الأوقاف بين إحياء الشعائر الرمضانية والخوف من التكفيريين

الأربعاء 17/يونيو/2015 - 12:30 م
طباعة الأوقاف بين إحياء
 
حول استعداد وزارة الأوقاف لشهر رمضان المبارك قال الشيخ محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: إن "الوزارة وضعت خطة ستسير عليها خلال أيام شهر رمضان الكريم، وستلتزم بها مديريات الوزارة بجميع المحافظات، وسيقوم الأئمة بتنفيذ ما تم اعتماده بها".
الأوقاف بين إحياء
وأضاف عبد الرازق، في تصريحات صحفية، أن "الوزارة قررت إقامة صلاة التراويح في 1150 مسجدًا على مستوى الجمهورية، يقرأ فيها جزءًا كاملًا من القرآن، إضافة إلى تخصيص 650 مسجدًا للسهرة الرمضانية، حيث ستبدأ السهر بقراءة 45 دقيقة من آيات القرآن الكريم قبل صلاة العشاء و45 دقيقة أخرى، بعد الصلاة".
وأضاف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة قررت أيضا تنظيم ملتقى للشباب بالاشتراك مع وزارة الشباب والرياضة، سيتم تنظيمه يوميًّا قبل صلاة المغرب بحضور 150 شابًّا يوميًّا، ومفكرًا وعالمًا إسلاميًّا ومسئولًا حكوميًّا.
وتابع عبد الرازق: "كما سيكون هناك محاضرات يومية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف في بعض المساجد المميزة، بعد صلاة العصر مباشرة، إضافة إلى الدروس الدينية بالمسجد الجامع والمساجد الكبرى".
ولفت عبد الرازق إلى أن وزارة الأوقاف اعتمدت 3650 مسجدا على مستوى الجمهورية لإقامة الاعتكاف في شهر رمضان، على أن يراعي ذلك الشروط والضوابط التي حددتها الوزارة للاعتكاف، والتي يأتي في مقدمتها أن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الوزارة أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف، أو خطيب مصرح له من الأوقاف تصريحًا جديدا لم يسبق إلغاؤه، كما ألزمت الراغبين في الاعتكاف بضرورة تسجيل أسمائهم قبل الاعتكاف.
وقال عبد الرازق: إن "الأوقاف اشترطت أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات، لافتة إلى أن الزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف، وأن المسجد الذي لا تقام به الجمعة التي هي فرض لا يقام به الاعتكاف الذي هو سنة".
واستطرد عبد الرازق: "كما اشترطت الوزارة أن يكون مكان الاعتكاف مناسباً من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، بناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية، وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد".
وكانت قد طالبت وزارة الأوقاف بأن يكون عدد المعتكفين مناسبًا للمساحة التي يقام بها الاعتكاف والخدمات اللازمة للمعتكفين، ويقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف وفق سعة المكان قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقل.
وشددت الوزارة على ضرورة أن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسئولة مسئولية كاملة عن إدارة شئون الاعتكاف وعن أي خلل يحدث فيه، ولها حق متابعته من خلال التنسيق مع المشرف على الاعتكاف، إضافة إلى أن يتم اعتماد المسجد من قبل الوزارة كمسجد مصرح له بالاعتكاف.

