حسين عويضة يُدين الأزهر في حواره مع البديل

الأربعاء 17/يونيو/2015 - 11:09 ص
طباعة حسين عويضة يُدين
 
في حواره مع "البديل" أمس 16 يونيو 2015، طالب الدكتور حسين عويضة، رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، مؤسسة الأزهر بأن "تردم" مستنقعات الفكر المتطرف الذي ينخر في مؤسسات الدولة، وأن تعمل على استحداث القوانين الجديدة لتتواكب مع العصر، خاصة أن الأزهر حتى الآن لا يستطيع مواكبتها، وترك المسئولين عن الاقتتال من أجل الحصول على المناصب.
وأضاف رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، أن جامعة الأزهر كانت ولا زالت تؤكد على حرية اعتناق أي شخص لأي دين أو مذهب أو ملة، طالما أنه لا يتسبب في حدوث ضرر للدولة أو المواطنين. وعن سؤاله حول تقييم أداء الرئيس خلال العام الأول من حكمه، أفاد بأنه، رغم مجهودات رئيس الوزراء وجولاته الميدانية بالشوارع، إلا أن الرئيس يعمل بمفرده، ولم يساعده أحد بالداخل أو بالخارج؛ بهدف توفير حياة كريمة للفقير.
وعن دور الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف أشار إلى ضرورة تنقية المناهج التي تدرس في الأزهر؛ حيث قال: "الأزهر كان ولا يزال يمثل المؤسسة التي تواجه الفكر المتطرف الذي يستخدم الدين لصالح أجندة شخصية لا علاقة لها بالقرآن والسنة، وعلى الأزهر أن يعمل على تنقية كتب الجامعة والمعاهد الأزهرية على يد العلماء الحقيقيين الذين لا يخافون إلا الله ولا يخشون أحدًا؛ لأن الفكر المتطرف يأخذ من تلك الكتب ويعتبرها من التراث".
حسين عويضة يُدين
وحول اهتمام الرئيس والحكومة بالتعليم قال: "الرئاسة ومجلس الوزراء أهملوا منظومة التعليم، ربما لانشغالهم بالمشاريع الاقتصادية، فالمؤتمرات التي يعقدها كبار العلماء لمناقشة مشاكل التعليم ووضع الحلول لأزماته، لم يهتموا بها." واستطرد قائلا: "الرئيس يؤخذ عليه تعيين لجنة مكونة من 11 شخصًا برئاسة الدكتور طارق شوقي، خاصة أنهم لا يعلمون مشاكل التعليم على حقيقته؛ لأنهم تعلموا في الخارج. واللجنة تمهد لعملية خصخصة التعليم، وتحويل الجامعات الحكومية إلى أهلية لجمع الأموال من الطلاب، وتمهد لتغيير النظام الذي يسمح للطالب الفقير المجتهد بمواصلة تعليمه، ورؤيتها إلغاء مجانية التعليم."
وعن وزير التعليم وأدائه قال: "رغم أداء الوزير غير الواضح للجميع، إلا أنني أقدره وأحترمه لأنه واجه الصعوبات في جامعة المنصورة، وهو أدرى بمشاكل الجامعات المصرية بداية من الإرهاب وانتهاء بأزمات التعليم، بالإضافة إلى أنه غير متاح له الفرصة للعمل بشكل أفضل لكثرة مهاجميه، والمطلوب إعطاؤه فرصة للتعبير عن رؤيته."
أما بخصوص اتهامات الأزهر بأنه يخرج طلابًا يحملون أفكارًا متطرفة فارجع المسألة إلى الأساتذة وما يقومون ببثه للطلاب؛ حيث قال: "التدريس الفردي، سبب أزمة مصر، ويساعد الأساتذة على نشر أفكار شاذة ومتطرفة بين الطلاب، وأحد أسباب تدني التعليم في الأزهر، ويسبب كوارث بعد التخرج خلال العمل على أرض الواقع"، استطرد قائلا: "يوجد بالفعل أساتذة يحملون أفكارًا متطرفة ويبثونها بين الطلاب، وتم تحويل خمسة منهم إلى التحقيق في بعض كليات الجامعة؛ لأنهم تطرقوا إلى موضوعات غير مقرر تدريسها، وقالوا أشياء خارج الدين، طبقا لشكاوى الطلاب، وهو نتاج التدريس الفردي. والمشاكل عديدة، منها إحالة أستاذ جامعي للتحقيق، وبعدها نقله من فرع إحدى كليات البنات إلى البنين؛ لأنه حدد المقرر للطالبات في 7 صفحات وتحصل منهم على نقود مقابل ذهابه لإعطائهم درس تحدث فيه عن وصف دقيق للعملية الجنسية بين الرجل والمرأة.
