تغير مطالب الحوثيين.. جنيف يحمل كل أسباب الفشل

الثلاثاء 16/يونيو/2015 - 05:21 م
طباعة تغير مطالب الحوثيين..
 
بدأ الحوار اليمني في جنيف، بينما تواصل طائرات التحالف بقيادة السعودية قصفها لمواقع جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في مساعٍ للتوصل إلى حل أو هدنة قبيل شهر رمضان المبارك، مع تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد، وسط أزمة محاولة وفد جماعة الحوثيين عرقة الحوار عبر مطالبة بالحوار مع المملكة العربية السعودية وليس حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شنت اللجان الشعبية في اليمن، الثلاثاء، هجومًا مكثفًا على مواقع المتمردين في مدينة تعز، في وقت يواصل التحالف غاراته على عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم، بحسب مصادر ميدانية.
وقالت المصادر: إن اللجان شنت هجومًا على مواقع الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح جنوب غربي مدينة تعز، فيما تستمر الاشتباكات في الأطراف الشمالية للمدينة. 
كما شن التحالف بقيادة السعودية سلسلة غارات على منطقة الحرير والمجلية والحوبان في تعز. واستهدفت الغارات أيضا مطار عتق العسكري بمحافظة شبوة.
وأفادت مصادر بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، جراء غارات على مواقع في منطقة الجفينة، بمحافظة مأرب، لافته إلى أن الغارات أسفرت عن مقتل قيادات حوثية، وتدمير عربات مدرعة وأسلحة ثقيلة. كما أضافت أن غارات التحالف استهدفت مواقع للحوثيين، في منطقة الغيل بمحافظة الجوف.
وفي منطقة الأزرقين شمالي صنعاء، شن التحالف غارات على موقع عسكري للحرس الجمهوري الموالي لصالح.
وفي عدن، قتل 4 مدنيين وأصيب أكثر من 20 آخرين في قصف عشوائي للحوثيين على أحياء سكنية بالمدينة.
وعلنت القيادة العسكرية التابعة للمنطقة الرابعة والتي أعلنت ولائها للرئيس عبدربه منصور هادي، جميع المواطنين بأنه تم قطع الطريق التي تربط بين محافظتي عدن وأبين، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها. وقالت القيادة في بيان لها انه تم قطع طريق عدن- أبين لدواعي أمنية، وتم اسبتدالها بطريق المملاح العند. ودعت القيادة جميع المواطنين تعاونهم مع هذا التوجيه لما من شأنه صحة وسلامة كافة المواطنين.

الحوثيون وعرقلة الحوار

الحوثيون وعرقلة الحوار
وانطلقت المفاوضات في جنيف وسط انقسامات بشأن 3 قضايا قد تهدد مصيرها هي تحديد أطراف المشاورات، والاتفاق على مرجعياتها، وتحديد عدد الشخصيات في كل وفد.
وخلال مراسم افتتاح مقتضبة استمرت لأقل من 60 دقيقة، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأطراف بضرورة تأمين هدنة إنسانية لمدة أسبوعين، تبدأ في رمضان، كخطوة أولى، تسمح بتقديم المعونات الإنسانية إلى السكان المتضررين من الحرب، في بادرة تهدف أيضًا، لبناء الثقة بين الأطراف اليمنية.
من جانبه وفي محاولة لإفشال الحوار اليمني، أعلن الحوثيون وحلفاؤهم الثلاثاء بعد وصولهم إلى جنيف للمشاركة في محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة، أنهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية وطالبوا بإجراء محادثات مباشرة مع السعودية.
وتسعى الأمم المتحدة إلى إقناع وفدي الحكومة اليمنية من جهة والمتمردين من جهة ثانية بالموافقة على هدنة لوقف المعارك في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وفي مؤتمر صحفي في جنيف، أعلن العضو في وفد الحوثيين محمد الزبيري أن الحوثيين وحلفاءهم يرفضون أي حوار مع الحكومة اليمنية ويطالبون بالتباحث مع السعودية التي تقود تحالفًا عربيًّا يشن غارات ضد الحوثيين منذ 26 مارس.
وقال الزبيري: "نرفض أي حوار مع هؤلاء الذين لا يملكون أي شرعية"، متسائلا: "كيف نتحاور مع هؤلاء الذين يقتلون أطفالنا؟". 
وطالب الزبيري "بالحوار مع السعودية لوقف العدوان"، في إشارة إلى الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة الرياض ضد الحوثيين وحلفائهم.

