التحالف يستأنف غاراته ضد الحوثيين.. وأمال اليمنيون تتعلق علي حوار جنيف

الجمعة 12/يونيو/2015 - 02:23 م
طباعة التحالف يستأنف غاراته
 
مع اقتراب موعد جنيف للحوار بين فرقاء اليمن في جنيف بعد غد الأحد ( 14 يونيو)، يجدد طيران التحالف بقيادة السعودية، غاراتـه على مواقع للحوثيين مستأنفا استهداف مناطق في العاصمة صنعاء ، من بينها معسكر السواد ومنطقة فج عطان.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
فقد جدد طيران التحالف بقيادة السعودية، في وقتٍ مبكر اليوم الجمعة، غاراته الجوية على مواقع يسيطر عليها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد توقف قصف المدينة الذي دام 48 ساعة".
وقصف الطيران مواقع لـ"الحوثيين" وقوات صالح في جبل عيبان جنوب غربي صنعاء، مؤكّدين أنهم سمعوا دوي انفجارات عنيفة. 
وكانت طائرات التحالف قد شنت سلسلة غارات الخميس على مواقع للمسلحين الحوثيين في صعدة، معقـل جماعة أنصار الله شمال البلاد ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص.. كما دمرت الغارات مجمـعا حكوميا في عمران.. وفي صنعاء، طالت الغارات مباني وزارة الصحة.. أما في الجوف، فدارت معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل سقط فيها قتلى وجرحى، فيما شهدت مأرب معارك مماثلة.
فيما لقي شقيق الشيخ حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز، أمس، مصرعه في مواجهات بمدينة تعز مع الميليشيات الحوثية، وذلك بعد أيام على مقتل نجل حمود المخلافي في مواجهات مماثلة، في الوقت الذي تستمر المواجهات العنيفة داخل تعز، وحسب مصادر ميدانية، فإن الميليشيات الحوثية تلقى مواجهة شرسة من كافة أبناء محافظة تعز التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 4 ملايين نسمة، غير أن ذات المصادر أكدت أن المقاومة في تعز تعاني من نقص حاد في السلاح والذخيرة، في ظل وجود طفرة في المقاتلين
ودعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في اليمن، منتسبي القوات المسلحة إلى الاصطفاف إلى جانب الشرعية ضد انقلاب الميليشيات وأنصار المخلوع صالح، وقال بيان مشترك لوزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الوزارة والهيئة وقفتا أمام التطورات الراهنة، وبالأخص فيما يتعلق بالأوضاع الوظيفية والمهام والواجبات العسكرية والأمنية لمنتسبي القوات المسلحة والأمن «في ظل الحروب الميليشاوية العبثية التدميرية».

حوار جنيف

حوار جنيف
ومع استمرار الغارات والمعارك العنيفة على الأرض، يجري الاعداد لمؤتمر جنيف حيث أعلنت الحكومة اليمنية والحوثيون عن أسماء أعضاء وفديهما المشارك في حوار جنيف.
وقالت مصادر إعلامية إن الوفد يضم وزير الخارجية رياض ياسين، ووزير حقوق الإنسان، عز الدين الأصبحي، والقيادي الجنوبي في حزب المؤتمر الشعبي العام أحمد الميسري وأمين عام حزب الرشاد، عبد الوهاب الحميقاني.
من جانبها أوصلت جماعة الحوثي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب فيها بمشاركة 41 شخصية موالية لهم في الحوار.
وقال السفير خالد اليماني مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة إن نائب الرئيس اليمني خالد بحاح سيشارك في الجلسة الافتتاحية لمشاورات جنيف بعد غد الأحد التي يرأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
واضاف اليماني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» في إشارة غير مباشرة للدور الإيراني «هناك من يحرض الحوثيين لتدمير اليمن، وهناك رغبة في دفع اليمن إلى النموذج السوري وتمديد الأزمة».
وأوضح اليماني أن العرض الذي قدمه إسماعيل ولد الشيخ أحمد للحوثيين خلال المحادثات يتضمن وقفا لإطلاق النار، وإعلان هدنة إنسانية وإعطاء الحوثيين دورا في الحياة السياسية اليمنية مقابل إذعان ميليشيات الحوثي لقرار مجلس الأمن رقم 2216 وتسليم المدن التي استولوا عليها وسحب قواتهم من عدن والمناطق الجنوبية وتسليم أسلحتهم.
ومن جانبها أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية في محافظة الجوف أمس رفضها مؤتمر جنيف المزمع انعقاده بعد غد الأحد.
وقالت المقاومة في بيان “نؤكد بأن مؤتمر جنيف يعد محاولة إنقاذ أممية لميليشيات الحوثي الانقلابية التي تجاوزت كافة الأعراف المحلية والدولية”.
وأشارت إلى أن مثل هذه الجهود في ظل استمرار القتل والتدمير والانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني “لا يخدم السلم الأهلي ويقوض الدولة ومؤسساتها، وإن المقاومة تؤكد أن الحوار مع هذه المليشيات لا يعدو كونه مضيعة للوقت وفرصة أخرى لها لعمل المزيد من القتل والدمار، وعليه نرفض رفضا قاطعا أي محاولات لإنقاذ الميليشيات الانقلابية ومنحها أي حصانة على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين”.
وطالبت المقاومة من الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة اليمنية بعدم الجلوس “مع من تآمروا على الوطن وانقلبوا على كافة المعاهدات”، واعتبرت “الجلوس معهم مضيعة للوقت وانتكاسة لجهود المقاومة الشعبية وخيانة للوطن وتفريط في دماء الشهداء”.
كما طالبت قوات التحالف العربي بحماية الشرعية وعدم إتاحة أي فرصة للحوثيين قبل عودتهم عن خطواتهم الانقلابية والاعتراف بالشرعية ووقف الحرب وتسليم السلاح والانسحاب الكامل من المدن وتنفيذ القرار الأممي رقم 2216.

