إقطاع
الإثنين 15/يونيو/2015 - 04:35 م
طباعة
نظام اجتماعي يسيطر بمقتضاه كبار الملوك الزراعيين على الأرض ومن عليها، ويفرضون نفوذهم السياسي الكامل من منطلق القوة.
النظام الإقطاعي هو السائد في العصور الوسطى، حيث تغيب الدولة المركزية، ويطغى وجود الأقاليم والولايات الصغيرة الخاضعة للسيد أو الأمير.
عُرف الإقطاع في الشرق والغرب معًا، وكان ذا طبيعة عسكرية في اليونان القديمة، حيث كان الملوك يمنحون قوادهم وجنودهم إقطاعات مقابل الاستعانة بدعمهم العسكري كلما اقتضت الحاجة.
في مطلع تكوين الدولة الإسلامية، رفض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فكرة إقطاع الأرض لقادة الفتح، وتمسك عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب بالمنهج نفسه، لكن المسار تغير في ظل الدولتين الأموية والعباسية، وصولاً إلى العصرين المملوكي والعثماني، لكن الفارق الجوهري بين الإقطاعين الأوربي والإسلامي، يتمثل في نجاة الفلاحين من الخضوع لملكية سيادة الأرض في الإقطاع الإسلامي.
الطابع العسكري التسلطي هو الغالب المهيمن على النظام الإقطاعي، مع وجود الإقطاع المدني والديني، أما عن السمة السائدة على القيم الاجتماعية فهي الركود وبطء الإيقاع وثبات القيم، وعلى الصعيد السياسي تسود القلاقل والاضطرابات والحروب الصغيرة، نتيجة منطقية للإعلاء من شأن القوة وحدها.
يقترن انهيار النظام الإقطاعي بصعود الطبقة الوسطى، وتطور التجارة، وانتصار الرأسمالية، والنهضة الثقافية، والثورة الصناعية، ويمكن القول" إن التنوير الذي توجته الثورة الفرنسية، بمثابة الإعلان السافر عن سقوط الإقطاع الأوروبي.