاء نظيره يوسف بن علوي، مشيرة إلى ظريف أجرى محادثات جيدة في مسقط حول اليمن وسائر قضايا المنطقة.
وقالت أفخم في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي اليوم الأربعاء: إن ظريف أجرى محادثات جيدة في مسقط حول أزمة اليمن وسبل المزيد من إجراء المحادثات بين دول المنطقة، كما تم البحث خلال الزيارة أيضا حول القضايا الإقليمية الأخرى.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إلى المحادثات السياسية التي جرت بين إيران واليمن قبل الأزمة الحاصلة والاتهام الأخيرة الذي وجه الرئيس منصور هادي بهذا الخصوص ضد طهران، وقالت: إن تبادل زيارات الوفود كان في الإطار السياسي والدبلوماسي وهو الأمر الذي يجري في الوقت الحاضر أيضاً.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن استعداد بلادها لدعم الحوار اليمني.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عنها القول: "مستعدون لتقديم أي دعم ممكن في هذا المسار"، وقالت إنه لم تتم دعوة أي بلد إلى اجتماع جنيف.
المشهد اليمني
ما بين الصراع والحرب وجولات حوار جنيف التي تبدأ في 14 يونيو الجاري، يبقي كل الخطوط والتكهنات مفتوحة حول نهاية أو استمرار الصراع في اليمن.