المشهد الاقليمي

المشهد الاقليمي
وعلي صعيد المشهد الاقليمي، رحب مجموعة سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية المعتمدين لدى اليمن، بمحادثات جنيف، مؤكدين دعمهم الكامل لمبعوث الامم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد. وقال السفراء في بيان صادر عنهم، اليوم، "هذا الاجتماع هو خطوة ضرورية للبناء على الجهود الكثيرة التي بذلت لمتابعة ما نعتقد أنه السبيل الوحيد لاستئناف سلمي وشامل ومنظم، وعملية الانتقال السياسي في اليمن بما يفي بالمطالب المشروعة وتطلعات الشعب اليمني". وجددوا التأكيد على أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ونتائج "مؤتمر الحوار الوطني"، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات السابقة، هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب اليمنى والحيلولة دون فقدان كل ما تم إنجازه منذ بداية الفترة الانتقالية.  
وأعرب سفراء العشر، عن قلقهم البالغ من العواقب الإنسانية الوخيمة لاستمرار العنف في اليمن، داعين جميع الأطراف البدء بحوار مع اتخاذ خطوات عاجلة وجادة لتنفيذ مهمة إجراءات للبدء في الاغاثة الإنسانية في جميع أنحاء البلد، ووقف العمليات العسكرية على نحو يتسم بالمصداقية والشفافية، والبدء باتخاذ تدابير جدية وقابلة للتحقق على أرض الواقع للبدء بتنفيذ قرارات "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" والتحضير لخطوات إيجابية إضافية لإكمال العملية السياسية.
فيما شدد مجلس التعاون الخليجي على عزمه الحفاظ على الأمن القومي والاستراتيجي لدوله، في حال فشلت المشاورات اليمنية اليمنية المرتقبة في جنيف الأحد المقبل. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية بمناسبة اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض أمس، إن التحالف المكون من الدول الخليجية والعربية، التي استجابت للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لإنقاذ اليمن من المتمردين على الشرعية، لن ينتهي ما لم ينفذ الحوثيون وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وضمنها القرار الأممي 2216، مشيرًا إلى أن دول الخليج ستأخذ في الاعتبار الأمن القومي والاستراتيجي، في حال اتفق اليمنيون بعد مؤتمر جنيف، على عدم تطبيق القرار 2216.
وأوضح العطية الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس أن دول المجلس قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية، وسنتحرك وفق معطيات محددة، وهذا ما تم بالفعل في اليمن، مشيرًا إلى أنه جرى العمل وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، واستطعنا بالعمل الجاد إلى استصدار القرار الأممي 2216، إعمالاً لرغبة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وشدد على أن مجلس التعاون «لديه من المقومات ما يستطيع أن يحمي مصالحه الاستراتيجية أينما تكون». وقال الوزير القطري أيضا إن مؤتمر جنيف هو حوار يمني يمني، ودول الخليج لا تستطيع التدخل فيما لا يرغب فيه الأشقاء في اليمن، حيث أكدوا لنا أن الحوار في جنيف أو في أي مكان آخر، لا يخرج عن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرار الأممي 2216.
وأضاف العطية «اليمنيون يستطيعون الوصول إلى النتائج التي يرونها تخدم مصالحهم، ونحن في دول الخليج داعمين للشرعية، ووفرنا كل الإمكانيات لحمايتها».

الحضور الإيراني

الحضور الإيراني
وعلي صعدي الحضور الايراني في الازمة اليمين، اتهمت طهران السلطات السعودية بعرقلة إرسال مساعداتها الإنسانية الى الشعب اليمني للتخفيف من حدة الاوضاعِ المأساوية التي يعيشها جراء العدوانِ السعودي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم إن ايران قدمت شكوى للمؤسسات الدولية بشأن منع ايصال المساعدات التي ترسل بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

المشهد اليمني

ما بين الصراع والحرب وجولات حوار جنيف التي تبدأ في 14 يونيو الجاري، يبقي كل الخطوط والتكهنات مفتوحة حول نهاية أو استمرار الصراع في اليمن.
واشارت افخم الى أن العديد من المؤسسات الدولية اعترضت على موقف الرياض بشأن عدم تعاونها مع طهران، كما أكدت عدم وجود اي اسباب تدعو لتأخير وصول المساعدات الى اليمن.

شارك