وعن وزراء التعليم قال: "وزراء التعليم الذين تولوا المنصب بعد حكم الرئيس السيسي، كانوا أسوأ وزراء للتعليم العالي، بدءا من الدكتور مصطفى مسعد، والدكتور حسام عيسى، والدكتور وائل الدجوي، فكلهم كانوا عاجزين تمامًا عن أداء دورهم، وأصيبت الجامعات في عهدهم بالتدني في كل شيء، ماليًّا وإداريًّا وطلابيًّا وأمنيًّا، والإرهاب زاد وترعرع بسبب تشجيعهم على إرهاب الجامعات.
بينما تطرق في الحوار إلى إيجاد حلول لمشكلة تسريب الامتحانات؛ حيث قال: "تسريب الامتحانات أزمة قديمة وسوف تستمر طوال استخدامنا لطباعة الأسئلة، وتفعيل الكنترولات، فأول طريقة لمنع التسريب يكون بإلغاء الكنترولات؛ لأنها من عجائب الدنيا، ولا يوجد مثيل لها على مستوى العالم، بالإضافة إلى إلغاء طباعة الأسئلة بالأوراق، وبعدها تقوم لجنة من كبار الأساتذة بتوزيع الأسئلة وقت انعقاد اللجنة على أن يتم الاتفاق بينهم على الامتحان في الصباح، ويتم إعلان الأسئلة بمكبرات الصوت داخل اللجنة، ويكون التصحيح جماعي لكل مادة على حدة، ويقوم كل قسم بإظهار نتيجته للطلاب؛ لأن طباعة الأسئلة بالورق لا بد أن يتم تسريب إحداها خلال مراحل نقل الأسئلة بداية من مرحلة الطباعة، انتهاء بوصولها إلى المدرسين قبل انعقاد الامتحانات.
وعن عدم رضا المواطنين عن أداء الأزهر قال: "نعم هو كذلك، والسبب وجود الإخوان داخل مشيخة الأزهر، وجامعته، وقطاع المعاهد الأزهرية، وعلى شيخ الأزهر أن يطهر تلك المؤسسات من الإخوان طلاب وأساتذة." وهذا يعد اعترافًا منه بوجود الإخوان داخل المؤسسة المنوط بها الإصلاح ومحاربة التطرف والإرهاب".
حسين عويضة يُدين
وعن الطلاب المفصولين قال: "تقريبًا وصل عدد المفصولين من الطلاب 200، واقترحت أن يتم إرسال أسمائهم إلى الجامعات الأخرى لعدم قبولهم بها، كما تم التفكير في مخاطبة السجلات العسكرية لإلحاقهم بالخدمة، لكن أقترح عدم إلحاقهم بالأماكن التي تحتوى على أسرار عسكرية حتى لا يطلعوا عليها، وأن يتم إلحاقهم بالأعمال الزراعية وغيرها من التي تكون مصدر إنتاج، وبذلك يتم تحويل المجرم إلى منتج، ومن يمسك الخرطوش إلى الإمساك بالفأس." واستطرد قائلا: "ما أدى للحد من العنف بالجامعات تحديدًا جامعة الأزهر، الاستجابة لما طلبته في العام الماضي بإغلاق المدن الجامعية؛ لأنها تحتوي على مخازن أسلحة من النوع الثقيل، يخزنها الطلاب، كما أن المدينة الجامعية توفر المأكل والمشرب للمجرمين، وأوشك بعض الطلاب على حرق معمل الإشعاع بإحدى الكليات، خلال العام الماضي؛ الأمر الذي قد يؤدى هلاك مصر بسبب الإشعاع."
ثم اختتم حديثه برايه في شركة الأمن "فالكون" حيث قال: "فالكون لم تؤد شيئا في الجامعات، ولم تكن سببًا للحد من العنف الطلابي، ودورها كان مقتصرًا على تفتيش الطلاب فرادى، وغالبًا ما كان الطلاب الفرادي أصحاب علم، وهم من كان يتم تفتيشهم، وأمن فالكون لا يستطيعون التعامل مع التجمعات الطلابية، كما أن الأمن الإداري أشبه بضفدعة في فم السبع؛ لأنه ليس مدربًا ولا متخصص ومنهم من تم إصابته، ولا زالوا يتلقون العلاج حتى الآن".

شارك