تشاور لا حوار

تشاور لا حوار
فيما أكد الدكتور عبدالوهاب الحميقاني، عضو وفد الحكومة اليمنية المشارك في مفاوضات جنيف، أن قضية اعطاء هدنة إنسانية جديدة تعود إلى مدى التزام جماعة الحوثي بالقرارات الدولية المعنية بحل الازمة في اليمن خاصة قرار 2216، مؤكدا ان الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة السابقة والتي استمرت لخمسة أيام. 
 وقال الحميقاني في حواره مع صحيفة «عكاظ»: إن المقاومة الشعبية على الارض لن تتوقف سواء بدأت عملية التفاوض مع الحوثيين أو لم تبدأ، موضحًا للشعب اليمني وللرأي العام العالمي انهم يستغلون عامل الوقت لفرض سيطرتهم العسكرية على المناطق اليمنية.
وأضاف: أن مؤتمر جنيف مؤتمر تشاوري في الاصل والذي دعا له الامين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص باليمن، لإيجاد الية تنفيذ للقرارات الدولية الخاصة بالأزمة اليمنية، والتي منها القرار 2216، وعلى هذا الأساس جئنا إلى جنيف. لتنفيذ قرار 2216 وليس للتفاوض علي أي شيء آخر.
وأشارت المصادر إلى أن وفد الحكومة اليمنية الشرعية لديهم تعليمات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعدم الالتقاء مع وفد المتمردين الذي سيحضرون للمؤتمر التشاوري في جنيف، إلا بعد أن يتم الاتفاق على بنود آلية تنفيذ القرار الأممي 2216، المتضمن إيقاف إطلاق النار، وانسحاب الميليشيات الحوثية من المدن، وفرض مراقبين دوليين على الأراضي اليمنية، والسماح للهيئات الإغاثية والإنسانية بتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني بشكل عاجل. وأكدت المصادر أن الحكومة اليمنية سبق أن رفعت اسم أبو بكر القربي، وزير الخارجية السابق، ضمن الكشوفات إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، الذي تطالهم العقوبات الدولية، لتورطهم في جرائم الحرب والقتل، وتبييض أموال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتهريب، والاشتراك في تجنيد الأطفال، وانتهاك حقوق الإنسان، ومعه أيضًا اللواء جلال رويشان، وزير الداخلية السابق، ومحمد منصور زمام، وزير المالية في حكومة باسندوة، وغالب مطلق، وزير الدولة لشئون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ومهدي المشاط، قيادي حوثي، ومحمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية. 

مستقبل غامض

مستقبل غامض
وفي إطار رسم سيناريوهات لمستقبل الأزمة اليمنية، قالت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية في تقرير لها: إن سعي المعارضين للحوثيين جنوب اليمن لإنشاء دولة مستقلة، ربما يدمر خطة المملكة العربية السعودية لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للسلطة.
وأشارت إلى أن الهزيمة النادرة التي مني بها الحوثيون في الضالع جنوب اليمن الشهر الماضي، لم تدفع السعوديين للاحتفال، فالمسلحون الذين هزموا الحوثيين هناك، وأخرجوهم من المحافظة ينتمون للحركة الانفصالية، التي تدعو لإقامة دولة مستقلة في الجنوب، بينما تسعى المملكة لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للسلطة رئيسًا لدولة يمنية موحدة.
وأضافت الشبكة أن تنامي قوة الانفصاليين الجنوبيين يهدد بإطالة أمد الصراع الذي شرد عشرات الآلاف، وجرأ تنظيم القاعدة منذ بدء الحملة الجوية التي تقودها السعودية منذ مارس الماضي.
ونقلت عن "أبريل لونجلي ألاي" المحللة بمجموعة الأزمات الدولية، أن الرغبة في الاستقلال زادت في كثير من أنحاء الجنوب، فالانتقام والغضب والإحباط زاد ضد الشمال في أجزاء كثيرة بالجنوب، والاحتفاظ بالوحدة سيكون تحديًا سياسيًا أكثر صعوبة الآن.
وذكرت أنه في ظل عدم وجود قوات سعودية على الأرض في اليمن، تعتمد المملكة على الشعور المعادي للحوثيين من أجل صد ودفع المتمردين للتراجع، في وقت من المرجح فيه ألا تؤدي مفاوضات جنيف الحالية إلى معالجة التطلعات الجنوبية، أو وقف الضربات الجوية السعودية.
وأشارت إلى أن اليمن كان مقسمًا بين شمال وجنوب قبل توحيده في 1990م، ويشتكي الجنوبيون غالبًا من تهميشهم اقتصاديًا، وحاربت الحركات الانفصالية في حرب أهلية ضد الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في 1994م، في محاولة غير ناجحة للانفصال.
ونقلت عن "تشارلز شميتس" المتخصص في الشأن اليمني والأستاذ في جامعة ماريلاند، أن تلك المجموعات الانفصالية تظهر مجددًا، وتبني الأساس لحركة سياسية صلبة من شأنها أن تتحدى "هادي" والرياض.
وأشارت "لونجلي ألاي" إلى أن شكل الدولة اليمنية لم يحل بشكل مقبول لكثير من الجنوبيين أو الحوثيين، فطلب الجنوبيين بالانفصال واحد من كثير من القضايا التي لم تحل في عملية التحول والانتقال السياسي باليمن.
واعتبر "ديفيد أوتاواي" الباحث في مركز ويلسون بواشنطن، أن الفشل في هزيمة الحوثيين سيترك السعودية تواجه خيارات صعبة للغاية بشأن مستقبل اليمن، حيث أيدت المملكة من قبل التقسيم في 1994م.
وأضاف أنه بدون إعادة "هادي" للسلطة عسكريًّا أو عبر المفاوضات، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو الذهاب باتجاه استقلال جنوب اليمن.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
وسط انطلاقة صعبة لمؤتمر الحوار اليمني في جنيف وحضور وفد جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، لكن، ما حدث من تطورات عشية انعقاد المؤتمر قد تؤدي إلى فشل انعقاده، من أهم تلك الخلافات عدم التوافق بين حزب المؤتمر الشعبي العام "علي عبد الله صالح" وحزب أنصار الله "الحوثي" في صفة التمثيل في المؤتمر، كما مطالب جماعة أنصار الله بالحوار مع السعودية وليس مع الحكومة يشير إلى وجود نية لإفشال لقاء جنيف، مع قبول الحراك الجنوبي طرفاً ثالثاً، إذا اعتمدنا مبدأ الطرفين "الشرعية والحوثي"، يمكن القول: إن مؤتمر جنيف بشأن اليمن يحمل كل أسباب الفشل.

شارك