عشية انطلاق حوار جنيف.. الحوثيون يتقدمون في اليمن

الأحد 14/يونيو/2015 - 05:20 م
طباعة عشية انطلاق حوار
 
ساعات قليلة تفصل اجتماع الأطراف اليمنية في جنيف بينما تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية، قصفها لمواقع جماعة انصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مساعي للتوصل الي حل او هدنة  قبي شهر رمضان المبارك، مع تصاعد الازمة الإنسانية في البلاد فهناك أكثر من 10 ملايين مواطن يمني (أي نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
فقد سيطرت مليشيات جماعة انصار الله  مدعومة بعناصر موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على مدينة "الحزم"، مركز محافظة الجوف المحاذية للحدود الجنوبية للسعودية، بعد مواجهات مع رجال القبائل و"المقاومة الشعبية"، وفق ما أفادت مصادر محلية.
وأحكم الحوثيون وقوات صالح سيطرتهم على المجمع الحكومي ومعسكر معين (اللواء 115 سابقاً)، في منطقة "الحزم" مركز محافظة الجوف اليمنية والمحاذية للحدود الجنوبية للسعودية، بعد معارك عنيفة مع رجال "المقاومة الشعبية" الموالية للشرعية".
وتقع محافظة الجوف، إلى الشرق من صعدة، وكانت قد شهدت خلال الفترة الماضية مواجهات في أكثر من مديرية، تمكن "الحوثيون" من التقدم في بعضها على حساب القبائل، وسقط العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين خلال المواجهات.
وشنت قوات التحالف بقيادة السعودية، اليوم الأحد، غارتين جويتين على مخازن أسلحة تابعة لألوية الصواريخ، التابعة لقوات الجيش، ومعسكر الحفا الواقع تحت سيطرة الحوثيين شرقي العاصمة صنعاء ، كما استهدفت مواقع أخرى في محافظة تعز وسط اليمن، في وقت قتل فيه 15 من مسلحي الحوثي في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في محافظة مأرب شرقي اليمن، وفق ما أكد مصدر في المقاومة.
وفي تصريح لصحيفة "الشرق" السعودية، شدد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري أنه لا هدنة فعلية بين قوات التحالف والحوثيين حتى يتم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 على أرض الواقع.

حوار جنيف

حوار جنيف
وعلى صعيد حوار جنيف، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن بدء المشاورات الشاملة الأولية برعاية الأمم المتحدة في مقرها بمدينة جنيف، يوم غد. 
وحدد ولد الشيخ، في بيان نشر على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، أطراف الحوار للمرة الأولى، موضحاً أنها ستكون بين المكونات السياسية اليمنية، وهي "المؤتمر الشعبي العام" وحلفاؤه، و"أنصار الله" (الحوثيون) وحلفاؤهم، و"أحزاب اللقاء المشترك" وشركاؤه، و"الحراك الجنوبي السلمي".
 وأهابت الأمم المتحدة بالمكونات السياسية اليمنية المشاركة في هذه المشاورات "بحسن نية ودون شروط مسبقة وفي جو من الثقة والاحترام المتبادل، للعمل معاً على إيجاد سبل إحياء العملية السياسية، والتوصل إلى حل ينقذ اليمن وشعبه من الأزمة الحالية الخطيرة". 
وتأتي الصيغة الجديدة، التي تجعل الحوار بين المكونات، خلافاً لصيغة سابقة كانت مقترحة تجعل الحوار بين السلطة والحوثيين، أو بين أطراف الداخل والسلطة والأطراف المتحالفة معها المتواجدة في الرياض. 
وكشف القيادي في جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد الجليل عدنان الشلل، أن وفد جماعة أنصار الله غادر العاصمة اليمنية صنعاء في وقت سابق من اليوم الأحد، متوجها إلى العاصمة السويسرية جنيف للمشاركة في المباحثات التي دعت إليها وترعاها الأمم المتحدة.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء فارس قال الشلل: إن حمزة على الحوثي، ومهدي المشاط، يمثلان الحركة في المباحثات، ومن المتوقع أن ينضم إليهما قيادات من أنصار الله المتواجدة في العاصمة العمانية مسقط.
وتوجه وفد المؤتمر الشعبي العام الذي يضم كلًا من الأمين العام عارف الزوكا والأمين العام المساعد ياسر العواضي إلى جنيف.
وأصدر الوفد الرسمي المتمثل بالحكومة الشرعية بيانا هاما حول مشاورات جينيف وبعد تغيير الامم المتحدة لصيغة الدعوة والتي اصبحت للأطراف السياسية بعد ان كانت بين الحكومة الشرعية والانقلابيين. وقد أكد الوفد انهم ذهبوا للمشاركة في مشاورات جينيف بعد ان وجعت الدعوة لطرفين هما السلطة اليمنية وطرف الانقلابيين ، وان اي مواقف معلنة تخالف ذلك لا تعد مقبولة، وقد وجهت الدعوة على أساس سبعة أعضاء وثلاثة من المستشارين يمثلون السلطة الشرعية ومثلهم للطرف الآخر . 
وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، أن حكومته لن تقبل بأي هدنة دون أن تكون هناك ترتيبات للانسحاب من كل المحافظات، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يريدون الحضور لأنهم لا يملكون أي حق أو مرجعية حقيقية يستندون إليها ولا يريدون تطبيق القرار الأممي رقم 2216.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، قالت مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان في اليمن إن أكثر من 10 ملايين مواطن يمني (أي نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حسب المسح الشامل للأمن الغذائي الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي في عام 2012م، إذ يعيش نحو 45 في المائة من اليمنيين على أقل من دولارين في اليوم الواحد، وقد تم تصنيف محافظة لحج كرابع أفقر محافظة في الجمهورية في مؤشرات الفقر في اليمن لعام 2012، إذ يعيش 52 في المائة من سكانها تحت خط الفقر، كما أشار تقرير الأمم المتحدة عن وضع التنمية في اليمن لعام 2011 إلى أن نسبة الفقر بلغت 50 في المائة، وأوضح التقرير أن الريف يحتضن ما نسبته 84 في المائة من الفقراء (كل تلك المؤشرات قبل ثلاث سنوات من الحرب).
وأضافت المؤسسة في تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه ومع اندلاع الحرب التي شنها الحوثي وصالح، في مارس الماضي، على عدد من المحافظات، ومنها محافظة لحج شمال عدن، فإن الوضع قد تغير تمامًا وأصبحت البلاد جلها تعاني من أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية خانقة، إلا أن الوضع يزداد سوءًا في محافظة لحج لعدة أسباب، أهمها أن أغلب مديرياتها ريفية، ويعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، إضافة إلى أنها تعاني من حصار خانق في ظل تعرضها لحرب واسعة من قبل ميليشيات الحوثي، وتكثيف القصف على سكانها يوميًا، فقد أصبحت المحافظة تعيش في ظروف معيشية صعبة للغاية، في ظل نفاد الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة اليومية الأساسية، وانقطاع الخدمات، وتزايد أعداد النازحين الوافدين إليها، وبات وضعها ينذر بكارثة إنسانية وبيئية وصحية لا محالة في حال استمر الحال كما هو عليه. 

المشهد اليمني

ومع توقع بانطلاقه صعبة لمؤتمر الحوار اليمني في جنيف غدا الاثنين (15 يونيو)، مع تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها ضد أهداف لجماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح، يبقي كل الخطوط والتكهنات مفتوحة حول نهاية أو استمرار الصراع في اليمن.


شارك