السوريون يصرخون والمجتمع الدولي حائر في إيجاد حلول للكارثة

الثلاثاء 16/يونيو/2015 - 06:00 م
طباعة معاناة السوريين تتفاقم معاناة السوريين تتفاقم
 
معاناة اللاجئين السوريين مستمرة بالتزامن مع اشتداد المعارك في أرض المعركة، وسط تجاهل المجتمع الدولي للأزمة السورية، وتغلب التفاهمات السياسية على الملف السوري، في ظل الموقف الروسي والإيراني المؤيد لنظام بشار الأسد، ومواقف تركيا والسعودية وقطر المناهضة للأسد، وضياع حقوق السوريين بين هذا وذاك.
ستيفان دي ميستورا
ستيفان دي ميستورا
من جانبها كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين عن عبور 23 ألف لاجئ فروا من القتال في شمال سوريا وعبروا الحدود إلى تركيا، وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية في جنيف: "معظم الوافدين الجدد سوريون فروا من القتال بين القوى العسكرية المتناحرة في بلدة تل أبيض وما حولها والتي كان المتشددون يسيطرون عليها وتقع على الجانب الآخر من معبر أقجة قلعة، إلى جانب أن 70 % من اللاجئين من النساء والأطفال".
وأكدت المفوضية أن معظم اللاجئين يصلون منهكين وبحوزتهم متعلقات قليلة، وبعضهم سار لأيام، والعدد يشمل أكثر من 2183 عراقيًّا من مدن الموصل والرمادي والفلوجة.
شدد سبيندلر على أن تركيا تستضيف الآن أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري سجلوا أسماءهم وإنها تستضيف عددًا "أكبر من أي دولة أخرى في العالم".
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه المعارك على أرض المعركة، وسقط اليوم 30 شخصا في قصف هو الأعنف للجماعات المسلحة المعارضة للنظام لمدينة حلب منذ بدء الصراع قبل أربع سنوات، جراء سقوط أكثر من 300 قذيفة وصاروخ وأسطوانة متفجرة أطلقتها كتائب مقاتلة وإسلامية على أحياء يسيطر عليها النظام السوري.
داعش فى حراسة الحراس
داعش فى حراسة الحراس الاتراك
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن مسلحين أطلقوا أكثر من 300 قذيفة على مناطق سكنية واقعة تحت سيطرة الحكومة في حلب.
من ناحبة آخري أدان ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الذي يزور دمشق حاليا القصف ووصفه بأنه هجوم عشوائي على المدنيين، إلا انه طالب النظام السوري بعدم الرد عبر إسقاط براميل متفجرة على مناطق آهلة بالسكان في المدينة المقسمة.
بينما رد الرئيس السوري بشار الأسد بأهمية توعية المجتمع الدولي بما تقوم به هذه الجماعات ضد الشعب السوري والدولة السورية، مطالبا أن يعي العالم خطر الإرهاب وأن يمنع الدول الأجنبية من تسليح المقاتلين الأجانب.
وزيارة المبعوث الأممي تأتي في إطار المحاولات التي يقوم بها لوضع حلول سياسية ممكنة للأزمة المندلعة منذ أربعة اعوام نتيجة سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، وتهجير الملايين وتشريدهم في الداخل والخارج، ودخول سوريا في نفق المجهول.
البحث عن فرصة للحياة
البحث عن فرصة للحياة
وبالرغم من استمرار جلسات الحوار السوري في جينيف منذ مايو، والإشارة إلى انه ربما يستمر حتى يوليو المقبل، إلا انه لم تظهر حتى الآن أي بوادر انفراجة للأزمة، فلا تزال الجماعات المسلحة تحصل على دعمها من قطر والسعودية وتركيا، كذلك تنامى نفوذ تنظيم داعش الإرهابي من دول عديدة، وعدم نجاح استراتيجية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحد نفوذ تنظيم داعش.
وتأتى هذه التحركات السياسية والإنسانية، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عن استمرار تدفق المقاتلين الأجانب إلى داعش، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية في الشيشان أن أكثر من 400 شخص من سكان الجمهورية سافروا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.
داعش يتقدم
داعش يتقدم
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية أن 405 أشخاص من الشيشان سافروا إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية منذ اندلاع الحرب هناك، ومنذ ذلك الحين، قتل 104 منهم، وعاد 44 إلى وطنهم، فيما يبقى مصير الآخرين مجهولا.
من جانب آخر أكد أبتي علاودينوف نائب وزير الداخلية الشيشاني أن السلطات تبذل أقصى الجهود لمنع سفر الشباب إلى سوريا، وهي تجمع المعلومات عن القنوات التي يجري إرسال المقاتلين الجدد إلى سوريا عبرها. وأوضح أن الداخلية تتلقى في حالات عديدة، نداءات من آباء شبان توجهوا إلى منطقة النزاع أو ينوون القيام بذلك، وفي هذه الحالة تساعد السلطات في إعادة الأبناء إلى طريق الصواب، مؤكدا أن رجال الدين يلعبون دورًا مهما للغاية في هذا العمل.

شارك