جماعة الإخوان.. بين التحريض على الجيش والتصعيد ضد الدولة والفشل

السبت 13/يونيو/2015 - 04:54 م
طباعة جماعة الإخوان.. بين
 
رغم دعاوي التصعيد من قبل الجماعة وتنظيمها الدولي، تلك الدعاوى المحملة بلغة التهديد والوعيد للشعب المصري، عاشت شوارع القاهرة والجيزة ساعات من الهدوء الحذر، تحسباً لاندلاع أعمال شغب أسبوعية من قبل جماعة الإخوان، وأنصارها من قوى ما يسمى بـ«ائتلاف دعم الشرعية»، لكن ذلك لم يمنع ظهور أنصار الجماعة في عدد من المناطق، في مسيرات انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس 12 يونيو 2015، ورفعت شعارات «رابعة» وصور الرئيس المعزول محمد مرسي، ورددت الهتافات المناهضة للنظام الحالي، في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الأمن المصرية من قتل 3 عناصر تكفيرية بعد إطلاق النار على حملة أمنية في سيناء.
وشهدت منطقة المطرية التي تعد أحد أبرز معاقل جماعة الإخوان، مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس، استجابة لدعوة كان قد أطلقها قبل أيام المتحدث الرسمي للجماعة، محمد منتصر، دعا فيها أعضاء التنظيم في مصر إلى التصعيد ضد النظام القائم، بمناسبة مرور عام على حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحرض منتصر في بيان رسمي أعضاء الجماعة على الخروج من كل المساجد، والتوجه نحو كل الميادين، وكذلك الخروج بمظاهرات في العواصم الأوروبية، ضد الرئيس السيسي والحكومة المصرية. 

جماعة الإخوان.. بين
وفرضت قوات الأمن تشديدات أمنية بميادين القاهرة أمس، وكثفت قوات الشرطة من تواجدها بميادين التحرير ورمسيس والجيزة، وبمناطق عين شمس والهرم وفيصل والطالبية والعمرانية، لكن ذلك لم يمنع خروج تظاهرات محدودة في المطرية وعزبة النخل شرق القاهرة، سرعان ما انتهت على وقع تدخل قوات الأمن.
وبالتوازي نظم عشرات من المتظاهرين وقفة تأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة، بمحيط مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، للتأكيد على دعمهم للدولة وقوات الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب، لا سيما بعد أحداث تفجيرات معبد الكرنك بالأقصر التي وقعت الأربعاء الماضي، وحمل المتظاهرون العديد من لافتات التأييد للرئيس وأخرى ضد جماعة الإخوان كتبوا عليها «الكلاب تعوي والقافلة تسير». على صعيد آخر، قتل 3 مسلحين أمس وأصيب آخرون من تنظيم ما يسمى بـ«أنصار بيت المقدس»، خلال حملة أمنية موسعة نفذتها قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة المدنية، وشملت عدداً من المناطق بمحافظة شمال سيناء، في وقت نجحت فيه قوات الأمن في تفجير عبوتين ناسفتين، زرعهما إرهابيون على طريق القوات أثناء تحركاتها دون وقوع خسائر.
وواصلت قوات الشرطة المدعومة بفرق خاصة من الجيش، عملياتها الأمنية يوم أمس، في عدد من المناطق وبخاصة جنوب مدينة الشيخ زويد وشرق العريش، قامت خلالها القوات بهدم عدد من المنازل التابعة للجماعات التكفيرية، وتوقيف 13 مشتبهاً به، وقال مصدر أمني مسئول: «إن قوات الصاعقة طاردت خلال الحملة الأمنية 3 عناصر تكفيرية كانوا يقومون برصد تحركات الحملة، قبل أن تشتبك معهم بقوة؛ ما أسفر عن مقتلهم، وتدمير الدراجات النارية التي كانوا يستقلونها، والتحفظ على أسلحة آلية كانت بحوزتهم». أضاف المصدر أن الحملة الأمنية تمكنت من ضبط 121 شخصًا من بينهم 25 تكفيريًا و45 مطلوباً و51 مشتبهاً به، وحرق وتدمير 3 دراجات نارية دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر التكفيرية في شن الهجمات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، و5 بؤر إرهابية من المنازل والعشش التي تستخدمها العناصر التكفيرية كنقطة انطلاق لهجماتها الإرهابية ضد القوات. 

