مع استمرار القصف.. انطلاق الحوار اليمني في جنيف والأمم المتحدة تدعو إلى هدنة

الإثنين 15/يونيو/2015 - 07:28 م
طباعة مع استمرار القصف..
 
بدأ الحوار اليمني في جنيف، بينما تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية، قصفها لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مساعٍ للتوصل إلى حل أو هدنة  قبيل شهر رمضان المبارك، مع تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد، وسط أزمة تأخر وصول وفد جماعة الحوثيين وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، غارات جديدة على مواقع عسكرية داخل محافظة تعز. 
واستهدفت الطائرات  معسكر الصيانة "جرادة " في منطقة الحوبان بأربع صواريخ ما أدى الى حدوث انفجارات عنيفة في المنطقة  المحيطة وتطاير الصواريخ من داخل المعسكر ، وحالة من الخوف من سقوط الصواريخ على منازل المدنيين. 
إلى ذلك قالت مصادر محلية إن معارك ضارية تدور في مدينة تعز (وسط اليمن) اليوم الاثنين، بين رجال المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين المسنودين بقوات صالح. وتركزت المعارك بالقرب من نقطة الستين شمال المدينة، بعد التقدم الذي أحرزه رجال المقاومة الشعبية بمنطقة مخلاف شرعب، وتمكنوا فيه من السيطرة على عدد من المواقع للحوثيين. 
واشتدت المواجهات علي سبع جبهات، مصادر محلية أوضحت أن اشتباكات عنيفة تدور بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثيين وقوات صالح الموالية لهم في عصيفرة وكلابة والمطار القديم وشارع الستين وجبل جرة والخمسين والأربعين .  
 فيما تقدمت الجبهة الشمالية التابعة للمقاومة من منطقة المخلاف شرعب بقيادة قائد المقاومة العسكرية العميد صادق سرحان قائد اللواء22 مدرع المعين بقرار هادي الي مفرق بني عون شمال المدينة، واشارت المصادر ان هذه القوة سوف تتجه الي شارع الستين الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي وقوات صالح لإعادة فرض السيطرة عليه، وفرض الحصار على الحوثيين من الشمال،  وبحسب معلومات أولية  فإن المقاومة الشعبية تقدمت في منطقة الضباب جنوب غرب المدينة، ودمرت عربة (طقم) من نوع فورد وعليه مدفع رشاش 23، في غضون ذلك تقوم القوات الموالية للحوثيين بقصف الاحياء السكنية وسط المدينة، ما أدى إلى احتراق أحد المراكز التجارية، كما قصفت مليشيا الحوثي وصالح  جبل جرة والمجمع القضائي وقالت المصادر إن قذائف الهاون والدبابات استهدفت منازل المواطنين وقتلت ستة من المواطنين من المارة. 
وشن مسلحو الحوثي هجومًا عنيفًا على مواقع المقاومة في منطقة الجفينة، جنوبي مدينة مأرب، مركز المحافظة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين، أسفرت عن مقتل نحو 11 من مسلحي الحوثي وإصابة آخرين.

حوار جنيف:

