في ذكري سقوط الموصل .. المخابرات الأمريكية: داعش يقترب من بغداد
الجمعة 12/يونيو/2015 - 11:24 ص
طباعة

منذ سقوط الموصل في يد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وحتي الأن ورغم تشكيل التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الا أن "داعش" تشهد تقدما وتمدد في العراق وسوريا، وهو يعتبر فشل لاستراتيجية التحالف الدولي والقوات العراقية والسورية في مواجهة تنظيم الدولة، وسط تقارير عن تقدم التنظيم نحو العاصمة العراقية بغداد، وتمدده في سوريا.
المخابرات الأمريكية "داعش" يتمدد

وفي هذا السياق، ذكر العميل السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكي "سي آي إيه" روبرت باير، إن تنظيم "داعش" يحقق على الأرض تقدما ميدانيا كبيرا بهجماته حول المدن الكبرى في سوريا وصولا إلى تهديده للعاصمة العراقية بغداد، مبينا أن الاستراتيجية الأمريكية القائمة حاليا ليست كفيلة بتحقيق الانتصار.
وافاد العميل السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكي في حواره مع شبكة "سي إن إن" حول التطورات الأمنية بسوريا والعراق ان "تنظيم داعش يتقدم نحو حلب وكذلك قرب بغداد، وهو يهاجم القوات العراقية حول الفلوجة، ما يدل على أنه يقوم بتقدم ميداني كبير".
واضاف باير "القوات السنية في سوريا والعراق لا تقدم أداء جيدا لأنها تفتقد الدعم، وبالتالي فنحن لا نقوم بعمل جيد ولا ننتصر"، مضيفا بشأن مطالب دعم الجماعات السنية المقاتلة "نريد أن ندعم السنة ولكن القبائل السنية موجودة في مناطق تخضع لسيطرة داعش، وهي بالتالي لن تعقد اجتماعات مع القوات الأمريكية وستتردد في قبول الدعم العسكري منها لأسباب أمنية".
واشار العميل السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكي إلى " مسؤولية القوات المقاتلة الشيعية في العراق"، مؤكدا أن الجنود يفتقدون الإرادة الحقيقية للقتال، خاصة عندما يواجهون تكتيكات أكثر قسوة مما اعتادوا عليه، مثل التفجيرات الانتحارية".
قواعد عسكرية أمريكية

وفي اطار المساعي الأمريكية لمواجهة تمدد "داعش" في العراق، قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن الولايات المتحدة تبحث تكرار تجربة قاعدة الأنبار الجديدة في محافظات عراقية أخرى في ظل التقدم الذي تحرزه الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال ديمبسي لمجموعة صغيرة من الصحفيين قبل أن تهبط طائرته في نابولي بإيطاليا "هذا أحد الخيارات الأخرى التي نبحثها".
وأقر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، بأن الأمر قد يتطلب إرسال المزيد من القوات، مضيفا أن دراسة مثل هذا الاحتمال "مجرد جزء من تخطيط حذر".
تأتي هذه التصريحات بعد يوم من إصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما أوامر بإرسال 450 جنديا أمريكيا إضافيا إلى العراق في حين تقيم الولايات المتحدة قاعدة في الأنبار معقل السنة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية التي تسعى لانتزاع أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
وستقام القاعدة الجديدة داخل قاعدة التقدم العسكرية التي تبعد نحو 25 كيلومترا فقط عن مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الماضي.
ووصف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قاعدة التقدم بأنها "منصة" للجيش الأميركي حتى يتوسع أكثر في العراق بهدف تشجيع وتمكين القوات العراقية في قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن التخطيط لمواقع أخرى مماثلة لا يقتصر على المستوى النظري فحسب.
وتابع "على مستوى التخطيط.. الأمر ليس نظريا بل عمليا جدا. فنحن ندرس المواقع الجغرافية وشبكات الطرق والمطارات والأماكن التي يمكننا إقامة هذه القواعد فيها بالفعل". لكنه قال إنه لا يتوقع إقامة قاعدة مماثلة في محافظة الأنبار قريبا.
وتمثل خطة تعزيز القوات الأميركية في العراق البالغ قوامها 3100 جندي وإقامة مركز عمليات جديد في الأنبار تغييرا في استراتيجية أوباما الذي يتعرض لضغوط متزايدة لبذل المزيد من الجهود للحد من تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد.
تمدد "داعش"

بعد عام من سيطرة تنظيم الدولة على محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال العراق)، وأجزاء من ديالى (شرقا)، والأنبار (غربا)، وكركوك (شمالا)، أصبح التنظيم يتحكم في نحو 40% من مساحة العراق، بما فيها من حقول نفطية تنتج قرابة 80 ألف برميل نفط يوميا.
ورغم مواجهاته مع القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها، بالإضافة إلى ضربات التحالف الدولي، فإنه لا يزال تنظيم الدولة متماسكاً عسكرياً، وفق ما تشهد به المعارك اليومية في العراق.
وفي 21 مايو الماضي، وللمرة الأولى منذ دخوله الأراضي السورية، ينتزع تنظيم «داعش» مدينة بالكامل من أيدي الجيش النظامي. فقد سيطر هذا التنظيم المتطرف بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية الشهيرة بـ«لؤلؤة الصحراء» الليلة قبل الماضية. وبذلك، بات نطاق تحكم التنظيم المتطرف، يوازي نصف مساحة البلاد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن شأن هذا التمدد أن يفتح لتنظيم داعش الطريق نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص، حتى الحدود العراقية شرقًا حيث سيطر التنظيم على محافظة الأنبار مؤخرا، بينما تؤهله للتمدد جنوبًا باتجاه ريف دمشق، وغربا باتجاه حمص.
هزيمة "داعش"

وحول زمن بقاء دولة ابو بكر البغدادي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الأدميرال جون كيربي، الثلاثاء 9 يونيو، إن هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف قد تستغرق ثلاث إلى خمس سنوات.
وفي مقابلة مع قناة MSNBC التلفزيونية ذكر كيربي أن التغلب على التنظيم المتطرف "لن يحدث بين عشية وضحاها".
هذا وردا على سؤال عن مدى نجاح الاستراتيجية الأمريكية الراهنة في محاربة "الدولة الإسلامية" في العراق اعترف المسؤول بأن هذه الاستراتيجية "ربما تحتاج إلى تغيير بعض الشيء فيها"، دون إفادة أي تفاصيل.
"داعش" إلى أين؟

ما زال تنظيم "داعش" قادر علي التمدد في العراق وسوريا مع استمرار تدفق المقاتلين الاجانب الي مناطق النفوذ التي يسيطر عليها، وفي ظل فشل استراتيجية العسكرية من القوات العراقية والتحالف الدولي في وقف تمدد التنظيم في العراق، ومع استغلال تنظيم الدولة للصراع بين الفصائل السورية المسلحة والجيش السوري في التمدد بسوريا، يؤكد أن التنظيم لن ينتهي قريبًا.