منع المتشددين من اعتلاء المنابر

منع المتشددين من
وفي سياق متصل حول الاستعدادات التي اتخذتها وزارة الأوقاف استعدادًا لشهر رمضان، قال الشيخ محمد محمود أبو حطب، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا: إنه تم وضع خطة للشهر المبارك أهمها التشديد على أن من يلقي الخطبة من المشهود لهم بالاعتدال، وإن المديرية منعت العديد من قيادات الجماعة الإسلامية والسلفية الذين كانوا يسيطرون على مساجد المحافظة، ويقومون بالخطابة فيها بدون تصريح من الأوقاف.. إن مثل هؤلاء الذين يدعون إلى الإرهاب والتطرف مصيرهم إلى زوال. وأضاف أبو حطب أن من أبرز الأسماء التي قامت مديرية أوقاف المنيا بمنعها من الخطابة في المساجد أسامة حافظ، القيادي بالجماعة الإسلامية ورئيس مجلس شورى الجماعة الحالي، وعصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، المحبوس حاليًا، ورجب حسن، أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا، والذين كانوا يسيطرون على مسجد الرحمن بحي أبو هلال. وأردف أبو حطب أن الوزارة استبعدت كل من له نشاط أو فكر متشدد سواء كان سلفيًا أو غير سلفي ولا يوجد مكان لأصحاب الأفكار المتشددة والتي تحرض على العنف أيا من كان في المساجد، وأن المساجد ترحب بكل إمام أزهري معتدل. 
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف، أنه تم تحديد 150 مسجدًا على مستوى المحافظة للاعتكاف خلال الشهر الكريم ووضع ضوابط للاعتكاف منها تقديم طلب وصورة البطاقة الشخصية للمعتكف لمعرفة البيانات الخاصة به لتنظيم عملية الاعتكاف داخل المساجد ومعرفة هوية من يقيمون بالمساجد خلال فترة الاعتكاف، إضافة إلى الاهتمام بنظافة المساجد من الداخل والخارج والحرص على تواجد إمام بكل مسجد للصلاة.

الأوقاف ومنع السلفيين

الأوقاف ومنع السلفيين
بدأت وزارة الأوقاف هجومًا مضادًّا لمنع استخدام السلفيين للمساجد في الدعاية الانتخابية؛ حيث شددت الرقابة على المساجد، وقررت تطبيق الضبطية القضائية على من يستخدم المساجد في الدعاية الانتخابية.
في السياق ذاته قال الشيخ حمدي أحمد الكحلي وكيل وزارة الأوقاف بمدينة 6 أكتوبر سابقًا: إن ما يستخدمه السلفيون من هجوم شرس على الأوقاف والأزهر ما هو إلا وسيلة رخيصة لإظهار ضعفهم أمام الناس، ويؤكدون أن المجتمع يضطهدهم بعد حكم الإخوان، وفي حقيقة الأمر أنهم أصحاب فكر متشدد، ومن ثم المجتمع كله أخذ موقفًا من هؤلاء الجماعة، وعليهم أن يثبتوا عكس ذلك بالفعل الإيجابي والهادف، وليس من خلال إثارة البلبلة وإدانة الأوقاف والأزهر؛ لما هم عليه الآن بسبب أقوالهم وأفعالهم، ومن يظهر منهم على القنوات الفضائية من المتشددين خير دليل على أنهم ليسوا على نفس نهج الأوقاف ولا الأزهر الشريف . 
وأشار الكحلي إلى أنه ممنوع لأي أزهري الخطابة في المساجد، إلا إذا كان معه ترخيص من الأوقاف، ومن ثم إذا رأت الأوقاف أن السلفيين الأزهريين على قدر من الوسطية والاعتدال في القول والفعل فلن تظلم أحدًا أو تمنعه من الخطابة، مؤكدا على أن هناك العديد منهم يخرج عن مبدأ الخطابة في المساجد، ومن هنا كان على وزارة الأوقاف أن تتمعن جيدًا في اختيار السلفيين الذين يحق لهم الخطابة في المساجد، وهذا ما جعلهم يتهكمون على وزير الأوقاف ويقذفونه بالادعاءات الكاذبة والمغرضة . 
كما أكد الشيخ محمود إمبابي وكيل الأزهر السابق على أن الدعوة السلفية من أكثر الناس تشددًا، وتعصبهم الديني هو الذي أوصلهم إلى نبذ المجتمع لهم، ونماذج عديدة منهم ظهروا في الآونة الأخيرة على الفضائيات، وأثبتوا من خلال أقوالهم وأفعالهم أن هذه هي شخصية السلفي الذي عرف بالتعصب والتشدد في الدين على عكس تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على أن الدين يسر وليس عسرًا.

شارك