حوار جنيف:
وبدأت، صباح الاثنين، في جنيف مشاورات حول الأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة وحضور وفد الحكومة اليمنية الشرعية، في حين تأخّر وصول وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لأسباب قيل إنّها فنية، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى هدنة إنسانية في اليمن، وذلك قبل حلول شهر رمضان. بان، وفي مؤتمر صحافي عقده مع بدء المباحثات، دعا إلى هدنة إنسانية وإلى الوقف الفوري لإطلاق النار في اليمن، مطالباً المسلّحين بالانسحاب من المدن اليمنية. كما اعتبر أنّ الوقت ينفد من أجل التوصل للسلام في اليمن، مشيراً الى أن الوضع في البلاد أصبح أشبه بقنبلة موقوتة، مطالباً بإنهاء معاناة الشعب اليمني. 
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكّد بان على أهمية إيصالها للمتضررين في اليمن بخاصة خلال شهر رمضان. وعن تأخّر وفد "الحوثيين"، توقّع بان أن يصل الوفد مساءً إلى جنيف وأن يعقد لقاء خاص مع الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله إن الحكومة اليمنية مستعدة لبحث وقف إطلاق نار محدود مع الحوثيين إذا ما انسحبوا من تعز وعدن ومدن أخرى والتزموا بقرار الأمم المتحدة وأطلقوا سراح أكثر من 6000 سجين بينهم وزير الدفاع.
ومن المتوقع وصول وفد الجماعة الحوثيين الي جنيف خلال ساعات مع انهاء المعوقات التي تحول دون إقلاع طائرة الوفد من جيبوتي.
ويضم وفد الحوثيين يضم كلا من حمزة الحوثي، ومهدي المشاط، وعلي العماد، بينما ضم وفد المؤتمر الشعبي العام الحاكم عارف الزوكا، وأبو بكر القربي، إضافة إلى وفود أخرى موالية للحوثيين من الحراك الجنوبي وحزب الحق وحزب البعث وحزب الكرامة.
قال ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام إن جماعته ستحدد موقف خلال ساعات  حول الذهاب إلى جنيف"، وأضاف عبدالسلام في تغريدات له اليوم "إن مصر سمحت بعبور الطائرة فوق أجوائها وانهم منتظرين توضيحا من الأمم المتحدة حول ملابسات تأخر وعرقلة وفد صنعاء". 
واطلق نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة، خالد بحاح، دعوة إلى "الإخلاص في اللحظات الفارقة من أجل مستقبل اليمن".
وفي تدوينة له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الاثنين، قال بحاح: "دعوة صادقة لكل من يؤمن بالإنسانية وقيمها، وطننا أمام مفترق طرق، لنكن مخلصين في هذه اللحظات الفارقة، فمستقبل جيل قادم مرهون بقرارتنا"، وتأتي هذه الدعوة عقب انطلاق مشاورات جنيف، اليوم، برعاية الأمم المتحدة، بين الأطراف اليمنية، سعياً للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد.

المشهد الإقليمي:

المشهد الإقليمي:
فيما طالب البرلمان العربي كافة الأطراف اليمنية المجتمعة في جنيف وضع مصلحة اليمن ووحدته وسلامة أهله فوق كل اعتبار، وتنفيذ ما نصت عليه القرارات السابقة المتعلقة بالملف اليمني. وأعرب البيان الختامي للجلسة العادية السادسة من دور الانعقاد الثالث للفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي، الذي عقد بمقر الجامعة العربية، أمس الأحد، عن القلق إزاء تطورات الساحة اليمنية وما يعانيه الشعب من أوضاع إنسانية صعبة، مطالباً بسرعة التوصل الى حل للأزمة بناء على قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ونتائج الحوار اليمني. 
فيما أكدت دول الخليج العربية، ضرورة العودة إلى العملية السياسية في اليمن وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وجاء تأكيد دول الخليج في تصريح للأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، غداة اجتماع الأطراف اليمنية في لقاءات تشاورية اليوم الاثنين برعاية الأمم المتحدة. وشدد الزياني خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على ضرورة العمل على استعادة الدولة اليمنية ، وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن والعودة إلى العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وأعرب الزياني عن أمله في أن تسفر مشاورات جنيف بشأن اليمن عن رؤية شاملة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 من أجل إنقاذ اليمن وتجنيب شعبه ويلات الحرب والدمار، مبينا أن التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن هو الحل الوحيد لإخراج اليمن إلى بر الأمان، مشيدا في ذات الوقت بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لجمع الأطراف اليمنية على طاولة المشاورات بالتنسيق البناء بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

الحضور الإيراني:

الحضور الإيراني:
وعلى صعيد الحضور الايراني، نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، قد توجه إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين، للمشاركة في اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، والذي سيناقش آخر تطورات ما يجري في اليمن. ويعقد هذا الاجتماع، الذي يستمر يوماً واحداً في جدة، بالتزامن مع عقد حوار جنيف حول اليمن.

المشهد اليمني:

وسط انطلاقة صعبة لمؤتمر الحوار اليمني في جنيف وتأخر حضور ممثلي وفد جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، تواصل مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غاراتها، يبقي كل الخطوط والتكهنات مفتوحة حول نهاية أو استمرار الصراع في اليمن.

شارك