جماعة الإخوان.. بين
وأشار المصدر إلى ضبط 3 عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية للتحريض على تنظيم المسيرات وأعمال العنف ضد قوات الجيش والشرطة والمنشآت العسكرية والأمنية بشمال سيناء.
الإخوان يهددون المصريين بمصير ليبيا ويحرضون الجيش على التمرد
الرسالة دعوة واضحة من قبل الجماعة وتحريض على الفتنة داخل المؤسسة العسكرية التي تعد صمام الأمان والعمود الفقري للدولة المصرية.

"يوسف ندا" يحرض على الجيش المصري

يوسف ندا يحرض على
وفي إطار سعي الجماعة وقياداتها في التحريض على القوات المسلحة وهدم الدولة تلك الرسالة التي نشرها يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في الجماعة، والتي حرض فيها الجيش على قياداته، مهددًا ضمنيًّا المصريين بمصير شبيه بسوريا وليبيا.
وتحت عنوان "يوسف ندا يناشد كل مصري مخلص لإنقاذ مصر من أن تتحول إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها"، قال: "إن الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى، وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن".
وأضاف "أن كل مصري يخشى هذا المصير يجب أن يكون على استعداد لأن يتخلى عن كثير من حقوقه لينقذ مصر من الزمرة (قيادات الجيش) التي لا خلق ولا وطنية لها".
وتابع: "أنا لا أدعي أن الجيش المصري فاقد الوطنية وفاسد، ولكن أقول بوضوح: إن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك، وأخاطب المخلصين من هذا الجيش، وأقول لهم: إن تمسُّكنا بالشرعية هي لحمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعًا من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه، فإن كان منكم من يريد إعادة ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب.. أنا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك إن شاء الله".
ويوسف ندا أو "الرجل الغامض" كما يحلو للبعض تسميته هو رجل أعمال مصري، ويعد أحد الممولين الرئيسيين لجماعة الإخوان المسلمين، وتحوم حوله شبهات كثيرة، وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت بنك التقوى الذي يترأسه بتمويل الإرهاب.
ويرى متابعون أن رسالة ندا تشكل تهديدًا خطيرًا للسلم الأهلي في مصر يضاف إلى السجل الطويل لجماعة الإخوان المسلمين.
وهذه الرسالة- وفق المتابعين- هي تحريض واضح على الفتنة داخل المؤسسة العسكرية التي تعد العمود الفقري للدولة المصرية.
وسجل في الفترة الأخيرة محاولات على جميع المستويات من طرف جماعة الإخوان لضرب أمن مصر، ولعل أخطرها ذلك البيان الذي أصدره علماء محسوبون على جماعة الإخوان تحت عنوان "أرض كنانة" دعوا فيه صراحة إلى استباحة دماء عناصر الجيش والأمن المصري.
كما برز تصعيد الجماعة في التحركات بين الأوساط الغربية المتواترة والمدعومة من بعض القوى الإقليمية، وفي مقدمتهم تركيا؛ من أجل النيل من سمعة النظام. وآخر هذه التحركات ذهاب وفد إخواني قادم من تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لإقناع المسئولين الأمريكيين بدعمهم للعودة إلى الحكم وإلغاء المحاكمات بحق قياداتهم، بيد أن هذه المحاولة قوبلت بصد من الولايات المتحدة الأمريكية التي تخشى مزيدًا من توتر العلاقات مع القاهرة؛ لما لذلك من مآلات تهدد مصالحها في المنطقة.
ويقول مراقبون: إن مثل دعوات "ندا"، أو تحركات الوفود الإخوانية الخارجية لن تؤتي أكلها، فمصر تمكنت من أن تخطو أشواطًا كبيرة نحو الاستقرار، ويظهر ذلك جليًّا في تداعي شعبية الجماعة ووجود التفاف شعبي حول قيادته، فضلًا عن عودة القاهرة القوية إلى الساحة الإقليمية والدولية.

شارك